مراجعة لحياة إلفيس بريسلي في فيلم يمزج الماضي بالحاضر

أوستن باتلر في لقطة من فيلم «إلفيس» (أ.ب)
أوستن باتلر في لقطة من فيلم «إلفيس» (أ.ب)
TT

مراجعة لحياة إلفيس بريسلي في فيلم يمزج الماضي بالحاضر

أوستن باتلر في لقطة من فيلم «إلفيس» (أ.ب)
أوستن باتلر في لقطة من فيلم «إلفيس» (أ.ب)

أول وأقوى ذكرياتي عن إلفيس بريسلي كانت موته. فقد كان يبلغ من العمر اثنين وأربعين عاماً فقط، لكنه بدا بالفعل في عام 1977 وكأنه ينتمي إلى عالم أقدم بكثير. مرت خمسة وأربعون عاماً على ذلك التاريخ، ولا تزال شهرته كما هي، ويوم وفاته لا يزال مرثاة لمحبيه، وضريحه في «غرايسلاند» مكاناً يفد إليه عشاقه.
يعمل فيلم «إلفيس» للمخرج باز لورمان على تبديد الكآبة الجنائزية؛ حيث يسعى لورمان، المعروف عنه عدم حنينه كثيراً للماضي، إلى إعادة إلفيس إلى الحياة بأن تخيل ما كان في عصره وما يعنيه في عصرنا الحالي.
تهز الموسيقى التصويرية وإيقاع موسيقى الهيب هوب ومشاهد وتراكيب الفيلم والرسالة الصوتية مزيج بريسلي من موسيقى «البلوز» و«غوسبل» و«البوب» و«الكانتري»، وتواصل الموسيقى التحول صوب موسيقانا الحاضرة.
على الرغم من ذلك، كفيلم، يبدو فيلم «إلفيس» وكأنه قد وقع في فخ من صنعه. فتقديمه لقصة أميركية تتناول في جوهرها العرق والجنس والدين والمال تأرجح بين التحريف وأساطير الزومبي، وهو ما جعل معها المشاهد يتساءل «هل هي قصة أسطورة البوب الفخمة أم ميلودراما مأساوية؟».
يبدو تصميم الإنتاج المتوهج لكاثرين مارتن وكارين ميرفي أشبه بالكرنفال وبالابتذال في آن واحد. فكل ذلك الساتان الناعم وحجر الراين، الذي شاهدناه في اللقطات السينمائية للمخرجة ماندي ووكر التي غلب عليها اللون الأحمر، قد تخطئه العين وتظنه مشهداً من فيلم لمصاصي الدماء.
تصوّر الحبكة المركزية إلفيس (أوستن باتلر) على أنه ضحية شخص شرير قوي ومراوغ ينزف الدماء. هذا هو الكولونيل توم باركر، الذي يوفر السرد الصوتي ويؤديه الممثل توم هانكس بلهجة غريبة. كان باركر مديراً لأعمال بريسلي في غالبية مسيرته المهنية، وصوره هانكس على أنه شخص يتكون من جانب صغير مرح، وجانب إبليس.
يقول الكولونيل توماس باركر، مدير أعمال إلفيس: «لم أقتل إلفيس»، على الرغم من أن الفيلم يشير إلى غير ذلك، مضيفاً: «لقد صنعت إلفيس». ففي ذهن الكولونيل، كان «رجل الاستعراض ورجل الثلج»، شريكين في عمل طويل مربح للغاية.
كانت آخر ميزة للمخرج لورمان هي التعديل المفعم بالحيوية لرواية «The Great Gatsby» (غاتسبي العظيم)، وكان الكولونيل في بعض النواحي هو شخصية غاتسبي، فهو من اخترع نفسه بنفسه، مبتدئاً على الساحة الأميركية: «كسيد نفسه غير المرتبط بمكان بعينه». إنه ليس «كولونيل» (يحب إلفيس أن يطلق عليه «أميرال») واسمه الحقيقي ليس توم باركر. وإذا أوليناه الكثير من الاهتمام، فقد يحتل كل مساحة الفيلم، وهو ما حدث تقريباً على أي حال.
كسيرة ذاتية، فيلم «إلفيس» لا يسلط ضوءاً ساطعاً على كل شيء. فما احتواه الفيلم لا يختلف كثيراً عن المتاح في «ويكيبيديا». إلفيس يبدو مهموماً بوفاة شقيقه التوأم، جيسي، وهو مكرس لأمه غلاديس (هيلين طومسون)، والعلاقة بوالده، فيرنون (ريتشارد روكسبيرغ)، كانت أكثر تعقيداً. ينشأ الصبي فقيراً في توبيلو، ميسيسيبي، وممفيس بولاية تينيسي، ويشق طريقه إلى استوديو تسجيلات «صن ريكوردز» في سن التاسعة عشرة، ليشعل وهجاً في العالم بما يقدمه. وهناك التحق بالجيش وتزوج بريسيلا (أوليفيا ديجونج) ودخل هوليوود وعادت عروضه للبث عام 1968، وكانت إقامته الطويلة في لاس فيغاس ثم الطلاق من بريسيلا والمشهد الحزين في سنواته الأخيرة.
يبدو باتلر على ما يرام في اللحظات القليلة من الدراما خارج الكواليس التي يسمح بها النص، ولكن غالبية الحركة العاطفية يجري إرسالها في صورة برقيات تلغراف بأسلوب لورمان المعتاد المؤكّد واللاهث. يبدو البطل متقمصاً لشخصية إلفيس بشكل واضح أمام الجمهور، فقد أتقن باتلر أداء الحركات الجسدية المشتعلة لإلفيس، فضلاً عن تعبيرات المرح والضعف التي دفعت الجماهير إلى الهوس به. لا يمكن تقليد الصوت، والفيلم لم يحاول في ذلك، بل عمل على مزج صوت إلفيس الحقيقي (ريميكس).
في أول عرض كبير له في قاعة رقص في «تيكساركانا» بولاية أركنساس، يخرج إلفيس مرتدياً بدلة وردية زاهية، بعد أن وضع مكياجاً كثيفاً للعيون، وبومبادور متلألئاً.
ليس هناك شك في أن إلفيس، شأن العديد من الجنوبيين البيض من فئته وجيله، أحب موسيقى البلوز والغوسبل (وأحب الريف والغرب أيضاً، وهو نوع يرفضه الفيلم في الغالب). كما أنه استفاد من أعمال الموسيقيين السود ومن الفصل العنصري الذي هيمن على تلك الصناعة. ولذلك فلم يتعامل مع جدلية الحب والسرقة الكامنة في قلب الموسيقى الشعبية الأميركية التي لا تأمل في سرد القصة كاملة.
من كان إلفيس؟ لا يقدم الفيلم الكثير من الإجابات للمشاهدين الأصغر سناً، الذين كانت تجربتهم المباشرة مع الملك إلفيس أرق من تجربتي الشخصية. قد يخرج المشاهدون من فيلم «إلفيس» بفكرة على الأقل عن السبب الذي يدعوهم للاهتمام به.
في النهاية، الفيلم ليس سيرة ذاتية أو فيلم رعب أو حكاية تحذيرية: إنه فيلم موسيقي، فيلم يعرض موسيقى رائعة. هل أعيد مزجها؟ نعم، الفيلم غني بالأصوات التي قد يجدها التقليديون شيئاً عفا عليه الزمن. لكن لم يكن هناك شيء تناول بريسلي بشكل نقي وصرف بقدر ما تناول صوته ليجعلنا نسمعه بكل عظمته وآلامه وجرأته، لنفهم كيف أحدث الزلزال.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

