«الآلية الثلاثية» تتراجع عن إلغاء الحوار بين الأطراف السودانية

سفير الاتحاد الأفريقي أكد لـ«الشرق الأوسط» وجود تباينات بداخلها... والخرطوم تستدعي الموفد الأممي

محمد الحسن ولد لبات الموفد الأفريقي إلى السودان (أ.ف.ب)  -  فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)
محمد الحسن ولد لبات الموفد الأفريقي إلى السودان (أ.ف.ب) - فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)
TT

«الآلية الثلاثية» تتراجع عن إلغاء الحوار بين الأطراف السودانية

محمد الحسن ولد لبات الموفد الأفريقي إلى السودان (أ.ف.ب)  -  فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)
محمد الحسن ولد لبات الموفد الأفريقي إلى السودان (أ.ف.ب) - فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)

برز انقسام داخل مكونات الآلية الثلاثية، الأممية – الأفريقية، التي تسهل وترعى الحوار بين الأطراف السودانية، يهدد استمرار العملية السياسية، وذلك بعد تسريب خطابات مزيلة باسم الآلية تتحدث عن إلغاء عملية الحوار، إثر إعلان قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، انسحاب القوات المسلحة من المفاوضات الجارية.
بيد أن الآلية الثلاثية عادت وأصدرت بيانا أوضحت فيه، أن المحادثات التي تيسرها، ستستمر وأن ما تم إلغاؤه هو الحوار بين العسكريين والمدنيين في الوقت الحالي، على أن يستمر مع جميع المكونات التي شاركت في الاجتماع الفني في 8 من يونيو (حزيران) الماضي.
وأكدت الآلية أن الخطاب الذي تم إرساله حمل عن طريق الخطأ توقيع مبعوث الاتحاد الأفريقي، محمد ودلبات، ومبعوث منظمة التنمية الأفريقية الحكومية (إيقاد) إسماعيل وايس، من دون استشارتهما في النص المحدد، لوجودهما خارج البلاد.
وفي غضون ذلك، استدعت وزارة الخارجية السودانية، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة «يونتامس» إلى السودان، فولكر بيرتس، وشددت على أهمية تحري الدقة في صياغة البيانات التي تصدر عن البعثة.
وقال وكيل وزارة الخارجية، السفير دفع الله الحاج علي، إن مثل هذه التصريحات تحدث تشويشاً وبلبلة للرأي العام. ودعا البعثة الأممية إلى الالتزام بالمهنية والحيادية، للوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
ومن جانبه، عبّر بيرتس عن أسفه للخطأ الذي صاحب إصدار البيان الأول للآلية، مشيراً إلى أن جهودهم في تسيير عملية الحوار لن تتوقف.
سفير الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، المتحدث الرسمي باسم الآلية الثلاثية، محمد بلعيش، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن العملية السياسية التي تقوم بتسهيلها وتيسيرها الآلية الثلاثية لم ولن تتوقف، ولم يتم إلغاء الحوار بل تم فقط إرجاء عقد اجتماع مع الأطراف.
وقال سفير الاتحاد الأفريقي إن الحوار المدني - المدني سيستأنف مباشرة بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وأن البيان التوضيحي الذي أصدرته الآلية لرفع أي لبس أو سوء فهم في هذا الخصوص.
وحول ما إذا كانت هنالك خلافات داخل الآلية من عملية الحوار، اعتبر بلعيش أن التباينات في وجهة النظر داخل أي جسم مسألة عادية وطبيعية. أضاف: «المهم هو تجاوزها والتغلب على كل العوائق، حتى تستطيع الآلية أداء مهمتها، المنحصرة في التسهيل، وجعل الفرقاء السودانيين يمتلكون العملية السياسية وينجزون التسوية التي يرتضونها بالتوافق والتراضي».
وكان ائتلاف المعارضة الرئيسي (قوى الحرية والتغيير) قاطع المفاوضات المباشرة التي دعت لها الآلية الثلاثية في مطلع يونيو الماضي، ما دفع السعودية والولايات إلى التدخل العاجل والوساطة لإنقاذ العملية السياسية من الانهيار.
ولا يخفي مراقبون وجود خلافات داخل الآلية الثلاثية، التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و«إيقاد»، حول إدارة العملية السياسية، رغم نفي الأطراف ذلك.
واصطدم «المكون العسكري»، الذي يحكم البلاد بإجراءات عسكرية منذ 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكثر من مرة بالبعثة الأممية، ورئيسها فولكر بيرتس، إلى حد أن القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، هدد بطرده من البلاد لتدخله في الشؤون السياسية، كما استدعته وزارة الخارجية السودانية بشأن تحذيراته للسلطات السودانية من استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين.
وضغط المكون العسكري على بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان (يونيتامس) والتي ابتدرت عملية الحوار -لإشراك الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد في مبادرة حل الأزمة السياسية في البلاد.
وفي المقابل تأخذ قوى معارضة مؤثرة في المشهد السياسي على الاتحاد الأفريقي عدم حياديته في التعاطي مع أطراف الأزمة، ولا تخفي اتهامه بشكل واضح انحيازه للمكون العسكري.
وتم أمس لقاء بين السفير السعودي في الخرطوم علي بن حسن جعفر، وبيرتس، لبحث إمكان دعم الحوار أو تعزيز جهود الآلية الثلاثية مع المكونات السياسية للوصول إلى حلول سلمية للأزمة السودانية.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«الأونروا»: نزوح نحو 600 ألف فلسطيني من رفح منذ تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية

فلسطينيون لجأوا إلى دير البلح بعد فرارهم من رفح في جنوب قطاع غزة يحملون المياه إلى خيامهم في مخيم مؤقت في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)
فلسطينيون لجأوا إلى دير البلح بعد فرارهم من رفح في جنوب قطاع غزة يحملون المياه إلى خيامهم في مخيم مؤقت في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

«الأونروا»: نزوح نحو 600 ألف فلسطيني من رفح منذ تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية

فلسطينيون لجأوا إلى دير البلح بعد فرارهم من رفح في جنوب قطاع غزة يحملون المياه إلى خيامهم في مخيم مؤقت في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)
فلسطينيون لجأوا إلى دير البلح بعد فرارهم من رفح في جنوب قطاع غزة يحملون المياه إلى خيامهم في مخيم مؤقت في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأربعاء، إن نحو 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح الفلسطينية منذ تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية.

وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة بحسابها على منصة «إكس»، أن 1.7 مليون شخص تعين عليهم الفرار من منازلهم جراء الحرب على غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبعضهم اضطر للنزوح أكثر من مرة.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في رفح في وقت سابق من شهر مايو (أيار) الجاري.


الاتحاد الأوروبي يدعم جهود إجراء «انتخابات ليبية عادلة»

اجتماع الدبيبة مع رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل (حكومة الوحدة)
TT

الاتحاد الأوروبي يدعم جهود إجراء «انتخابات ليبية عادلة»

اجتماع الدبيبة مع رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل (حكومة الوحدة)

نقل رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة، عن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، خلال زيارة مفاجئة، الأربعاء، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، تأكيده على «دعم الاتحاد الأوروبي لجهود بعثة الأمم المتحدة في إجراء انتخابات عادلة ونزيهة».

وقال الدبيبة إنهما بحثا نتائج اللجان الفنية المُشكَّلة من وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) ومصلحة الطيران المدني الليبية، والعمل على استكمالها لرفع الحظر عن الأجواء الأوروبية، معتبراً أن هذه الخطوة سوف تسهم في الاستقرار والتنمية، ودعم جميع مجالات التعاون بين ليبيا والاتحاد الأوروبي.

كما أكد الدبيبة ضرورة بناء ما وصفه بشراكة اقتصادية متينة مع الاتحاد الأوروبي وأعضائه، لتكون نواة للاستقرار والاستثمار في ليبيا، والتركيز على الملفات الأساسية بين الجانبين؛ أهمها معالجة الحظر الجوي على الطيران الليبي والهجرة غير النظامية والتعاون في مجال إنتاج الطاقة البديلة وإمداداتها.

من جهة أخرى، نعى الدبيبة و«اللواء 444 قتال» التابع له 3 من عناصره قُتلوا فيما وصفه الأخير بـ«عملية عسكرية ضخمة» قرب الحدود مع الجزائر، شهدت اشتباكات مع مهربين وتجار مخدرات.

مهربون تم ضبطهم قرب حدود الجزائر (اللواء 444 قتال)

وقال «اللواء 444 قتال»، في بيان مساء الثلاثاء، إن «اشتباكاً محتدماً استمر لساعات مع مهربين وتجار مخدرات وسط الصحراء الليبية، نجم عنه إحباط عملية تهريب نحو 5 ملايين حبة مخدرة ضُبطت بالكامل، كان يعتزم المهربون إدخالها للعاصمة طرابلس». ولاحقاً أكد «اللواء 444 قتال» انتصاره في هذه المواجهة. ووزّع لقطات تظهر دوريات في الصحراء وأكواماً من الصناديق مع عينات من الحبوب، بالإضافة إلى المهربين.

بدوره، أكد رئيس حكومة «الاستقرار» أسامة حماد، خلال اجتماع عقدته لجنة إعادة هيكلة الميزانية العامة للدولة، الأربعاء، أن «الميزانية التي تقدمت بها الحكومة للمجلس راعت في أبوابها كل المستجدات والمتغيرات لكل قطاعات الدولة شرقا وغرباً وجنوباً». وأوضح أن الاجتماع، الذي ترأسه رئيس لجنة المالية بمجلس النواب، عمر تنتوش، ضمّ من العاصمة طرابلس عبر تقنية الفيديو أعضاء من وزارة التخطيط والمؤسسة الوطنية للنفط ومجلس الدولة.

إلى ذلك، أكد محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، خلال لقائه مع النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة عمر العبيدي، مساء الثلاثاء، على العمل المشترك لتعزيز الاستدامة المالية للدولة، والتأكيد على المتابعة والشفافية فيما يتعلق بالموارد المالية للدولة والإفصاح عنها، وتكثيف الجهود للوصول لرؤية اقتصادية شاملة، تعمل بالتوازي مع السياسة النقدية للدولة ومقدراتها.

لقاء حفتر مع سفير بريطانيا (الجيش الوطني)

من جهته، أعلن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر أنه ناقش، مساء الثلاثاء في مدينة بنغازي، مع سفير المملكة المتحدة مارتن أندرو، آخر التطورات السياسية في ليبيا، والسبل الكفيلة لتهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ونقل عن مارتن تقدير بلاده لحفتر، وإشادته بدوره الرئيسي في استتباب الأمن ودعم الاستقرار في ليبيا.

وشكر حفتر بريطانيا على ما قدمته من دعم للعملية السياسية في ليبيا من أجل تحقيق طموحات الشعب الليبي لإجراء الانتخابات، والوصول إلى مرحلة الاستقرار الدائم.

من جانبها، شدّدت نائبة رئيس البعثة الأممية جورجيت غانيون، خلال اجتماعها الأربعاء مع القائم بأعمال عميد بلدية غدامس ومجلسها البلدي وقادة المجتمع المحلي، على الدور الرئيسي للحكومة في دعم مبادرات التنمية المستدامة في جميع البلديات وجهود الأمم المتحدة، عبر العمل مع المجتمعات المحلية والحكومة والمجتمعات لتعزيز السلام.

بموازاة ذلك، ووسط استنفار أمني وعسكري، ندّد أهالي منطقة المحجوب في مدينة مصراتة (غرب) بمحاولة اختطاف المحامي العام إبراهيم الشركسية الذي حقق في قضية تهريب 25 طناً من الذهب من قِبل قوة العمليات المشتركة، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.

وبعدما اعتبروا أن هذا الاعتداء يطول أعلى السلطات القضائية من الدولة، طالبوا الدبيبة بـ«توضيح موقفه إزاء هذه الحادثة». كما استنكر أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة عن مصراتة اقتحام مقر النيابة العامة بالمدينة، ومحاولة اعتقال الشركسية، دون مسوغ قانوني، والتعدي على حرمة المستندات والوثائق السرية الخاصة بالقضايا.

ونقلت وسائل إعلام محلية، عن شهود عيان، أن عناصر القوة المشتركة اقتحمت المقر، وحاولت اختطاف الشركسية. بينما تمكّنت عناصر القوة من تهريب رئيس مركز جمرك مطار مصراتة فتحي مخلوف، المعتقل في هذه القضية، ما أدى إلى تجمع عدد من أعضاء حراك مصراتة وأهالي المدينة أمام النيابة العامة.

