تسعى السعودية إلى تطوير الحوكمة الرقمية عبر برنامج التحول الوطني التابع لرؤية 2030، عبر إطلاقها العديد من الخدمات الهادفة إلى تسريع عملية التحول الرقمي في البلاد، لتسهيل الحياة العامة للمواطنين، وزيادة جودة الخدمات المقدمة من جميع الجهات الخدمية.
وتعد منظومة «توكلنا» رائدة التحول الرقمي في السعودية، إذ أسهمت في ربط أغلب الخدمات التي يحتاج إليها المواطن والمقيم والزائر في منصة واحدة تحقق الكفاءة الرقمية، وتسهل عمليات الربط الإلكتروني معها، كما تعد محفظة رقمية تحتوي على جميع المستندات الحكومية الرسمية، بالإضافة إلى دورها المهم في تنظيم الإجراءات الاحترازية إبان الجائحة في فترة انتشار فيروس «كورونا».
وحصلت المنظومة منذ إطلاقها في 2020 على العديد من الجوائز من جميع أنحاء العالم، آخرها جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة 2022، التي فازت بها أمس (الخميس)، عن فئة المرونة المؤسسية والاستجابات المبتكرة لجائحة «كوفيد-19»، وذلك في الحفل الذي نظمته الأمم المتحدة افتراضياً ضمن المنتدى السنوي لتكريم المتميزين في الخدمة العامة، دعماً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعدّ الدكتور عبد الله الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، حصول المنظومة على الجائزة تتويجاً لما يحظى به القطاع التقني من دعم واهتمام غير محدودين من الحكومة، وثمرة توجيه وتمكين ولي العهد، ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ودعمه غير المحدود لمختلف المبادرات التي أطلقتها الهيئة، وحرصه على تعزيز التكامل الحكومي للاستفادة القصوى من البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأشار الغامدي إلى أن «سدايا» استطاعت أن تُحقق العديد من الإنجازات على الصعيدين الوطني والعالمي، بقدراتٍ وطنية عالية التأهيل من أبنائها وبناتها الذين يمثلون الفخر الحقيقي بإنجازات وضعت المملكة في مكانها الطبيعي بمقدمة دول العالم. كما لفت النظر إلى أن هذا المنجز يعد تأكيداً لريادة المملكة ومواصلتها السير للمنافسة عالمياً، وتحقيقاً لمستهدفات رؤيتها، ويعكس المنجز ما تتمتع به «سدايا» من بنية تحتية تقنية متطورة، وذات موثوقية عالية أسهمت في تحقيقه؛ مبيناً أن تجربة تطبيق «توكلنا» منذ إطلاقه للمرة الأولى مع بداية «كورونا»، مروراً بجميع المراحل التي مرّ بها، تؤكد مهنية شباب وشابات المملكة الذين يقفون خلف كل النجاحات التي تحققت على صعيد المنظومة.
وقد أطلقت «سدايا» تطبيق «توكلنا» لمساندة الجهود الحكومية لمواجهة فيروس «كورونا»، وهدفه كان المساهمة في إدارة عملية منح التصاريح إلكترونياً خلال فترة منع التجول، وذلك لمنسوبي القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة، بالإضافة إلى الأفراد، ما ساعد في الحد من انتشار الفيروس في المملكة.
وخلال مرحلة «العودة بحذر» ورفع إجراءات المنع، أطلق التطبيق العديد من الخدمات الجديدة والمهمة التي أسهمت في تحقيق العودة الآمنة، أبرزها توضيح الحالة الصحية لمستخدم التطبيق في أعلى درجات الأمان والخصوصيَّة؛ كما اقتصر بعد رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة الفيروس في المملكة، على الخدمات المتعلقة بالجائحة من إثبات الحالة الصحية للمُستخدمين والجواز الصحي، وخدمات فحص ولقاح كورونا، ومتطلبات السفر، وإدارة التصاريح اللازمة خلال عمليات التنقل.
ولا تقتصر خدمات التطبيق على الخدمات داخل السعودية، بل يمكن لمستخدمه إبراز الجواز الصحي الذي يثبت تلقيه لجرعات اللقاح بعد أن وقعت المنظومة اتفاقية مع اتحاد النقل الدولي (إياتا)، تشمل التحقق من أهلية المسافرين الصحية، حسب أفضل الممارسات الدولية لتشريعات الطيران المدني لحماية حقوق المسافرين وأصحاب المصلحة، إضافة إلى قبول منصة جواز السفر الصحي، كمبادرة لرقمنة الشهادات الصحية، من «مصادر موثوقة ومختبرات معتمدة من خلال التعاون مع شركات الطيران».
كما أطلقت «سدايا» أخيراً، تطبيق «توكلنا خدمات» أحد المنتجات النوعية للمنظومة، ليصبح المُمكّن الرقمي الموثوق والآمن لتسهيل جميع جوانب الحياة اليومية للمواطن والمقيم والزائر، بتقديم خدمات إلكترونية لهم لإنهاء أعمالهم اليومية من مكان واحد.
يُذكر أن الأمم المتحدة قد أطلقت جائزتها للخدمة العامة في عام 2003 لتشجيع الابتكارات العالمية المتميزة في مجال الخدمة العامة ودعمها ضمن المنتدى السنوي.