أوروبا تعدل توصيات الجرعة المعززة الثانية للقاح «كورونا»

بموازاة ظهور متحور فرعي جديد من «أوميكرون»

يظهر اختبار فيروس كورونا نتيجة إيجابية على طاولة في لندن أمس (إ.ب.أ)
يظهر اختبار فيروس كورونا نتيجة إيجابية على طاولة في لندن أمس (إ.ب.أ)
TT

أوروبا تعدل توصيات الجرعة المعززة الثانية للقاح «كورونا»

يظهر اختبار فيروس كورونا نتيجة إيجابية على طاولة في لندن أمس (إ.ب.أ)
يظهر اختبار فيروس كورونا نتيجة إيجابية على طاولة في لندن أمس (إ.ب.أ)

يبدو أن المتحور الفرعي الجديد من «أوميكرون» الذي ظهر بالهند، وبدأ ينتقل إلى عدة مناطق أخرى حول العالم، سيدفع إلى تعديلات سريعة في سياسات اللقاحات. بدأت من أوروبا، التي أعلنت أمس (الاثنين) عن أحدث توصياتها بشأن الجرعة المعززة الثانية من لقاح «كوفيد 19».
ويوصي المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) بالنظر في الجرعات المنشطة الثانية من لقاحات «كوفيد 19» للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاماً، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية تعرضهم لمخاطر عالية من مرض شديد.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، أوصت كلتا الوكالتين بأن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً يتم أخذهم في الاعتبار للحصول على جرعة معززة ثانية. ومع ذلك، أشارت الوكالتان في ذلك الوقت إلى أنه قد يكون من الضروري النظر في المعززات الثانية للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاماً والأشخاص المعرضين للخطر في أي عمر، إذا كانت هناك عودة للعدوى.
وتأتي التوصية بالتعجيل في إعطاء المعززات الثانية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً والأشخاص المستضعفين، نظراً لأن هناك موجة جديدة جارية حالياً في أوروبا، مع زيادة معدلات دخول المستشفيات ووحدات العناية المركزة، وبالتالي سيكون من الأهمية بمكان أن تنظر سلطات الصحة العامة الآن إلى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاماً، بالإضافة إلى الأشخاص المعرضين للخطر من أي عمر للحصول على جرعة معززة ثانية.
وتوصي الوكالتان بالتركيز على الأشخاص الذين تلقوا تعزيزاً سابقاً منذ أكثر من 6 أشهر، مؤكدين على أن اللقاحات المصرح بها حالياً لا تزال فعّالة للغاية في الحدّ من حالات دخول المستشفيات بسبب «كوفيد 19» والأمراض الشديدة والوفيات، في سياق المتغيرات الناشئة الجديدة من «كوفيد 19».
وأحدث هذه المتغيرات، المسمى BA.2.75 وهو بديل فرعي من «أوميكرون» ظهر في الهند، ثم بدأ يكتسب أرضية في دول أخرى، بما في ذلك أستراليا وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا وأميركا، ويشك العلماء أن المتغير الفرعي الجديد سيفوق المتغير BA.5.
وقال ماثيو بينيكر، مدير علم الفيروسات الإكلينيكي في «مايو كلينيك» في روتشستر بولاية مينيسوتا الأميركية، في تقرير نشرته «أسوشيتد برس» (الاثنين): «لا يزال من المبكر حقاً استخلاص كثير من الاستنتاجات، لكن يبدو أن معدلات انتقال العدوى تظهر نوعاً من الزيادة الهائلة، مقارنة بالمتغير المستحوذ حالياً على الحالات (BA.5)».
من جانبها، تقول ستيلا كيرياكيدس، المفوضة الأوروبية للصحة وسلامة الغذاء، في تقرير نشره (الاثنين) الموقع الرسمي للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها: «إن لقاحات (كوفيد 19) لا تزال تعمل وتوفر مستويات جيدة من الحماية ضد الأمراض الشديدة، مع ارتفاع الحالات ودخول المستشفى مرة أخرى، مع دخولنا فترة الصيف، وأحثّ الجميع على التطعيم والتعزيز في أسرع وقت ممكن، فلا وقت لنضيعه».
وتضيف: «أدعو الدول الأعضاء إلى إطلاق التعزيزات الثانية لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، وكذلك جميع الأشخاص المعرضين للخطر على الفور، وأحثّ كل شخص مؤهل على التقدم والحصول على التطعيم، فهذه هي الطريقة التي نحمي بها أنفسنا وأحباءنا وسكاننا الضعفاء».
تقول الدكتورة أندريا أمون، مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها: «نشهد حالياً زيادة في معدلات الإبلاغ عن حالات (كوفيد 19) واتجاهاً متزايداً في عمليات دخول المستشفيات ووحدة العناية المركزة في كثير من البلدان، مدفوعاً بشكل أساسي بالسلسلة الفرعية (BA 5) من (أوميكرون)، وهذا يشير إلى بداية موجة جديدة وواسعة النطاق من (كوفيد 19) في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي؛ حيث لا يزال هناك كثير من الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى الشديدة، الذين نحتاج إلى حمايتهم في أقرب وقت ممكن».
وفي الوقت الحالي، لا يوجد دليل واضح يدعم إعطاء جرعة معززة ثانية للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، والذين ليسوا أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد، ولا يوجد دليل واضح لدعم إعطاء التعزيزات الثانية المبكرة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، أو أولئك الذين يعملون في دور الرعاية طويلة الأجل إلا إذا كانوا معرضين لخطر كبير.
مع ذلك، دعا المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) ووكالة الأدوية الأوروبية، سلطات الصحة العامة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي للتخطيط لتعزيزات إضافية خلال فصلي الخريف والشتاء للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض حادة، وربما الجمع بين لقاحات «كوفيد 19» مع لقاحات الأنفلونزا.
وتأتي أحدث نصيحة للوكالتين وسط العمل على تكييف اللقاحات لمتغيرات «أوميكرون» المثيرة للقلق. وقال المدير التنفيذي لوكالة الأدوية الأوروبية: «نحن نعمل من أجل الحصول على موافقات محتملة للقاحات معدلة في سبتمبر (أيلول)»، مشيراً إلى أن «لجنة الأدوية البشرية لدينا تقوم حالياً بمراجعة بيانات لقاحين معدلين».
في غضون ذلك، من المهم التفكير في استخدام اللقاحات المصرح بها حالياً باعتبارها معززات ثانية للأشخاص الأكثر ضعفاً، كما أنها فعّالة في منع دخول المستشفى والأمراض الشديدة والوفيات الناجمة عن «كوفيد 19»، مع استمرار ظهور المتغيرات الفرعية الجديدة.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.