ويتهم مخلوف، بحسب تسجيل صوتي وزّعه جهاز الأمن الداخلي، بـ«التورط في تهريب الذهب من مطار مصراتة، بالاتفاق مع قيادات القوة المشتركة».


عمدة مرسيليا يبحث في الجزائر قضايا التاريخ والاستثمار

الرئيس الجزائري مستقبلاً عمدة مرسيليا (الرئاسة)
الرئيس الجزائري مستقبلاً عمدة مرسيليا (الرئاسة)
TT

عمدة مرسيليا يبحث في الجزائر قضايا التاريخ والاستثمار

الرئيس الجزائري مستقبلاً عمدة مرسيليا (الرئاسة)
الرئيس الجزائري مستقبلاً عمدة مرسيليا (الرئاسة)

عدّ مراقبون في الجزائر الزيارة التي تقود حاليا عمدة مدينة مرسيليا (جنوب فرنسا) إلى البلاد، بمثابة «مؤشر تهدئة» في علاقات البلدين، بعد فترات توتر حاد مرت بها في العامين الماضيين.

ويجري منذ أشهر التحضير لزيارة دولة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس لم يحدد تاريخها، لكن تم الاتفاق بين الرئيسين على تنظيمها أواخر سبتمبر (أيلول)، أو بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

عمدة مرسيليا بينوا بايان خلال زيارته لجامع الجزائر (الجامع)

وزار عمدة مرسيليا، بينوا بايان، اليوم الأربعاء، «جامع الجزائر» بالضاحية الشرقية للعاصمة، مرفوقا بوالي الجزائر العاصمة عبد النور رابحي، حيث كان في استقباله مسؤولون بالصرح الديني، الذي يعد من أبرز المعالم في البلاد.

وكان الرئيس تبون قد خص عمدة مرسيليا بلقاء، أمس الثلاثاء، في «قصر المرادية»، حيث تناول معه أوضاع الجزائريين المقيمين بفرنسا، وهم بأعداد غفيرة، والفرص المتاحة للتجارة والاستثمار في المدينتين المتوسطيتين. وحضر اللقاء مدير الديوان بالرئاسة بوعلام بوعلام ووالي الجزائر العاصمة رابحي.

وصرح بينوا للتلفزيون العمومي، بعد خروجه من قصر الرئاسة، أن لقاءه تبون «كان حميميا»، قائلا عن الرئيس إنه «رجل ملم بالتاريخ وبتفاصيله، كما يحمل رؤية رائعة تخص مستقبل بلده». مشيرا إلى أن اللقاء «سمح بالتطرق إلى الأوضاع والمستجدات والتطورات الحاصلة في العالم»، وعادا أن تنقله إلى الجزائر «هام جدا».

عمدة مرسيليا بجامع الجزائر (الجامع)

وأضاف المسؤول الفرنسي أن الجزائر «هي أول وجهة لي (خارج مرسيليا)، وقد التقيت في زيارتي مع شباب جزائريين مبدعين، حققوا نجاحات ورفعوا التحدي». مؤكدا أنه «التقى أيضا أشخاصا مميزين، يحبون وطنهم ويؤمنون بتطور اقتصاده... وزيارتي إلى الجزائر تعد فرصة لحث أرباب الأعمال من البلدين على التقرب أكثر من بعضهم بعضا».

وفي نهاية 2023، صرح عمدة مرسيليا في ختام لقاء جمعه بسفير الجزائر لدى فرنسا، سعيد موسي، بأن «هناك الكثير من الفرنسيين الذين عاشوا في الجزائر (قبل الاستقلال) مستقرون اليوم في مرسيليا. كما أن الكثير من سكان مرسيليا أصولهم جزائرية، ما يجلب لنا الفخر». وزاد موضحا: «على فرنسا أن تنظر اليوم إلى ماضيها بكل وضوح، وأيضا إلى مستقبلها الذي يتطلب تعاونا وروابط قوية مع الجزائر».

وفهم من حديث بينوا بايان عن «ماضي فرنسا»، أنه يقصد به «قضية الذاكرة وآلام الاستعمار» التي تثير حساسية بالغة، والتي تركت أثرا بالغا في علاقات البلدين.

وبرأي مراقبين تابعوا حالات التوتر التي مرت بها العلاقات الثنائية في المدة الأخيرة، فإن زيارة عمدة مرسيليا للجزائر تحمل «علامات تهدئة»، من شأنها حسبهم، تذليل الصعوبات التي يسعى مسؤولو البلدين إلى تجاوزها، بحثا عن توفير عناصر نجاح الزيارة المرتقبة للرئيس تبون إلى باريس، والتي تم تأجيلها مرتين خلال 2023، لأسباب ارتبطت أساسا بـ«مشكلة الذاكرة». ومن آخر فصول هذه المشكلة، استياء الجزائر من رفض فرنسا تسليمها برنس وسيف الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الذي قضى سنوات أسيرا في قصر بوسط فرنسا (1848- 1852).

أميرة بوراوي التي سببت أزمة قوية بين فرنسا والجزائر (الشرق الأوسط)

ومطلع العام الماضي بلغ التوتر بين البلدين مداه، عندما اتهمت الجزائر المخابرات الفرنسية بـ«إجلاء معارضة سراً بعد تسلل غير قانوني إلى التراب الوطني»، وهي الطبيبة أميرة بوراوي، التي كانت تحت إجراءات منع من السفر، وتمكنت من الدخول إلى تونس براً، ثم إلى فرنسا بالطائرة بمساعدة من القنصل الفرنسي في تونس، كونها تملك الجنسية الفرنسية. ولكن لاحقا طويت هذه القضية على مضض.


