وزير الداخلية العراقي يدعو إلى وضع حد لتنازع الصلاحيات مع وزارة الدفاع

الغبان انتقد «تسلط» قيادة العمليات على مجريات الأمور في بغداد

وزير الداخلية العراقي يدعو إلى وضع حد لتنازع الصلاحيات مع وزارة الدفاع
TT

وزير الداخلية العراقي يدعو إلى وضع حد لتنازع الصلاحيات مع وزارة الدفاع

وزير الداخلية العراقي يدعو إلى وضع حد لتنازع الصلاحيات مع وزارة الدفاع

في وقت كان مقررًا أن يتم تسليم الملف الأمني في بغداد منتصف العام الحالي (2015) إلى الشرطة طبقا لما أعلنه مجلس محافظة بغداد فإن تنازع الصلاحيات بين وزارتي الداخلية والدفاع لا يزال هو العائق الأكبر أمام إمكانية نقل الملف الأمني إلى الداخلية في الوقت المقرر له.
وأبدى وزير الداخلية محمد سالم الغبان خلال استضافته من قبل لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في آخر أيام الفصل التشريعي الحالي أول من أمس اعتراضه على التداخل في الصلاحيات بين وزارتي الدفاع والداخلية وما أسماه «تسلط قيادة العمليات» على مجريات الأمور في العاصمة مترامية الأطراف في وقت تمثل قوات وزارة الداخلية في العاصمة حصة الأسد بما يزيد عن 85 قي المائة. من جهتها طالبت لجنة الأمن والدفاع بإعادة صلاحيات وزارة الداخلية، داعية في الوقت نفسه إلى نصب كاميرات في مداخل ومخارج المدن لملاحقة الإرهابيين.
وفي تصريح صحافي له عقب استضافته من قبل لجنة الأمن والدفاع، قال الغبان إنه «تم بحث كثير من الملفات خلال الاستضافة لا سيما مراجعة الخطط الأمنية وتحسين الأداء الأمني فضلا عن تحديد الصلاحيات بين وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى وقيادة عمليات بغداد». وأضاف الغبان أن «كل هذه المواضيع والمشكلات والملاحظات التي دونت أثناء الاستضافة سيتم بحثها مع القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، خلال الفترة المقبلة، من أجل إيجاد الحلول والمعالجات»، لافتًا إلى أن «القطعات العسكرية التابعة لوزارة الداخلية، وتحديدًا الشرطة الاتحادية، موجودة في كل الجبهات وتعمل تحت إمرة قيادات العمليات».
من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي أن «الجميع يشترك في تحمل مسؤولية الخروقات الأمنية التي تحصل في بغداد وفي أي مكان»، لافتًا إلى أنه «مع بداية عمليات تحرير الرمادي بدأت الخروقات الأمنية تقل نوعًا ما في بغداد». وأضاف أن «استضافة الوزير جاءت لبحث وضع آلية جديدة لمنع حدوث الخروقات الأمنية التي قد تحصل في المستقبل داخل العاصمة أو أي مكان آخر»، وطالب «بنصب الكاميرات في مداخل ومخارج المدن لملاحقة الإرهابيين».
في السياق نفسه، أكد سعد المطلبي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك اتفاقا من أجل وضع الخطط العملية للبدء بخطوات نحو تغيير الخطط الأمنية في بغداد ضمن آليات نقل الملف الأمني إلى وزارة الداخلية». وأضاف أن «الاتفاق كان يقضي بتحديد مدة 6 أشهر لحسم الملف الأمني في بغداد لصالح وزارة الداخلية والبدء بسحب الجيش من الشوارع والسيطرات إلى المداخل والبوابات». وأضاف أن «بغداد تم تقسيمها إلى 12 منطقة أمنية تكون بمسؤوليات اتحادية محلية مشتركة وبموجب خارطة جديدة تكون مرتبطة بلجنة استخبارية مركزية مكونة من الأجهزة الاستخبارية كافة، فضلا عن إعادة النظر في جميع السيطرات الموجودة في بغداد واستبدالها بسيطرات منظمة تعتمد على الأجهزة الإلكترونية الحديثة في الكشف، وكذلك نصب أنظمة سيطرة متطورة تتيح مجالا أكبر من المراقبة والرصد لتحركات المشبوهين».
وأوضح المطلبي أن «تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من شأنه الإسهام في حل التداخلات في الخطط الأمنية بين الوزارات والجهات ذات العلاقة بالجانب الأمني في بغداد، كون العاصمة تعاني من إشكالية تداخل الصلاحيات وبالتالي التوزيع غير المنظم للمسؤوليات، مما جعل أغلب الخطط خلال المرحلة السابقة مخترقة من قبل الإرهابيين».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».