جورجيت صايغ لـ«الشرق الأوسط»: أنا منفصلة عن هذا الزمن

تتذكر الرحابنة ودروساً تعلمتها منهم

قدمت جورجيت صايغ مع الراحل ملحم بركات «بِلغِي كِل مواعيدي»
قدمت جورجيت صايغ مع الراحل ملحم بركات «بِلغِي كِل مواعيدي»
TT

جورجيت صايغ لـ«الشرق الأوسط»: أنا منفصلة عن هذا الزمن

قدمت جورجيت صايغ مع الراحل ملحم بركات «بِلغِي كِل مواعيدي»
قدمت جورجيت صايغ مع الراحل ملحم بركات «بِلغِي كِل مواعيدي»

بقامتها المنمنمة، وحضورها خفيف الظل، أطلَّت الفنانة جورجيت صايغ على محبيها بعد طول غياب. والمناسبة تكريمها من خلال مهرجان «الفن الجميل»، الذي ينظمه دكتور هراتش ساغبازاريان سنوياً.
عندما تحدثك عن هذه الإطلالة يتملكها شغف الفن من جديد. وتؤكد أنها شاركت في هذا التكريم، وقبلته بكل حب، لأنه ينبع من مواطن لبناني، عنوانه الوفاء.
جورجيت صايغ هي واحدة من فنانات الزمن الجميل، اللاتي رغم مرور سنوات طويلة على غيابها لا تزال تملك شعبية لا يُستهان بها. أغانيها: «ياما سوا» و«دلوني عالعينين السود» و«بنت المعاون» و«بويا بويا» و«بلغي كل مواعيدي» مع الراحل ملحم بركات، لا تزال أجيال من اللبنانيين ترددها حتى اليوم.
وتعلق صايغ في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن مناسبة تكريمها: «ما يقوم به دكتور هراتش ترفع له القبعة. وأنا ممتنة له كثيراً، لأنه مقاوم من نوع آخر ووفيّ لزمن الفن الجميل بكل أبعاده.
سعدت بالتعرف إليه أكثر من اللفتة التكريمية التي حظيت بها؛ فتكريمي الحقيقي هو عندما تلتفت إلينا الدولة كفنانين لا ضمان شيخوخة عندنا، ومن دون اهتمام معنوي ومادي واجتماعي. والأمثلة كثيرة عن فنانين زملاء قسى عليهم الزمن، ولم يجدوا في آخر أيامهم من يدعمهم ويساعدهم. أما التكريم الأكبر والأحب إلى قلبي؛ فهو عندما تعيد لنا دولتنا الكريمة لبنان الذي نعرفه. لبنان السبعينات الذي كانت بلدان العالم تتغنى وتتمثل به.
في الحقيقة أي تكريم آخر لا يهمني، بقدر عودة بلدي إلى ما كان عليه».
وتسترجع صايغ فترة لبنان العزّ، وتتحدث عن الرسالة التي حملها الفنانون في تلك الحقبة؛ فكانوا يرفعون اسم بلادهم عالياً أينما حلوا. «لقد تعاملت مع الرحابنة عاصي ومنصور وإلياس لنحو 11 عاماً. ومشيت معهم مشواراً طويلاً، علموني خلاله أن الكرامات أساسية للنجاح».
وماذا تعلمت منهم؟ «أصول الفن والغناء والحضور على المسرح. فأكثر ما يهمهم عند إطلالة الفنان على المسرح هو التمتع بخفة الظل. وورثت عنهم (السرسبة)، أي هاجس القلق الذي كان يلازمني، وأضطر إلى السؤال عن أفراد عائلتي في كل دقيقة، كي أطمئن عنهم. فهم كانوا يقدسون عائلاتهم ويعطونها الكثير. وكانت هذه العادة تتملكهم؛ فورثتها عنهم بشكل غير مباشر».