القاهرة تحذر من «خطورة» العمليات الإسرائيلية في رفح

دخان يتصاعد في وقت سابق بعد الغارات الإسرائيلية على رفح بالقرب من الحدود الفلسطينية - المصرية (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في وقت سابق بعد الغارات الإسرائيلية على رفح بالقرب من الحدود الفلسطينية - المصرية (أ.ف.ب)
TT

القاهرة تحذر من «خطورة» العمليات الإسرائيلية في رفح

دخان يتصاعد في وقت سابق بعد الغارات الإسرائيلية على رفح بالقرب من الحدود الفلسطينية - المصرية (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في وقت سابق بعد الغارات الإسرائيلية على رفح بالقرب من الحدود الفلسطينية - المصرية (أ.ف.ب)

حذرت مصر، مجدداً، من «خطورة استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية وتوسيعها في مدينة رفح الفلسطينية». وأكدت أن ذلك «يزيد كارثية الوضع الإنساني ولن يقبله المجتمع الدولي». بينما قال مصدر مصري، الأربعاء، إن «إسرائيل هي المسؤولة عن إغلاق المعابر مع قطاع غزة وتتحمل المسؤولية كاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع».

وسبق أن حذرت مصر، إسرائيل من اقتحام رفح، ورأت أن الأمر «يمسّ الأمن القومي المصري»، لكن إسرائيل توغلت شرق رفح، الأسبوع الماضي، في عملية وصفتها بـ«المحدودة»، سيطرت خلالها كذلك على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن «مصر منذ البداية تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، والتصدي لكل محاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية»، مطالباً المجتمع الدولي بـ«ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة توقف إسرائيل عن هذه الحرب من أجل إنقاذ الأبرياء في فلسطين»، قائلاً: «حتى الآن لا نرى ترجمة أقوال المجتمع الدولي إلى أفعال».

مبانٍ مدمرة بسبب قصف إسرائيلي سابق على مدينة غزة (أ.ف.ب)

وأكد شكري «حرص مصر على إنهاء أزمة غزة واستعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة». وقال، بحسب تصريحات له أوردتها قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، إن «دعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين ودعم السلطة الفلسطينية من المقرر أن تنعكس في مقررات (قمة المنامة)»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «مبادرة السلام العربية ما زالت حاضرة بوصفها أساساً استراتيجياً يضمن حل الدولتين»، مشدداً على أن «تصريحات الحكومة الإسرائيلية الراهنة لا تعكس إرادتها نحو السلام».

واتخذت مصر خطوات تصعيدية تدريجية، أخيراً، عقب سيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني؛ منها رفض التنسيق معها، وإبلاغ الأطراف المعنية كافة بتحمل تل أبيب مسؤولية التدهور الحالي. وكان مصدر مصري قد أكد، مساء الثلاثاء، أن «إسرائيل هي مَن تحاصر قطاع غزة وتعوق خروج موظفي الإغاثة والأمم المتحدة وتقوم بتجويع أكثر من مليوني فلسطيني». وأضاف المصدر أن «إسرائيل تسعى لتحميل مصر مسؤولية عدوانها على قطاع غزة واحتلالها منفذ رفح، وإذا كانت ترغب في فتح المنفذ فعليها الانسحاب منه ووقف عمليتها العسكرية هناك».

فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)

«هدنة غزة»

وأشار شكري، الأربعاء، إلى أن المجتمع الدولي يشيد بما قدمته مصر إزاء القضية الفلسطينية، مؤكداً أن «أولوية مصر منذ اللحظة الأولى، هي توفير المساعدات الإنسانية لغزة».

وزير الخارجية المصري أكد، الثلاثاء، رفض بلاده «القاطع لسياسة لي الحقائق والتنصل من المسؤولية التي يتبعها الجانب الإسرائيلي». ورأى أن السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تنفذها في محيط المعبر «السبب الرئيسي في عدم القدرة على إدخال المساعدات من المعبر».

وأكدت مصر، مرات عدة، أن «معبر رفح يعمل من الجانب المصري بشكل كامل ولم يتعرض للإغلاق؛ لكن عقبات على الجانب الفلسطيني تعوق انتظام عملية التشغيل منذ بداية الأحداث».

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد اتهم مصر، الثلاثاء، بإغلاق معبر رفح وقال، عبر «إكس»، إن مصر تملك «مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية» في غزة. كما أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بتحذيرهم من أن مصر قد تنسحب من جهود الوساطة في اتفاق للتهدئة بقطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، مع تفاقم «الأزمة» بين مصر وإسرائيل، عقب سيطرة الأخيرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين عبَّروا أيضاً عن «قلقهم من احتمال خفض مستوى التعاون بين مصر وإسرائيل في مجالي الدفاع والمخابرات، ما لم يتم حل الأزمة».

ودعت مصر كلاً من «حماس» وإسرائيل، أخيراً، إلى إبداء «مرونة» من أجل التوصل «في أسرع وقت» إلى هدنة في غزة تتيح أيضاً إطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع الفلسطيني. وكانت «حماس» قد وافقت، قبل أيام، على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، لكنّ إسرائيل قالت إن هذا الاقتراح «بعيد جداً عن مطالبها»، وكررت معارضتها لوقف نهائي لإطلاق النار.

ومنذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، يسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة إلى الوصول إلى هدنة في قطاع غزة، وعقدت جولات مفاوضات ماراثونية غير مباشرة في باريس والقاهرة والدوحة، لم تسفر حتى الآن عن اتفاق. وسبق وأسفرت وساطة مصرية - قطرية عن هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم خلالها تبادل محتجزين من الجانبين.

مسعفون فلسطينيون مع آخرين يضعون الجثث داخل سيارة إسعاف بعد غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق على مخيم المغازي (رويترز)

وحول انضمام مصر لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، قال شكري، الأربعاء، إن «القاهرة تحركت نحو محكمة العدل الدولية احتراماً للقانون الدولي لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة»، مطالباً المجتمع الدولي بـ«اتخاذ إجراءات ملموسة توقف تل أبيب عن هذه الحرب»، مضيفاً: «حتى الآن لا نرى ترجمة أقوال المجتمع الدولي إلى أفعال».

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، الاثنين الماضي، في بيان، عزمها دعم دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة في غزة.

وبينما وصفها مراقبون بأنها «تطمينات أميركية بشأن العمليات في رفح»، حضّ نائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل إسرائيل على «عدم توسيع عمليات رفح حالياً». وأشار، في تصريحات نقلتها قناة «الحرة» الأميركية، الأربعاء، إلى أن الإدارة الأميركية «لا ترى أن إسرائيل ستحقق نصراً كاملاً على (حماس) في قطاع غزة». وأقر كامبل بأن «الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية لن تحقق أهدافها المرجوة».


القضاء التونسي يقرر سجن صحافيَّين وسط استنكار «حقوقي»

جانب من وقفة احتجاجية نظمها محامون وسط العاصمة احتجاجاً على اعتقال المحامية سونيا الدهماني (إ.ب.أ)
جانب من وقفة احتجاجية نظمها محامون وسط العاصمة احتجاجاً على اعتقال المحامية سونيا الدهماني (إ.ب.أ)
TT

القضاء التونسي يقرر سجن صحافيَّين وسط استنكار «حقوقي»

جانب من وقفة احتجاجية نظمها محامون وسط العاصمة احتجاجاً على اعتقال المحامية سونيا الدهماني (إ.ب.أ)
جانب من وقفة احتجاجية نظمها محامون وسط العاصمة احتجاجاً على اعتقال المحامية سونيا الدهماني (إ.ب.أ)

أمر القضاء التونسي، الأربعاء، بسجن كل من معلق البرامج السياسية مراد الزغيدي، والمقدم التلفزيوني والإذاعي برهان بسيّس، إلى حين استكمال التحقيق معهما إثر تصريحات ونشر تدوينات، وسط استنكار عدد من النشطاء والجمعيات الحقوقية، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. تم توقيف كل من الزغيدي وبسيّس، اللذين يعملان في راديو «آي إف إم» الخاص، ليلة السبت - الأحد، بالموازاة مع توقيف المحامية والمعلقة على البرامج السياسية سونيا الدهماني بالقوة من «دار المحامي» بالعاصمة. وأكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، محمد زيتونة، الأربعاء، صدور الأمر القضائي بالسجن «لمقاضاة كل واحد منهما من أجل جنح الفصل 24 من المرسوم 54 في فقرتيه الأولى والثانية». وتم تعيين جلسة قضائية ليوم 22 مايو (أيار) الحالي.

محامون يرفعون صورة المحامية المعتقلة سونيا الدهماني خلال وقفتهم الاحتجاجية (إ.ب.أ)

ويلاحق الزغيدي بسبب تصريحات إعلامية يعود تاريخها إلى فبراير (شباط) الماضي، وبسبب تدوينة ساند فيها صحافياً مسجوناً انتقد الرئيس قيس سعيّد، بحسب ما قال محاميه غازي مرابط لوكالة الصحافة الفرنسية. بينما يلاحق بسيّس بسبب تصريحات إعلامية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تعود إلى ما بين 2019 و2022، بحسب ما قال محاميه نزار عيّاد. أصدر الرئيس سعيّد في 13 سبتمبر (أيلول) 2022 مرسوماً رئاسياً، عُرف بـ«مرسوم 54»، ينصّ على «عقاب بالسجن لمدة خمسة أعوام»، وغرامة تصل إلى 50 ألف دينار «لكلّ مَن يتعمّد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج، أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو شائعات كاذبة، أو وثائق مصطنعة أو مزوّرة، أو منسوبة كذباً للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير، أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني». وقد تعرض أكثر من 60 شخصاً، بينهم صحافيون ومحامون ومعارضون، خلال عام ونصف العام لملاحقات قضائية بموجب «المرسوم 54». وكان الاتحاد الأوروبي قد طالب، الثلاثاء، بإيضاحات من السلطات التونسية بشأن موجة الاعتقالات الأخيرة في صفوف المجتمع المدني. وذكر الاتحاد، في بيان، أنه يتابع بقلق التطورات الأخيرة في تونس، ولا سيما الاعتقالات المصاحبة للعديد من شخصيات المجتمع المدني والصحافيين والفاعلين السياسيين. وقال إن «بعثة الاتحاد الأوروبي طلبت من السلطات التونسية توضيحات حول أسباب هذه الاعتقالات». كما أعربت فرنسا، الثلاثاء، عن «قلقها» بعد توقيف المحامية والكاتبة سونيا الدهماني، بتهمة نشر «معلومات كاذبة بهدف الإضرار بالسلامة العامّة»، وفق وسائل إعلام تونسية.

أقارب الإعلامي مراد الزغيدي يرفعون لافتات تطالب بإطلاق سراحه (رويترز)

في سياق ذلك، أصدرت مجموعة «مساريون لتصحيح المسار» بياناً، أعربت فيه عن متابعتها بانشغال كبير ما وصفته بـ«تتالي الأحداث السلبية التي تشهدها بلادنا طوال المدة الأخيرة في شتى المجالات، كالإعلام والتعليم والنقل والأسعار والهجرة غير النظامية».

وقالت المجموعة، في البيان، إنّ «هذه الأحداث عرفت تعكراً ملحوظاً نتيجة تكثف المتابعات القضائية والإيقافات، والاقتحام العنيف والمتكرر لدار المحامي بالعاصمة». وعبّرت عن تنديدها بـ«حملات التشهير والتحريض والتخوين والتتبع والإيقاف والاحتفاظ المتتالية، التي تركزت في الأيام الأخيرة على المحامين والإعلاميين، بعد أن طالت في الفترات السابقة سياسيين ونقابيين ونشطاء جمعيات مدنية».


تحطم طائرة عسكرية موريتانية ومقتل طاقمها

القاعدة الجوية العسكرية بأطار شمال موريتانيا (الجيش الموريتاني)
القاعدة الجوية العسكرية بأطار شمال موريتانيا (الجيش الموريتاني)
TT

تحطم طائرة عسكرية موريتانية ومقتل طاقمها

القاعدة الجوية العسكرية بأطار شمال موريتانيا (الجيش الموريتاني)
القاعدة الجوية العسكرية بأطار شمال موريتانيا (الجيش الموريتاني)

أعلن الجيش الموريتاني أن طائرة تدريب عسكرية تابعة له تحطمت، صباح اليوم (الأربعاء)، في مدينة أطار، شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل اثنين من جنوده على الفور.

وأوضح الجيش الموريتاني، في بيان صحافي نُشِر على موقعه الإلكتروني، أن الطائرة العسكرية من طراز «SF260»، وهي طائرة من صنع إيطالي، حجمها صغير، وتُستخدم غالباً للتدريب العسكري.

وتُعدّ الطائرة التي تحطمت من سِرْب الطائرات العسكرية التي تُستخدَم لتدريب طلاب الطيران العسكري الموريتاني بالمدرسة العسكرية للطيران التابعة للمدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة، التي يوجد مقرها في مدينة أطار.

وأضاف الجيش في البيان الصحافي المقتضب أن الطائرة العسكرية «تعرضت لخلل فني أثناء رحلة تدريب روتينية»، عند تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً، بالتوقيت المحلي (نفس التوقيت العالمي الموحَّد غرينتش).

وأكد الجيش أن الحادث أسفر عن مقتل «الطاقم المكوَّن من النقيب الطيار سيد أحمد محمدن، والطالب ضابط طيار سيد أمين محمد العبد»، مشيراً إلى أنه «فُتح تحقيق على الفور للوقوف على أسباب الحادث وحيثياته».

وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة العسكرية سقطت مباشرة بعد إقلاعها من المطار العسكري في مدينة أطار، وقد اشتعلت فيها النيران غير بعيد من مدرج المطار، فتدخلت على الفور سيارات إطفاء ومركبات عسكرية وسيارات إسعاف، دون أن تتمكن من إنقاذ الطاقم.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من اشتعال النيران في الطائرة العسكرية، كما أكد شهود عيان أن النيران التهمت الطائرة قبل حتى أن تتدخل سيارات الإطفاء، مشيرين إلى أن الطائرة ذاتها كانت تقوم بجولات فوق المدينة منذ عدة أيام.

وتوجد في مدينة أطار (شمال موريتانيا) قاعدة عسكرية موريتانية قديمة، تعود إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، لكنها تحولت بعد الاستقلال إلى واحدة من أكبر وأهم القواعد العسكرية الموريتانية، حيث توجد فيها مدرسة عسكرية تخرج فيها عدد كبير من الضباط الموريتانيين، وبعض دول غرب أفريقيا.

وخلال السنوات العشر الأخيرة تحطمت عدة طائرات عسكرية موريتانية، أغلبها كان في رحلات استطلاع، أو جولات تدريب، فيما يعتمد الجيش الموريتاني على سلاح الجو بشكل كبير في خطته لمواجهة الإرهاب.

وتقوم الطائرات العسكرية الموريتانية بمراقبة المناطق الصحراوية الشاسعة، حيث تنشط شبكات تهريب المخدرات والسلاح، وسبق أن حاول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اختراقها، في الفترة من 2005 حتى 2011.

وتحظى مدينة أطار بموقع استراتيجي لمراقبة الصحراء الكبرى، بسبب قربها من منطقة حوض تاودني، حيث تبدأ مفازات الصحراء الكبرى الممتدة نحو دول الساحل الأفريقي، وصولاً إلى جنوب ليبيا، وهي منطقة تُعدّ من أخطر مناطق العالم.

وبفضل الاستراتيجية التي وضعتها موريتانيا لمواجهة الإرهاب عام 2008، نجحت في الحد من خطر الإرهاب على البلاد، وتوقفت هجمات تنظيم القاعدة في موريتانيا منذ 2012. بينما شيدت موريتانيا عدة قواعد عسكرية في عمق الصحراء، غير بعيد من الحدود مع دولة مالي، حيث تتمركز مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش».


ليبيا: تجدد الجدل حول ارتفاع نفقات البعثات الدبلوماسية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» (الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» (الحكومة)
TT

ليبيا: تجدد الجدل حول ارتفاع نفقات البعثات الدبلوماسية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» (الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» (الحكومة)

أثار ارتفاع حجم إنفاق البعثات الدبلوماسية الليبية في الخارج حالة من الجدل بين قطاعات واسعة من السياسيين بالبلاد، وسط مطالب بتخفيض عدد السفارات.

وكان المصرف المركزي الليبي قد أعلن أخيراً أن نفقات وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة «الوحدة» المؤقتة، والجهات التابعة لها، ومن بينها البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالخارج، قد بلغت 219 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. (الدولار يساوي 4.84 دينار في السوق الرسمية).

ورأى وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي، أن امتلاك ليبيا أكثر 140 بعثة، ما بين سفارة وقنصلية ومندوبية، «ليس مدعاة للتفاخر، أو تعزيزاً للوجود بالمحافل الدولية كما يتصور ويروج البعض، بقدر ما هو عبء ثقيل جداً على موارد الدولة»، مبرزاً أن عدداً من هذه البعثات يوجد بدول «لا تربطها بليبيا أي مصالح سياسية أو اقتصادية، ولا يوجد بها أيضاً جالية تذكر».

ودعا البرغثي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى إعادة النظر في خريطة تلك السفارات وتقليص بعضها؛ بهدف «توفير المال اللازم لاستمرار عمل مقار سفارات وبعثات مهمة، من بينها بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة».

كان مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، قد وجّه خطابا لرئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، يخطره فيها بالاضطرار لإغلاق مبنى البعثة، وإيقاف العمل به بدءاً من فاتح مايو (أيار) الحالي، بسبب تراكم الديون التي قدرها بأكثر من مليوني دولار.

وعلى الرغم من إقراره بأن الحكومات المتعاقبة بعد «ثورة» فبراير (شباط) 2011، قد ورثت معضلة التوسع في عدد البعثات الدبلوماسية والعاملين بها من نظام معمر القذافي، فإن البرغثي يرى أن معالجة الأزمة «ليست مستحيلة، كما أنها ليست سهلة».

ويتساءل سياسيون ونشطاء عن كثرة عدد السفارات الليبية وميزانيتها، ورواتب العاملين بها، وحجم الاستفادة العائدة على الدولة والمواطنين من ورائها.

وفي هذا السياق، لفت البرغثي، الذي تنقل بين أكثر من دولة بوصفه ملحقاً عسكرياً بالبعثات الليبية خلال سنوات النظام السابق، إلى ضرورة مراجعة قرارات الإيفاد للخارج، التي صدرت خلال العقد الأخير، والتي حظي بها في الأغلب أقارب وموالون لبعض قيادات السلطة التنفيذية، وشخصيات سياسية وقادة تشكيلات مسلحة أيضاً». وأبدى «تعجبه لعدم تفكير المسؤولين في الاستفادة من التطور التكنولوجي الراهن، عبر ربط أي ليبي بأي دولة بوزارة الخارجية بطرابلس، عبر أكثر من وسيلة تواصل وبسرعة فائقة».

من جهته، أعرب وكيل وزارة الخارجية الأسبق، حسن الصغير، عن قناعته أيضاً بـ«عدم حاجة ليبيا لهذا العدد الكبير من البعثات الدبلوماسية، والذي يتوافر فقط لدول كبرى كالولايات المتحدة الأميركية». واستبعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إمكانية اتخاذ قرار تقليص البعثات الليبية راهناً، بسبب «تخوف بعض الأوساط في الساحة من أن يفهم ذلك بشكل خاطئ، أو على أنه رسالة سلبية من طرابلس، تستهدف تحديد العلاقة معها، والتي قد تبادر حينها بإغلاق بعثاتها في ليبيا».

ورغم تأكيد الصغير أن العدد الحالي للبعثات والعاملين بها يزيد على الاحتياج الحقيقي، انتقد السفير السابق دأب بعض المواقع الإعلامية المحلية على تضخيم أرقام العاملين في تلك البعثات، بالإشارة إلى أن كل سفارة ليبية تضم من 100 إلى 150 موظفاً.

ووفقاً لتقديره، فإن البعثة الليبية الموجودة في مصر هي أكبر من حيث عدد العاملين، حيث تضم 39 دبلوماسياً ليبياً، إلى جانب استعانتها بقرابة 50 موظفاً محلياً من دولة الاعتماد. وعدّ «هذا الرقم كبيراً جداً بالنسبة لاحتياجات تسيير البعثة بمصر، رغم وجود جالية ليبية كبيرة هناك، ويمكن الاكتفاء بنصفه أو أقل من ذلك، وهذا هو الحال أيضاً بالنسبة للبعثة في تونس، وفي أغلب الدول»، لافتاً إلى وجود بعثات في دول أميركا الشمالية وأفريقيا «ليس بها جاليات ليبية تذكر، ولن يؤدي إغلاقها لأي تداعيات على علاقات ليبيا الخارجية».

كما انتقد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدم استجابة حكومة «الوحدة» الوطنية والمجلس الرئاسي، اللذين تتبعهما أغلب البعثات الليبية، للمراسلة التي وجهها رئيس لجنة التخطيط والمالية والموازنة العامة بالبرلمان، بشأن تخفيض عدد العاملين في البعثات الدبلوماسية، بنسبة 50 في المائة من أجل تخفيض الإنفاق. وأشاروا إلى اكتفاء حكومة الدبيبة في قرارها رقم (185) لسنة 2024 بشأن إجراءات وضوابط الموظفين الموفدين للعمل بالخارج بوقف نفقات دراسة أسر، وأبناء الموظفين الموفدين، ونفقات علاجهم خارج دولة الاعتماد.


إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان

إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان
TT

إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان

إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان

خيّم الإحباط من تضاؤل فرص تجنب «كارثة» في السودان، وفق ما أفاد مسؤولون دوليون وإقليميون، حذروا في تعليقات منفصلة من خطورة الأوضاع بعد أكثر من 13 شهراً على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع» والتي امتدت إلى غالبية أنحاء البلاد.

وحذّر كارل سكاو، نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، الأربعاء، من أن الفرصة تتضاءل لتجنب وقوع كارثة في السودان، الذي يشهد صراعاً بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من عام.

وذكر سكاو في حسابه على منصة «إكس» أنه زار فريق البرنامج التابع للأمم المتحدة في السودان لإيجاد سبل لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى ولايات دارفور والخرطوم وكردفان والجزيرة وغيرها.

وأكد نائب المديرة التنفيذية على ضرورة «اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وزيادة المساعدات المنقذة للحياة إلى من هم في أمس الحاجة إليها».

بدوره، عبّر الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ورقني قبيهو، الأربعاء، عن قلقه العميق إزاء تصعيد الصراع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان. ودعا في بيان إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية كما حض أطراف الصراع في السودان على ممارسة ضبط النفس.

وقال إن «على مجلس رؤساء الحكومات والدول في (إيغاد) والشركاء الدوليين مواصلة ممارسة نفوذهم لحمل طرفي الصراع في السودان على إلقاء السلاح والعودة إلى المفاوضات والسعي من أجل سلام دائم في البلاد».

وفي سياق قريب، ويواجه أكثر من سبعة ملايين شخص في جنوب السودان خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد في الأشهر المقبلة، من بينهم عشرات الآلاف الذين قد يتعرضون لمستوى «كارثي» من المجاعة، وفق ما حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء.

ويحتاج ما يصل إلى تسعة ملايين شخص لمساعدات إنسانية في جنوب السودان الذي تعرّض خلال العام الماضي لضغوط متزايدة بسبب الحرب في السودان المجاور. ومنذ اندلاع القتال في السودان في أبريل (نيسان) 2023، فرّ نحو 670 ألف شخص من الشمال إلى جنوب السودان، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، نحو 80 في المائة منهم هم أساساً من جنوب السودان وكانوا قد لجأوا سابقاً إلى السودان.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: «يواصل تدفق العائدين واللاجئين تشكيل ضغط إضافي على الخدمات المحدودة عند النقاط الحدودية والمناطق التي يقصدونها».

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان إن ما يُقدّر بنحو 7.1 مليون شخص من المرجح أن يتعرضوا لمستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين أبريل ويوليو (تموز) 2024.

وأضاف أن ضمن هذه المجموعة هناك «79 ألف شخص معرّضون لخطر مستوى كارثي (المرحلة الخامسة من تصنيف الأمن الغذائي)»، أي ما يعادل المجاعة، «معظمهم في مواقع متأثرة بالصدمات المرتبطة بالمناخ والأزمات الاقتصادية والنزاعات».

ولم يتم تمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لجنوب السودان التي تبلغ ميزانيتها 1.8 مليار دولار إلا بنسبة 11 في المائة فقط هذا العام.


استبعاد الرئيس الموريتاني السابق من الانتخابات الرئاسية

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
TT

استبعاد الرئيس الموريتاني السابق من الانتخابات الرئاسية

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)

استُبعد الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، الذي حكم عليه عام 2023 بالسجن خمس سنوات بتهمة الإثراء غير المشروع، من الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 من يونيو (حزيران) المقبل، لعجزه عن حشد الدعم اللازم، وفق ما أعلن الناطق باسمه. واستنكر الناطق محمد ولد جبريل لوكالة «الصحافة الفرنسية» نظام الدعم المطبق، وقال إن «هذا التعطيل الذي تريده السلطة مناهض للديمقراطية. مضيفاً: «نحن عشرة مرشحين ضحايا مؤامرة السلطة هذه». وقاد الرئيس السابق هذه الدولة، الواقعة بين المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حتى العام 2019، ولو لم يتم استبعاده، لكان سيواجه محمد ولد الشيخ الغزواني، خلفه الذي كان أحد كبار معاونيه، لكنه يخوض معه الآن صراعاً مفتوحاً. ويتطلب نظام الترشح للانتخابات الرئاسية في موريتانيا الحصول على دعم مائة عضو في المجالس البلدية، من بينهم خمسة رؤساء بلديات، لكن الرئاسة تسيطر على معظمها. وبهذا الخصوص قال عشرات مرشحي المعارضة في بيان مشترك: «نحن نستنكر هيمنة أحزاب الغالبية التي تختار بموجب ذلك خصومها من بين المرشّحين، وتقود البلاد نحو إجراء انتخابات صورية من جانب واحد». وحتى لو كان ولد عبد العزيز قد تمكّن من الحصول على الدعم اللازم، فإن ترشّحه لم يكن أكيداً، إذ ينبغي تقديم طلبات الترشح إلى المجلس الدستوري، فيما ينص الدستور على أنه «لا يمكن انتخاب الرئيس إلا مرة واحدة». أما ولد عبد عزيز فقد انتخب لولايتين. وأمام المرشحين حتى منتصف ليل الأربعاء - الخميس لتقديم طلباتهم. في وقت لم يحصل فيه عدد ممن أعلنوا نيتهم الترشح على العدد الكافي من تزكيات العمد والمستشارين البلديين.

ولد الغزواني خلال تقديم ملف ترشحه للانتخابات المقبلة للمجلس الدستوري (صحافة محلية)

في غضون ذلك، أودع رئيس حزب (التحالف من أجل العدلة والديمقراطية/ حركة التجديد بامامادو بوكاري)، مساء أمس الثلاثاء، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية لدى المجلس الدستوري.

وبات بوكاري خامس مرشح يودع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، بعد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، المرشح السابق للرئاسيات، ومحمد الأمين، والمرتجي الوافي، رئيس حزب «تواصل»، وزعيم المعارضة حمادي ولد سيدي المختار، والبروفسور سوماري أوتوما.

من جهته، عيّن الرئيس الموريتاني المرشح للرئاسيات المقبلة، محمد ولد الشيخ الغزواني، لجنة سياسية لحملته الرئاسية، ضمت عدداً من السياسيين من بينهم معارضون سابقون.

وكان ولد الغزواني قد أبلغ في وقت سابق رؤساء أحزاب الأغلبية بأنه قرر إطلاق حملة موازية للشباب، بحكم مركزية الشباب في برنامجه وخطابه. وعقد باعتباره مرشحاً للرئاسة اجتماعاً مع قادة أحزاب الأغلبية، عرض فيه إنشاء منسقية عليا للإشراف على الحملة الانتخابية برئاسته شخصياً، وعضوية قادة الأحزاب.

المرشح حمادي ولد سيدي المختار رئيس حزب «تواصل» وزعيم المعارضة (الشرق الأوسط)

وبحسب مصدر مطلع، فستقوم المنسقية العليا، التي تضم حزب التكتل الممثل في الاجتماع بأمينه العام، بتنسيق عملها مع مدير الحملة الانتخابية، سيد أحمد ولد محمد، ونوابه سيدي محمد ولد محم وتيام جمبار.

وقال ولد الشيخ الغزواني خلال الاجتماع إن لجان الشباب والنساء في أحزاب الأغلبية أعضاء تلقائيون في لجنة الشباب والنساء في الحملة الانتخابية.

وأكد المرشح الرئاسي، الأوفر حظاً بكسب جولة الاقتراع الأولى، أن تواجده في موريتانيا خلال الحملة سيكون غير دائم، نتيجة التزاماته بمهام كثيرة تتعلق برئاسة الاتحاد الأفريقي. مشدداً للأعضاء على ضرورة تنسيق الحملة بشكل جيد، ومؤكداً لهم على ثقته في رؤساء أحزاب الأغلبية.


مقتل 10 جراء قصف إسرائيلي على عيادة تابعة لـ«الأونروا» جنوب غزة

لاجئون فلسطينيون في مخيم تابع لـ«الأونروا» بقطاع غزة (أ.ف.ب)
لاجئون فلسطينيون في مخيم تابع لـ«الأونروا» بقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مقتل 10 جراء قصف إسرائيلي على عيادة تابعة لـ«الأونروا» جنوب غزة

لاجئون فلسطينيون في مخيم تابع لـ«الأونروا» بقطاع غزة (أ.ف.ب)
لاجئون فلسطينيون في مخيم تابع لـ«الأونروا» بقطاع غزة (أ.ف.ب)

قال التلفزيون الفلسطيني صباح اليوم (الأربعاء) إن 10 أشخاص قُتلوا جراء قصف إسرائيلي على عيادة طبية، في حي الصبرة بجنوب مدينة غزة، شمال القطاع.

وقالت قناة «الأقصى» التلفزيونية إن العيادة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي شمال القطاع أيضاً، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن القوات الإسرائيلية انسحبت اليوم من حي الزيتون في جنوب مدينة غزة، وذلك بعد معارك «ضارية» مع الفصائل المسلحة استمرت عدة أيام.

وكانت القوات الإسرائيلية قد اجتاحت الحي قبل نحو أسبوع، وسط غارات جوية مكثفة أدت إلى سقوط كثير من القتلى.

ودارت اشتباكات عنيفة بين الفصائل والقوات الإسرائيلية أيضاً في مخيم جباليا؛ حيث تنفذ القوات الإسرائيلية أيضاً عملية عسكرية واسعة منذ عدة أيام.

وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان اليوم أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع جنود إسرائيليين قرب مخيم جباليا، وأوقعت عدداً منهم بين قتيل وجريح.

وكانت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قد قالت أمس (الثلاثاء) إنها قتلت 7 جنود إسرائيليين شرق معسكر جباليا.