من أجل «الصورة المثالية» بمواقع التواصل... ثلث شبان بريطانيا يفكرون في تغيير مظهرهم

عالم نفس يقول إن الرجال «أقل اعتياداً» على هذا الضغط من النساء

شاب يلتقط صورة من هاتفه (سكاي نيوز)
شاب يلتقط صورة من هاتفه (سكاي نيوز)
TT

من أجل «الصورة المثالية» بمواقع التواصل... ثلث شبان بريطانيا يفكرون في تغيير مظهرهم

شاب يلتقط صورة من هاتفه (سكاي نيوز)
شاب يلتقط صورة من هاتفه (سكاي نيوز)

وجدت دراسة استقصائية أن ثلث الشبان البريطانيين يعتقدون أنهم بحاجة إلى تغيير مظهرهم بسبب «ثقافة الصورة المثالية» على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأجريت الدراسة على أكثر من ألفي شخص أجرتها شركة «أوريغيم» للصحة واللياقة البدنية، وتوصلت الدراسة إلى أن التعلق بالصورة المثالية يؤثر على الصحة العقلية لواحد من كل 10 من الشباب محل الدراسة.
ووجدت الدراسة أن أكثر من 40 في المائة من الرجال يريدون بناء العضلات، وأن واحداً من كل 10 يريدون تعاطي المنشطات.
وقال عالم النفس روب ويلسون، «هناك الكثير من الضغط من وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة التوافق مع بعض الصور النمطية للجمال المثالي، خصوصاً عند الرجال». ويضيف: «هذا تحد حقيقي لأننا أقل اعتياداً عليه من النساء، لقد تعرضنا مؤخراً لهذه الأنواع من الضغوط وللأسف تعرضت النساء لفترة أطول ولكن هناك القليل جداً من الحركة في الوقت الحالي ضد الضغط على الرجال».
أصيب جورج ميكوك (26 عاماً)، من ستافوردشاير، بخلل في العضلات، يُعرف أيضاً باسم «البيغوركسيا»، عندما كان مراهقاً، ويقول ميكوك المهتم حالياً برفع الوعي تجاه قضية «الصورة المثالية» للرجل، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، إنه «من السهل جداً الانغماس في (غرفة الصدى) (مصطلح يشير إلى القناعات والمعتقدات التي يتم تعزيزها بالتواصل والتكرار دون نقد داخل مواقع التواصل الاجتماعي)، وتتبع الأشخاص الذين يتفقون مع أفكارك المتطرفة ويظهرون لك أفكاراً أكثر تطرفاً ويبدأ الأمر في الخروج عن نطاق السيطرة».
ويتابع الشاب البريطاني: «دخلت في صناعة اللياقة البدنية، ومجتمع صناعة اللياقة البدنية، ورأيت كل الرجال في ذلك الحجم الضخم والعضلات والمغطى بالأوردة، واعتقدت أن هذا ما أحتاج إلى الالتزام به». ويردف ميكوك: «بدأت في تناول الطعام بشكل مضطرب وإدمان التمارين الرياضية، والتدريب عدداً من المرات، وكنت أقيد كمية طعامي بشكل لا يمكن تصديقه، وفي نهاية المطاف، أدى ذلك إلى سلوكيات انتحارية، وأفكار انتحارية، مما أدى إلى هذا المسار المظلم».
ويقول جراح التجميل الدكتور جون سكيفوفيلاكس لشبكة «سكاي نيوز»، إن بعض الرجال يتعاطون المنشطات التي يمكن أن تسبب نمو الثدي. نتيجة لذلك، يقوم بإجراء مئات عمليات تصغير الثدي للرجال كل عام.
وضرب الدكتور سكيفوفيلاكس المثل في التعلق بالصورة المثالية بأحد المسلسلات التي تعرض في بريطانيا وهو مسلسل «جزيرة الحب»، وقال إنه «بإلقاء نظرة على الشباب في المسلسل ترى جميعهم لديهم عضلات بطن ظاهرة، وكأن العضلات ستنفجر من قمصانهم، البعض يريد محاكاة هذا مثلما كان يحدث في الثمانينيات عندما كان سيلفستر ستالون وأرنولد شوارزنيجر متألقين».


مقالات ذات صلة

الأمير هاري: الحياة أفضل بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي

يوميات الشرق الأمير البريطاني هاري يسير إلى جانب زوجته ميغان ماركل (رويترز)

الأمير هاري: الحياة أفضل بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي

كشف الأمير البريطاني هاري أن الحياة «أفضل» عند قضاء الوقت بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا شعار تطبيق «إنستغرام» (رويترز)

«إنستغرام» يلجأ للذكاء الاصطناعي لكشف أعمار المستخدمين... كيف يتصرّف مع المراهقين؟

أعلنت شركة «ميتا» المالكة لتطبيق «إنستغرام»، الاثنين، بدء اختبار استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف حالات تحايل المراهقين على إثبات أعمارهم الحقيقية عبر المنصة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» (أ.ف.ب)

زوكربيرغ: اشتريت «إنستغرام» لأنه كان «أفضل»

أدلى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، باعتراف مهم في محاكمة تتعلق بدعوى لمكافحة الاحتكار بأميركا، قائلاً إنه اشترى «إنستغرام»؛ لأنه أفضل في الصور.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا «ميتا» تعتزم بدء استخدام المحتوى المتاح للعامة من المستخدمين الأوروبيين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها (أ.ف.ب)

«ميتا» تعلن اعتزامها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بالمحتوى العام للمستخدمين الأوروبيين

أعلنت شركة التكنولوجيا الأميركية «ميتا» اعتزامها بدء استخدام المحتوى المتاح للعامة من المستخدمين الأوروبيين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا «ميتا»: لا بث مباشراً عبر «إنستغرام» لمن تقل أعمارهم عن 16 عاماً

«ميتا»: لا بث مباشراً عبر «إنستغرام» لمن تقل أعمارهم عن 16 عاماً

قالت شركة «ميتا» المالكة لتطبيق «إنستغرام»، الثلاثاء، إن المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً لن يتمكنوا من البث المباشر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

حسين فهمي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي

الفنان حسين فهمي ووزير الثقافة المصري خلال جلسة حوارية (وزارة الثقافة المصرية)
الفنان حسين فهمي ووزير الثقافة المصري خلال جلسة حوارية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

حسين فهمي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي

الفنان حسين فهمي ووزير الثقافة المصري خلال جلسة حوارية (وزارة الثقافة المصرية)
الفنان حسين فهمي ووزير الثقافة المصري خلال جلسة حوارية (وزارة الثقافة المصرية)

أكد الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، على إقامة معرض يجمع بين الفن التشكيلي والسينما سيكون أحد الملامح المهمة للدورة الـ46 لمهرجان القاهرة السينمائي المقررة إقامتها في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي واستفادت منه بشكل كبير.

وأوضح أن «نقاط تشابه كثيرة تجمعهما، والفروق بينهما تظل محدودة، فبينما اللوحة التشكيلية ثابتة فإن الصورة السينمائية متحركة بكل ألوانها وأبعادها التي تأتي عبر كادرات متتابعة تؤثر في ذهن المشاهد وتجذبه»، ولفت فهمي إلى أنه كان يُدرّس «التكوين داخل الكادر السينمائي» خلال عمله أستاذاً للإخراج في معهد السينما، مشيراً إلى أن تكوين الكادر يعتمد على الخطوط والألوان على غرار الفن التشكيلي.

وشارك الفنان المصري في فعاليات الجلسة الحوارية لـ«المعرض العام» للفنون التشكيلية في نسخته الـ45 التي جاءت تحت عنوان «الفن التشكيلي في عيون السينما»، الأحد، وأكد خلالها أن الفن التشكيلي ليس مجرد خلفية جمالية داخل العمل السينمائي بل هو عنصر جوهري في صناعة الصورة البصرية وتشكيل إيقاع المشهد، معبراً عن تمنياته أن يشاهد عملاً سينمائياً يتناول حياة رموز الفن التشكيلي عالمياً وعربياً ومصرياً والغوص في أعماق هذه الشخصيات وتقديمها للمشاهد بصورة جذابة ومشوقة.

وكان وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، قد دعا في بداية الجلسة الحوارية لإقامة معرض تشكيلي يربط بين «الفن التشكيلي والسينما» ضمن فعاليات الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي، ليقام في قاعة «صلاح طاهر» بالأوبرا، من منطلق تأكيده بأن العلاقة بين الفن التشكيلي والسينما تُعد علاقة تكامل وإلهام متبادل، وأن الثقافة البصرية المتراكمة لدى الفنان التشكيلي تعد مورداً حيوياً لصانع الفيلم سواء على مستوى التكوين أو الإضاءة أو اختيار الألوان.

وأشار الوزير المصري الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1992 إلى أن السينما المصرية شهدت نماذج رائدة جسّدت التلاقي بين الفن التشكيلي ومدارسه المتنوعة وبين التناول البصري في السينما، وأن أعمالاً سينمائية تأثرت بشكل واضح بمدارس فنية، من بينها الانطباعية والتجريدية والسريالية ونجحت في تحويل الأفكار التشكيلية إلى سرد بصري على الشاشة.

فهمي يؤكد استفادة السينما من الفنون التشكيلية (وزارة الثقافة المصرية)

وشهدت الجلسة التي أدارتها الدكتورة إيمان أسامة، قوميسير المعرض العام، مشاهد لأفلام مختارة تناولت صورة الفنان التشكيلي في السينما، وقال الفنان طارق الكومي، نقيب التشكيليين، إن «ثمة تداخلاً بين الفن التشكيلي والسينما، يتوقف على رؤية المخرج وثقافته»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الصورة البصرية للفيلم ترتبط بمقاييس مثلها في ذلك مثل اللوحة أو التمثال، كما أن العمل الفني له حبكة درامية مثل الفيلم».

وأشار الكومي إلى مخرجين سينمائيين كبار جمعوا في أعمالهم بين التشكيل والسينما مثل المخرج شادي عبد السلام كونه فناناً تشكيلياً ومعمارياً، كما بدت مشاهد أفلام مخرجين كبار مثل لوحات فنية ومن بينهم صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، وهنري بركات، الذي يصف الكومي كادرات فيلمه «دعاء الكروان» بأنها «كانت كلها فنية».

ويُنظّم المعرض العام بمشاركة 420 عملاً لـ326 فناناً في مختلف مجالات الفن التشكيلي، كما يقام على هامشه برنامج ثقافي يتضمن ندوات ولقاءات عدّة تطرح قضايا تتعلق بالفنون.