جثمان شينزو آبي يصل طوكيو وسط أجواء من الحزن في اليابان وخارجها

مواطنون يابانيون يضعون الزهور عند موقع اغتيال شينزو آبي في اليابان أمس (أ.ب)
مواطنون يابانيون يضعون الزهور عند موقع اغتيال شينزو آبي في اليابان أمس (أ.ب)
TT

جثمان شينزو آبي يصل طوكيو وسط أجواء من الحزن في اليابان وخارجها

مواطنون يابانيون يضعون الزهور عند موقع اغتيال شينزو آبي في اليابان أمس (أ.ب)
مواطنون يابانيون يضعون الزهور عند موقع اغتيال شينزو آبي في اليابان أمس (أ.ب)

لا تزال اليابان تحت وقع الصّدمة غداة اغتيال رئيس وزرائها السابق شينزو آبي، أمس (السبت). ووصل الموكب الذي ينقل جثمان آبي إلى طوكيو، صباح اليوم، في أجواء من الحزن. وشاهدت صحافية من «وكالة «الصحافة الفرنسية» سيارة لنقل الموتى تصل إلى مقر إقامة آبي في طوكيو.
وظهر في لقطات بثها التلفزيون قادة من الحزب «الليبرالي الديمقراطي» الذي كان ينتمي إليه رئيس الوزراء السابق، وهم يرتدون ملابس سوداء ويقفون في طابور باحترام.

وأثار اغتيال آبي -أحد أشهر سياسيي الأرخبيل والذي حكم البلاد أكثر من 8 سنوات- مشاعر من الحزن العميق في اليابان وخارجها.
وأقرّ منفّذ الهجوم الذي أُوقف في مكان الواقعة، بأنّه استهدف آبي عمداً، موضحاً للشرطة أنّه كان حاقداً على منظّمة اعتقد أنّ رئيس الوزراء السابق على ارتباط بها. وذكر عدد من وسائل الإعلام اليابانيّة أنّ الأمر يتعلّق بمجموعة دينيّة.
وقال عدد من وسائل الإعلام اليابانيّة، إنّ منفّذ الهجوم البالغ 41 عاماً التحق في الماضي بـ«القوّة البحريّة للدفاع الذاتي» أي سلاح البحريّة الياباني، واستخدم سلاحاً «يبدو يدوي الصنع» ويجري حالياً فحصه.
وعند وقوع الهجوم، كان رئيس الوزراء السابق البالغ 67 عاماً يُلقي خطاباً في تجمّع انتخابي في منطقة نارا، قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي تُجرى الأحد، عندما سُمع أزيز رصاص.

