اغتيال شينزو آبي رئيس وزراء اليابان السابق... والعالم في صدمة

مطلق النار استخدم بندقية «يدوية الصنع»... السعودية ودول ومنظمات تقدم التعازي

شينزو آبي ملقى على الأرض بعد إطلاق النار عليه من الخلف في مدينة نارا غرب اليابان أمس (رويترز)
شينزو آبي ملقى على الأرض بعد إطلاق النار عليه من الخلف في مدينة نارا غرب اليابان أمس (رويترز)
TT

اغتيال شينزو آبي رئيس وزراء اليابان السابق... والعالم في صدمة

شينزو آبي ملقى على الأرض بعد إطلاق النار عليه من الخلف في مدينة نارا غرب اليابان أمس (رويترز)
شينزو آبي ملقى على الأرض بعد إطلاق النار عليه من الخلف في مدينة نارا غرب اليابان أمس (رويترز)

هزّت جريمة اغتيال رئيس الحكومة الياباني السابق شينزو آبي اليابان والعالم، وأطلقت موجة عارمة من الاستياء والاستنكار من كل أنحاء العالم.
وكان آبي، وهو أطول رئيس للوزراء بقاء في سدة الحكم بالبلاد، تعرض لإطلاق نار أثناء حملة انتخابية له أمس (الجمعة)، في مدينة نارا غرب البلاد، ما أدى إلى وفاته بعد ساعات من نقله إلى المستشفى.
وقال الطبيب هيديتادا فوكوشيما من مستشفى نارا الجامعي: «نُقل شينزو آبي (إلى المستشفى) عند الساعة 12.20. حاول الأطباء إنعاشه، لكن للأسف توفي عند الساعة 17.03»، أي الثامنة و3 دقائق صباحاً بتوقيت غرينيتش. وأضاف: «إن آبي نزف حتى الموت متأثراً بجرحين بالغين في القلب والجانب الأيمن من العنق على الرغم من أنه تلقى أكثر من 100 وحدة من الدم في عمليات نقل على مدى أربع ساعات، إذ كان ينزف من جرح في القلب. ووصل إلى المستشفى وهو مصاب بسكتة قلبية ولم يستعد وعيه أبداً».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة اليابانية قولها للصحافيين في منطقة نارا، إن مطلق النار - وهو من سكان المنطقة - أقر باستهداف آبي.
وقال ضابط كبير في الشرطة: «أقر المشتبه فيه بأنه كان حاقداً على منظمة معينة، وبأنه ارتكب الجريمة لأنه كان يعتقد أن رئيس الوزراء السابق آبي على ارتباط بها».
وبحسب الشرطة اليابانية، فإن مطلق النار يدعى تيتسويا ياماغامي، وهو عاطل عن العمل ويبلغ 41 عاماً. وأكّد في إفادة للشرطة، أنه استخدم بندقية يدوية الصنع. وقال ضابط شرطة في منطقة نارا، للصحافيين: «هذا ما أكده المشتبه فيه، وتوصلنا إلى أنها (البندقية) مصنوعة يدوياً على ما يظهر بوضوح، علماً بأن تحليلاتنا مستمرة».
وذكرت وسائل إعلام أنه خدم في الجيش الياباني حتى 2005.
ووصف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الجريمة بـ«عمل همجي خلال الحملة الانتخابية التي تشكل أساس الديمقراطية»، ليضيف في تصريحات لاحقة: «لن نستسلم مطلقاً للعنف وسنواصل الحملة الانتخابية غداً».
وقال كيشيدا بعد إعلان وفاة آبي: «كنت أصلي من أجل إنقاذ حياته. لكن على الرغم من ذلك أبلغت بوفاته. إنه أمر مؤسف. لا أجد الكلمات المناسبة. أقدم التعازي والصلاة الخالصة لروحه».
وكان رئيس الوزراء السابق، البالغ من العمر 67 عاماً، يلقي خطاباً في تجمع انتخابي قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى الأحد عندما سمع أزيز رصاص، حسبما أوردت محطة «إن إتش كيه» ووكالة «كيودو» للأنباء.
وفي صور بثها الإعلام الياباني للحظة الهجوم، يبدو آبي واقفاً على منصة ثم يسمع دوي انفجار قوي ويتصاعد دخان، بينما ينحني متفرجون متفاجئون وينبطح آخرون. ونقلت «رويترز» عن شابة كانت في مكان الحادث للمحطة نفسها، أن آبي «كان يلقي كلمة، ووصل رجل من خلفه». وأضافت أن «الطلقة الأولى بدت كأنها لعبة، ولم يسقط وسمع دوي انفجار كبير. الطلقة الثانية كانت أكثر وضوحاً وتمكنا من رؤية الشرارة والدخان... بعد الطلقة الثانية، أحاط به الناس وقاموا بتدليك قلبه». وأكد مسؤولون محليون في الحزب أنهم لم يتلقوا أي تهديد قبل الهجوم وأن خطاب آبي أُعلن عنه مسبقاً علناً.
وكان آبي سعى إلى انتشال الاقتصاد الياباني من انكماش مزمن عن طريق انتهاج سياسة جريئة أطلق عليها اسم «آبينوميكس» أو «اقتصادات آبي». كما سعى إلى تعزيز قدرات الجيش ومواجهة النفوذ المتنامي للصين.

