الفيصلي... تألق آسيوي وكابوس محلي

يقف أمام مهمة شاقة للبقاء عندما يصطدم بطموحات الهلال

لاعبو الفيصلي يحتفلون بهدف الفوز الثمين على الطائي (تصوير: سعد العنزي)
لاعبو الفيصلي يحتفلون بهدف الفوز الثمين على الطائي (تصوير: سعد العنزي)
TT

الفيصلي... تألق آسيوي وكابوس محلي

لاعبو الفيصلي يحتفلون بهدف الفوز الثمين على الطائي (تصوير: سعد العنزي)
لاعبو الفيصلي يحتفلون بهدف الفوز الثمين على الطائي (تصوير: سعد العنزي)

شكل مشوار الفيصلي هذا الموسم علامة فارقة واستثنائية من بين أندية الدوري السعودي، وذلك بعد التقلبات الكبيرة في مشوار العنابي من حين إلى آخر، فبينما نجح في التأهل إلى الأدوار الإقصائية لدوري أبطال آسيا في أول مشاركاته، بات مهدداً بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، بسبب تراجع نتائجه مؤخراً ووجوده على بعد نقطتين فقط من مراكز الخطر، الأمر الذي سيستحدث قاعدة غير اعتيادية، إذا هبط فعلياً إلى «الأولى» واستمر في المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا.
وإذا كانت هناك أندية عالمية توجت بلقب قاري بقيمة دوري أبطال أوروبا مثل مانشستر يونايتد الذي فاز بنسخة أوروبا عام 1968، لكنه هبط فيما بعد إلى دوري الدرجة الثانية بإنجلترا عام 1974. أي بعد 6 أعوام فقط من تحقيق اللقب الأهم قارياً، إلا أن هبوط أحد الفرق ولعبه في دوري الأولى ومن ثم استمرار مشاركته في دوري أبطال آسيا يعتبر بمثابة الأمر النادر الحدوث.
ويخبرنا التاريخ أن هذه الواقعة الغريبة حدثت من قبل في قارة أفريقيا، حيث شارك فريق بينجا المالي في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2022، رغم لعبه في دوري الدرجة الثانية في مالي، بسبب حصوله على بطولة الكأس وأحقيته في اللعب قارياً، قبل أن يخرج من دور الـ32 بعد خسارته أمام بطل زامبيا في مجموع المباراتين.
وشارك فياريال الإسباني في دوري أبطال أوروبا خلال عام 2012، بعد حصوله على المركز الرابع في ترتيب الدوري خلال موسم 2010 - 2011. لكنه سقط خلال الموسم التالي إلى دوري الدرجة الثانية في إسبانيا بعد حلوله في المركز 18 في موسم 2011 - 2012. ليودع منافسات الليغا ودوري الأبطال ويهبط إلى الدرجة الأقل في واقعة لا تتكرر كثيراً.
وتعتبر حالة فريق الفيصلي هي الأقرب لما حدث مع فياريال الإسباني، لكن بطريقة أكثر درامية لأنه قد يشارك في دوري الأبطال ودوري الأولى في آن واحد بالعام القادم، حيث تأهل الفريق إلى بطولة آسيا خلال عام 2022، بعد فوزه بلقب كأس الملك السعودي خلال عام 2021 بعد الانتصار في النهائي على التعاون بنتيجة 3 - 2، ليشارك لأول مرة في مسيرته في بطولة آسيا.
وحقق الفيصلي نتائج مبهرة في مرحلة المجموعات بدوري أبطال آسيا، ليخطف صدارة مجموعته الخامسة برصيد 9 نقاط، متفوقاً على فرق عريقة مثل السد القطري وناساف كارشي الأوزبكي، بالإضافة للوحدات الأردني، ويضرب موعداً مع فولاذ خوزستان الإيراني في دور الـ16. خلال اللقاء الذي سيقام يوم 3 فبراير (شباط) من عام 2023. لذلك فإن الفيصلي سيشارك في آسيا ودوري الأولى بالوقت نفسه بالعام القادم، إذا هبط رسمياً بنهاية الجولة 30 من منافسات دوري المحترفين هذا الموسم.
وسيصطدم الفريق بمنافسه الهلال في الجولة الأخيرة، خاصة مع لعب منافسه على اللقب وحاجته الشديدة إلى الانتصار من أجل حسم لقب الدوري رسمياً لصالحه على حساب الاتحاد، مما يجعل مواجهته أمام الفيصلي أشبه بلقاء حياة أو موت للفريقين.
وحرم الهلال منافسه من الفوز ببطولة السوبر السعودي هذا الموسم بعد الفوز عليه بركلات الترجيح، لذلك فإن اللقاء القادم في الدوري سيكون أقرب إلى الثأر ورد الاعتبار، لأن الفيصلي سيكون في حاجة إلى الانتصار لضمان البقاء بشكل رسمي أولاً، ثم حرمان الهلال من الدوري كما حرمه منافسه من السوبر سابقاً.
وتنص قوانين دوري المحترفين هذا الموسم أنه في حال التساوي في النقاط بين أكثر من فريق، حينها سيتم اللجوء للمواجهات المباشرة بينهم حسب المادة 13 من اللائحة التنظيمية لتحديد الترتيب النهائي. وإذا استمر التساوي يتم اللجوء للأهداف المسجلة، وهي المعادلة الفريدة التي ستفرضها نتائج الفرق في الجولة رقم 30 والأخيرة.
وسيضمن الفيصلي وجوده في دوري الكبار إذا نجح في تحقيق الفوز على الهلال دون النظر إلى نتائج بقية المنافسين، لكنه سيدخل بالتأكيد في دوامة الحسابات في حال التعادل أو الخسارة، خاصة أن التعادل سيرفع رصيده إلى 34 نقطة بينما الخسارة ستبقي على رصيده عند 33 نقطة، منتظراً ما ستسفر عنه نتائج بقية الفرق مثل التعاون والرائد والأهلي والباطن والاتفاق.
وفي حال النتائج الحالية حتى الجولة 29. فإن الفيصلي يتساوى مع التعاون والرائد في الرصيد نفسه، ولكل منهم 33 نقطة، لكن التعاون يأتي أولاً بسبب تفوقه في المواجهات المباشرة وحصوله على 5 نقاط، ثم الرائد بعده بـ5 نقاط وأخيراً الفيصلي بـ4.
ويتفوق التعاون على الرائد في فارق الأهداف بعد التساوي في المواجهات المباشرة، لذلك يأتي سكري القصيم أولاً ثم الرائد ثانياً وأخيراً الفيصلي في المركز الثالث، لذلك فإن مسألة استمرار عنابي سدير في الدوري ستتوقف بشكل واضح وصريح على نتائج بقية المنافسين، إذا لم يستطع تحقيق الفوز على الهلال في الجولة الأخيرة، وهو الأمر الأقرب للحدوث مع منافسة الفريق العاصمي على بطولة الدوري وحاجته إلى الانتصار لضمان حفاظه على اللقب رسمياً.
ومر الفيصلي بمنعطفات صعبة خلال الموسم الرياضي الحالي، خاصة بعد رحيل مدربه الأسبق البرازيلي شاموسكا بعد الفوز بكأس الملك وتدريبه الشباب وبعدها إقالته، لتراهن إدارة النادي على أكثر من مدرب في فترة زمنية قصيرة.
وكانت البداية مع المدرب الإيطالي باولو تراميزاني الذي أقيل من منصبه سريعاً، ليحل بدلاً منه البرتغالي دانييل راموس الذي أقيل أيضاً في فبراير (شباط) الماضي بسبب سوء النتائج، ليراهن النادي على المدرب الحالي مارينوس أوزونيديس بعقد حتى نهاية الموسم.
يذكر أن عنابي سدير يوجد حالياً في المركز 11 بالموسم الكروي الجاري بحصوله على 33 نقطة في 29 مباراة، مع تحقيقه 7 انتصارات و12 تعادلاً و10 هزائم.
ونجح الفريق في خطف الـ3 نقاط في مباراته الأخيرة أمام الطائي بعد الفوز بهدف جوليو تافاريس، علماً بأن الفريق سجل حتى الآن 27 هدفاً فقط مقابل استقبال شباكه 35.
وأبرمت إدارة النادي عدداً من الصفقات القوية في فترة الميركاتو الشتوي الأخير، بعد ضمها أحمد عسيري قادماً من التعاون، والأسترالي مارتين بويلي، والبرازيلي كلايسون فييرا، ومواطنه روسيكلي بيريرا دا سيلفا، بالإضافة لاستعارة سلمان المؤشر من الأهلي، لكن رغم كل هذه التعاقدات سينتظر أنصار ومشجعي الفريق حتى الدقيقة الأخيرة من عمر بطولة الدوري لمعرفة مصير فريقهم، وانتظار تحديد نتيجته النهائية، حيث سيبقى بين الكبار أو يهبط بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار إلى الأولى.


