تونس: مؤتمر إقليمي يركز على وضعية الأطفال ضحايا الإرهاب

نظمه «مجلس أوروبا» وتناول التطرف العنيف جنوب «المتوسط»

عنصران من الشرطة التونسية وسط العاصمة (الداخلية التونسية)
عنصران من الشرطة التونسية وسط العاصمة (الداخلية التونسية)
TT

تونس: مؤتمر إقليمي يركز على وضعية الأطفال ضحايا الإرهاب

عنصران من الشرطة التونسية وسط العاصمة (الداخلية التونسية)
عنصران من الشرطة التونسية وسط العاصمة (الداخلية التونسية)

دعا المشاركون في مؤتمر إقليمي احتضنته تونس يومي 22 و23 يونيو (حزيران) الحالي حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، إلى ضرورة مكافحة هذه الظاهرة من خلال «مقاربة منسقة» ترتكز على حقوق الإنسان في منطقة جنوب المتوسط.
وشهد مقر بلدية العاصمة التونسية فعاليات هذا المؤتمر الإقليمي الذي انعقد تحت عنوان: «مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف: نحو مقاربة منسقة لحقوق الإنسان في منطقة جنوب المتوسط»، وهو من تنظيم «مجلس أوروبا» وشركائه، وبحضور ممثلين عن «اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب» في تونس، وممثلين من دول الأردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونس، بالإضافة إلى خبراء وممثلين عن «مجلس أوروبا»، ومؤسسات وطنية وهيئات ومنظمات تونسية. ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين إلى دعم الديناميكية الإقليمية لمكافحة التطرف العنيف والوقاية منه، ووضع أسس لبرنامج تكويني إقليمي للمهنيين في مجال مكافحة الإرهاب في إطار برنامج تكوين المختصين في القانون في مجال حقوق الإنسان لـ«مجلس أوروبا».
وفي افتتاح هذا المؤتمر، أكدت بيلار موراليس، رئيسة مكتب «مجلس أوروبا» لدى تونس، على أن «مجلس أوروبا» اشتغل على ملف الإرهاب منذ سنة 1978 من خلال «الاتفاقية الأوروبية لمكافحة الإرهاب»، و«اتفاقية مجلس أوروبا للوقاية من الإرهاب» التي تعود إلى سنة 2005، واتفاقية 2008 المتعلقة بمنع تبييض الأموال ومنع حيازة مواد تستعمل في الجرائم الإرهابية... وغيرها من الاتفاقيات. وأشارت إلى أن «المقاربة الأوروبية اعتمدت طوال العقود الماضية على احترام حقوق الإنسان التي لا تتنافى مع مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وألا تكون الظاهرة الإرهابية (شماعة لانتهاك الحريات وحقوق الإنسان)».
من ناحيتها، دعت فيونوال ني أوالين، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، في مداخلة عبر تقنية الفيديو، إلى ضرورة حماية الأطفال ضحايا الإرهاب من خلال «وضع ترسانة قانونية تحميهم من الاستقطاب من قبل العناصر الإرهابية، خصوصاً عند تورط أوليائهم». وأضافت أن «الأطفال ينتمون إلى الفئات المستضعفة، وهم في حاجة إلى الحماية والإدماج الاجتماعي مع احترام حقوق الإنسان وضمان عدم تعرضهم للانتهاكات».
من ناحيته، قال فرج فنيش، الممثل الإقليمي لمنظمة «لا سلام دون عدالة»، في تصريح إعلامي إن «المنطلق في معالجة الظاهرة الإرهابية، لا يمكن أن يكون أمنياً وسياسياً في المقام الأول؛ بل من الضروري اعتماد مقاربات مغايرة مبنية على المبادئ والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، لحل هذه الملفات الشائكة». وأكد «التركيز في هذا المؤتمر على الأطفال الموقوفين في السجون لمجرد الاشتباه في انتماء آبائهم للمجموعات المتطرفة». وأضاف فنيش أن «الطفل في كل هذه الوضعيات في موقع الضحية، ولا يمكن تحميله أي مسؤولية؛ وهو ليس مسؤولاً عن أفعال صادرة عن والديه»؛ على حد تعبيره.
يذكر أن نحو 100 طفل تونسي ضحايا الإرهاب من آباء تونسيين يقبعون في سجون ليبيا وسوريا على وجه الخصوص، وقد طالبت منظمات حقوقية تونسية عدة باسترجاعهم بصفتهم «غير مذنبين»، غير أن تعقيدات أمنية وإدارية عدة حالت دون ذلك.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.