- ردود فعل دولية
وانهالت الرسائل التي تعبر عن التعاطف والصدمة والتنديد باغتيال آبي من جميع أنحاء العالم.
وقدمت وزارة الخارجية السعودية أحر التعازي لأسرة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، ولحكومة وشعب اليابان. وعبرت الوزارة عن تقديرها للأدوار المهمة التي قام بها آبي كقائد مؤثر على الساحة الدولية خلال مسيرة عمله الطويلة، وتنوه بدوره المحوري كصديق للسعودية في تعزيز أواصر علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. كما أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها واستنكارها للعمل الجبان الذي يتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية وأودى بحياة رئيس وزراء اليابان السابق، مؤكدةً تضامن المملكة مع اليابان حكومةً وشعباً.
وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب والرئيس الأسبق باراك أوباما، عن حزنهم العميق وتعازيهم في اغتيال آبي.
وقال بايدن في بيان، إنه يشعر بالاندهاش والغضب والحزن العميق لاغتيال صديقه شينزو آبي. وأضاف: «هذه مأساة لليابان ولكل من عرف شينزو آبي، وقد كان لي شرف العمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء آبي. وبصفتي نائب الرئيس، قمت بزيارته في طوكيو ورحبت به في واشنطن».
وأوضح بايدن أنه «في حين أن هناك كثيراً من التفاصيل التي لا نعرفها حتى الآن، فإننا نعلم أن الهجمات العنيفة غير مقبولة أبداً، وأن العنف المسلح دائماً ما يترك ندبة عميقة في المجتمعات المتأثرة به». وشدد على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب اليابان في لحظة الحزن هذه.
ترمب عبر عن «الأمل في أن يتم التعاطي» مع القاتل الموقوف «بسرعة وصرامة»، ووصف رئيس الوزراء الياباني السابق بأنه «كان رجلاً أحب بلاده الرائعة، اليابان، واعتز بها». وقال: «سنفتقد شينزو آبي كثيراً».
ووصف أوباما آبي بأنه «صديقي وشريكي القديم»، مضيفاً أنه كان «مخلصاً لبلده الذي خدمه، وللتحالف الاستثنائي بين الولايات المتحدة واليابان».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة «تشعر بقلق عميق» بعد هذا الهجوم، مؤكداً أنها «لحظة حزينة جداً».
ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آن مقتل شينزو آبي «خسارة لا تعوض».
واستنكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في تغريدة «القتل الجبان والوحشي» لآبي الذي وصفته بأنه «ديمقراطي عظيم ومدافع عن نظام عالمي متعدد الأطراف».
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: «لن أفهم أبداً القتل الوحشي لهذا الرجل العظيم. الأوروبيون يشاركون اليابان الحداد». وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ في تغريدة، أنه «صدم بعمق (...) للجريمة الدنيئة» التي يمثلها اغتيال آبي «المدافع عن الديمقراطية وصديقي وزميلي منذ سنوات». وأكد أن الحلف «يقف إلى جانب شعب شريكتنا المقربة اليابان ورئيس وزرائها فوميو كيشيدا».
ووجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعازيه للشعب الياباني والحكومة، معتبراً أن اليابان «خسرت رئيس وزراء عظيماً».
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على «تويتر»: «أنباء محزنة بشكل لا يصدق عن شينزو آبي... سوف يتذكر كثير من الأشخاص قيادته العالمية في الأوقات العصيبة. قلبي مع عائلته وأصدقائه والشعب الياباني».
المستشار الألماني أولاف شولتس، عبّر عن ذهوله وحزه العميق. وكتب على «تويتر» قائلاً: «نقف عن قرب إلى جانب اليابان حتى في هذه الأوقات العصيبة».
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي قال إن بلاده «أصيبت بالصدمة جراء هذا الهجوم المرعب». ووصف رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الهجوم بـ«الجبان». وأشاد رئيس الوزراء الآيرلندي ميشال مارتن بـ«الديمقراطي الملتزم». وأعرب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن «غضبه» من «القتل الوحشي»، مشيراً إلى أنه «حدث مأساوي يهزّنا جميعاً».
وغرّد رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي معزّياً، وقال إنه «يشعر بصدمة عميقة» و«يفكّر في عائلة صديقنا الياباني الذي كان صديقاً دائماً لبولندا».
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة: «أنباء مروعة عن الاغتيال الوحشي لرئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي... هذا العنف المشين ليس له مبرر».
وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن يوم حداد وطني تكريماً لآبي. كذلك أمر الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بفرض حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام في البرازيل. وقالت رئيسة تايوان تساي إينغ ون في بيان، إن تايوان فقدت صديقاً مهمّاً ومقرباً. ووصف رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ اغتيال آبي بأنه «عمل مجنون». واستنكر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إطلاق النار على آبي، ووصفه بأنه «عمل إجرامي لا يغتفر».
وأعلنت الصين قبل إعلان وفاة آبي، أنها «صدمت» للهجوم. وندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ«الذين نفذوا هذا الهجوم المشين».
وعزّى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوفاة رئيس الوزراء الياباني السابق. وقال: «لقد كان شينزو آبي صديقاً مخلصاً لمصر محباً لها داعماً لها في كلّ الأوقات والظروف، وشهدت علاقاتنا الثنائية في عهده تطوّراً غير مسبوق على جميع الأصعدة».
وتابع: «لكن قبل يومين من الانتخابات (ورجل) على هذه الدرجة من الأهمية، إنه أمر محزن ومروع».
وتطبق اليابان واحداً من أشد القوانين صرامة في مراقبة الأسلحة في العالم. وعدد القتلى في حوادث إطلاق نار في هذا البلد الذي يضم 125 مليون نسمة، ضئيل جداً.
وإجراءات الحصول على ترخيص بندقية طويلة ومعقدة حتى للمواطنين اليابانيين الذين يجب عليهم أولاً الحصول على توصية من جمعية الرماية ثم الخضوع لمراقبة صارمة من قبل الشرطة.


مقالات ذات صلة

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

شمال افريقيا السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في القاهرة. ووصف الرئيس المصري المباحثات مع رئيس الوزراء اليباني بأنها كانت «إيجابية وبناءة»، حيث جرى استعراض ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الرياضة سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

تحول المهاجم سالم الدوسري من بطل محتمل للهلال في نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى «مفسد للحفل» بعد طرده في الدقائق الأخيرة بلقاء الذهاب، بسبب اعتداء على منافس في الدقائق الأخيرة خلال تعادل محبط 1 - 1 في الرياض أمس (السبت). وافتتح الدوسري التسجيل في الدقيقة 13 من متابعة لكرة عرضية، ليثبت مجدداً أنه رجل المواعيد الكبرى، إذ سبق له التسجيل في مرمى أوراوا في نهائي نسخة 2019، حين أسهم في تتويج الهلال. وخلد اسمه في الذاكرة بتسجيل هدف فوز السعودية التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم بقطر العام الماضي، ليهز الشباك في نسختين بالنهائيات، فضلاً عن التسجيل في 3 نسخ لكأس العالم للأندية. لكن الدوسري (31

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، والتنافس المحموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة تأثيرها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس، مصر في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

أفريقيا ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، وما استتبعها من تنافس محموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة نفوذها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم (السبت)، مصر، في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
TT

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)

رفضت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، طلب استئناف تقدمت به منغوليا ضد قرار أكد انتهاكها التزاماتها بعدم توقيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة أجراها للبلاد.

وزار الرئيس الروسي منغوليا في أوائل سبتمبر (أيلول) رغم صدور مذكرة توقيف بحقّه من المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرّاً، بشبهة الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين بعد غزو أوكرانيا عام 2022.

وقالت المحكمة في قرارها: «إنها رفضت طلب منغوليا بالحصول على إذن بالاستئناف»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية منغوليا، وهي دولة عضو، بالفشل في اعتقال بوتين، وأحالت المسألة على جمعية الدول الأطراف لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

وينص نظام روما، وهو المعاهدة التأسيسية للمحكمة التي وقّعتها جميع الدول الأعضاء، على التزام الدول بتوقيف المطلوبين.

مسؤول عن «جريمة حرب»

وبعد أيام من صدور القرار، تقدّمت منغوليا بطلب للحصول على إذن باستئنافه، فضلاً عن استبعاد اثنين من القضاة، لكن المحكمة رفضت، الجمعة، طلبي منغوليا.

وقال القضاة إن قرار المحكمة، وإحالة المسألة على جمعية الدول الأطراف، لا يمكن استئنافهما، لأنهما «لا يُشكلان حكماً رسمياً للمحكمة بشأن جوهر القضية أو بشأن مسألة إجرائية».

وأضاف القضاة أن القرار كان «تقييماً للامتثال في ما يتعلق بواجب التعاون مع المحكمة».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس (آذار) 2023. وقالت حينها إن هناك «أسباباً معقولة» للاعتقاد بأن بوتين «يتحمل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.

ورفضت موسكو مذكرة التوقيف وعَدّتها باطلة، لكن زيارة بوتين إلى منغوليا كانت الأولى لدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية خلال 18 شهراً منذ صدور المذكرة.

وألغى الرئيس الروسي العام الماضي زيارة إلى قمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، بعد ضغوط داخلية وخارجية على بريتوريا لتوقيفه.