الاتحاد الأوروبي يؤجل البحث في وضع عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية

الجيش الإسرائيلي يتوجه إلى أميركا لكي تزيد من دعمها العسكري

الاتحاد الأوروبي يؤجل البحث في وضع عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية
TT

الاتحاد الأوروبي يؤجل البحث في وضع عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية

الاتحاد الأوروبي يؤجل البحث في وضع عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية

ذكرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن البرلمان الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأوروبي قررا تأجيل البحث في القضايا المتعلقة بالنزاع في الشرق الأوسط، التي تتضمن بندا يفرض عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية.
واعتبرت هذا القرار «بشرى»، وعزته إلى «نجاح نتنياهو في إقناع وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني، خلال زيارتها إلى تل أبيب هذا الأسبوع، بأن الفلسطينيين هم الذين لا يبدون استعدادا للعودة إلى المفاوضات».
وبالمقابل، قال مصدر أوروبي في تل أبيب، أمس، إن نتنياهو ترك انطباعا إيجابيا على محاوريه الأوروبيين في الأسابيع الأخيرة، وبات يتحدث علنا عن تمسكه بحل الدولتين، ويشيد بالسلام الإقليمي مع سائر الدول العربية.
وكانت القيادة الإسرائيلية قد أعربت عن مخاوفها من الأبحاث الأوروبية، لكونها تشتمل على موقف قريب جدا من الموقف الفلسطيني. وقالت إن هناك 4 مسودات قرارات مطروحة للبحث، أشدها تصلبا هي تلك التي وقعتها موغريني، لأنها تصر على وضع علامات مميزة على كل البضائع الإسرائيلية التي يتم إنتاجها داخل المستوطنات، وتحدد المستوطنات بمنتهى الوضوح، وبأنها هي «الضفة الغربية والقدس الكبرى وموديعين (المدينة الإسرائيلية التي بنيت على الحدود) وكذلك هضبة الجولان السورية». لكن أكثر ما يزعج المسؤولين الإسرائيليين هو تأييد موغريني ومجموعتها للمشروع الفرنسي، الرامي إلى تمرير مبادرة سلام إسرائيلية - فلسطينية في مجلس الأمن الدولي.
ويحاول الإسرائيليون في اتصالاتهم مع الأوروبيين البرهنة على أنهم معنيون بمفاوضات سلام حقيقية، لكنهم لا يجدون شريكا في الطرف الفلسطيني، الذي يضع شروطا مسبقة، وهم يرون أن الأوروبيين ينوون أخذ فترة من الوقت لوضع صيغة توافقية في هذا الشأن، تضمن الاستجابة لواحد أو اثنين من الشروط الفلسطينية. والمعروف أن الفلسطينيين يضعون الشروط التالية، التي من دونها لن يعودوا إلى المفاوضات وهي وضع برنامج زمني يكون واضحا فيه متى تنتهي المفاوضات، إطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين القدامى في السجون الإسرائيلية، بمن في ذلك الأسرى الذين أطلق سراحهم، وأعيدوا إلى السجون. ووقف البناء في المستوطنات بما في ذلك في القدس، إلا أن إسرائيل ترفض جميع هذه الشروط.
من جهة ثانية، أكدت مصادر الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان جادي آيزنقوط، ينوي التقدم إلى الحكومة بطلب زيادة ميزانية جيشه بأكثر من 12 مليار شيقل (نحو 4 مليارات دولار)، للسنوات الخمس المقبلة، وذلك إضافة إلى موازنته العادية، وإضافة إلى المساعدات الأميركية. وقالت هذه المصادر إن آيزنقوط يحاول وضع خطة خماسية «تأخذ بالاعتبار الأخطار والتحديات المتراكمة»، مضيفة أن هذه الزيادة ستكرس لإحداث طفرة في التدريبات ولتحديث عدد من الآليات الحربية، والقذائف الذكية، وغيرها من متطلبات استخلاص العبر من الحرب الأخيرة في قطاع غزة والتطورات في العالم العربي.
وتابعت أن آيزنقوط ينوي تشكيل سلاح جديد، إضافة إلى سلاح الجو وسلاح البحرية وسلاح اليابسة، الذي يحتاج إلى ميزانيات هائلة.
وأضافت المصادر أن الجيش الإسرائيلي سيتوجه بشكل ثنائي مباشر إلى الولايات المتحدة أيضا، لكي تزيد من دعمها العسكري لإسرائيل، مستندة في هذا إلى تصريحات الرئيس باراك أوباما المشجعة، وأوضحت أنه من المرجح أن تزيد المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل بعد سنة 2017، وربطت ذلك بمساعي واشنطن إلى تهدئة مخاوف حليفتها بشأن الجهود الدبلوماسية مع إيران بخصوص برنامجها النووي.
وكان مسؤول أميركي قد صرح، أول من أمس، بأن المفاوضين قريبون من التوصل إلى اتفاق جديد يزيد من حجم المساعدات السنوية إلى ما بين 3.6 مليار، و3.7 مليار دولار في المتوسط، فيما قدر مسؤول إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه أيضا، أن المساعدات المتوقعة ستتراوح بين 3.5 مليار و4 مليارات دولار.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.