احتضنت العاصمة الكينية، نيروبي، اجتماعاً بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اتفقا خلاله على إنهاء التوتر بين البلدين ووضعهما على حافة الحرب، وإنهاء الخلافات وفتح صفحة جديدة، والتزام الحوار والحلول السلمية لمعالجة القضايا العالقة بينهما.
وتميزت العلاقة بين البلدين بالتوتر الشديد منذ استعاد الجيش السوداني أراضي منطقة «الفشقة» من القوات الإثيوبية في ديسمبر (كانون الأول) 2020. وشهدت المنطقة الحدودية عدة اشتباكات مسلحة، قال الجيش السوداني إنه خسر خلالها أكثر من 80 جندياً.
لكن التوتر تصاعد مجدداً الشهر الماضي، إثر اتهام السودان لإثيوبيا باغتيال 7 من جنوده ومواطن مدني، أسرتهم قوات إثيوبية من داخل الحدود السودانية. وتوعد عبد الفتاح البرهان، الذي طار فوراً إلى المنطقة فور الإعلان عن الحادث، بردّ حاسم يثأر بموجبه لجنوده المغدورين. لكن أديس أبابا نفت أن يكون لجيشها دور، وقالت إن ميليشيا إثيوبية محلية ارتكبت الجريمة، وإنها بصدد التحقيق في الحادثة.
وشهدت الحدود السودانية - الإثيوبية، عقب حادثة مقتل الجنود السودانيين، اشتباكات ومعارك عنيفة، ووضعت كل دولة قواتها في حالة تأهب قرب الحدود المشتركة.
ولا يقتصر تصاعد النزاع السوداني الإثيوبي على الحدود ومنطقة الفشقة، بل أسهمت الخلافات على ملف سد النهضة الإثيوبي، ورفض الجانب الإثيوبي المقترحات السودانية - المصرية بشأن ملء وتشغيل السد واستمراره منفرداً في إدارة وملء بحيرة السد، الذي تسبب وينتظر أن يسبب أضراراً على السودان ومنشآته المائية.
وعلى هامش القمة الطارئة للهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيقاد) التي يترأس السودان دورتها الحالية في نيروبي، عقد البرهان وآبي أحمد اجتماعاً مغلقاً، قال بعده رئيس الوزراء الإثيوبي في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» إن مناقشاته مع الجنرال عبد الفتاح البرهان أفضت إلى اتفاق بين البلدين. وأضاف: «اتفقنا على أن بلدينا لديهما الكثير من العناصر التعاونية للعمل عليها بشكل سلمي، سنداتنا المشتركة تتجاوز أي انقسامات، كلانا التزم بالحوار والحل السلمي للقضايا العالقة».
وأكدت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا) أن محادثات البرهان وآبي أحمد ناقشت القضايا الإقليمية والثنائية الحالية والقضايا المتعلقة بقضايا الحدود، ونقلت عن آبي أحمد قوله: «يتعين على البلدين تعزيز العلاقات بينهما من خلال حل مشكلاتهما من خلال الحوار... شعبا إثيوبيا والسودان لديهما الكثير من الأشياء المشتركة، وهما سيعملان معا لحل مشكلاتهما سلمياً... يجب القيام بالعمل من أجل إفادة شعبي البلدين، اللذين لهما تاريخ طويل من المنفعة المتبادلة».
ولم يصدر أي بيان رسمي من الجانب السوداني، لكن إعلام مجلس السيادة السوداني، ذكر أن البرهان عقد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، واكتفى بنقل صور الرجلين يتصافحان ويتبادلان الابتسامات، من دون أن يشير إلى فحوى أو ما توصل إليه اجتماعهما.
ووصل البرهان إلى نيروبي، صباح أمس، وكان في استقباله في القصر الرئاسي، الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، بصفته رئيساً للمنظمة التي كان يترأسها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل استقالته، وينتظر أن تبحث القمة التحديات الأمنية وقضايا السلم والجفاف والتصحر والتغيرات المناخية والأمن الغذائي وتداعيات «كورونا» وأثرها على اقتصاد الإقليم.
وينتظر أن تبحث كذلك تضافر جهود الدول الأعضاء لتجاوز المشكلات والتحديات التي تواجه المنطقة، وبحث سبل النهوض بالإقليم، وتحقيق الأمن والاستقرار فيه، والتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية.
من جهة أخرى، وصل مستشار رئيس حكومة جنوب السودان توت قلواك للعاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة تستمر عدة أيام، ضمن سلسلة زيارات درج على القيام بها إلى السودان، وبرفقته وزير الخارجية أيي مييك. وقال قلواك إنه يحمل رئيس خطية من الرئيس سلفاكير ميارديت لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، تتعلق بقضايا الأمن والاستقرار في الإقليم والعلاقات الثنائية.
وكشف قلواك عن مشاورات ينتظر أن يجريها سلفاكير مع البرهان وآبي أحمد بشأن قضايا الحدود، تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة، لكون إثيوبيا جارة لكل من السودان وجنوب السودان.
اجتماع البرهان وآبي أحمد في نيروبي أبعد شبح الحرب بين إثيوبيا والسودان
اجتماع البرهان وآبي أحمد في نيروبي أبعد شبح الحرب بين إثيوبيا والسودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة