بسنت ونعمة وفريال... 3 بطلات مصريات من ذهب

اللاعبات حققن إنجازات متنوعة ببطولة «المتوسط»

وزير الشباب والرياضة يستقبل بسنت حميدة
وزير الشباب والرياضة يستقبل بسنت حميدة
TT

بسنت ونعمة وفريال... 3 بطلات مصريات من ذهب

وزير الشباب والرياضة يستقبل بسنت حميدة
وزير الشباب والرياضة يستقبل بسنت حميدة

احتفى متابعون ونقاد ومؤسسات رياضية مصرية بالإنجاز الكبير الذي حققته 3 بطلات مصريات، فزن بالذهب أخيراً خلال بطولة دورة ألعاب البحر المتوسط، في وهران الجزائرية؛ إذ تصدرت أسماء الفتيات الثلاث (بسنت حميدة، ونعمة سعيد، وفريال أشرف)، مواقع التواصل في مصر على مدار الأيام القليلة الماضية، وسط إشادات لافتة من نجوم الكرة والفنانين، مع توقعات بحصد المزيد من الميداليات خلال البطولات الدولية المقبلة.
فبعد حصد بسنت حميدة لاعبة المنتخب الوطني لألعاب القوى، ميداليتين ذهبيتين في بطولة التشيك الدولية لألعاب القوى منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، أعادت الإنجاز نفسه في بطولة دورة ألعاب البحر المتوسط، بمدينة وهران الجزائرية، بفوزها بذهبية 100 متر عدو، ثم فوزها بالميدالية الذهبية الثانية بسباق 200 متر عدو بالبطولة.
https://www.facebook.com/EgyptianCabinet/posts/pfbid02BbPd4yevr4TV7ZFVwG1bPyatYhGr35n1nKZgCUQvA5RCTpAfL4nbeuG7o6teqvUbl
ووصف متابعون ونقاد رياضيون مصريون «حميدة» بأنها «أيقونة مصرية» بعد تحطيمها عدداً من الأرقام القياسية.
وتجاوزت البطلة المصرية الجدل الذي أثاره بعض المتابعين على السوشيال ميديا منذ أيام حول ملابسها الرياضية، ونشرت منشوراً اليوم أعربت فيه عن فخرها لإرسال النجم المصري محمد صلاح، لاعب المنتخب المصري لكرة القدم وفريق ليفربول الإنجليزي، رسالة لها عبر حسابها على موقع «إنستغرام»؛ لتهنئتها على ما قدمته في دورة ألعاب البحر المتوسط، قائلاً «مبروك بطلتنا، فخورون بكِ جميعاً، استمري في تحطيم الأرقام القياسية».
وردّت بسنت حميدة على محمد صلاح، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»: «من أعظم الإنجازات أن يتم التشجيع والتهنئة من أعظم وأفضل لاعب في العالم، شكراً محمد صلاح فأنت لست قدوتي وحدي، بل أنت قدوة العالم بأكمله، شكراً لك، أنت الأفضل في كل الأوقات».
وتمكنت حميدة من التأهل إلى أولمبياد طوكيو، لكنها تعرضت لإصابة منعتها من المشاركة.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=3368291030052166&set=a.1424943697720252&_rdc=2&_rdr
واستقبل الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، حميدة، أول من أمس بمطار القاهرة، وبطل رمي الرمح إيهاب عبد الرحمن، بعد حصوله على الميدالية الفضية بدورة ألعاب البحر المتوسط.