وأكّد رئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا، أمس، أنّ الاستعدادات للانتخابات: «أساس الديمقراطيّة»، ستستمرّ بشكل طبيعي.
وشارك كيشيدا الذي ينتمي مثل شينزو آبي إلى الحزب «الليبرالي الديمقراطي» (يمين قومي)، صباح اليوم، في تجمع انتخابي في ياماناشي (غرب طوكيو). وقال أمام نحو 600 شخص، بحسب صحيفة «ماينيتشي» اليومية، إن «العنف لا يمكن أن يتغلب على الكلمة».
ونقلت الصحيفة عن أحد أفراد قوات الأمن قوله: «لن ندع ما حدث بالأمس يتكرر مرة أخرى». وتحدث عن نظام أمني معزز بتركيب أجهزة لكشف المعادن، وتفتيش حقائب المشاركين.
وصعَدت آكي، أرملة شينزو آبي، حوالى الساعة السادسة (21:00 ت.غ) الجمعة، إلى سيارة قالت وسائل الإعلام إنها تقل جثمان رئيس الوزراء السابق، وغادرت مستشفى كاشيهارا بالقرب من نارا؛ حيث حاول الأطباء إنقاذه بعد الهجوم.
وأصيب شينزو آبي برصاصتين في رقبته، وأعلنت وفاته بعد ساعات، على الرغم من جهود بذلها فريق من عشرين طبيباً.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن مراسم تأبين ستُجرى مساء الاثنين، وستنظم الجنازة الثلاثاء بحضور أسرة آبي وأقاربه فقط.
هز مقتل شينزو آبي اليابان التي قال رئيس حكومتها الحالي إن اغتياله «عمل همجي» و«لا يغتفر».
ودان قادة في جميع أنحاء العالم الاغتيال. فقد أعربت كوريا الجنوبية والصين اللتان تربطهما علاقات متوترة باليابان عن تعازيهما.
ووجه الرئيس الصيني شي جينبينغ، السبت، برقية تعزية إلى كيشيدا، حسب وسائل الإعلام الحكومية الصينية. وقالت قناة التلفزيون الحكومية «سي سي تي في»، إن الرئيس شي «ونيابة عن الصين حكومة وشعباً، وباسمه شخصياً، أعرب عن تعازيه الحارة في وفاة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي».
وأضافت أن شي «حزين جداً لهذه الوفاة المفاجئة».
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه «مصدوم» ويشعر بـ«حزن عميق»، بينما أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«رئيس وزراء عظيم، كرس حياته لبلاده وعمل على تحقيق التوازن في العالم».
https://twitter.com/POTUS/status/1545400667451301888?s=20&t=kZLYH0b9ZrlLAbyvTvt_4g
وفي أستراليا، ستضاء دار الأوبرا في سيدني الأحد، تكريماً لشينزو آبي.
ويتجمع عدد كبير من الأشخاص منذ أمس في موقع الهجوم. وقالت ساشي ناغافوجي (54 عاماً) التي جاءت مع ابنها لوضع ورود: «لم أكن قادرة على الجلوس مكتوفة الأيدي». وأضافت: «أحترمه ووثقت به كرجل سياسة».
وشينزو آبي وريث عائلة سياسية، وصاحب الرقم القياسي في مدة شغل منصب رئيس الوزراء في اليابان، 2006-2007، ثم مرة أخرى من 2012 إلى 2020.
وآبي القومي والبراغماتي في آن واحد، ترك أثراً بسياسته الاقتصادية الجريئة التي تحمل اسمه (آبينوميكس) وتجمع بين حوافز مالية ضخمة وسياسة نقدية متساهلة إلى أبعد حد.
ودعا آبي إلى أن تتخلص اليابان من عقدة ماضيها العسكري، وكان يحلم بمراجعة الدستور الياباني السلمي لعام 1947 الذي كتبه المحتلون الأميركيون، ولم يتم تعديله منذ ذلك الحين.
وقد اضطر للاستقالة لأسباب صحية؛ لكنه بقي مؤثراً جداً داخل الحزب «الليبرالي الديمقراطي» الذي قاده.
وقال مسؤولون محليون في الحزب «الليبرالي الديمقراطي» إنهم لم يتلقوا أي تهديد قبل الهجوم الذي بثت قنوات التلفزيون لقطات منه.
ويظهر في اللقطات رئيس الحكومة السابق يقف على منصة، ثم يُسمع دوي انفجار تلاه انبعاث دخان. وينحني الحاضرون المتفاجئون، ثم يُشاهد عديد من الأشخاص يثبتون شخصاً آخر على الأرض.
وقالت شابة لمحطة هيئة البث اليابانية (إن إتش كيه) العامة، إن «الطلقة الأولى بدت وكأنها لعبة». وأضافت أن شينزو آبي «لم يسقط، ثم وقع انفجار كبير. كانت الطلقة الثانية أكثر وضوحاً، وكان يمكن رؤية شرارة ودخان».
وبعد الطلقة الثانية أحاط الناس بآبي الذي سقط أرضاً «وقاموا بتدليك قلبه».
وكان فريق أمني موجوداً؛ لكن كان من السهل على الحضور الاقتراب من آبي.
وتطبق اليابان واحداً من أكثر القوانين تشدداً في مراقبة الأسلحة النارية في العالم، وعدد الذين يقتلون بالرصاص فيها ضئيل جداً.


مقالات ذات صلة

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

شمال افريقيا السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في القاهرة. ووصف الرئيس المصري المباحثات مع رئيس الوزراء اليباني بأنها كانت «إيجابية وبناءة»، حيث جرى استعراض ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الرياضة سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

تحول المهاجم سالم الدوسري من بطل محتمل للهلال في نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى «مفسد للحفل» بعد طرده في الدقائق الأخيرة بلقاء الذهاب، بسبب اعتداء على منافس في الدقائق الأخيرة خلال تعادل محبط 1 - 1 في الرياض أمس (السبت). وافتتح الدوسري التسجيل في الدقيقة 13 من متابعة لكرة عرضية، ليثبت مجدداً أنه رجل المواعيد الكبرى، إذ سبق له التسجيل في مرمى أوراوا في نهائي نسخة 2019، حين أسهم في تتويج الهلال. وخلد اسمه في الذاكرة بتسجيل هدف فوز السعودية التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم بقطر العام الماضي، ليهز الشباك في نسختين بالنهائيات، فضلاً عن التسجيل في 3 نسخ لكأس العالم للأندية. لكن الدوسري (31

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، والتنافس المحموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة تأثيرها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس، مصر في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

أفريقيا ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، وما استتبعها من تنافس محموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة نفوذها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم (السبت)، مصر، في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.