يوميات الشرق الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)

أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

أعلن الفنان المصري البريطاني أمير المصري عن مشاركته في فيلم «عملاق» الذي يحكي السيرة الذاتية للملاكم البريطاني اليمني «البرنس» نسيم حميد.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)

مخرجة «شرق 12» تعوّل على «اختلاف المضمون البصري»

يشارك الفيلم المصري «شرق 12»، للمخرجة المصرية-الهولندية هالة القوصي الذي استغرق العمل عليه أكثر من عام ونصف العام في مسابقة «أسبوع المخرجين» بمهرجان «كان».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)

مصر: أبطال فيلم «السرب» يراهنون على ضخامة الإنتاج والجودة

لفت المقطع الدعائي للفيلم المصري الجديد «السرب» اهتمام جمهور السوشيال ميديا في مصر، وذلك بعد أن طرحه المنتج المصري تامر مرسي عبر حساباته على مواقع التواصل.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من حضور عروض الأفلام الخليجية المُصاحبة للمهرجان (هيئة الأفلام)

ندوات «السينمائي الخليجي»... من ندرة الروايات إلى وفرة المهرجانات

تحدّيات عدّة تُواجه صنّاع الأفلام في الخليج، يُحاول «المهرجان السينمائي الخليجي»، المقام حالياً في الرياض، الإضاءة عليها ضمن برنامجه الثقافي.

إيمان الخطاف (الرياض)
يوميات الشرق الفيلم يتحدث عن قرية صومالية لها طابع خاص (فريق عمل الفيلم)

كيف وصل الفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة» إلى «كان»؟

يشهد مهرجان كان السينمائي خلال دورته المقبلة رقم 77 مشاركة فيلم «القرية المجاورة للجنة» للمخرج الصومالي محمد هراوي في قسم «نظرة ما».

انتصار دردير (القاهرة)

«الخريف» السعودية تفوز بعقد بقيمة 453 مليون دولار من شركة المياه لـ15 عاماً

قالت شركة «الخريف» أن الأثر المالي للمشروع سينعكس عليها في الربع الثالث من عام 2024 (موقع شركة الخريف)
قالت شركة «الخريف» أن الأثر المالي للمشروع سينعكس عليها في الربع الثالث من عام 2024 (موقع شركة الخريف)
TT

«الخريف» السعودية تفوز بعقد بقيمة 453 مليون دولار من شركة المياه لـ15 عاماً

قالت شركة «الخريف» أن الأثر المالي للمشروع سينعكس عليها في الربع الثالث من عام 2024 (موقع شركة الخريف)
قالت شركة «الخريف» أن الأثر المالي للمشروع سينعكس عليها في الربع الثالث من عام 2024 (موقع شركة الخريف)

أعلنت شركة الخريف لتقنية المياه والطاقة السعودية يوم الخميس ترسية عقد عليها بقيمة 1.7 مليار ريال (453 مليون دولار) من شركة المياه الوطنية لتشغيل وصيانة محطات معالجة مياه الصرف بمدينة الأحساء (شرق السعودية) لمدة 15 عاماً. وقالت «الخريف» في بيان للسوق المالية السعودية (تداول) إنها ستقوم بتنفيذ أعمال تصميم وإعادة التأهيل واختبار وتشغيل وصيانة محطات معالجة مياه الصرف الصحي لثلاث محطات قائمة ومحطة جديدة في الأحساء. وذكرت أن محطات المعالجة في هذه الحزمة تشمل محطات قائمة، وهي محطة معالجة مياه الصرف الصحي الهفوف 1، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي العيون ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي العمران، فضلا عن محطة جديدة هي محطة معالجة مياه الصرف الصحي الهفوف 2. وأضافت الشركة أن أعمال التصميم وإعادة التأهيل ستتم على مرحلتين ولفترة 36 شهراً بالتزامن مع أعمال التشغيل والصيانة التي تبدأ من بداية العقد ولمدة 15 سنة. وتبلغ سعة المعالجة التصميمية الإجمالية للمحطات 457.500 ألف متر مكعب يومياً، على أن يتم تحديثها لتصل إلى 472 ألف متر مكعب يومياً. وقالت «الخريف» إن الأثر المالي للمشروع سينعكس عليها في الربع الثالث من عام 2024. أضافت أن المشروع هو الثالث من نوعه الذي تتم ترسيته عليها.هذا وستقوم الشركة بالإعلان عن أي تطورات مستقبلية بهذا الخصوص في حينه، وخاصة بعد تسلم النسخة النهائية من العقد، وذلك بعد توقيعه من جميع الأطراف المعنية.


وزير خارجية الصين يدعو جميع أطراف الصراع في غزة إلى ممارسة ضبط النفس

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إ.ب.أ)
TT

وزير خارجية الصين يدعو جميع أطراف الصراع في غزة إلى ممارسة ضبط النفس

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم (الخميس)، بعد محادثات مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مارسودي في جاكرتا إن البلدين حريصان على الحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة.

ودعا وانغ جميع أطراف الصراع في غزة إلى ممارسة ضبط النفس، وقال إنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تدعم قرارا من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف وانغ بعد الاجتماع في تصريحات تُرجمت إلى الإندونيسية: «عبر الوزيران عن استيائهما إزاء الكارثة الإنسانية الناجمة عن الصراع بين فلسطين وإسرائيل. نتفق على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار بشكل كامل ودون أي شرط».

وحث وانغ الولايات المتحدة على «الاستماع إلى المجتمع الدولي» وسط مخاوف بشأن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

وقال وانغ إن «مجلس الأمن هو آلية أمنية جماعية يجب ألا تستغلها دولة بعينها».

وذكرت مارسودي أنها تأمل في أن «تستخدم الصين نفوذها لمنع التصعيد» في غزة، مشددة على ضرورة تنفيذ حل الدولتين.


القبض على شخصين في ألمانيا للاشتباه في أنهما جاسوسان روسيان

أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)
TT

القبض على شخصين في ألمانيا للاشتباه في أنهما جاسوسان روسيان

أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)

قُبض على مواطنَين ألمانيَّين - روسيَّين في بافاريا؛ للاشتباه في تجسسهما لصالح روسيا، والتخطيط لأعمال تخريبية؛ لتقويض الدعم العسكري لأوكرانيا، وفق ما أعلن مدّعون فيدراليون، اليوم (الخميس).

وأوضح المدّعون أن الرجلَين اللذين عرّف عنهما باسمَي ديتر إس، وألكسندر جيه، قُبض عليهما في مدينة بايرويت (الأربعاء). وهما متّهمان باستكشاف أهداف محتملة لشنّ هجمات عليها «بما فيها منشآت تابعة للقوات الأميركية» المتمركزة في ألمانيا، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

كما فتّشت الشرطة منزلَي الرجلين ومكانَي عملهما (الأربعاء).

ويشتبه في أنهما «كانا يعملان بنشاط لصالح جهاز استخبارات أجنبي» بينما قال المدّعون إنها «قضية تجسس خطرة».

وبحسب المدعين، كان ديتر يتشارك معلومات مع شخص مرتبط بأجهزة الاستخبارات الروسية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ للبحث في أعمال تخريبية محتملة.

وأضافوا: «كانت تلك الأعمال تهدف خصوصاً إلى تقويض الدعم العسكري المقدم من ألمانيا لأوكرانيا لمواجهة العدوان الروسي».

وأعلن ديتر استعداده «لتنفيذ هجمات بمتفجرات على بنى تحتية عسكرية ومواقع صناعية في ألمانيا وإحراقها».

ومن أجل القيام بذلك، جمع ديتر معلومات حول أهداف محتملة «بما فيها منشآت تابعة للقوات الأميركية».

وأشار المدعون إلى أن المشتبه به الثاني ألكسندر جيه بدأ مساعدته اعتباراً من مارس (آذار) 2024 على أبعد تقدير.

وحدّد ديتر بعض الأهداف المحتملة من خلال التقاط صور ومقاطع فيديو لوسائل نقل ومعدات عسكرية. ويشتبه بأنه شارك المعلومات بعد ذلك مع جهة الاتصال الخاصة به.

ويواجه ديتر أيضاً تهمة منفصلة تتعلق بالانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية، إذ يشتبه المدعون في أنه كان مقاتلاً في وحدة مسلحة في جمهورية دونيتسك الشعبية، في شرق أوكرانيا بين 2014 و2016.


تحدٍّ جديد يواجه «فورمولا 1» في الصين

سباق «فورمولا 1» يعود للصين بعد 5 أعوام (أ.ب)
سباق «فورمولا 1» يعود للصين بعد 5 أعوام (أ.ب)
TT

تحدٍّ جديد يواجه «فورمولا 1» في الصين

سباق «فورمولا 1» يعود للصين بعد 5 أعوام (أ.ب)
سباق «فورمولا 1» يعود للصين بعد 5 أعوام (أ.ب)

تعود بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات إلى الصين للمرة الأولى منذ 2019، حيث يواجه حامل اللقب ماكس فيرستابن تحدياً جديداً على حلبة حقق فيها فريقه رد بول فوزه الأول قبل 15 عاماً.

وتشهد الصين، السبت، أول سباق سرعة يقام هذا الموسم الذي تسبقه ساعة واحدة من التجارب الحرة، الجمعة، للاعتياد على الحلبة، حيث ستعتمد الفرق على بيانات جهاز المحاكاة.

وفي السباق الأخير الذي أُقيم في حلبة شنغهاي الدولية، كانت السيارات مزودة بإطارات 13 بوصة وأرضية مسطحة بدلاً من إطارات 18 بوصة وأرضية مصممة بشكل مختلف للتعامل مع الديناميكية الهوائية لزيادة الضغط السفلي كما هي الحال حالياً.

ولم تُستخدم الحلبة كثيراً منذ 2019، ما قد يجعلها أكثر وعورة من ذي قبل.

وقال فيرستابن بعد أن حقق في اليابان ثالث انتصار في أول 4 سباقات هذا الموسم: «سيكون سباقاً محموماً على أي حال مع سباق السرعة».

فيرستابن انتقد إقامة سباق سرعة في الصين (رويترز)

وأضاف: «لذا، نعم، حصة تجارب واحدة فقط للاعتياد على الحلبة مجدداً. لذا أعتقد أنه سيكون أمراً مثيراً للاهتمام جداً».

وكان السائق البالغ عمره 26 عاماً أحد المنتقدين لقرار إقامة سباق سرعة في الصين؛ حيث هناك الكثير من الأمور غير المعروفة.

وقال: «كان من الأفضل أن يقام سباق بالنظام الاعتيادي هناك. لكن من جانب آخر، ربما يزيد هذا من الإثارة وربما هذا ما أرادوه».

وتابع: «سنرى ما سنحققه هناك. أعني، دائماً ما أحببت القيادة هناك. لذا، نعم، آمل أن نتمكن من الانطلاق بأفضل صورة ممكنة وآمل أننا لن نكون في حاجة لتعديل الكثير من الأمور في السيارة».

وفاز فيرستابن ببطولة العالم 3 مرات منذ آخر مرة تسابق فيها في الصين، وحال أضاف انتصاراً آخر الأحد، فإنه سيكون قد فاز بنصف سباقات «فورمولا 1» التي أقيمت منذ آخر ظهور لشنغهاي في جدول المنافسات.

ويسعى فيرستابن لتحقيق فوزه الأول في الصين؛ حيث هيمن البريطاني لويس هاميلتون على السباق إلى أن توقف بسبب جائحة «كوفيد – 19».

وهاميلتون سائق مرسيدس وبطل العالم 7 مرات هو أنجح السائقين في شنغهاي برصيد 6 انتصارات لكنه يخوض السباق على شفا أن يستمر دون أي فوز في 50 سباقاً متتالياً.

وعلى الأرجح سيكون فيراري أقرب منافسي رد بول، إذ جاء سائقاه كارلوس ساينز وتشارل لوكلير في المركزين الثالث والرابع خلف فيرستابن وزميله سيرجيو بيريز في اليابان بينما تفوق مكلارين وأستون مارتن على مرسيدس.

آخر سباق لـ«فورمولا 1» في الصين أُقيم في 2019 (أ.ف.ب)

ويتصدر فيرستابن الترتيب العام بفارق 13 نقطة أمام بيريز ثاني الترتيب و18 نقطة أمام لوكلير. ويحتل جورج راسل سائق مرسيدس المركز السابع، بفارق مركزين أمام هاميلتون.

وقال توتو وولف رئيس مرسيدس: «النتائج الرئيسية لا تعكس ذلك بالضرورة، لكننا حققنا تقدماً كبيراً مع سيارتنا في اليابان. نتطلع للبناء على ذلك في نهاية الأسبوع».

وسيخوض السائق غوانيو تشو، السائق الصيني الأول والوحيد في المسابقة، لأول مرة السباق الذي يقام على أرضه ووسط جماهيره عندما ينافس لصالح ساوبر.

ونفدت تذاكر السباق، وهو أمر نادر الحدوث فيما مضى، والترقب يتزايد.

وقال لي تشيانغ، أحد مشجعي «فورمولا 1» من شنغهاي ومدرس الكيمياء الذي يحمل تذاكر لسباق الأحد: «بالتأكيد زادت شعبية (فورمولا 1) عن ذي قبل. فيما مضى، ربما كان هناك خصم على التذاكر مع اقتراب يوم السباق، لكن هذا العام، كان من الصعب حقاً الحصول على تذكرة».

وأضاف: «أخبرني الجميع أن التذاكر ليست متاحة، لذا فهو قطعاً أكثر شعبية من العام الذي سبق الجائحة. لا بد أن السبب الرئيسي وراء ذلك مرتبط مشاركة جوانيو تشو هذا العام».


أرتيتا: لن يرحل ألم الخروج من «الأبطال» بسهولة

ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)
ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)
TT

أرتيتا: لن يرحل ألم الخروج من «الأبطال» بسهولة

ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)
ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

يريد ميكيل أرتيتا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي آرسنال الإنجليزي، أن ينهي الموسم بشكل «جميل» بعد أن ودّع الفريق بطولة دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني.

وودّع آرسنال منافسات البطولة بعد خسارته أمام مستضيفه بايرن ميونيخ بهدف نظيف سجله جوشوا كيميتش بضربة رأس، ليصعد للدور قبل النهائي فائزاً بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 3 - 2، حيث سيواجه ريال مدريد الإسباني.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية، أن الخسارة أمام بايرن ميونيخ هي الثانية للفريق على التوالي، حيث كان قد خسر بهدفين نظيفين أمام أستون فيلا، الأحد الماضي.

ويحتاج الفريق لإظهار ردة فعل عندما يواجه وولفرهامبتون، السبت المقبل، ويشعر أرتيتا بأن فريقه سيخوض المباراة بطريقة صحيحة.

وبسؤاله عن مدى الألم الذي يشعر به بعد الخروج من دوري الأبطال، قال المدرب الإسباني: «إنه موجود».

وأضاف: «بالتأكيد لن يرحل الألم الليلة، ولكن يمكنني التأكيد لكم أنه بحلول الغد سنكون في كامل تركيزنا لمواجهة وولفرهامبتون، والجميع سيكون متحفزاً».

وأكد: «مازالت أمامنا أشياء نلعب لأجلها، وهي أشياء جميلة. قلت من قبل حان الوقت لنقف بجانب هؤلاء اللاعبين».

وأردف: «من السهل أن نقف خلفهم ونثني عليهم ونتحدث عن أشياء جميلة، عندما حققنا 10 انتصارات متتالية وتعادلاً. حان الوقت الآن لنقف خلفهم وندعمهم».

وبعد مباراة صعبة أمام بايرن وإهدار عديد من الفرص التي كانت كفيلة بوضع آرسنال في المقدمة، قال أرتيتا إن فريقه يواصل التعلم بعدما عاد لدوري الأبطال للمرة الأولى في آخر 7 سنوات.

وقال: «لم نشارك في هذه البطولة منذ 7 سنوات، ولم نصل لهذا الدور في آخر 14 عاماً».

وأكد: «هناك أسباب لهذا. نريد أن نفعل كل شيء بشكل سريع للغاية في موسم واحد. أعتقد بأن لدينا المساحة والجودة للوجود في الدور قبل النهائي؛ لأن الفوارق قليلة للغاية».


«صندوق النقد» يُعلن عن تسريع إعادة هيكلة الديون وتحسين معاملة الدول المَدينة

بيير أوليفييه غورينشاس كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي ونائبة مدير إدارة الأبحاث بيتيا كويفا بروكس في مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)
بيير أوليفييه غورينشاس كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي ونائبة مدير إدارة الأبحاث بيتيا كويفا بروكس في مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

«صندوق النقد» يُعلن عن تسريع إعادة هيكلة الديون وتحسين معاملة الدول المَدينة

بيير أوليفييه غورينشاس كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي ونائبة مدير إدارة الأبحاث بيتيا كويفا بروكس في مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)
بيير أوليفييه غورينشاس كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي ونائبة مدير إدارة الأبحاث بيتيا كويفا بروكس في مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

تُعد مشكلة الديون العالمية من أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي اليوم، حيث وصلت مستوياتها إلى أرقام قياسية لم يسبق لها مثيل، ممّا يشكل عبئاً هائلاً على الدول والأفراد على حدٍ سواء.

ومع ارتفاع الدين العام العالمي بشكل طفيف ليصل إلى 93 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، وهو ما يزيد بنحو 9 نقاط مئوية عن مستواه قبل جائحة كورونا، يضع صندوق النقد الدولي معالجةَ الديون العالمية على رأس أولوياته، حيث حظيت هذه القضية باهتمام كبير خلال اجتماعات الربيع المنعقدة حالياً في واشنطن.

تقدم ملحوظ في قضايا الديون العالمية

وفي هذا الإطار، قال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبرازيل، الرئيس الحالي لمجموعة العشرين، يوم الأربعاء إن هناك تقدماً ملحوظاً في قضايا الديون العالمية خلال الأشهر الأخيرة، مشيرين إلى اتفاقات جديدة بشأن الجداول الزمنية المطلوب ومعاملة المتعاملين بالمثل.

وأصدرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، ورئيس البنك الدولي أجاي بانجا، ووزير المالية البرازيلي فرناندو حداد، بياناً مشتركاً بعد اجتماع على مستوى الوزراء لاجتماع المائدة المستديرة العالمي بشأن الديون السيادية (GSDR) التي تجمع بين الدول المدينة والدائنين والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص لتحريك عمليات إعادة هيكلة الديون التي توقفت لفترة طويلة وبناء فهم أكبر حول طرق معالجة التحديات، وذلك على هامش الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وفق «رويترز».

وأشار البيان إلى أن المناقشات أكدت الحاجة إلى تحسين الوضوح والتنسيق والشفافية بين مجموعات الدائنين، وتزويد الدول المدينة بالمقاييس لكيفية تقييم ديونها الخاصة. كما يجب أن يضمن الدائنون من القطاع الخاص والدولة المدينة، قبل الانتهاء من اتفاق المبدأ وإعلانه، أن تكون الصفقة قد تمت مراجعتها من قبل موظفي صندوق النقد الدولي بشأن التوافق مع أهداف الديون ومعايير البرنامج، ومع الدائنين الثنائيين الرسميين بشأن معاملة المتعاملين بالمثل.

ونوّه البيان بالتقدم المحرز في تسريع الجداول الزمنية للمرور بعملية إعادة الهيكلة، والانتقال من اتفاقية على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، لكنه قال إن الجداول الزمنية لا تزال طويلة جداً.

كما اتفق المشاركون على تقصير الجدول الزمني لتشكيل لجنة رسمية للدائنين(OCC)، وهي خطوة من شأنها أيضاً أن تساعد على التواصل والتنسيق مع الدائنين من القطاع الخاص وتسريع عمليات إعادة الهيكلة الخاصة بهم.

المزيد من الحرية لدعم الدول المتعثرة

كما أيد مجلس إدارة الصندوق تغييراً رئيسياً لمنحه مزيداً من الحرية لدعم البلدان المتضررة من الأزمة حتى لو كانت عمليات إعادة التفاوض بشأن الديون مع الحكومات الدائنة الكبرى مثل الصين لا تزال جارية.

ويتمثل الاقتراح في إصلاح ما يسميه الصندوق بسياسة الإقراض للمتأخرات الرسمية (LIOA)، وهو إطار يحدد ما إذا كان بإمكانه إقراض دولة تدين بأموال لدولة أخرى عضو في صندوق النقد الدولي ومتى.

وقال الصندوق في بيان إن مجلسه التنفيذي أقر «إصلاحات لتعزيز قدرة صندوق النقد الدولي على دعم الدول التي تقوم بإعادة هيكلة الديون».

وسيكون التغيير الرئيسي هو أنه سيكون قادراً على إقراض بلد لم يتم التوصل فيه إلى اتفاق ديون مع واحد أو أكثر من دائنيه الثنائيين، إذا تم تزويد الصندوق «بضمانات إضافية»، وفق شبكة «سي إن بي سي أفريكا».

وقال صندوق: «أيد المديرون إضافة شق رابع يسعى الصندوق بموجبه إلى الحصول على ضمانات إضافية عندما لم يتم التوصل إلى اتفاق تمثيلي مناسب من خلال منتدى تمثيلي دائم».

عبء الديون المتزايد يُهدد الولايات المتحدة والصين

في المقابل، حذر صندوق النقد الولايات المتحدة من أن عجزها المالي الضخم أدى إلى زيادة التضخم وشكل «مخاطر كبيرة» على الاقتصاد العالمي، متوقعاً أن تسجل عجزاً مالياً بنسبة 7.1 في المائة العام المقبل - أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط البالغ 2 في المائة للاقتصادات المتقدمة الأخرى.

كما أثار المخاوف بشأن ديون الحكومة الصينية، حيث من المتوقع أن تسجل البلاد عجزاً بنسبة 7.6 في المائة في عام 2025 - أكثر من ضعف المتوسط البالغ 3.7 في المائة للأسواق الناشئة الأخرى - في الوقت الذي تتعامل فيه بكين مع ضعف الطلب وأزمة الإسكان، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وكانت الولايات المتحدة والصين من بين أربع دول وصفها الصندوق بأنها بحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات سياسية لمعالجة الاختلالات الأساسية بين الإنفاق والإيرادات. أما الدول الأخرى فكانت المملكة المتحدة وإيطاليا.

وقال الصندوق إن الإنفاق المفرط من جانب الولايات المتحدة والصين على وجه الخصوص يمكن أن تكون له «آثار عميقة على الاقتصاد العالمي ويشكل مخاطر كبيرة على التوقعات المالية الأساسية في الاقتصادات الأخرى».

ويوم الثلاثاء، قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورينشا، إن الوضع المالي للولايات المتحدة «مثير للقلق بشكل خاص»، مما يشير إلى أنه قد يعقد محاولات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 في المائة.

وأضاف: «إنه يزيد المخاطر على المدى القصير لعملية تباطؤ التضخم، فضلاً عن مخاطر الاستقرار المالي على المدى الطويل للاقتصاد العالمي».

وارتفعت أعباء ديون الحكومات بعد ارتفاع الإنفاق خلال المراحل الأولى من الوباء والارتفاعات الكبيرة في تكاليف الاقتراض العالمية، حيث سعت المصارف المركزية إلى ترويض أسوأ نوبة تضخم منذ عقود.

وقال مكتب الموازنة في الكونغرس إن حجم الديون الفيدرالية للولايات المتحدة بلغ 26.2 تريليون دولار، أو 97 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، في نهاية العام الماضي. وتتوقع هيئة الرقابة المالية المستقلة أن يطابق أعلى مستوى سابق له بعد الحرب العالمية الثانية بنسبة 116 في المائة في عام 2029.

وفي الاقتصادات المتقدمة الأخرى، مثل منطقة اليورو، تم كبح العجز المالي خلال عام 2023.

لكن صندوق النقد قال إن الولايات المتحدة أظهرت «انزلاقات مالية كبيرة بشكل ملحوظ»، حيث وصل العجز المالي إلى 8.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي - أي أكثر من ضعف رقم العجز البالغ 4.1 في المائة المسجل لعام 2022.

وأشار إلى أن العجز المالي في البلاد ساهم بنسبة 0.5 نقطة مئوية في التضخم الأساسي - وهو مقياس لضغوط الأسعار الأساسية التي تستثني الطاقة والغذاء. وهذا يعني أن أسعار الفائدة الأميركية ستحتاج إلى أن تظل أعلى لفترة أطول لإعادة التضخم إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

واعتبر أن «الزيادات الكبيرة والمفاجئة» في تكاليف الاقتراض الأميركي تؤدي عادة إلى ارتفاعات في عائدات السندات الحكومية في جميع أنحاء العالم واضطرابات في أسعار الصرف في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.

وقال: «إن التداعيات غير المباشرة لأسعار الفائدة العالمية يمكن أن تساهم في تشديد الأوضاع المالية، وزيادة المخاطر في أماكن أخرى».

أما بالنسبة إلى ديون الحكومة الصينية، فتميل على عكس سندات الخزانة الأميركية، إلى الاحتفاظ بها محلياً، لذلك من غير المرجح أن يؤثر الارتفاع الحاد على الأسواق العالمية بنفس الطريقة. لكن الصندوق قال إن ديناميكيات الديون في البلاد لا تزال تؤثر على شركائها التجاريين.

وأضاف: «إن تباطؤ النمو في الصين بشكل أكبر من المتوقع، الذي من المحتمل أن يتفاقم بسبب التشديد المالي غير المقصود نظراً للاختلالات المالية الكبيرة في الحكومات المحلية، يمكن أن يولد آثاراً سلبية غير مباشرة على بقية العالم من خلال انخفاض مستويات التجارة الدولية والتمويل الخارجي والاستثمارات».

وقال كبير مسؤولي السياسة المالية في الصندوق، فيتور غاسبار، إن القوة الاقتصادية لكل من الولايات المتحدة والصين تعني أن لديهما الوقت الكافي للسيطرة على مواردهما المالية. ورأى أن الحكومتين تتمتعان بمساحة مالية أكبر من نظيرتيهما، مما يمنحهما «مساحة أكبر للمناورة للتصحيح والسيطرة».

وبحسب الصندوق، فإنه من دون بذل جهود حاسمة لخفض العجز، سيستمر الدين العام في الارتفاع في العديد من الدول، مع توقع أن يقترب الدين العام العالمي من 99 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2029. وستكون الزيادة مدفوعة من قبل الصين والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يرتفع إلى ما هو أبعد من القمم التاريخية.

«عام الانتخابات الكبرى» يُهدد المالية العامة

وفي تقريره الجديد عن الراصد المالي، حث الصندوق الدولي على كبح الإنفاق المالي وإعادة بناء الاحتياطات المالية، لكنه قال إن ذلك قد يكون صعباً في أكبر عام انتخابي في العالم على الإطلاق.

ويرى أن الخطر الأكثر حدة على المالية العامة ينشأ من العدد القياسي للانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2024، مما يؤدي إلى تسميته بـ«عام الانتخابات الكبرى»، وفق «رويترز».

قال صندوق النقد الدولي إن تجاوز الموازنة أمر محتمل في كثير من الأحيان في سنوات الانتخابات، وهو خطر يتفاقم بسبب زيادة الطلب على الإنفاق الاجتماعي. وأشار إلى أن العجز في سنوات الانتخابات يميل إلى تجاوز التوقعات بنسبة 0.4 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بالسنوات غير الانتخابية.

وقال الصندوق في مدونة نُشرت مع التقرير: «ينبغي على الحكومات أن تتخلص تدريجياً من إرث سياسات المالية في عصر الأزمات، بما في ذلك دعم الطاقة، وأن تسعى إلى إجراء إصلاحات للحد من ارتفاع الإنفاق مع حماية الفئات الأكثر ضعفاً».

دعوة إلى إصلاح ضريبي عالمي

على صعيد آخر، قالت غورغييفا إن سد الثغرات الضريبية وضمان دفع الأثرياء لحصتهم العادلة من الضرائب يمكن أن يساعد في تعبئة الأموال المطلوبة بشكل عاجل لتحقيق نمو مستدام وشامل.

وأضافت أن أبحاث صندوق النقد الدولي أظهرت أن إنهاء التهرب الضريبي من قبل الشركات يمكن أن يوفر إيرادات إضافية بقيمة 200 مليار دولار سنوياً للحكومات، في حين أن تطبيق ضريبة الحد الأدنى العالمية للشركات من شأنه أن يزيد الإيرادات بما يقدر بـ150 مليار دولار سنوياً.

وقال صندوق النقد إن الاقتصادات الناشئة والنامية يمكنها زيادة الإيرادات الضريبية عن طريق تحسين أنظمة الضرائب لديها وتوسيع القواعد الضريبية وتعزيز القدرات المؤسسية - وهو ما يؤدي مجتمعاً إلى تحقيق ما يصل إلى 9 في المائة إضافية من الناتج المحلي الإجمالي.

وأشار إلى أن الاقتصادات المتقدمة التي لديها سكان مسنين يجب أن تقوم بإصلاح برامج الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية لاحتواء ضغوط الإنفاق. كما يمكن أن تعزز الإيرادات من خلال استهداف الأرباح المفرطة كجزء من نظام ضريبة دخل الشركات.


«البوندسليغا» تعلق بيع حقوق بث مبارياتها

شبكة «دي إيه زد إن» الإخبارية الرياضية قدمت شكوى للرابطة الألمانية (رويترز)
شبكة «دي إيه زد إن» الإخبارية الرياضية قدمت شكوى للرابطة الألمانية (رويترز)
TT

«البوندسليغا» تعلق بيع حقوق بث مبارياتها

شبكة «دي إيه زد إن» الإخبارية الرياضية قدمت شكوى للرابطة الألمانية (رويترز)
شبكة «دي إيه زد إن» الإخبارية الرياضية قدمت شكوى للرابطة الألمانية (رويترز)

قررت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم تعليق عملية بيع حقوق بث منافسات المسابقة بدءاً من موسم 2025 - 2026 بعد شكوى من شبكة «دي إيه زد إن» الإخبارية الرياضية.

أرسلت منصة البث المباشر خطاباً إلى مارك لينز، وشتيفان ميركل، المديرَين الإداريَّين للرابطة، وكذلك الأندية المشارِكة في البطولة (الأربعاء)، ووجهت اتهامات خطرة.

وأبلغت رابطة الدوري الألماني الأندية بتعليق عملية بيع حقوق البث، في حين قال متحدث باسم الرابطة: «ترفض رابطة الدوري الألماني هذه الاتهامات بأوضح العبارات الممكنة».

وكانت رابطة الدوري الألماني بدأت، هذا الأسبوع، المفاوضات بشأن حقوق بث منافسات المسابقة ما بين موسمي 2025 - 2026، و2028 - 2029، حيث تُجرى المحادثات كل 4 سنوات.

وذكرت تقارير إخبارية أن الشبكة أفادت بأنها تشعر بمعاملة غير عادلة عند تقديم العطاءات للحزمة «ب»، وهي الحزمة الأكبر، وتشمل المباريات التي تقام يوم السبت في الساعة الثالثة والنصف عصراً بالتوقيت المحلي (الواحدة والنصف ظهراً بالتوقيت العالمي)، ومباراة مساء يوم الجمعة، بالإضافة إلى لقاءات ملحق الصعود والهبوط.

وبحسب صحيفة «بيلد» الألمانية، كشفت الشبكة في رسالتها عن أن عرضها تم رفضه، رغم أنها قدمت «العرض الأكثر جاذبية وإقناعاً من الناحية المالية لحزمة الحقوق (ب)».

ونقلت «يلد» عن رسالة «دي إيه زد إن»: «لقد دُفعنا إلى الاعتقاد بأن عرضنا المالي كان أعلى بكثير من أي عرض آخر. ليس لدينا أي تفسير آخر لهذا السلوك سوى أن إدارة رابطة الدوري الألماني لكرة القدم كانت تتوقع بالفعل نتيجة منح الحزمة (ب) إلى مقدم العرض المفضّل لديها».

ونشأ النزاع بسبب عدم وجود ضمان مصرفي، وهو ما يمكن أن تطلبه رابطة الدوري الألماني من مقدمي العروض. وأشارت «بيلد» إلى أن الشبكة أوضحت أنها لن تقدم ضماناً مصرفياً، ولكنها ستصدر «خطاب مسؤولية»، وهو ما قامت به بالفعل في الماضي.

في المقابل، طلبت رابطة الدوري الألماني من الشبكة ضماناً مصرفياً «في منتصف العملية» و«في غضون 24 ساعة، وهي مهمة مستحيلة»، حسبما ذكرت خدمة البث المباشر.

وشددت رابطة الدوري الألماني في بيان للأندية، اطلعت عليه «وكالة الأنباء الألمانية» أن خطاب شبكة «دي إيه زد إن» «يحتوي على عدد من

البيانات غير الدقيقة، وتحريف الحقائق».


أنشيلوتي: «التفاني» كلمة السر في تفوقنا على السيتي

كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (أ.ف.ب)
كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (أ.ف.ب)
TT

أنشيلوتي: «التفاني» كلمة السر في تفوقنا على السيتي

كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (أ.ف.ب)
كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (أ.ف.ب)

أكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، أن فريقه استحق التأهل إلى المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا بعدما لعب بتفانٍ شديد أمام مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي خلال المواجهة التي جمعت بينهما مساء الأربعاء على ملعب الاتحاد في إياب دور الثمانية من البطولة القارية.

وتأهل ريال مدريد للدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بإقصاء مانشستر سيتي الإنجليزي حامل اللقب، مساء الأربعاء.

وصعد ريال مدريد متفوقاً بركلات الترجيح بنتيجة 4 - 3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 – 1، وتعادَل الفريقان ذهاباً بنتيجة 3 - 3 الأسبوع الماضي في العاصمة الإسبانية.

وفي ملعب الاتحاد تقدم ريال مدريد بهدف المهاجم البرازيلي رودريغو بعد مرور 12 دقيقة، وأدرك الفريق الإنجليزي التعادل بهدف كيفن دي بروين في الدقيقة 76.

وتأهل ريال مدريد صاحب الرقم القياسي في الفوز بلقب دوري الأبطال 14 مرة لملاقاة بايرن ميونيخ في الدور قبل النهائي بعدما أطاح الفريق الألماني بنظيره آرسنال الإنجليزي من دور الثمانية.

كما رد الفريق المدريدي اعتباره أمام مانشستر سيتي الذي أطاح به من الدور قبل النهائي في الموسم الماضي.

وقال أنشيلوتي: «لم يكن هناك سوى طريقة واحدة للخروج من هنا أحياء، لقد تقدمنا بهدف مبكر ثم التزمنا بالدفاع، لقد دافعنا بصلابة، عانينا وناضلنا، كان بوسعنا اللعب بشكل أفضل، لكن الفريق كان رائعاً على المستوى الدفاعي».

ونقل الموقع الرسمي لريال مدريد عن أنشيلوتي قوله: «لعبنا بالتفاني والالتزام الذي يتطلبه هذا القميص، هذه المسابقة مميزة جداً بالنسبة لنا ونحقق دائماً ما يظنه الآخرون مستحيلاً، ظن الجميع أننا انهزمنا، لكن ها نحن هنا وسنواصل النضال».

وأضاف: «نحن سعداء، ولكننا متعبون للغاية، سنحتفل لأنه إنجاز مهم للغاية، لكن سنبدأ الاستعدادات بدءاً من الغد لمباراة الأحد المقبل أمام برشلونة في الكلاسيكو، هي مباراة مهمة في الدوري الإسباني».


«دورة شتوتغارت»: سابالينكا وغوف إلى ربع النهائي

الأميركية غوف تأهلت بفوزها الصعب على مواطنتها فيكيري (أ.ب)
الأميركية غوف تأهلت بفوزها الصعب على مواطنتها فيكيري (أ.ب)
TT

«دورة شتوتغارت»: سابالينكا وغوف إلى ربع النهائي

الأميركية غوف تأهلت بفوزها الصعب على مواطنتها فيكيري (أ.ب)
الأميركية غوف تأهلت بفوزها الصعب على مواطنتها فيكيري (أ.ب)

بلغت البيلاروسية أرينا سابالينكا المصنّفة ثانية عالمياً ربع نهائي دورة شتوتغارت الألمانية (500) لكرة المضرب بعد انسحاب منافستها وصديقتها المقرّبة الإسبانية باولا بادوسا بسبب الإصابة الخميس، بينما تأهّلت الأميركية كوكو غوف الثالثة بفوزها الصعب على مواطنتها ساشيا فيكيري 6 - 3 و4 - 6 و7 - 5.

في المباراة الأولى، انسحبت بادوسا في المجموعة الثالثة حين كانت النتيجة تُشير إلى التعادل 3 - 3، بعد فوز سابالينكا في الأولى 7 - 6 (7-4) والإسبانية في الثانية 6 – 4، وذلك بسبب إصابة في فخذها اليسرى.

وتأخّرت سابالينكا 1 - 3 في المجموعة الثالثة لكنها عادت بالنتيجة قبل انسحاب منافستها.

وستلعب الفائزة في بداية العام بلقب بطولة أستراليا المفتوحة للمرة الثانية توالياً بمواجهة التشيكية فوندروشوفا الفائزة ببطولة ويمبلدون أو الروسية أناستازيا بافليوتشينكوفا.

وفي المباراة الثانية، احتاجت الأميركية غوف إلى ساعتين و27 دقيقة للتغلّب على مواطنتها فيكيري المصنّفة 134 عالمياً.

وبدأت غوف التي بلغت الدور نصف النهائي في «إنديان ويلز» المباراة بقوة فكسرت إرسال منافستها الأوّل لكن من بعدها خسرت إرسالها قبل أن تعود وتكسر إرسال فيكيري مجدداً وتحسم المجموعة الأولى.

سابالينكا تأهلت لربع النهائي بعد انسحاب منافستها بادوسا (د.ب.أ)

وفي المجموعة الثانية ارتكبت الكثير من الأخطاء وخسرت إرسالها 4 مرات مقابل ثلاث، قبل أن تعود في الثالثة وتكسر الإرسال 3 مرات جديدة.

قالت بعد المباراة: «لقد ردّت الكثير من الكرات وأنا كنت أحاول أن أكون صبورة وهجومية في الآن عينه. لقد لعبت بشكلٍ جيّد وأعتقد أنني قمت بعملٍ جيّد بالبقاء في المباراة».

وستلعب غوف مع الفائزة من مواجهة الصينية تشانغ تشينوين والأوكرانية مارتا كوستيوك.

بدورها، سحقت البريطانية إيما رادوكانو، المصنّفة أولى سابقاً الألمانية أنجليك كيربر 6 - 2 و6 - 1 في الدور الثاني وحجزت مقعداً في ثمن النهائي.

وكانت التونسية أُنس جابر المصنّفة تاسعة عالمياً قد تأهلت إلى ثمن النهائي بفوزها الصعب على الروسية إيكاتيرينا ألكسندروفا الأربعاء 2 – 6، و6 – 3، و7 - 6 (7-1).

وستلعب أُنس جابر مع الإيطالية ياسمين باوليني الثانية عشرة والمتوّجة في دبي مطلع هذا العام.

وقالت أُنس جابر: «فكّرت بالانسحاب من هذه الدورة مرات كثيرة ولم أكن لأقبل خسارة جديدة».

وأضافت: «كانت (مواجهة) صعبة للغاية».

وتلعب لاحقاً في ثمن النهائي البولندية إيغا شفيونتيك المصنّفة أولى مع إليز مرتنز المصنفة 30 عالمياً، والكازاخستانية إيلينا ريباكينا المصنّفة رابعة مع الروسية فيرونيكا كوديرميتوفا المصنفة 19.


«غوغل» تطرد 28 موظفاً احتجوا على صفقة مع إسرائيل

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)
TT

«غوغل» تطرد 28 موظفاً احتجوا على صفقة مع إسرائيل

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)

قامت شركة «غوغل»، أمس (الأربعاء)، بطرد 28 من موظفيها، كانوا جزءاً من اعتصامات نظّمها عشرات العاملين في مكاتب الشركة في نيويورك ومدينة سانيفيل بولاية كاليفورنيا؛ احتجاجاً على عقد الحوسبة السحابية الذي أبرمته الشركة مع الحكومة الإسرائيلية.

وتصاعدت التوترات بين إدارة الشركة وبعض الموظفين بشأن مشروع «نيمبوس»، وهو صفقة بقيمة 1.2 مليار دولار بين «غوغل» و«أمازون» تقضي بتزويد الحكومة الإسرائيلية بالخدمات السحابية، مثل الذكاء الاصطناعي، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وبدأ الغضب بشأن هذه الصفقة منذ إعلانها في عام 2021، حيث أعرب بعض الموظفين المحتجين عن قلقهم من مساعدة الشركة للجيش الإسرائيلي.

وتفاقم هذا الغضب منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويوم الثلاثاء الماضي، تم القبض على 9 موظفين بتهمة «التعدي على ممتلكات الغير» في مكتبين بنيويورك وسانيفيل. فقد قام بعضهم بالاعتصام في الطابق العاشر من مكتب تشيلسي بنيويورك، بينما استولى موظفو سانيفيل على مكتب الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل كلاود»، توماس كوريان، ورفضوا مغادرته.

شعار «غوغل كلاود» في فرع الشركة في سانيفيل (رويترز)

وقالت متحدثة باسم «غوغل» في بيان: «إن إعاقة عمل الموظفين الآخرين ومنعهم من الوصول إلى منشآتنا يعد انتهاكاً واضحاً لسياساتنا، وسلوكاً غير مقبول على الإطلاق».

وقال موظفو «غوغل» المنتسبون إلى المجموعة التي نظّمت الاعتصامات، التي تسمى «لا تكنولوجيا للفصل العنصري»، في بيان، إن عمليات الفصل هي «عمل انتقامي صارخ».

وأضافوا: «لعمال (غوغل) الحق في الاحتجاج السلمي على شروط وأحكام العمل بالشركة»، مؤكدين أيضاً أن بعض الموظفين الذين تم طردهم لم يشاركوا في الاعتصامات.

وتقول المجموعة إنها تعارض التعامل التكنولوجي مع إسرائيل.

ورداً على الاحتجاجات، صرحت آنا كوالشيك، مديرة الاتصالات الخارجية لشركة «غوغل كلاود»، بأن مشروع «نيمبوس» «لا علاقة له بالجيش الإسرائيلي» وأنه «ليس موجهاً إلى أعمال حساسة للغاية أو سرية أو عسكرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة المخابرات».