تجدد الاحتجاجات والاعتصامات المنددة بـ«فساد» انقلابيي اليمن

TT

تجدد الاحتجاجات والاعتصامات المنددة بـ«فساد» انقلابيي اليمن

أدى السلوك القمعي للحوثيين واتهامات يمنيين لقادة الجماعة الانقلابية، إلى تصاعد الاحتجاجات والاعتصامات في عدد من المدن والمناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات، بالتزامن مع تدهور الأوضاع المعيشية كافة لدى السكان.
شهدت الأيام الماضية موجة اعتصامات ووقفات احتجاجية ضد الميليشيات في صنعاء وإب والبيضاء وتعز، تنديداً بجرائم وفساد الميليشيات ورفضاً لتدخلاتها في شؤون واختصاصات القضاء وبقية أجهزة الدولة المغتصبة وتجييرها خدمةً لمصالحها وأجنداتها، وفق مصادر محلية.
وتمثلت آخر تلك الفعاليات في تنظيم قبائل بني ضبيان (كبرى قبائل طوق صنعاء) وقفة احتجاجية رافقها اعتصام مفتوح في ميدان السبعين (وسط العاصمة المختطفة) احتجاجاً على ضلوع مشرفين ومسلحين في الجماعة الحوثية بتهريب سجين محكوم عليه بالإعدام من السجن المركزي في صنعاء.
وطالب أعيان وأبناء قبيلة بني ضبيان (وهي إحدى قبائل اليمن التي رفضت تقديم أي دعم أو مساندة للميليشيات) الجماعة بالقبض على السجين راضي عبد اللطيف القائزي، مؤكدين أن المتهم الهارب من السجن أُدين بالقتل العمد وصدر بحقه حكم بالإعدام.
ورفع المشاركون لافتات تطالب الميليشيات بالكشف عن المتورطين بتهريب المتهم ومحاكمتهم المحاكمة العادلة. مطالبين أيضاً بضبط متهمين آخرين فارين من وجه العدالة ويُعدُّون ضمن خصومهم في ذات القضية.
وسبق احتجاج بني ضبيان بنحو أسبوع تنظيم وقفة احتجاجية مماثلة شارك فيها وجهاء وأعيان وأبناء مديرية العدين بمحافظة إب للضغط على الميليشيات بإقالة أحد قادتها الأمنيين المنتحل لصفة مدير أمن المديرية على خلفية تسببه بانتحار المواطن عبد الغني عبد الجليل حرقاً عقب ابتزازه والوقوف في صف خصومه وعدم إنصافه في قضيته.
واستنكر رجال قبائل العدين جريمة إقصاء الجماعة لكثير من القيادات الأمنية، تحديداً تلك المنتمية إلى إب وإحلال آخرين مؤهلهم الوحيد أنهم يكنّون الولاء والطاعة للجماعة وزعيمها.
ويأتي ذلك في وقت كان فيه العشرات من أعضاء البرلمان غير الشرعي في صنعاء الخاضع لسيطرة الميليشيات قد شرعوا في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، في تنظيم سلسلة اعتصامات مفتوحة داخل المجلس تنديداً بفساد قيادات الميليشيات المتفشي، إلى جانب قضايا فساد أخرى، منها رفض الجماعة إنزال تقارير الحسابات للسنوات الخمس الماضية إلى القاعة لمناقشتها.
وكان وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية، معمر الإرياني، قد نشر منتصف الشهر ذاته مشاهد توثق اندلاع احتجاجات غاضبة ضد الميليشيات نفّذها العشرات من المعتقلين في سجن «رداع» المركزي بمحافظة البيضاء.
وقال الإرياني إن المعتقلين سواء بتهم سياسية أو جنائية لا يزالون يتعرضون لصنوف التعذيب النفسي والجسدي وسوء المعاملة، والافتقار لأدنى الخدمات كالغذاء والرعاية الصحية، في ظل تقارير تؤكد تزايد عدد حالات الانتحار في السجون خلال الأشهر الأخيرة.
وأدان الوزير اليمني بأشد العبارات إقدام الميليشيات على إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لقمع الاحتجاجات التي ينفّذها عشرات المعتقلين في سجن «رداع» بالبيضاء، جراء التعذيب وانعدام الخدمات وتردي أوضاعهم ما أسفر عن سقوط نحو 5 قتلى وجرحى.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان بإدانة هذه الممارسات الإجرامية والضغط على الجماعة لإطلاق جميع المعتقلين لأسباب سياسية، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لباقي السجناء.
وكانت تقارير محلية بصنعاء قد كشفت في وقت سابق عن تصاعد حدة الاحتجاجات والمظاهرات المنددة بفساد وجرائم الميليشيات، وتوسع رقعتها لتشمل عدداً من المناطق الواقعة تحت سيطرتها.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.