صايغ ومايا يزبك في حفل تكريمها في مهرجان «الزمن الجميل»

تقول صايغ إن أجمل أيام حياتها أمضتها مع الرحابنة، الإخوة الثلاثة؛ فالنجاحات التي حققتها معهم لا تُعدّ ولا تحصى. «إنهم لن يتكرروا؛ لا اليوم ولا بعد ألف عام. لقد كانوا نوابغ في التفكير وعظماء في الفعل». وعما يزعجها اليوم على الساحة، تقول: «التواضع هو ما نفتقده اليوم عند أهل الفن. الراحلان وديع الصافي وصباح، كذلك إيلي شويري والراحل نصري شمس الدين، وكل فرد من فرقة الرحابنة يتمتع بهذه الصفة، لأنها قاعدة أساسية عندهم».
برأي جورجيت صايغ، فإن الفنان اليوم يطير عن الأرض إذا ما حققت واحدة من أغنياته النجاح. «هذا خطأ، ولطالما كان يردد علينا الرحابنة أن التواضع أساس نجاح الفنان، وإلا وقع وفشل. سعيدة كوني عملت في زمن العمالقة والفن النظيف والجميل».
يطول حديث صايغ عن تلك الحقبة مع الرحابنة، وتستذكرها بحماس وتصفها بعصر الأمان والحب؛ فكل درجة من درجات هياكل بعلبك تحمل لها الذكرى الحلوة، مع أنها كانت تصيب الفرقة بالتعب عند التمارين من كثرة الصعود والنزول عليها. «العمل كان جدياً وشاقاً يهدّ الروح، ولكننا كنا سعداء بما نقوم به كعائلة واحدة موحدة، لا غيرة ولا حسد بين أفرادها. فالعمل مع الرحابنة يشعر صاحبه بالأمان، وكأنه محاط بملائكة، فلا يعود يخاف من أي شيء، ومحميّ من أي شر».
قلَّ تواصلها اليوم مع الرحابنة، فكانت قبل الجائحة على اتصال مع فيروز وهدى حداد وكذلك مع غسان الرحباني نجل الراحل إلياس. وعما إذا شاهدت الصور التي نشرتها ريما الرحباني مؤخراً، وتبين فيروز مع أولادها؛ هالي وزياد وريما، ترد: «لا أحب وسائل التواصل الاجتماعي، وكل مظاهر التكنولوجيا والحداثة. امتنعت عن استخدامها منذ البداية، فرفضتها قولاً وفعلاً».
تعيش جورجيت صايغ منفصلة عن هذا العالم، لماذا؟ «انزويت، وهو أسوأ ما يمكن أن يعيشه شخص ما. لم أفكر ببناء عائلة صغيرة لي، وأن أرزق بالأولاد مع أني أحب الأطفال كثيراً.
مر الوقت بسرعة وانشغلت بالفن، صحيح أنني محاطة بأبناء إخوتي، ولكن الولد من صلبك عزيز أيضاً. جرفني الفن وخفت من الزواج في تلك المرحلة بسبب مصادفتي الكثير من حالات الفشل بين أصدقاء ومعارف. لو فكرت بهدوء لكنت اتخذت القرار المناسب، وبنيت عائلة حلوة؛ فهي غلطة كبيرة اقترفتها بحق نفسي. هذا هو القلق الذي حدثتك عنه، كان يمنعني من القيام بأشياء كثيرة».
لا يهم جورجيت صايغ أن تفتح حسابات إلكترونية، وتجمع آلاف المتابعين حولها، لأنها كما تقول: «يكفيني أن ألتقي بشخص أو اثنين على الطريق، ويسلمان علي ويبثان لي إعجابهما بي وجهاً لوجه؛ فالشعور يكون أقوى، والفرح يلامس قلبي عن قرب، وقد عودت نفسي على ذلك، ولا يهمني هذا الموضوع بتاتاً».
انفصال صايغ عن هذا الزمن هل تعوضه باسترجاع ذكرياتها؟ ترد: «لا... أبداً، لا أحب العودة إلى الوراء، ولا بالمسرح، ولا بالغناء. حتى إن هذه الأفكار لا تخطر على بالي. عندي من الهموم ما يكفيني كي لا أتذكر تلك الحقبة».
مقتنعة جورجيت صايغ بأن لكل زمن رجاله، وأن لكل نجاح عمراً محدداً. فالفن يتجدد برأيها مع مواهب جديدة، وعلى الفنان ألا يستهلك نفسه حتى النهاية.
وعليه أن ينسحب بهدوء وفي الوقت المناسب.
وماذا عن إطلالتك على مسرح مهرجان «الفن الجميل»؛ ألم تحرّك الحنين عندك للغناء من جديد؟ «دائماً أغني وأعتلي المسارح، ولكن من دون شوشرة وإعلام وتصوير، فأعود بأفكاري قليلاً إلى الوراء». وتختم هذا الموضوع: «آخ..! هذا يكفي».
لا تُعتبر مهنة الفن ناكرة للجميل بل تعمر طويلاً، فهي حتى بعد انسحابها عن الساحة يتعرف إليها الناس ويفرحون بملاقاتها. «هناك أحد المعجبين من مصر اتصل بي من فترة قصيرة بعد أن حصل على رقم هاتفي من صديق لي. هو لا يزال يافعاً في السادسة عشرة من عمره. تعجبت مما يكنه لي من متابعة وإعجاب، وهو في هذه السن؛ فهو نموذج عن التعويض الذي يكافئني به رب العالمين عن حبي لعملي بين وقت وآخر، فلقد سعدت باتصال هذا الشاب كثيراً».
بدايات صايغ مع الغناء حدثت بالصدفة؛ إذ كانت تنوي دخول مسرح الرحابنة من باب الدبكة اللبنانية. ولكن شاءت الصدف أن يستمع الأخوان الرحباني إلى صوتها وتوجيهها نحو الغناء. «تخلفت عن موعدي معهما بداية بسبب قسوة والدي، ومن ثم، وبعدما شعرت منه بالموافقة ذهبت إلى الموعد، ومن هناك انطلقت مسيرتي الغنائية. فالرحابنة وجدوا قامتي القصيرة والصغيرة لا تصلح للدبكة، وبذلك تحولتُ إلى الغناء».
رفيقتها اليوم السيجارة، مع أنها بدأت في تدخينها في عمر متأخر: «لم تكن تعني لي السيجارة أي شيء، بل مرة نهرني الراحل عاصي الرحباني، عندما رآني مرتبكة بتدخين سيجارة مجاراة لأصدقائي في الفرقة.
سألني يومها لماذا أدخن السيجارة؟ فأجبته بأن أصدقائي يلحّون علي لأقوم بذلك؛ فقال لي: وحتى لو قدموا لك كوباً من السمّ هل ستشربينه؟ عندها استوعبت نصيحته ورميت السيجارة إلى غير رجعة. وفيما بعد تعلقتُ بها عندما تحداني شخص كنت مغرمة به؛ فأنَّبني عندما رآني أدخن سيجارة، وقام بتهديدي فيما لو أعدتُ الكرَّة. ومن باب النكايات، بقيت أدخن السجائر، وما زلت حتى اليوم».
وتخبرنا صايغ أنها كانت تحب دائماً أن تدندن وتغني، ولكنها توقفت عن ذلك بعد وفاة شقيقتها التي كانت تحبها كثيراً. وتتوجه بنصيحة ذهبية إلى أهل الفن، مختتمة حديثها: «(خلّيكن عالأرض)، واتصفوا بالتواضع... افرحوا لنجاحات بعضكم البعض، ودعوا المحبة تسكن قلوبكم».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

