«الرئاسي» الليبي يُطلق خطة لـ«حل أزمة الانسداد السياسي»

تتضمن التشاور مع الأطراف المعنية لوضع خريطة طريق تنتهي بالانتخابات

المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق مع السفير الأميركي ريتشارد نورلاند (المجلس)
المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق مع السفير الأميركي ريتشارد نورلاند (المجلس)
TT

«الرئاسي» الليبي يُطلق خطة لـ«حل أزمة الانسداد السياسي»

المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق مع السفير الأميركي ريتشارد نورلاند (المجلس)
المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق مع السفير الأميركي ريتشارد نورلاند (المجلس)

أعلن المجلس الرئاسي الليبي عن إطلاق خطة تهدف «حل أزمة الانسداد السياسي» في البلاد، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي سادت بعض المناطق، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية ونيابية في أقرب وقت ممكن.
وقال المجلس الرئاسي، أمس، إن خطته تأتي «استجابة للمطالب المشروعة لأبناء الشعب الليبي، وتحقيقاً لتطلعاتهم للتغيير»؛ مشيراً إلى أنه أجرى عدداً من الاجتماعات بين أعضائه بشأن هذه المطالب، خلصت إلى «التوافق حول إطارٍ عام، لخطة عمل تعالج الانسداد السياسي في البلاد».
وكلف المجلس عبد الله اللافي، وهو أحد نوابه: «بإجراء المشاورات العاجلة مع الأطراف السياسية لتحقيق توافق على تفاصيل الخطة، وإطلاقها فيما بعد في شكل خريطة طريق واضحة المسارات والمعالم»، لافتاً إلى أن ذلك قد «ينهي المراحل الانتقالية، عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في إطار زمني محدد، ويدفع في اتجاه توافق وطني حول مشروع التغيير الذي يعزز الثقة بين الأطراف السياسية كافة».
لكن حكومة «الوحدة» التزمت الصمت حيال هذا الطرح، بينما اعتبر موالون لمجلس النواب خطة المجلس الرئاسي بمثابة «انقلاب على السلطة التشريعية»، ممثلة في البرلمان بصفته الجهة التشريعية الوحيدة التي سبق له هو أيضاً طرح خطة مبكرة لحل الأزمة.
ويرى مراقبون أن الأمور في طريقها لمزيد من التعقيد، وذلك لعدم تشاور المجلس الرئاسي مع بقية الأطراف السياسية المعنية، ومنها المجلس الأعلى للدولة، بالنظر إلى انخراط الأخير في محادثات سابقة مع البرلمان في جنيف، ومن قبلها في القاهرة برعاية أممية.
وأوضح المجلس الرئاسي أن أبرز عناصر خطة الحل تتمحور حول الحفاظ على وحدة البلاد، وإنهاء شبح الحرب والانقسام، وتعزيز حالة السلام القائم وتجنب الفوضى، بالإضافة إلى الحد من التدخل الأجنبي، والدفع في اتجاه حل وطني يقدم على ما سواه. لكن ليس معروفاً حتى الآن ما إذا كانت خطة المجلس الرئاسي ستلقى قبولاً لدى الشبان المحتجين أم لا. غير أن مصدراً قال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك محاولات من قبل السلطة الليبية المؤقتة لفتح حوار مع هؤلاء الشباب، وخصوصاً الذين يديرون «حراك بـالتريس» لإقناعهم بالتهدئة، لا سيما أن المجلس الرئاسي يتواصل مع قيادات حزبية عديدة طالبته «بتسلم زمام الأمور في البلاد».
وتزامن الإعلان عن إطلاق هذه الخطوة مع خفوت حدة الاحتجاجات في العاصمة الليبية، باستثناء بعض المظاهرات المحدودة التي تخرج ليلاً، في ظل مساعي السلطة في طرابلس لاحتواء هذه الاحتجاجات، إما بالاعتذار عن وقوع أخطاء في إدارة أزمة انقطاع الكهرباء، أو بالتأكيد على ضرورة إجراء انتخابات في البلاد.
وكان عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، قد اعترف بفشل حكومته في إدارة أزمة الكهرباء في ليبيا، وقال إنها اتخذت «قرارات خاطئة» في إدارة الأزمة؛ لكن مختصين ومتابعين لملف الكهرباء تساءلوا عن مئات الملايين التي أُنفقت على إصلاح منظومة الكهرباء منذ عام ونصف عام.
ولمواجهة الاحتجاجات المفاجئة وما قد تخلفه من خسائر، قامت الأجهزة الأمنية بالعاصمة بعدة إجراءات لمواجهة أي اعتداء على منشآت. وقالت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إن مديرية أمن صبراتة (غرب) بدأت في «تنفيذ خطة أمنية مشتركة مع الأجهزة الأمنية الأخرى العاملة بالمدينة، بهدف المجاهرة بالأمن، وتأمين المرافق والأهداف الحيوية، وضبط المخالفين والخارجين عن القانون، عبر تفعيل البوابات والتمركزات الأمنية».
وكانت عدة مناطق بالعاصمة قد شهدت تجدد الاحتجاجات المطالبة باستقالة جميع الأجسام السياسية المتسيدة إدارة البلاد.
واتهم المجلس البلدي لمدينة مصراتة الحراك الشبابي بأنه «لم يحافظ على سلميته، ولم يلتزم بأهدافه»، محذراً من «إخراج حرية الرأي والتعبير عن السلمية، الأمر الذي جعل السلطة القضائية تعلن الاستنفار الأمني، وتصدر أوامرها بفتح الطرق وإزالة كل ما يعيق حركة المرور».
وقال المجلس في بيان له، إن البلاد تمر هذه الأيام بتقاطع مسارات مختلفة في أصلها وأهدافها، ولفت إلى ما تعرضت له بنايات بعض المجالس البلدية من عبث وتخريب، وصل حد إحراق بعض مقراتها، ومن بينها مجلس مصراتة. مشدداً على أن «حرية الرأي والتعبير حق دستوري مشروط، شرط ألا يتعارض مع القوانين والتشريعات اللازمة، وألا يمس بحرية وكرامة الآخرين».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.