«صناع السعادة»... فنون تلتمس البهجة في الصيف

معرض في القاهرة يضم 20 فناناً من مختلف الأجيال

محمود شكوكو في لوحة من أعمال المعرض  -  الطيور في عرض خاص باستخدام الخزف (غاليري نوت)
محمود شكوكو في لوحة من أعمال المعرض - الطيور في عرض خاص باستخدام الخزف (غاليري نوت)
TT

«صناع السعادة»... فنون تلتمس البهجة في الصيف

محمود شكوكو في لوحة من أعمال المعرض  -  الطيور في عرض خاص باستخدام الخزف (غاليري نوت)
محمود شكوكو في لوحة من أعمال المعرض - الطيور في عرض خاص باستخدام الخزف (غاليري نوت)

في محاولة للبحث عن ثيمة خفيفة ومبهجة تُخفف من أجواء الصيف الحارة، نظم «غاليري نوت» بالقاهرة معرضاً جماعياً تحت عنوان «صناع السعادة» يشارك فيه 20 فناناً من مختلف الأجيال عبارة عن «جمع فني يضم فنانين من الخمسينيات وحتى الخريجين الجدد»، كما تقول مها فخر الدين، مديرة «غاليري نوت» بالقاهرة.
يبدو المعرض الذي يواصل فعالياته حتى نهاية يوليو (تموز) الحالي، أقرب لحشد فني من ألوان فنية متفرقة، حيث التصوير والنحت والفوتوغرافيا والخزف تتجاور في أسلوب بصري جذاب، «الغرض من هذا المعرض هو تقديم فنون مختلفة بثيمة توحي بالفرح وأطلقنا عليه (صناع السعادة) لهذا السبب»، كما تقول مها فخر الدين لـ«الشرق الأوسط».
من بين الفنانين المشاركين في المعرض الدكتورة أماني فوزي، ونهى نائل، ونفين ناثان، وسيد خليل، ومنى قنديل، ورامز اسكندر، وعمر صديق، وشريف عبد القادر، وهبة صالح، وعلاء أبو الحمد، وأحمد عمار. في تكوينات خزفية يمكن تأمل العصافير والطيور التي صنعتها الفنانة أماني فوزي بالخزف، حتى أنها صورت بالخزف في دقة وفنية الطيور وهي أقرب في حركتها الحُرة من حالة الطيران واللجوء للأعشاش للراحة، وبمجاورة تلك الأعشاش يمكن تأمل المنحوتات التي تستدعي تراثاً شعبياً حول المقاهي، وألعاب النرد، والشبابيك التراثية في العمارة التقليدية، بكل ما تبعثه من أجواء الحارات القديمة، وذاكرة ثلاثية نجيب محفوظ في القاهرة القديمة.

أمواج البحر في واحدة من اللمحات التشكيلية (غاليري نوت)

يمكن كذلك تأمل استلهام بعض الأعمال للفلكلور الغنائي، عبر لمحات من فناني الكوميديا والمونولوغات البارزين مثل محمود شكوكو، الذي يظهر في واحدة من لوحات المعرض للفنان شريف عبد القادر، وهو يتوسط بجلبابه وعمامته الشهيرتين عالماً بصرياً غنياً بالمُهرجين، حيث تغلب ثيمة الضحك على المجال البصري للوحة، ويتوسط شكوكو عبارات شهيرة مقتبسة من أفلامه مثل مونولوغ «الحب بهدلة» الشهير الذي صاحبه فيه الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين.
ويعد الفنان محمود شكوكو (1912 - 1958) أحد أشهر الفنانين الذين ارتبط اسمهم بفن المونولوغ، واستطاع أن يحقق به شعبية لافتة من خلال سينما الأبيض والأسود.
«الفن يرتقي بالنفس، ويصنع السعادة ببساطة»، تقول مها فخر الدين، وهي تتأمل أعمال المعرض «هناك موضوعات عن الغناء والرقص والجيرة وتشكيلات الخط العربي، والطبيعة الحرة من بحر وأمواج».
وتبدو لوحة «آدم وحواء» واحدة من الحكايات التي يمكن التوقف عندها في واحدة من لوحات المعرض، حيث تقوم الفنانة منى قنديل، بإعادة تصور القصة الخالدة عبر التاريخ، وتقول «أميل إلى تصوير قصص التاريخ، بأسلوب تصويري بسيط وواقعي وليس سوريالياً، وأجد في حكايا التاريخ شغفاً فنياً كبيراً»، كما تقول لـ«الشرق الأوسط». تميل ألوان اللوحة إلى درجات الأحمر والأخضر المستمدة من مفردات «تفاحة آدم» والفردوس، وتقول منى: «عادة ما تحكم اختياراتها اللونية طبيعة القصة التاريخية التي تقدمها في لوحاتها التي يغلب عليها الطابع التاريخي القصصي».
وغالباً ما يشهد الموسم الصيفي انحساراً في العروض الفنية التشكيلية، لتعود لتزدهر من جديد مع سبتمبر (أيلول)، وتعتبر مها فخر الدين، أن تنظيم المعرض الجماعي في موسم الصيف، جعل اختيار ثيمة الفرح والبهجة أقرب لطبيعة موسم الصيف، وما يرتبط به من إجازات وترفيه بصورة أكبر.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».