وأثنى وزير الرياضة على إنجاز بسنت حميدة التاريخي، موضحاً أن هذا الإنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ منافسات ألعاب القوى المصرية.
وأشار صبحي إلى أن دورة ألعاب البحر المتوسط تعدّ استعداداً قوياً للمنافسة بقوة في الأولمبياد القادمة، وأن الوزارة تساهم في تخريج جيل جديد من الرياضيين ليكونوا قوام المنتخب في المستقبل من خلال المشروع القومي للموهبة والبطل والأولمبي
وفي حين نجحت نعمة سعيد في حصد 3 ميداليات (ذهبيتان وفضية)، في إنجاز لافت، في بطولة العالم لرفع الأثقال للشباب التي أقيمت باليونان، في شهر مايو الماضي، فقد كررت الإنجاز في دورة ألعاب البحر المتوسط، وفازت بذهبيتي الخطف والكلين بمنافسات وزن 71 كجم بالبطولة.
وتحدثت زينب أحمد والدة نعمة سعيد، في مداخلة تلفزيونية، قائلة «صرخنا وبكينا كثيراً بعد تتويج نعمة بالذهب... وسجدنا لله شكراً».
https://www.facebook.com/watch/?ref=search&v=478801130674939&external_log_id=429c69b4-66a6-4b57-b31c-7a7e4ad40280&q=%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A9%20%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF&_rdc=1&_rdr
وأضافت، أن ابنتها نعمة لا تزال في الثانوية العامة وقامت بتأجيل دراستها وامتحاناتها من أجل المشاركة بدورة ألعاب البحر المتوسط.

وسبقت نعمة وبسنت، البطلة الأولمبية فريال أشرف في تحقيق الذهب بالجزائر، قبل عودتها مبكراً من وهران، وسفرها إلى مكة لأداء مناسك الحج، حيث تم إهداؤها رحلة حج مع أسرتها، بعد توجيهات رئاسية بتكريمها والاحتفاء بها.
وفور وصولها إلى مقر إقامتها في مكة، نظمت البعثة الرسمية لحج الجمعيات الأهلية برئاسة أيمن عبد الموجود، مساعد وزيرة التضامن لشؤون مؤسسات المجتمع الأهلي، ورئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية، احتفالية وممراً شرفياً للبطلة الأولمبية فريال أشرف بعد حصولها على الميدالية الذهبية في الكاراتيه بدورة ألعاب البحر المتوسط، بحضور أعضاء البعثة وعدد من حجاج بيت الله الحرام.
https://www.facebook.com/MoSS.Egypt/videos/426725245816001
وقال عبد الموجود، إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذ التأشيرات الخاصة بالحج والخاصة بفريال وأسرتها، ومنذ صدور التوجيه الرئاسي كلفت السيدة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، عبد الموجود متابعة إنهاء الإجراءات بصورة سريعة، وتذليل أي عقبات قد تواجه الأسرة، بدءاً من مرحلة التسجيل وصولاً إلى تقديم التيسيرات كافة أثناء أداء مناسك الحج».

من جهتها، أعربت فريال أشرف، لاعبة الكاراتيه، وأول لاعبة مصرية تفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأوليمبية، دورة طوكيو 2020، عن سعادتها الشديدة بتحقيق الرئيس عبد الفتاح السيسي أمنيتها بتأدية مناسك الحج مع أسرتها.


مقالات ذات صلة

الزمالك يعلن عدم المشاركة في السوبر المصري أمام الأهلي

رياضة عربية الزمالك يعلن عدم المشاركة في السوبر المصري أمام الأهلي

الزمالك يعلن عدم المشاركة في السوبر المصري أمام الأهلي

أعلن الزمالك حامل لقب الدوري المصري الممتاز لكرة القدم عدم المشاركة في كأس السوبر المحلية أمام الأهلي في أبوظبي بالإمارات يوم الجمعة المقبل بداعي وجود «محاباة» من الاتحاد المحلي ضد ناديه. وثارت أزمة حول مشاركة محمود عبد المنعم (كهربا) مهاجم الأهلي في السوبر بعدما تعرض لعقوبة الإيقاف بداعي توجيه هتافات مسيئة ضد ناديه الزمالك السابق عقب مباراة قمة في يناير (كانون الثاني). وقررت لجنة الاستئناف اليوم الإثنين إيقاف تنفيذ العقوبة المفروضة من لجنة الانضباط لحين الفصل في دعوى قضائية من المفترض عقد جلستها في 14 مايو (أيار). وقال مرتضى منصور رئيس الزمالك، الذي صدر قرار من محكمة محلية بعزله من منصبه، في

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الرياضة الرجاء ينعى مشجعة فارقت الحياة خارج ملعبه قبل لقاء الأهلي

