استنكرت وزارة الخارجية الروسية اليوم (الخميس) «الضجيج» الصادر عن المسؤولين الأميركيين حول قضية نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينير، التي أُوقفت في روسيا وتحاكَم بتهمة تهريب المخدرات، وهو ملف أعطاه الرئيس جو بايدن أولوية.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قوله إن «الضجة العامة التي يحبها السياسيون المعاصرون كثيراً يمكن أن تكون مزعجة في هذه الحالة»، مضيفاً أن «هذا ليس مجرد إلهاء ولكنّه تشويش على القضية»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «ما يمكن أن يساعد (...) هو أن يأخذ الجانب الأميركي في الاعتبار الإشارات التي يتلقّاها من روسيا». وأعلن البيت الأبيض في اليوم السابق أن الإفراج عن بريتني غرينير، «أولوية» بالنسبة للرئيس الأميركي الذي قرأ رسالة مؤثرة من اللاعبة.
مرعوبة
يأتي التحذير الروسي في اليوم التي تجري فيه الجلسة الثانية لمحاكمة غرينير التي تواجه عقوبة تصل إلى السجن 10 سنوات.
وتم القبض على لاعبة فريق فينيكس ميركوري في فبراير (شباط) لدى وصولها إلى مطار شيريميتيفو في موسكو وبحوزتها مواد وسوائل مستخلصة من القنّب.
وبينما أكد ريابكوف أنه يجب انتظار انتهاء المحاكمة، أشار البعض إلى تبادل محتمل للسجناء بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال الدبلوماسي الروسي: «من الواضح أن الإجراءات القضائية لم تنتهِ بعد. لا يمكننا الحديث عمّا سيحصل لاحقاً قبل الانتهاء» من القضية.
في ضوء السوابق القضائية الروسية، يمكن للرياضية الشابة التي تبلغ من العمر 31 عاماً أن تتوقع عقوبة قاسية. وهي كتبت رسالة إلى الرئيس جو بايدن أُودعت رمزياً في البيت الأبيض (الاثنين)، يوم استقلال الولايات المتحدة، ناشدته فيها ألا «ينساها».
وقالت بريتني غرينير من زنزانتها: «أعرف جيداً أن عليك أن تهتم بكثير من الأمور، ولكن أرجوك ألا تنسانا أبداً، أنا وغيري من المعتقلين الأميركيين»، مضيفةً أنها «مرعوبة من فكرة البقاء هنا إلى الأبد».
تبادل سجناء
اتصل بايدن أمس (الأربعاء)، بشيريل غرينير، رفيقة اللاعبة، «ليطمئنها بأنه يعمل على تأمين الإفراج عن بريتني في أسرع وقت ممكن»، وفقاً للبيت الأبيض.
ويتبادل الأميركيون والروس اتهامات باحتجاز مواطنين لأغراض سياسية. كما تمّ تبادل الكثير من الأسرى في الماضي.
في أبريل (نيسان)، جرت عملية مبادلة الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية تريفور ريد الذي حُكم عليه بالسجن تسع سنوات في روسيا بتهمة القيام بأعمال عنف، بالطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو الذي سُجن في الولايات المتحدة منذ عام 2010 بتهمة تهريب المخدرات وارتباط الموضوع بمنظمة الفارك في كولومبيا.
وستكون تبادلات أخرى من هذا النوع موضوع محادثات. من بين الأسماء الأكثر تكراراً، بول ويلان الأميركي الذي حُكم عليه بالسجن 16 عاماً بتهمة التجسس، وتاجر الأسلحة الروسي الشهير فيكتور بوت، الذي اعتُقل في تايلاند في عام 2008 ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً في الولايات المتحدة.