أسعار النفط تتخطى 120 دولاراً للبرميل

تراجع مخزونات الخام الأميركية لأدنى مستوى منذ أبريل 1986

حقل نفط كيرن ريفر في مدينة بيكرسفيلد بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
حقل نفط كيرن ريفر في مدينة بيكرسفيلد بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
TT

أسعار النفط تتخطى 120 دولاراً للبرميل

حقل نفط كيرن ريفر في مدينة بيكرسفيلد بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
حقل نفط كيرن ريفر في مدينة بيكرسفيلد بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات، أمس (الأربعاء)، للجلسة الرابعة على التوالي، بعد أن فاقت المخاوف من نقص المعروض أثر القلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وشهدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي لشهر أغسطس (آب) ارتفاعاً إلى 120.09 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش. ويحل أجل عقود أغسطس اليوم (الخميس)، وارتفعت عقود سبتمبر (أيلول) 23 سنتاً، أي 0.2 في المائة، إلى 114.06 دولار للبرميل.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.7 في المائة إلى 113.71 دولار للبرميل.
وارتفع الخامان القياسيان بأكثر من 2 في المائة يوم الثلاثاء، بسبب مخاوف من نقص الإمدادات نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا التي فاقت المخاوف من تباطؤ النمو بسبب ركود اقتصادي محتمل.
وتبدأ منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) و«أوبك+» التي تضم حلفاء مثل روسيا، اجتماعات تستمر يومين (أمس واليوم الخميس)، وقال محللون إنه من المستبعد حدوث تغيير كبير هذا الشهر في سياسات الإنتاج. وحذر محللون كذلك من أن الاضطرابات السياسية في الإكوادور وليبيا قد تزيد من المخاوف بشأن نقص المعروض.
وأوضح محلل النفط ريكاردو إيفانجليستا في شركة ActivTrades للوساطة المالية، أن أسعار النفط تراجعت في بداية جلسة أمس (الأربعاء)، نتيجة توقُّع المستثمرين تباطؤاً في النشاط الاقتصادي الذي بدوره قد يؤثر في طلب النفط على مستوى العالم.
وأضاف إيفانجليستا لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في ظل رفض الدول المنتجة للبترول زيادة إنتاجها، إلى جانب ارتفاع الطلب على الخام، نتوقع أن يرتفع سعر البرميل مرة أخرى». وهو بالفعل ما حدث في النصف الثاني من تداولات أمس، مشيراً إلى أن الطلب سوف يظل متخطياً العرض، وهو ما يدعم زيادة أسعار النفط.
وذكرت صحيفة كومرسانت، أمس، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إنتاج روسيا من النفط ارتفع بنحو 5 في المائة في يونيو (حزيران) إلى 1.46 مليون طن يومياً، أو ما يعادل 10.7 مليون برميل يومياً.
في الأثناء، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، إن مخزونات الخام في الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي هبطت، الأسبوع الماضي، لأدنى مستوى منذ أبريل (نيسان) 1986، في حين ارتفع مخزون البنزين ونواتج التقطير.
وأضافت الوكالة الحكومية أن مخزونات الخام تراجعت 2.8 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 24 يونيو إلى 415.6 مليون برميل، بينما كان محللون شملهم استطلاع أجرته «رويترز» قد توقعوا انخفاضاً قدره 569 ألف برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت 782 ألف برميل الأسبوع الماضي.
وأشارت البيانات إلى أن مخزون البنزين زاد بمقدار 2.7 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 221.6 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين في استطلاع «رويترز» تشير إلى انخفاض قدره 452 ألف برميل.
وأظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت 2.6 مليون برميل إلى 112.4 مليون برميل مقابل توقعات بزيادة قدرها 328 ألف برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفض الأسبوع الماضي 36 ألف برميل يومياً إلى 2.62 مليون برميل يومياً.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.