الدمام تستعد لتشييع «الشهداء».. وشعار الوحدة يتصدر

وزير الخارجية السعودي: التفجيرات لن تزيد المملكة إلا إصرارًا وعزمًا وحزمًا على مكافحة الإرهاب واجتثاثه

العمل على تنظيف مسجد {العنود} أمس ({الشرق الأوسط})
العمل على تنظيف مسجد {العنود} أمس ({الشرق الأوسط})
TT

الدمام تستعد لتشييع «الشهداء».. وشعار الوحدة يتصدر

العمل على تنظيف مسجد {العنود} أمس ({الشرق الأوسط})
العمل على تنظيف مسجد {العنود} أمس ({الشرق الأوسط})

نفضت الدمام، أمس عن وجهها الحزن الذي خلفه الاعتداء الإرهابي الآثم الذي استهدف المصلين في جامع العنود، ورسم السعوديون من مختلف أطيافهم لوحة في التضامن الوطني المواجه لمخططات الفتنة والتخريب.
في حين تأكد «استشهاد» الشاب محمد الأربش، وهو شقيق عبد الجليل، الذي فقد أثره قبل أن يتبين قبيل منتصف ليل الحادثة أنه احتضن الإرهابي المفخخ مع شقيقه وابن خالته مما تسبب في تشظي جسده إلى أشلاء، وهو ما أخر الكشف عن شخصيته.
وبوفاته يصبح عدد الذين قضوا في هذا الحادث أربعة هم: محمد الأربش (26 عامًا) وهو متزوج وأب لطفلين، وشقيقه عبد الجليل الأربش، (22 عامًا) وهو طالب هندسة في الولايات المتحدة، وابن خالتهما محمد العيسى (18 عامًا) وهو طالب سجل للتو في إحدى الجامعات البريطانية، وعبد الهادي سلمان الهاشم (41 عامًا)، وهو معلم وأب لثلاثة أطفال.
ومنذ صباح الأمس، كان مسرح الجريمة الذي تسلمه الأهالي من سلطات التحقيق الجنائي، خلية نحل لرفع الأنقاض وكنس مخلفات الجريمة، في حين استقبل أهالي الشهداء الآلاف المعزين الذي وفدوا إلى ديوانية رجل الدين البارز، وإمام المسجد، علي الناصر السلمان، ومثل المعزون مختلف مناطق ومحافظات السعودية، في حين نصبت خيمة عزاء كبرى في المحمدية شمال الدمام. ولم يعلم على الفور موعد تشييع الجثامين الأربعة، لكن متحدثًا باسم لجان التنظيم المختصة بالتشييع قال إنهم ينتظرون أن تفرغ السلطات الصحية وسلطات التحقيق من الكشف على الجثامين وإصدار شهادات الوفاة، وتسليمها إلى ذويهم لمواراتها الثرى.
من جانبه، أصدر رجل الدين علي الناصر بيانا حول الحادث الإرهابي استنكر فيه «هذا الفعل الإجرامي الشنيع من قبل فئة باغية حاولت أن تفجر في المصلين الآمنين»، مؤكدًا «وقوف الجميع صفًا واحدًا ضد جميع أشكال الإرهاب والإجرام التي تهدد مجتمعاتنا وأوطاننا».
وتوالت يوم أمس ردود الفعل المستنكرة للجريمة الإرهابية التي ضربت مسجدًا في العنود وسط الدمام، إذ أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أن الأعمال الإرهابية «لن تزيد المملكة إلا إصرارًا وعزمًا وحزمًا على مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره». وأكد في تغريدة عبر «تويتر»، تعليقًا على حادثة تفجير مسجد العنود بالدمام: «موقف المملكة الثابت تجاه مكافحة الإرهاب، وأن الأعمال الإرهابية لن تثنيها عن المضي قدمًا حتى يتم اجتثاثه من جذوره».
كما استنكر المجلس الأعلى للقضاء (السعودي) محاولة تفجير جامع العنود بالدمام، الذي وصفه بالحادث «الأليم والآثم». وقالت الأمانة العامة للمجلس في بيان لها أمس: «إن الحادث الذي وقع بعد أسبوع على حادث مسجد القديح بالقطيف، يؤكد على استهداف أمننا واستقرارنا ووحدتنا ويسعى مخططوه ومنفذوه لإذكاء نار الطائفية وإشعالها وتأجيج الخلافات المقيتة خدمة للقوى الخارجية التي تحاول إشغال دولتنا، حرسها الله وآيدها بنصره وتوفيقه».



الحجيلان: مهمة الفرنسيين في تحرير الحرم كانت تدريب السعوديين فقط

سحابة دخانية متصاعدة من المسجد الحرام خلال المحاولة الإرهابية عام 1979
سحابة دخانية متصاعدة من المسجد الحرام خلال المحاولة الإرهابية عام 1979
TT

الحجيلان: مهمة الفرنسيين في تحرير الحرم كانت تدريب السعوديين فقط

سحابة دخانية متصاعدة من المسجد الحرام خلال المحاولة الإرهابية عام 1979
سحابة دخانية متصاعدة من المسجد الحرام خلال المحاولة الإرهابية عام 1979

يتطرق رجل الدولة السعودي، الشيخ جميل الحجيلان، في الحلقة الرابعة والأخيرة من مذكراته، التي تنشرها «الشرق الأوسط»، إلى قصة تحرير الحرم المكي من المحاولة الإرهابية للاستيلاء على المسجد الحرام عام 1979، كاشفاً حقيقة الدور الفرنسي، انطلاقاً من كونه شاهداً مباشراً على ما جرى.

ويروي الحجيلان أنه في عام 1980 وصلت تعليمات بسفر فريق أمني فرنسي إلى المملكة، مكوّن من 5 ضباط من شعبة مكافحة الشغب، على رأسهم ضابط شاب اسمه الكابتن بول باريل. ويقول الحجيلان إن «المهمة الحقيقية للضباط الفرنسيين كانت تمرين السعوديين على طريقة استعمال الغاز. وهم لم يدخلوا مكة المكرمة، بل أقاموا في فندق مريح في الطائف، بعد أن شرحوا للضباط السعوديين كيفية معالجة أثر الغاز الخانق».