حادث مفاجئ يلغي جولة كيري الأوروبية.. بعد كسر عظْمة الفخذ

وزير الخارجية الأميركي رياضي معتاد على ركوب الدراجات

مروحية تقلع فوق مبنى مستشفى جنيف العام في سويسرا حيث نقل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (أ.ب)
مروحية تقلع فوق مبنى مستشفى جنيف العام في سويسرا حيث نقل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (أ.ب)
TT

حادث مفاجئ يلغي جولة كيري الأوروبية.. بعد كسر عظْمة الفخذ

مروحية تقلع فوق مبنى مستشفى جنيف العام في سويسرا حيث نقل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (أ.ب)
مروحية تقلع فوق مبنى مستشفى جنيف العام في سويسرا حيث نقل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (أ.ب)

أصيب وزير الخارجية الأميركي جون كيري صباح أمس بكسر في عظمة الفخذ اليمنى جراء حادث بدراجته الهوائية التي كان يقودها على جزء من مسار سباق فرنسا للدراجات في منطقة الألب قرب سيونزييه في فرنسا. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان تلقته «الشرق الأوسط» بأن كيري سيقطع جولته الأوروبية التي تشمل زيارة مدريد وباريس، ليعود إلى الولايات المتحدة على متن طائرة مجهزة بمعدات طبية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، إن الوزير الأميركي أصيب بكسر في عظمة الفخذ اليمنى، لكن الإصابة لا تشكل خطرا على حياته ومن المتوقع أن يتعافى بشكل كامل.
وكان كيري نقل إلى مستشفى في جنيف بعد إصابته وهو في حالة مستقرة. وأعلنت الخارجية الأميركية، أن كيري الذي يبلغ 71 عاما: «سينقل من جنيف إلى الولايات المتحدة»، حيث سيتلقى العلاج في مستشفى ماساتشوستس العام بمدينته بوسطن.
ووقع الحادث عندما كان كيري يقود دراجته بعد لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في جنيف في محاولة للتغلب على العقبات التي تواجه المفاوضات المتعلقة ببرنامج طهران النووي. وأكد كيربي أن الوزير الأميركي «لم يفقد وعيه».
ولم يتضح على الفور كيف يمكن أن تؤثر إصابته على المفاوضات النووية الإيرانية في حين لم يتبقَ سوى شهر على مهلة نهائية في 30 يونيو (حزيران) الحالي للتوصل لاتفاق نهائي بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بشأن برنامج طهران النووي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن «كيري نقل بطائرة مروحية طبية إلى المستشفى العام في جنيف». ولم يعطِ كيربي تفاصيل عن ملابسات الحادث، مشيرا فقط إلى أن «طبيبا وطاقما طبيا كانا في المكان مع موكب الوزير لحظة وقوع الحادث».
وقال كيربي إن كيري في حالة: «مستقرة وفي حالة معنوية جيدة وهو ممتن للسلطات الفرنسية والسويسرية، والأطباء، والممرضين الذين ساعدوه بعد وقوع الحادث».
وأكد مسؤول آخر في وزارة الخارجية طالبا عدم كشف هويته، أن الوزير كان «يقظا» و«واعيا». وقال الدبلوماسي الذي لم يكن موجودا في مكان الحادث، إن كيري وقع في «منعطف» قرب بلدة سيونزيي الفرنسية التي تبعد نحو 40 دقيقة عن جنيف. ولم يشمل الحادث أيا من العربات الأخرى.
وكيري، الذي سيبلغ عامه الثاني والسبعين في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، رياضي معتاد على ركوب الدراجات الهوائية خلال جولاته الكثيرة في أوروبا. ويحمل معه دراجته الخاصة التي جهزها بنفسه في متجر قرب لوزان في مارس (آذار) الماضي خلال جولة مفاوضات دولية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووزير الخارجية الأميركي كان موجودا في جنيف منذ يوم الجمعة الماضي لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف حول برنامج طهران النووي، وكان يفترض أن يغادر إلى مدريد بعد ظهر أمس.
وبدأ وزير الخارجية الأميركي ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف أول من أمس مباحثات «مكثفة» بهدف التوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني بحلول نهاية يونيو المقبل.
وكان من المرتقب أن يتوجه كيري اليوم إلى العاصمة الإسبانية للقاء الملك فيليبي السادس ورئيس الوزراء ماريانو راخوي ووزير الخارجية مانويل غارسيا مارغالو، على أن ينتقل غدا إلى باريس لحضور اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن كيري سيحضر اجتماع باريس «عبر دائرة تلفزيونية»، إذ يحرص على متابعة تطوراته. وكيري معروف بنشاطه وتواصله المباشر مع نظرائه، وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها أمس إلى أنه ينوي مواصلة العمل قدر المستطاع.
وفي تغريدة على موقع «تويتر» الإلكتروني، تمنى هاموند لنظيره الأميركي «الشفاء العاجل». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن «كيري ألغى زيارته لمدريد وباريس للعودة إلى الولايات المتحدة من أجل تلقي العلاج بعد حادث دراجة». وأضاف المتحدث، أن «الإصابة لا تشكل خطرا على حياته ومن المتوقع أن يتعافى بشكل كامل».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.