مقالات ذات صلة

هدف فابيو ينهي الهيمنة الزرقاء على مباريات الهلال والخليج

رياضة سعودية فابيو صاحب هدف الفوز على الهلال يحتفل بعد نهاية المباراة (تصوير: عيسى الدبيسي)

هدف فابيو ينهي الهيمنة الزرقاء على مباريات الهلال والخليج

تمكن الخليج من تحقيق فوزه الأول على الهلال في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، بعد مباراة مثيرة تمكن فيها أبناء «الدانة» من قلب النتيجة بعد تخلفهم بهدفين.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية لاعبو الخليج يحتفلون مع جماهيرهم بعد الفوز بالمباراة (تصوير: عيسى الدبيسي)

ثلاثية الخليج... الحسرة في الهلال والفرحة في الأهلي

منح فوز الخليج على الهلال، النادي الأهلي فرصة ثمينة ستمكنه من المحافظة على رقمه التاريخي الذي حققه عام 2016

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية دونيس مدرب فريق الخليج في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

دونيس: الثقة قادتنا للانتصار على الهلال

قال اليوناني دونيس، مدرب فريق الخليج، إنه عمل على استغلال فرصة إرهاق لاعبي الهلال بين مشاركاتهم الدولية والعودة للمشاركة في هذه المباراة.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية خيسوس مدرب فريق الهلال في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

خيسوس: لا أعرف ماذا حدث للهلال

عبَّر البرتغالي خورخي خيسوس، مدرب فريق الهلال، عن خيبة أمله بعد الخسارة الأولى التي مُني بها فريقه أمام الخليج في النسخة الحالية من الدوري السعودي للمحترفين.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية لاعبو الخليج وفرحة عارمة بهدف الفوز (الدوري السعودي)

فعلها الخليج... وأطاح بالزعيم

ألحق الخليج الخسارة الأولى بضيفه الهلال 3-2 بعد 57 مواجهة محلية خاضها الزعيم بمختلف المسابقات، في مفاجأة هي الأكبر هذا الموسم.

سعد السبيعي (الدمام)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