طارق صالح يشدد على الاستعداد القتالي ويتهم الحوثي بالارتهان لإيران

الانقلابيون يصعدون أنشطتهم الإرهابية وخروق الهدنة

طارق صالح خلال اجتماعه بقادة عسكريين غربي تعز أمس (سبأ الرسمية)
طارق صالح خلال اجتماعه بقادة عسكريين غربي تعز أمس (سبأ الرسمية)
TT

طارق صالح يشدد على الاستعداد القتالي ويتهم الحوثي بالارتهان لإيران

طارق صالح خلال اجتماعه بقادة عسكريين غربي تعز أمس (سبأ الرسمية)
طارق صالح خلال اجتماعه بقادة عسكريين غربي تعز أمس (سبأ الرسمية)

شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن طارق صالح، الاثنين، على الاستعداد القتالي في أوساط القوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي من البلاد، متهماً الميليشيات الحوثية بالارتهان للقرار الإيراني ورفض خيارات السلام.
تصريحات طارق صالح جاءت في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية خروقها الميدانية في مختلف الجبهات مع استمرارها في الإبقاء على حصار مدينة تعز ورفض المقترحات الأممية؛ وهو الأمر الذي يهدد - بحسب الحكومة اليمنية - بنسف الهدنة الهشة القائمة منذ الثاني من أبريل (نيسان).
وذكرت المصادر الرسمية، أن عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح التقى، الاثنين، قيادات محور البرح؛ لمناقشة المستجدات السياسية والعسكرية على ضوء الهدنة الأممية واستمرار الخروق الحوثية.
وقال صالح «إن الميليشيات الحوثية وبدلاً من الانخراط في جهود التهدئة ورفع الحصار عن محافظة تعز، صعّدت منذ سريان الهدنة تحركاتها العسكرية، عبر حشد المقاتلين ورفع وتيرة تجنيد الأطفال، وتحريك الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والعربات والذخائر لجبهات القتال في محافظتي مأرب وتعز».
وأضاف «هذه الممارسات تكشف عن إصرار الحوثي على الاستمرار في الحصار الغاشم لتعز، ورفضه كل المبادرات المقدمة لفتح الطرق الرئيسة في المحافظة، وتؤكد أن الميليشيات الحوثية لا تملك قرار الحرب والسلام وتستخدم كأداة بيد النظام الإيراني لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وتهديد المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب».
وأشار عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى تصعيد الميليشيات أنشطتها الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، واستهداف القيادات الوطنية والسياسيين والإعلاميين بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية، مشيداً في هذا الصدد بتمكن الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات في المقاومة الوطنية من ضبط خلية إرهابية مرتبطة بما يسمى جهاز «الأمن والمخابرات» التابع للميليشيات الحوثية.
وفي حين وجّه طارق صالح المحور العسكري في منطقة البرح (غرب تعز) بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ضمن مسرح العمليات للتصدي لأي مظاهر تخل بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، شدد على «رفع درجة الجاهزية والاستعداد القتالي تحسباً لأي احتمالات، والحفاظ على المعدات والآليات، والاهتمام بتدريب وتأهيل الأفراد في مختلف التخصصات».
وكانت الحكومة اليمنية وقفت في اجتماعها، الأحد، أمام استمرار خروق الحوثيين للهدنة الأممية في عدد من الجبهات، وتنصلها عن تنفيذ التزاماتها بموجب الهدنة، وفي المقدمة رفع حصارها المفروض على تعز وفتح الطرقات، ورفضها مقترح المبعوث الأممي بعد أسابيع من التفاوض لكسب الوقت.
وأفادت المصادر الرسمية، بأن مجلس الوزراء اليمني جدد «مطالبته للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم في الضغط على ميليشيا الحوثي وداعميها لتنفيذ بنود الهدنة دون تسويف، أو إدانتها بشكل صريح».
وأكدت الحكومة اليمنية، أن «سياسة كسب الوقت التي تنتهجها ميليشيا الحوثي وتحشيدها المتواصل للجبهات استغلالا للهدنة غير مقبول وسيتم مواجهته بكل الطرق».
ومع تصاعد الانتهاكات الحوثية للهدنة التي تم تمديدها إلى الثاني من أغسطس (آب) المقبل، أفاد الجيش اليمني، بأن قواته كسرت السبت الماضي عمليتين هجوميتين شنّتهما ميليشيا الحوثي، على مواقع عسكرية غرب مأرب وشمالها الغربي.
وتأتي هذه الهجمات الحوثية المعادية التي كسرتها قوات الجيش اليمني ضمن 67 خرقاً للهدنة الأممية ارتكبتها الميليشيا في مختلف جبهات القتال بمحافظات الحديدة وتعز والضالع وحجة ومأرب، في اليوم ذاته.
وتوزّعت الخروق الحوثية بين 21 خرقاً في محور حيس جنوب الحديدة، و13 خرقاً في محور البرح غرب تعز، و13 خرقاً في جبهات محافظة حجة، و10 خروق في جبهات مأرب، و9 خروق في جبهات محور تعز.
الانتهاكات الحوثية للهدنة تنوعت بين أعمال هجومية على مواقع الجيش بالمدفعية والعيارات المتنوّعة وبالقنّاصة وبالطائرات المسيّرة المفخخة في مختلف جبهات القتال، وهو ما نجم عنه سقوط قتلى وجرحى.
واتهم الجيش اليمني الميليشيا الحوثية بنشر الطيران الاستطلاعي المسيّر في مختلف الجبهات، وبعمليات حفر خنادق طويلة في محاولة للإحاطة بمواقع عسكرية مهمة لا سيما في محافظة مأرب.
وعلى وقع الخروق الحوثية، عاد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى المنطقة ابتداءً من الرياض، وذلك ضمن مساعيه لإطلاق عملية تفاوضية بالاستناد إلى الهدنة الهشة، غير أن المخاوف تتصاعد من فشل جهوده في ظل إصرار الميليشيات على رفض إنهاء الحصار المفروض على مدينة تعز.


مقالات ذات صلة

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).