وزير الخارجية اليمني: إجراءات لبنان بحق محطات الحوثيين بقيت حبراً على ورق

قال لـ«الشرق الأوسط» إن المساعدات السعودية ستشكل دفعة لمجلس القيادة

الوزير بن مبارك متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»
الوزير بن مبارك متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»
TT

وزير الخارجية اليمني: إجراءات لبنان بحق محطات الحوثيين بقيت حبراً على ورق

الوزير بن مبارك متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»
الوزير بن مبارك متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»

كانت مشاركة وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في الاجتماع التشاوري الوزاري الذي عقد في بيروت أمس، مناسبة ليحمل الوزير اليمني معه ملفاً دسماً ينتقد تدخلات «حزب الله» في أزمة اليمن، ومطلباً بموقف لبناني «فعلي» بوقف بث فضائيات الحوثيين «التي تستضيفها الضاحية الجنوبية لبيروت» حيث معقل الحزب.
يذكر الوزير اليمني في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «لبنان أعلن أنه اعتمد سياسة النأي بالنفس، لكننا لا نرى هذا الأمر بل نرى أن هناك تدخلاً مباشراً، ليس فقط بالأقوال والخطابات - وهي كثيرة - لكن بالفعل من خلال إرسال مقاتلين والتدريب ونقل التكنولوجيا ومن خلال تواجد قنوات الحوثيين بالضاحية الجنوبية»، ويحذر من أن هذه العوامل كلها «تسيء إلى الرابط التاريخي الذي يربط اليمن بلبنان وهي روابط قديمة منذ عهد الفينيقيين والحميريين، والتي ظلت على الدوام في نمو وتطور راسخ على مر العصور مهما حاول فصيل التأثير عليها خدمة لأجندة إقليمية تبحر عكس تيار العلاقات والتاريخ المشترك، لدرجة أنه لم يكتفِ بالأقوال وترديد الشعارات، لكنه تمادى إلى الأفعال، في محاولة بائسة لتحويل لبنان منطلقاً للتدخل السافر في الشؤون الداخلية لأقطار عربية شقيقة». ويقول بن مبارك: «نحن لا نقبل من لبنان إلا أن يكون في محيطه العربي ولا نقبل إلا أن يكون مع قضايا أمته، لذلك أنا في بيروت اليوم. ونحن مع أي خطوة تعيد لبنان إلى محيطه العربي».
يتحدث الوزير بن مبارك بدبلوماسية فائقة عن الإجراءات التي قام بها وزير الداخلية اللبناني فيصل مولوي، الذي أعلن في فبراير (شباط) الماضي عن طلبه «التقصي حول هذه المحطات ومشغليها تمهيداً لاتخاذ إجراءات بحقها»، لكنه يقول إن هذه الإجراءات بقيت حبراً على ورق، ولم يتم القيام بأي مسعى لتنفيذها. ويضيف: «نحن مدركون طبيعة الموضوع، فلنسم ذلك خطوات أولية مشكورة، لكن نحن بانتظار أن ينفذ هذا الأمر». ويقول: «لا نفهم أن تكون هناك قنوات تحض على الكراهية وتجند الشباب للقتال وتضر بالعلاقات العربية وليس اليمن فقط، بل تضر بلبنان أولاً وبعلاقته بمحيطه العربي. ويكفي أن تجلس ساعة أمام هذه القنوات لترى خطابات الكراهية ضد الآخر، والآخر هنا هو الشقيق اليمني أو الدين الآخر. هو خطاب مليء بالكراهية. هناك خطاب يغسل عقول الأطفال اليمنيين، وهناك 60 ألف شاب وطفل أعلن الحوثيون تجنيدهم بالمعسكرات الصيفية السنة الماضية، هذه القنوات هي إحدى أدوات هذه الحرب. لذلك ننظر باهتمام لهذه المسألة ونعتقد أن يكون للأشقاء بلبنان رسمياً وشعبياً موقف رافض لهذا النوع من التحريض ينطلق من بيروت التي كانت دائماً مظلة جامعة لكل العرب، وكان عندما تضيق السبل بأي عربي كان يجد لبنان موطنه الأول وليس الثاني لذلك لا نقبل من لبنان إلا أن يكون كما كان وكما سيبقى إن شاء الله».
ويتحدث الوزير اليمني عن «مجموعة من التحديات الرئيسية للمجلس الرئاسي المشكل حديثاً»، فبالإضافة لما وصفه بـ«التحدي الرئيسي الذي هو ملف إدارة الحرب والسلام»، ويشير إلى تحديات أخرى «ذات طابع اقتصادي وأمني». ويقول: «إن حزمة المساعدات التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى مباشرة بعد قرار تشكيل المجلس ستشكل دفعة كبيرة جداً لمجلس القيادة والوضع الداخلي باليمن وستساعد المجلس على النهوض والقيام بواجباته كما يجب، لأنه دون معالجة الملف الاقتصادي ودون تخفيف المعاناة في اليمن وفتح آفاق للتنمية سيكون من الصعب لمجلس القيادة أن يتعاطى مع بقية الملفات». ويضيف: «السعودية وبقية الأشقاء بالتحالف بالتحديد الإمارات العربية المتحدة كان لهم دور كبير ومحوري جداً بدعم اليمن بالملفات الإنسانية والتنموية بالإضافة إلى سندهم الرئيسي والدماء التي امتزجت مع دماء اليمنيين للدفاع عن المشروع العربي عبر الدفاع عن اليمن».
أما في موضوع فتح المعابر، فيرفض الوزير اليمني اعتبار ما قدمته الحكومة الشرعية بأنه «تنازلات»؛ فالحكومة اليمنية «لم تقدم تنازلات لكن كانت حريصة دائماً على أن تقوم بكل ما يمكن أن يخفف من معاناة شعبنا وما قدمنا في المطار وميناء الحديدة كان هدفه الرئيسي هو كيف يمكن أن نخفف من معاناة شعبنا وكيف نسحب الورقة الإنسانية التي يتاجر بها الحوثي خلال السنوات المنصرمة من الحرب» ويقدم مثالاً على هذه «التجارة» هو مطار صنعاء «الذي طرح في عدة مفاوضات، طرح بإلحاح في ستوكهولم لكن الحوثي كان هو من يتهرب من استحقاقات فتح المطار لأنه يريد أن يلعب على هذه الورقة، لذلك كان هناك قرار من القيادة السياسية اليمنية بأن تسحب هذه الأوراق التي يطيل من خلالها الحوثي هذه الحرب». ولهذا فإن ما يعتبر تنازلات «نحن نعتبره قرارات هدفها تخفيف معاناة الناس». ويضيف أن الحوثي لم ينفذ دوره في خفض التصعيد العسكري الحوثي ولم يتوقف عن الهجوم سواء على المنشآت العسكرية أو قصف المدن التي قصفها بالصواريخ الباليستية والطيران المسير».
بالمقابل يتحدث الوزير بن مبارك عن «اختبار مهم جداً هو موضوع فتح المعابر في تعز، المدينة فيها أكثر من 5 ملايين مواطن يمني محاصر من أكثر من 7 سنوات. ويرى أن «هناك اختباراً كبيراً من هذه الهدنة بمدى التزام الحوثي بقضية فتح المعابر ورفع الحصار عن تعز، وهذا تحدٍ حقيقي أمام الهدنة وعملية السلام كلها».
وختم بالإشارة إلى أن الأعمال الإرهابية للميليشيات الحوثية الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة تمثل انتهاكاً جسيماً لكافة القوانين الدولية، وتهديداً حقيقياً لممرات الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة، وتقويضاً للأمن القومي العربي والاستقرار العالمي.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

3 انفجارات قرب سفينة في البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني

سفن تجارية ترسو في ميناء الحديدة على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن 25 فبراير 2023 (رويترز)
سفن تجارية ترسو في ميناء الحديدة على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن 25 فبراير 2023 (رويترز)
TT

3 انفجارات قرب سفينة في البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني

سفن تجارية ترسو في ميناء الحديدة على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن 25 فبراير 2023 (رويترز)
سفن تجارية ترسو في ميناء الحديدة على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن 25 فبراير 2023 (رويترز)

أشارت وكالتا أمن بحري إلى وقوع 3 انفجارات، اليوم (الاثنين)، قرب سفينة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن؛ حيث يهاجم المتمردون الحوثيون سفناً تجارية.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي أو) التي تديرها البحرية البريطانية، إن القبطان أبلغ بوقوع «انفجار بالقرب» من سفينته التجارية، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

تبع ذلك انفجار ثانٍ، وأفاد القبطان بعدم وقوع أضرار، مشيراً إلى أن «كل أفراد الطاقم بخير»، كما أشار إلى انفجار ثالث، بحسب الهيئة، مع الإبلاغ بأن السفينة والطاقم بخير.

كان ذلك أول هجوم على السفن تبلغ عنه هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية منذ أن قصفت قاذفات «بي – 2» الثقيلة الأميركية أهدافاً حوثية متعددة تشمل منشآت تخزين أسلحة في 17 أكتوبر (تشرين الأول). وقال الحوثيون حينها إن الهجوم «لن يمر من دون رد».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، الاثنين، عن الهجوم الذي وقع على بُعد 25 ميلاً بحرياً جنوب مدينة المخا اليمنية.

من جهتها، أفادت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أيضاً بوقوع انفجارين قرب سفينة تجارية، مضيفة أن السفينة كان على متنها «فريق أمن مسلح خاص».

وينفذ المتمردون اليمنيون هجمات متكررة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ويقولون إنها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة؛ حيث تشنّ إسرائيل حرباً ضدّ حركة «حماس» بعد هجوم الأخيرة على أراضي إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

ومنذ بدء حملة الحوثيين على السفن، أدى أكثر من 100 هجوم إلى مقتل 4 بحارة وإغراق سفينتين في حين ما زال الحوثيون يحتجزون إحدى السفن مع أفراد طاقمها. ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول جنوب أفريقيا لتجنب عبور البحر الأحمر، وهو طريق حيوي يمرّ عبره 12 في المائة من التجارة العالمية. وتقود واشنطن تحالفاً بحرياً دولياً بهدف «حماية» الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية.