دراسة تكشف أصل الكلاب: نشأت من مجموعتين من الذئاب

كلبان يركضان على أحد شواطئ ألمانيا (د.ب.أ)
كلبان يركضان على أحد شواطئ ألمانيا (د.ب.أ)
TT
20

دراسة تكشف أصل الكلاب: نشأت من مجموعتين من الذئاب

كلبان يركضان على أحد شواطئ ألمانيا (د.ب.أ)
كلبان يركضان على أحد شواطئ ألمانيا (د.ب.أ)

حصلت القصة التي تكشف كيف أصبحت الذئاب الرمادية كلاباً أليفة اليوم على تطور جديد؛ حيث تشير الأبحاث إلى أن الكلاب لم تنشأ فقط من مجموعة واحدة من الذئاب، بل من اثنتين.
تعتبر الكلاب الحيوانات الأولى التي تم تدجينها من قبل البشر، وهو حدث يُعتقد أنه حصل في مكان ما منذ 15 ألفاً و30 ألف عام عندما كان البشر يعيشون صيادين، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
قال الدكتور أندرس بيرغستروم، المؤلف الأول للبحث في معهد «فرانسيس كريك»: «خضعت معظم الحيوانات الأخرى للتدجين بعد ظهور الزراعة... أعتقد أنه أمر رائع للغاية أن البشر في العصر الجليدي كانوا يخرجون ويشكلون هذه العلاقة مع هذا المفترس الشرس».
لكن طريقة حدوث هذه العملية لا تزال غير واضحة.
أوضح بيرغستروم: «لا نعرف أين حدث ذلك، ما هي المجموعة البشرية التي فعلت ذلك، هل حدث الأمر مرة واحدة أو عدة مرات... يبقى الموضوع أحد الألغاز الكبيرة في عصور ما قبل التاريخ».
وهذه الدراسة ليست الأولى من نوعها للتحقيق في اللغز. من بين الأعمال السابقة، أشارت دراسة أخرى إلى أن الذئاب قد تم تدجينها بشكل مستقل في آسيا وأوروبا، لكن الأولى فقط هي التي أسهمت في نشأة أسلاف الكلاب الحديثة.
قال بيرغستروم: «من النتائج الرئيسية لدراستنا، على النقيض من ذلك، أن الكلاب لها أصل مزدوج».
كتب بيرغستروم وزملاؤه في دورية «نيتشر» كيف قاموا بتحليل 72 جينوماً من الذئاب القديمة التي عاشت في أوروبا وسيبيريا وأميركا الشمالية منذ ما يصل إلى 100 ألف عام. قارن الفريق ذلك مع جينومات الكلاب الحديثة.
كشفت النتائج أن الكلاب، بشكل عام، هي الأكثر تشابهاً وراثياً مع الذئاب السيبيرية القديمة، على الرغم من أنها ليست أسلافاً مباشرة.
https://twitter.com/andersbrgstrm/status/1542165839654297601?s=20&t=uZ1ZNzwBEH-psrrplousoQ
قال بيرغستروم: «يشير ذلك أساساً إلى أن الكلاب كانت تخضع للتدجين في مكان ما في آسيا»، على الرغم من أنه قال إنه من غير الممكن تحديد المكان بدقة.
لكن في حين أن أسلاف بعض الكلاب المبكرة، مثل تلك الموجودة في سيبيريا والأميركتين وشرق آسيا وشمال شرق أوروبا، بدا أنها متجذرة فقط في الذئاب من آسيا، إلا أن البعض الآخر، ولا سيما تلك الموجودة في أفريقيا والشرق الأوسط وعلى نطاق أقل في أوروبا، وجد أن لديها مساهمة وراثية إضافية من مجموعة من الذئاب الرمادية الغربية.
وتابع بيرغستروم: «تم العثور على أكبر قدر من هذا المصدر الثاني للسلالة في كلب قديم يبلغ من العمر 7 آلاف عام، من إسرائيل».
علاوة على ذلك، أشار إلى أن مساهمات هذه المجموعة الغربية من الذئاب تُرى في جميع الكلاب الحديثة اليوم، على الرغم من أنها أكبر في تلك الموجودة في الشرق الأوسط وأفريقيا، مثل سلالة «باسنجي».
https://twitter.com/TheCrick/status/1542165783412973569?s=20&t=uZ1ZNzwBEH-psrrplousoQ


مقالات ذات صلة

جبل يُشبه رأس كلب يشغل الصينيين

يوميات الشرق جمالُ الغرابة (إكس)

جبل يُشبه رأس كلب يشغل الصينيين

يقع الجبل في مقاطعة زيجوي في ييتشانغ، إذ يمكن رؤيته من سطح المراقبة. ويتدفّق نهر يانغتسي -أطول أنهر الصين وثالث أطول نهر في العالم- عبر المنطقة الجبلية.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
يوميات الشرق البعض اشتكى من النباح (غيتي)

تغريم لندني 2000 «إسترليني» بسبب نباح الكلاب

طُلب من رجل متحدّر من شرق لندن دفع نحو 2000 جنيه إسترليني بسبب ضجيج الكلاب الصاخبة في منزله.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الوفاء... (أ.ب)

كلبة تقرع باب عائلتها بعد أسبوع من هروبها

بعد بحث استمرَّ أسبوعاً، وجدت «أثينا» طريقها إلى منزل عائلتها في ولاية فلوريدا الأميركية بالوقت المناسب عشية عيد الميلاد؛ حتى إنها قرعت جرس الباب!

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تظهر نتائج البحث آليات التفاعُل بين الإنسان والكلب (جامعة يوفاسكولا)

الاتصال العاطفي بين الكلاب وأصحابها يوحِّد ضربات قلبهما

كشفت دراسة حديثة عن الارتباط بين التقلّبات في معدّل ضربات القلب بين الكلاب وأصحابها من البشر، ما عدُّه الباحثون علامة على قوة الاتصال العاطفي بينهما.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق العملية تنجم عن إرسال إشارات من أجهزة استشعار على الجلد إلى الدماغ لدى الحيوانات (أ.ب)

لماذا تهتز الكلاب عندما تتبلل بالمياه؟

اكتشف علماء جامعة هارفارد الأميركية السبب الحقيقي وراء قيام الكلاب بالهز والارتجاف عندما تبتل، وذلك لأنها تتعرض للدغدغة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.