> قبل أيام اتصلت بي فتاة لبنانية لتسألني عن رأيي في «السينما النظيفة» ومدى قبولي بها كمبدأ وانتقاداتي لها إن وُجدت وذلك في عداد بحث تتوجه به إلى محطة «MBC» في المستقبل القريب.
> الموضوع برمّته ليس جديداً، فمنذ سنوات -وفي إطار السينما المصرية تحديداً- ترتفع المطالبة بـ«سينما نظيفة». بعض المتابعين تساءل عمّا تكون والبعض الآخر أفتى بما يجب أن تكون عليه. هي بالطبع ليست السينما المغسولة بمسحوق تنظيف أبيض ولو أن ذلك رمزياً صحيح، بل هي تلك التي لا مشاهد نابية أو ساخنة أو مثيرة فيها.
> تحوّل الطرح إلى حملة ترتفع وتهبط حسب الحاجة لتحريك الموضوع ورغبة بعض المتشددين في إثارته احتجاجاً على فيلم أو أكثر. التعبير، في الأصل، مفهوم يؤمن بأن الأفلام الوحيدة التي من المناسب تمويلها وعرضها هي تلك النظيفة من تلك المشاهد بعينها.
> في الواقع، السعي لتثبيت أي مفهوم يعني تأكيد نوع من الهيمنة والرقابة بما في ذلك الرقابة على مئات الأفلام التي أُنتجت في السابق وتتضمن مشاهد كاشفة أو ساخنة مثل بعض أفلام صلاح أبو سيف وبعض أفلام سعد عرفة وحسن الإمام وسواهم. حينها كانت من التوليفات الطبيعية للأعمال السينمائية ولم يتصدَّ لها أحد من زاوية النَّيْل، أخلاقياً، منها.
> لا أحد اليوم ينظر إلى حقيقة أن السينما، حوت أو لم تحتوِ على مشاهد مثيرة للبعض، هي انعكاس للمجتمع وثقافته من ناحية وتمثّل حريّة متاحة وغير مقيّدة (كثيراً) للبعض الآخر. لا أحد ينادي بأفلام جنسية أو بمشاهد عارية، إلخ... لكن الأوْلى هي نظافة الفكر والعقل والموضوع.
> تُرى ما موقع أفلام العنف والكوميديات التهريجية من هذا كله؟ هل هي معفاة كما لو أنه لا تأثير لها على الناشئة بكل ذلك العنف الذي تحتويه؟ هل مسموح لها بأن تتحدّث عن البطل الشرير وتجار المخدرات وأعمال القتل المباح؟
> تبدأ النظافة في البال وفي الثقافة واختيار الموضوع. تبدأ بأفلام هادفة سواء أكانت للجمهور السائد أو للجمهور الباحث عن الفن. الحكم أمر متروك للجمهور وللنقاد.
8:30 دقيقه
حملة تنظيف
https://aawsat.com/home/article/3746966/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%81
حملة تنظيف
حملة تنظيف
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة