انتعاشة مضاعفة للأسواق المركزية المجاورة للمشاعر المقدسة

شهدت المتاجر في المنطقة المركزية خلال الأيام الماضية إقبالاً كبيراً من الحجاج لشراء الهدايا والملابس وغيرها (الشرق الأوسط)
شهدت المتاجر في المنطقة المركزية خلال الأيام الماضية إقبالاً كبيراً من الحجاج لشراء الهدايا والملابس وغيرها (الشرق الأوسط)
TT

انتعاشة مضاعفة للأسواق المركزية المجاورة للمشاعر المقدسة

شهدت المتاجر في المنطقة المركزية خلال الأيام الماضية إقبالاً كبيراً من الحجاج لشراء الهدايا والملابس وغيرها (الشرق الأوسط)
شهدت المتاجر في المنطقة المركزية خلال الأيام الماضية إقبالاً كبيراً من الحجاج لشراء الهدايا والملابس وغيرها (الشرق الأوسط)

تضاعف انتعاش الأسواق التجارية في المنطقة المركزية المجاورة للحرم المكي وتلك المحيطة بالمشاعر المقدسة مع تدفق الحجاج خلال الأيام الماضية لأداء الركن الخامس من الإسلام، وذلك بعد قصر أداء مناسك الحج الموسمين الماضيين لمن هم من داخل السعودية من مواطنين ومقيمين من مختلف دول العالم احترازياً بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد19).
ويحرص ضيوف الرحمن في كل موسم على اقتناء تذكارات شخصية تخلد ذكرى الرحلة الإيمانية لاطهر بقاع الأرض، وشراء الهدايا للأهل والأصدقاء الذين يكونون في انتظارها مع عودة الحاج من رحلته الإيمانية في عادة باتت في معظم البلاد الإسلامية، في الوقت الذي يحافظ عليها أغلب الحجاج.

ورغم تقدم الزمن والتطور الذي حديث على مدى عقود من الزمن، لاتزال السبحة والمسواك إلى جانب المشغولات الذهبية في قائمة اهتمامات الحجاج العائدين إلى بلدانهم يضاف إليها بعض الألعاب للأطفال والملبوسات العربية المعروفة لدى سكان الجزيرة العربية والمتمثلة في الثوب والشماغ وخلاف ذلك.
وتجولت «الشرق الأوسط» بين هذه المتاجر المتواجدة في المنطقة المركزية بالقرب من الحرم المكي والمشاعر المقدسة والتي شهدت اليومين الماضية إقبالاً كبيراً من الحجاج لشراء الهدايا والملابس وغيرها، والتي تباع بأسعار متفاوتة وتحظى بإعجاب واسعاً من الضيوف الذين يرغبون في شرائها لأنفسهم وذويهم وأصدقائهم.

وتلعب الفئة العمرية دورا مهما في اختيارات الحجاج مشترياتهم، فكبار السن يقبلون على السبح والخواتم والأحجار الكريمة والسواك، بينما يلزم الحجاج الأطفال والديهم بشراء الألعاب، ويميل النساء إلى شراء السجاد، بالإضافة إلى المستلزمات النسائية من عطور وغيرها، وملابس سعودية تقليدية، وحناء، وشراشف للصلاة، وغيرها، ويقبل الرجال على شراء الزي السعودي الكامل من ثوب وغترة وعقال وطاقية، ويتسوق بعضهم مرتديا الزي السعودي.
يقول الحاج محمد بن زكريا من تونس، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه لجأ لشراء حقيبة إضافية لتكون مخصصة لمشترياته من الأسواق المجاورة للحرم المكي والمشاعر المقدسة، مشيراً إلى أنه من غير المقبول العودة لدياره دون حمل الهدايا لأقربائه وأصدقائه، منوهاً أن مشترياته تنوعت بين السبح والملابس المتنوعة والزي السعودي إلى جانب العطور وهدايا رمزية للأصدقاء، مشيراً إلى وجود العديد من المنتجات ومنها الأقمشة بجودة عالية وبأسعار مناسبة حيث قام بشراء مجموعة منها، إضافة إلى بعض الهدايا التذكارية للعائلة والأصدقاء.

من جهته، قال مشاري يوسف الموظف بأحد المراكز التجارية في شارع العزيزية القريب من المشاعر المقدسة أن موسم الحج أنعش كافة المحلات في المنطقة مع توافد الحجاج لأداء المناسك، مشيراً إلى ارتفاع حجم المبيعات وتضاعفها خلال الأيام الماضية ليصل إلى أكثر من 300 في المائة عما كانت عليه في خلال شهر رمضان المبارك الماضي حيث يأتي الزوار من أنحاء العالم إلى العاصمة المقدسة لأداء العمرة والحج وشراء التذكارات لهم ولأسرهم أو لإهدائها لأصدقائهم، منوهاً على عمل المتاجر يمتد منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الواحدة ليلاً يومياً مبيناً هذه الأيام تتضاعف من خلاله الأرباح قياساً بحجم المبيعات الكبير.
في المقابل، وجد حسين الشهري الموظف بأحد محلات العطور أن هناك إقبالا كبيرا من قبل الحجاج بشكل كبير على شراء الأنواع المتنوعة من البخور ودهن العود والعطور، منوهاً كذلك إلى ارتفاع حجم المبيعات خلال موسم حج هذا العام مقارنة بشهر رمضان المبارك من 150 إلى 200 في المائة.



غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
TT

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر (كانون الأول) لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب لتحديد كيفية توجيه الفائز للاقتصاد الذي يخرج من مرحلة تعثر في سداد الديون.

المتنافسون الرئيسيون لاستبدال الرئيس نانا أكوفو - أدو، البالغ من العمر 80 عاماً، الذي يتنحى بعد ولايتين على رأس دولة تنتج الذهب والكاكاو، هما الرئيس السابق جون دراماني ماهاما ونائب الرئيس الحالي محامودو باوميا. كما أن هناك 11 مرشحاً آخرين يتنافسون على المنصب، وفق «رويترز».

ما الذي يركز عليه المستثمرون؟

وصلت غانا إلى نهاية عملية إعادة هيكلة الديون الطويلة والمعقدة؛ حيث أعادت الحكومة هيكلة 13 مليار دولار من السندات الدولية بوصف ذلك جزءاً من خطة أوسع لخفض الديون بنحو 4.7 مليار دولار وتوفير نحو 4.4 مليار دولار من تخفيف السيولة خلال برنامج صندوق النقد الدولي الحالي الذي يستمر حتى عام 2026.

ومع بقاء الخطوة الأخيرة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين التجاريين غير الأوروبيين، فإن المستثمرين يقومون بالفعل بتقييم فترة ما بعد الانتخابات لمعرفة ما إذا كان الفائز سوف يستمر في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لضمان استدامة الديون. وتعهد ماهاما (65 عاماً)، الذي يتصدر العديد من استطلاعات الرأي، بمحاولة إعادة التفاوض على شروط اتفاق صندوق النقد الدولي لتأمين المزيد من التمويل. ووعد أيضاً بتعديل القانون لوضع سقف للدين العام يتراوح بين 60 و70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمنع الاقتراض المفرط.

ومع ذلك، فإن فترة رئاسته السابقة (2012 - 2017) شهدت زيادة ملحوظة في الاقتراض للاستثمار في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، ما أوقعه في انتقادات بسبب نقص الكهرباء وارتفاع التضخم.

من جانبه، يتبنى بوميا (61 عاماً) شعاراً يتمثل في تحديث الاقتصاد من خلال الرقمنة، وخفض الضرائب، وتعزيز الانضباط المالي بهدف رفع النمو السنوي إلى متوسط ​​6 في المائة. وتعهد أيضاً بتحديد الإنفاق العام بنسبة 105 في المائة من عائدات الضرائب في العام السابق، وتقديم خطة ضريبية ثابتة، ونقل 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الإنفاق العام إلى القطاع الخاص لتوفير البنية الأساسية العامة.

هل يمكن للفائز إعادة التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي؟

من الشائع أن يلجأ القادة الجدد إلى صندوق النقد الدولي لمراجعة البرامج القائمة، كما حدث مؤخراً في سريلانكا. ويقول صندوق النقد الدولي، الذي يعد مقرض الملاذ الأخير لغانا في إعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، إن تركيزه الأساسي هو دعم الحكومة في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي مع تمكين استدامة الدين والنمو الشامل. وقد وافق الصندوق حتى الآن على الأداء الاقتصادي لغانا في إطار برنامج قروضه الحالي البالغة قيمته 3 مليارات دولار.

ويؤكد الصندوق أنه يمكن تعديل برنامج غانا الحالي؛ حيث يتم تطوير برامج الإصلاح المدعومة من الصندوق بالتعاون مع الحكومات وتتم مراجعتها بشكل دوري. ومع ذلك، يجب أن تؤخذ أي مناقشات في الاعتبار مع ضرورة الحفاظ على قدرة البلاد على تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة.

ما القضايا الاقتصادية الأخرى التي تؤثر في الانتخابات؟

سيتعين على الفائز في الانتخابات أن يعالج عدداً من القضايا الملحة، بما في ذلك أزمة تكاليف المعيشة، والبطالة المتفشية، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر. ويخطط حزب ماهاما (المؤتمر الوطني الديمقراطي) لزيادة الإنفاق الحكومي في القطاعات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم، فضلاً عن تعزيز البنية الأساسية لدعم النمو وخلق فرص العمل، إذا فاز في الانتخابات.

أما حزب باوميا (الحزب الوطني الجديد) فيرغب في تحسين استقرار الاقتصاد من خلال خفض التضخم وجذب الاستثمارات الخاصة. وستواجه أي من الحكومات المقبلة خيارات محدودة في ظل العبء الثقيل للديون، وفقاً لتقرير «أكسفورد إيكونوميكس». وأظهرت تحليلات أن وعود ماهاما خلال الحملة الانتخابية بتحسين الظروف الاقتصادية للأفراد والأسر قد تجد نفسها في اختبار حقيقي نتيجة الحاجة إلى موازنة هذه الوعود مع مطالب صندوق النقد الدولي بالتحلي بضبط الإنفاق المالي.

السلع الأساسية على المحك

سيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع عملية الترخيص لمشاريع النفط والغاز الجديدة؛ حيث انخفض الإنتاج، الذي بدأ في عام 2010، في السنوات الخمس التي سبقت عام 2024. ويخطط ماهاما لمنح السكان المحليين المزيد من الملكية في مشاريع النفط والتعدين المستقبلية إذا فاز.

ويحتاج قطاع الكاكاو أيضاً إلى اهتمام عاجل. وانخفض الإنتاج في ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، بسبب تدني أجور المزارعين، وأمراض النبات، وتهريب الحبوب، والتعدين غير القانوني الذي يدمر المزارع. وسوف تكون سوق الكاكاو العالمية مهتمة بشدة بمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سينفذ مقترحات صندوق النقد الدولي لإجراء إصلاحات شاملة في القطاع، وما إذا كان نموذج التسويق الجديد الذي حل محل قروض الكاكاو المجمعة التي سادت لأكثر من ثلاثة عقود سوف يستمر.