دفعت أزمة اعتذار مؤدي المهرجانات حسن شاكوش إلى شعبة الإيقاعيين مساء أول من أمس، إلى تقديم الفنان هاني شاكر استقالته من منصب نقيب المهن الموسيقية المصرية، وذلك قبل انتهاء فترته الانتخابية الثانية بعام كامل، اعتراضاً على ما عدّها «إساءة ضده»، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظّمته النقابة للصلح بين مؤدي المهرجانات حسن شاكوش وشعبة عازفي الإيقاع.
وقال شاكر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه اكتفى بالفترة التي تولى فيها نقابة المهن الموسيقية على مدار دورتين انتخابيتين قائلاً: «أشكر كل أعضاء الجمعية العمومية على ثقتهم الغالية في شخصي طيلة السنوات السبع الماضية، ولكنني قررت بشكل لا رجعة فيه الاعتذار عن استكمال مسيرتي في النقابة، وأتمنى لهم كل النجاح والتوفيق في اختيار نقيب يحقق لهم كل أحلامهم ومطالبهم، وأن أعود وسطهم كعضو».
وأضاف: «قصّرت في حق أسرتي كثيراً خلال الفترة الماضية بسبب عملي النقابي، وعليَّ التفرغ لهم بجانب عملي الفني».
شاكر الملقب بـ«أمير الغناء العربي» والذي أُعيد انتخابه نقيباً للموسيقيين في نهاية شهر يوليو (تموز) من عام 2019 بعد أن اكتسح منافسه الفنان مصطفى كامل بفارق ألف صوت، واجه عدداً كبيراً من الأزمات الإدارية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ومن أبرزها أزمة مؤدي المهرجانات، والتي كان يعدّها البعض صداعاً كبيراً لم يتمكن من الخلاص منه، حتى أعلن استقالته.
وأصدر شاكر خلال الأشهر الماضية قرارات عدة متعلقة بإيقاف ومنع مؤدي المهرجانات، ما أدخله في صراعات شائكة وسجالات مع عدد من رجال الأعمال ونقاد الفن.
وتكمن أزمة حسن شاكوش وشعبة الإيقاعيين التي انفجرت أول من أمس، في رفض عازفي الإيقاع قرار النقابة إعادة شاكوش للغناء ومنحه تصاريح غناء قبل اعتذاره لهم بشكل رسمي، حيث دخل كبير العازفين سعيد الأرتيست في مشاجرة حادة مع هاني شاكر وأعضاء مجلس النقابة في المؤتمر الصحافي الذي عُقد للصلح بينهم وبين شاكوش ورفض فيه قبول اعتذار شاكوش وطالب المجلس بالتنحي عن عمله.
«أزمة شاكوش» التي دفعت شاكر إلى الاستقالة من منصبه، لم تكن الوحيدة في مسيرته خلال السنوات السبع التي ترأس فيها النقابة، حيث دخل في عدد من المشكلات مع عازفي موسيقى الميتال والتي استقال على أثرها، كما دخل في مشادات قوية مع الفنانات اللاتي يرتدين ملابس وصفها بأنها «غير محتشمة» على المسرح، وأصدر قراراً بمراقبة فساتين المطربات حتى لا يثرن الغرائز، كما قام بمقاضاة عدد من الموسيقيين بسبب الإساءة له منهم أحد عازفي الإيقاع يدعى «سيد الأبيض»، وتكرر الأمر مع مؤدي المهرجانات حمو بيكا الذي حُكم عليه بالسجن والغرامة لإساءته لشاكر، وقيامه باقتحام مقر نقابة الموسيقيين بالقاهرة.
كما كانت أزمته مع الفنان محمد رمضان، والتي حاول فيها شاكر إلزام رمضان بعدم خلع ملابسه على المسرح، من أبرز الأزمات أو المعارك التي خاضها النقيب المستقبل، حتى اتخذ قراراً بعدم إعطائه أي تصاريح للغناء في مصر لعدم التزامه بقرارات النقابة.
بينما كانت آخر أزمات شاكر مع المنشد الديني محمود التهامي، الذي هاجمه بسبب رفضه الدائم إعطاء المنشدين تصاريح عمل كأعضاء عاملين والاكتفاء بإعطائهم تصاريح أعضاء منتسبين، وكشف في أكثر من مقابلة تلفزيونية أن النقابة تهتم بمؤدّي المهرجانات أكثر من الفنانين والمنشدين. وتراجع التهامي عن مقاضاته لهاني شاكر عقب قرار الأخير الاستقالة.
يُذكر أن شاكر كان قد أعلن في حواره مع «الشرق الأوسط» في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، أنه لن يترشح لمنصب نقيب الموسيقيين المصريين لمرة ثالثة وسيكتفي بما قدمه في الدورتين، قائلاً: «سأكون مجنوناً لو فعلت ذلك» يقصد ترشحه لفترة ثالثة.
في السياق ذاته، يحاول مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية الضغط على هاني شاكر من أجل العدول عن قراره والتراجع مرة أخرى، حيث علمت «الشرق الأوسط» أن مجلس النقابة طلب من سعيد الأرتيست، كبير الإيقاعيين، أن يصحح الأوضاع، لكي يعود شاكر مجدداً إلى منصبه كنقيب للموسيقيين.