«الإطار» العراقي يعلن جاهزيته لتشكيل الحكومة بعد عطلة العيد

الخزعلي يتجاهل نداء الصدر لأضخم صلاة موحدة الجمعة المقبلة

قيس الخزعلي يخاطب تجمعاً سياسياً قبل انتخابات أكتوبر الماضي (أ.ب)
قيس الخزعلي يخاطب تجمعاً سياسياً قبل انتخابات أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

«الإطار» العراقي يعلن جاهزيته لتشكيل الحكومة بعد عطلة العيد

قيس الخزعلي يخاطب تجمعاً سياسياً قبل انتخابات أكتوبر الماضي (أ.ب)
قيس الخزعلي يخاطب تجمعاً سياسياً قبل انتخابات أكتوبر الماضي (أ.ب)

في خطوة يمكن أن تشكل استفزازاً جديداً لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وتتجاهل نداءه لأضخم صلاة موحدة يقيمها أنصاره الجمعة المقبلة، أعلن زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي أن انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية سيسرع من تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة في العراق.
وفي وقت يعد الصدر لأضخم صلاة موحدة يقيمها أنصاره الجمعة المقبلة من أجل إظهار قوة التيار الصدري في الشارع، أكد الخزعلي خلال خطبة صلاة العيد أمس (الأحد) عند الشيعة أنه «منذ فترة تقريباً 9 أشهر بعد الانتخابات، أصبح الوضع متوقفاً وحصلت تطورات، كان أهمها انسحاب الكتلة الصدرية من العملية السياسية مما ولد أفقاً جديداً لكسر الانسداد وتشكيل الحكومة الجديدة». وأضاف أنه «لا يوجد تأخير في تشكيل الحكومة لأن البرلمان في عطلة تشريعية، وهناك جلسة يفترض أن تنعقد بعد العيد، وسيتبين فيها هل هناك تأخير أم لا». وتابع الخزعلي «نعمل على ألا يتعطل تشكيل الحكومة أكثر من ذلك، وهناك فرصة حقيقية لتشكيلها»، مشيراً إلى أن «الوضع يحتم عدم إحداث فوضى في العراق، البلد الذي ينتج 4 ملايين برميل من النفط، كما أن الرسائل من دول المنطقة والدول الكبرى واضحة بتشكيل حكومة وحدة وطنية». وأوضح الخزعلي أن هناك عوامل ستؤدي إلى نجاح الحكومة المقبلة، منها الوفرة المالية وارتفاع أسعار النفط».

                                                  مقتدى الصدر في ذكرى وفاة والده الشهر الماضي (أ.ف.ب)
وفيما تعصف الخلافات داخل البيت «الإطار التنسيقي» الشيعي بشأن منصب رئيس الوزراء وعدم وجود أي أفق لإمكانية حسمه خلال فترة ما بعد العيد، فإن الخزعلي تجاهل هذا التحدي الذي لا يزال يواجه الإطار التنسيقي منذ أكثر من ثمانية شهور، معتبراً أن التحدي الوحيد أمام تشكيل الحكومة «هو اختيار رئيس الجمهورية» في ضوء الخلاف داخل البيت الكردي بين الحزبين الرئيسيين «الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني». وقال إن «الخلاف بين القوى السياسية الكردية هو أعمق من الخلاف بين القوى الشيعية».
وبشأن ما إذا كان الشيعة يفضلون طرفاً على حساب طرف آخر بشأن مرشح رئاسة الجمهورية، أوضح الخزعلي أن «الإطار التنسيقي مع اجتماع القوى السياسية الكردية واتفاقها على موضوع رئاسة الجمهورية»، قائلاً إن «هناك حلين: الأول أن تتفق على شخص واحد، وأيا كان من سيتفقون عليه فنحن ليست لدينا مشكلة. والثاني، إذا لم يحصل ذلك فنأمل أن يتفقوا على طريقة وآلية لتقديم المرشحين، ومن يحقق الفوز بالتصويت في البرلمان يأخذ رئاسة الجمهورية». وبشأن الخلاف داخل البيت الشيعي على منصب رئيس مجلس الوزراء، قال الخزعلي إن «اختيار رئيس الوزراء ليست مسألة كبيرة، فهناك اتفاق على اختياره بين قوى الإطار التنسيقي، وهم على مستوى من الوعي الكامل بهذا الشأن». وأشار إلى أنه «لا توجد مشكلة حقيقة في حسم رئيس الوزراء داخل الإطار التنسيقي، ولكن هناك خلافات داخل الإطار لكنها لا ترتقي إلى أن تكون مشكلة حقيقية».
وفي سياق متصل أكد رئيس تحالف قوى الدولة، عمار الحكيم، أنه ليس من الصحيح مشاركة القوى والأطراف السياسية كافة في الحكومة الاتحادية المقبلة، وأن من الضروري أن تكون هناك معارضة داخل مجلس النواب العراقي. وخلال خطبة صلاة العيد يوم الأحد دعا الحكيم إلى دعم خيار المعارضة البرلمانية الإيجابية وتقويتها، قائلاً: «يجب تقوية النظام البرلماني من داخل البرلمان نفسه، وذلك بتعزيز الثقة عبر مسارين، أحدهما يتبنى تشكيل الحكومة والآخر يقوم بمراقبتها وتقويم عملها». وأضاف الحكيم أنه «ليس من الصحيح مشاركة الجميع في الحكومة، ولا بد من جهة برلمانية داعمة للحكومة وجهة أخرى مراقبة لها، وخلاف ذلك لن نجد حلاً للعملية السياسية في العراق».
ومثله مثل الخزعلي، دعا الحكيم إلى «الإسراع في تشكيل حكومة خدمية متوازنة وطنية تنسجم مع حجم التحديات المحيطة بالعراق، وأبرزها التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية». وفيما قلل الخزعلي من أهمية انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان، عاداً إياها بمثابة مفتاح لحل الانسداد السياسي، فإن الحكيم يرى انسحاب الكتلة الصدرية يمثل تحدياً يواجه الحكومة المقبلة، قائلاً إن «انسحاب الصدريين لا يعني خروجهم من المشهد السياسي، فهم يمثلون شريحة كبيرة من شعبنا ولطالما كانت لهم صولات خدمية وسياسية، وكنا نتمنى أن يتريث الأخ السيد الصدر بقراره الأخير لما تمر به البلاد من فترة حرجة وحساسة». وبشأن رئاسة الجمهورية، دعا الحكيم الأكراد إلى «الإسراع في حسم منصب رئيس الجمهورية، فهذا المنصب يعني العراقيين جميعاً وليس الإخوة الكرد وحدهم». واعتبر أن هذا المنصب هو «أكبر من استحقاق مكون واحد، بل هو لمكونات البلاد كافة وهو ضمانة لوحدة العراقيين وصمام الأمان للعراق وللدستور».
وبينما قال الحكيم إن هناك عناصر إيجابية في حكومة تصريف الأعمال برئاسة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وينبغي البناء عليها، أعلن الخزعلي رفضه لبقائها قائلاً: «لا توجد مشكلة حقيقية داخل الإطار الشيعي في حسم اسم مرشح رئاسة الحكومة لأن كافة أطراف وقوى الإطار الشيعي ترفض جملة وتفصيلاً بقاء حكومة تصريف الأعمال لأنها حكومة ناقصة الصلاحيات، ويجب العمل على تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

لبنان يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن بعد «الاستهداف الإسرائيلي المتعمّد» للجيش

عناصر من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)
TT

لبنان يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن بعد «الاستهداف الإسرائيلي المتعمّد» للجيش

عناصر من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)

قالت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم (الثلاثاء)، إن بيروت ستتقدم بشكوى جديدة ضد إسرائيل لمجلس الأمن، لمواجهة الاستهداف المتصاعد والمتعمد لقوات الجيش اللبناني.

وأضافت في بيان نشرته على منصة «إكس»، أن الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لقوات الجيش اللبناني تصاعد بشكل ملحوظ في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأن الهجمات الإسرائيلية المتعمدة على قوات الجيش اللبناني قتلت في أسبوع 10 أفراد وأصابت 35 بينهم حالات حرجة.

وأشارت «الخارجية» اللبنانية إلى أنها أوعزت لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى جديدة أمام مجلس الأمن الدولي، وفنّدت الشكوى «الاعتداءات الخطيرة على الجيش ومراكزه وآلياته التي سُجّلت في الفترة من 17 ولغاية 24 نوفمبر 2024 في قرية الماري، والصرفند، وطريق برج الملوك - القليعة، والعامرية في جنوب لبنان».

ودعا لبنان في شكواه، الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجيش، وعدّها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701.

وأوضح أن استهداف إسرائيل للجيش اللبناني «يُعدّ رسالة واضحة من إسرائيل برفضها أي مبادرات للحل، وإصرارها على التصعيد العسكري بدلاً من الدبلوماسية».