الرجاء ينعى مشجعة فارقت الحياة خارج ملعبه قبل لقاء الأهلي

نعى نادي الرجاء البيضاوي مشجعة فارقت الحياة في محيط استاد محمد الخامس، قبل انطلاق مباراته أمام الأهلي المصري، في إياب دور الثمانية بدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، أمس (السبت). وتكهنت وسائل إعلام محلية بأن وفاة المشجعة «نورة» كانت نتيجة تدافع الجماهير قبل المباراة أمام بوابات الاستاد، وفتحت سلطات مدينة الدار البيضاء تحقيقاً في الوفاة. وتعادل الرجاء دون أهداف على أرضه وسط حضور جماهيري ضخم، ليخرج من دور الثمانية بعدما عجز عن تعويض خسارته 2 - صفر في القاهرة، ليتأهل الأهلي لقبل النهائي للمرة الرابعة على التوالي. وقال النادي المغربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «يتقدم عزيز البدراوي، رئيس الرجاء الري

«الشرق الأوسط» (الدار البيضاء)
رياضة عربية «الزمالك المصري» لارتباكات جديدة بعد عزل مرتضى منصور

«الزمالك المصري» لارتباكات جديدة بعد عزل مرتضى منصور

قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بمصر اليوم (الأحد)، بقبول الدعوى القضائية التي تطالب بإلزام وزير الشباب والرياضة بزوال صفة مرتضى منصور كرئيس لنادي الزمالك، مما يضع النادي في دوامة جديدة من الارتباكات بعد عدد من الأزمات الإدارية والإخفاقات الكروية. واعتبرت المحكمة أن منصب رئيس مجلس إدارة النادي أصبح شاغراً، وبناء عليه ألزمت مجلس الإدارة بالدعوة إلى انتخابات مبكرة. واستندت المحكمة في قرارها إلى أن «الأحكام الجنائية النهائية الصادرة ضد مرتضى منصور قد أفقدته أحد شروط عضوية مجلس إدارة النادي، وهو عدم صدور حُكم سالب للحرية ضده». وبحسب متابعين، لا يعتبر قرار المحكمة مفاجئاً، حيث سبق لهيئة مفوضي

رشا أحمد (القاهرة)
الرياضة نور الشربيني تفرض هيمنتها على لقب بريطانيا المفتوحة للإسكواش

نور الشربيني تفرض هيمنتها على لقب بريطانيا المفتوحة للإسكواش

أحرزت نور الشربيني لقب بطولة بريطانيا المفتوحة للإسكواش، بعد فوزها على مواطنتها المصرية نوران جوهر المصنفة الأولى عالمياً بنتيجة 3 - صفر، اليوم (الأحد). وحسمت بطلة العالم المصنفة الثانية عالمياً اللقب بالفوز 11 - 9 و11 - 7 و11 - 1 في 42 دقيقة. وحافظت نور على سجلها المثالي أمام نوران في 3 مواجهات في نهائي البطولة بعد 2016 و2021. وأصبحت نور اللاعبة السابعة التي تحرز اللقب 4 مرات على الأقل، وتملك هيذر ماكاي الرقم القياسي برصيد 16 لقباً. وقالت نور: «كل لاعبة تحلم بوضع اسمها على لقب (بريطانيا المفتوحة)، فعلت ذلك 4 مرات، وهو أمر فخورة به جداً. إنه إنجاز سأتذكره دائماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية مصر: مباراة «الأهلي» و«الهلال» تنعش آمال «العودة الكاملة» إلى الاستادات

مصر: مباراة «الأهلي» و«الهلال» تنعش آمال «العودة الكاملة» إلى الاستادات

أنعشت مباراة «الأهلي» المصري و«الهلال» السوداني، في بطولة «دوري أبطال أفريقيا»، باستاد القاهرة، مساء أمس السبت، آمال الجمهور المصري في العودة الكاملة للاستادات، في البطولات المحلية والأفريقية. وأشاد مسؤولون أمنيون ورياضيون بالتزام جمهور «الأهلي» الذي زادت أعداده عن 50 ألف مشجع، في لقاء «الهلال» السوداني الحاسم، في ختام جولات مرحلة المجموعات، والتي فاز فيها «الأهلي» بـ3 أهداف نظيفة مكّنته من الصعود إلى الدور ربع النهائي من البطولة، في المركز الثاني، خلف فريق «صن داونز» الجنوب أفريقي.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.