بيع لوحة نادرة تُظهر سخرية بانكسي بـ4 ملايين إسترليني

غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)
غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)
TT

بيع لوحة نادرة تُظهر سخرية بانكسي بـ4 ملايين إسترليني

غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)
غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)

بيعت بنحو 4.3 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 5.3 مليون دولار)، لوحة نادرة لفنان الشارع الشهير بانكسي، مستوحاة من عمل شهير للرسام الأسكوتلندي المُتوفّى أخيراً جاك فيتريانو، وفق دار «سوذبيز» للمزادات.

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن اللوحة الزيتية التي باعتها الدار، مساء الثلاثاء، في العاصمة البريطانية، تحمل عنوان «كرود أويل (فيتريانو)»؛ وأحياناً تُطلَق عليها تسمية «توكسيك بيتش»، وقد عُرضت للمرّة الأولى في المعرض الكبير لبانكسي عام 2005.

وصودف أنّ مزاد «سوذبيز»، الثلاثاء، أُقيم غداة الإعلان عن وفاة الرسام جاك فيتريانو، الذي كان ملهماً لبانكسي. وعُثِر على جثة الرسام البالغ 73 عاماً، السبت، في شقته بمدينة نيس في جنوب فرنسا. وكان هذا الفنان العصامي يتمتّع بشعبية كبيرة بين الجمهور، لكنّ الأوساط الفنّية كانت تنبذه.

ومع أنّ بانكسي اشتهر بشكل أساسي برسوم الاستنسل التي ينشرها في شوارع العالم، وتثير ضجة كبيرة في كل مرّة، يتضمّن نتاجه الفنّي أيضاً لوحات ومنحوتات.

لكنّ هذه الأعمال بقيت محجوبة بهالة أعماله من رسوم الشارع، التي اكتسب بعضها شهرة واسعة. وحقّقت أعمال الفنان الذي لا تزال هويته الحقيقية غامضة، عشرات ملايين الدولارات، ما جعله واحداً من أشهر الفنانين البريطانيين في العالم.

ولا تقتصر أعمال بانكسي على كونها جاذبة بصرياً فحسب، وإنما تحمل في كثير من الأحيان أفكاراً قوية ومستفزّة؛ إذ يتناول فيها قضايا مثل الحرب والرأسمالية والرقابة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وتُعَدّ لوحة «كرود أويل» محاكاةً ساخرة للوحة «ذي سينغينغ باتلر» لجاك فيتريانو التي تمثّل زوجين يرقصان على الشاطئ، وتتمتّع بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة.

وإنما نسخة بانكسي ليست بهذا القدر من الرومانسية؛ إذ تُعكّر سفينة تغرق في الخلفية مشهد رقصة الزوجين.

أما عاملة المنزل التي تحمل مظلّة، فاستعيض عنها برجلين يرتديان بزتين واقيتين يعملان على تحميل برميل يحتوي على محتويات سامَّة.

وأوضحت «سوذبيز»، في بيان قبل المزاد، أن «بانكسي استخدم روح الدعابة والسخرية التي يتميّز بها لإنتاج صورة تتناول قضايا رئيسية في القرن الـ21، مثل البيئة والتلوّث والرأسمالية».

ومع أنَّ نسخة فنان الشارع بيعت بأكثر من تخمينها الأصلي البالغ 3 ملايين جنيه إسترليني، فإن ثمنها بقي أقل بكثير من أرقامه القياسية السابقة بوصفه فنان غرافيتي.

ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ارتفع إلى 18.6 مليون جنيه إسترليني (24.9 مليون دولار) سعر لوحته «الفتاة مع البالون» التي تمزّقت ذاتياً بصورة جزئية خلال مزاد، وأعيدت تسميتها «الحبّ في سلّة المهملات».

وتجاوز سعرها بفارق كبير الرقم القياسي السابق لأعمال بانكسي، وهي لوحة بعنوان «غايم تشاينجر» (تغيير المعادلة) تُكرّم أفراد الطواقم العلاجية كانت قد بيعت في مارس (آذار) من العام عينه بمقابل 16.75 مليون جنيه إسترليني (23 مليون دولار)، وذهب ريعها إلى الهيئة الصحية البريطانية.

وكانت لوحة «كرود أويل» ضمن مجموعة الموسيقي الأميركي مارك هوبوس، المؤسِّس المُشارك لفرقة ألبانك «بلينك - 182»، حصل عليها المغنّي الأميركي وزوجته عام 2011.

وقال هوبوس في البيان: «أحببنا هذه اللوحة منذ اللحظة التي رأيناها فيها. يظهر بشكل لا لبس فيه أنها عمل لبانكسي، لكنها مختلفة. هذه اللوحة تعني كثيراً لنا، وكانت جزءاً استثنائياً من حياتنا».

وسيتم التبرع بجزء من ريع المزاد لجمعيتين خيريتين طبّيتين في لوس أنجليس ولمؤسّسة «كاليفورنيا فاير فاوندايشن»، بعد الحرائق الأخيرة التي اجتاحت المنطقة.