صعوبات التعلم عند الأطفال

نحو 10% من مجموع الطلاب في العالم يعانون منها

صعوبات التعلم عند الأطفال
TT

صعوبات التعلم عند الأطفال

صعوبات التعلم عند الأطفال

يعتبر عدم تحقيق إنجاز دراسي محدد دون المستوى المتوسط والمماثل لأقران الطفل في المستوى العمري والفصل الدراسي بشكل ملحوظ، تأخرا دراسيا ناتجا عن صعوبة في تلقى العلم Learning Disabilities. وهناك كثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى تلك الظاهرة؛ سواء كانت عضوية، أو نتيجة لضغوط نفسية يتعرض لها الطفل من المنزل أو من المدرسة، أو مشكلات في العملية التعليمية نفسها، تجعل الطالب لا يحقق النتائج المتوقعة منه تبعا لمستوى ذكائه خارج الإطار الدراسي.

صعوبات التعليم

قد يظن البعض أن هذا الأمر نادر الحدوث، ولكن الحقيقة أن أحدث الدراسات الطبية أكدت أن نحو 10 في المائة من مجموع الطلاب في العالم (بما فيهم الدول المتقدمة) يعانون من صعوبات في التعليم.
وكانت الدراسة التي قام بها باحثون من إنجلترا ونشرت في مجله «العلوم» (Science)، منتصف شهر أبريل (نيسان) من العام الحالي، قد أكدت أن 2 أو 3 طلاب من كل فصل دراسي يعانون من صعوبات خاصة في التعليم، مثل صعوبة القراءة أو التعامل مع المسائل الحسابية. وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الأطفال في الأغلب يتأثرون بأكثر من سبب من أسباب صعوبات التعلم، وأوضحت أن هؤلاء الأطفال يجب أن يتم تعلميهم بشكل منفرد، ومن قبل مدرسين يتمتعون بمهارات خاصة للتعامل مع مشكلات هؤلاء الأطفال، كما بينت أن تلك الصعوبات التي تواجه الأطفال يمكن أن تكون ناتجة من خلل في نمو المخ، وفي وجود جينات وراثية معينة، وأيضا عوامل بيئية تؤدي إلى صعوبات القراءة dyslexia، مثل قراءة حرف قبل حرف آخر، أو صعوبات في المسائل الحسابية dyscalculia، وقلة التركيز، أو سلوك يقارب سلوك الأطفال المتوحدين، وأيضا مشكلات في اللغة.
وعلى الرغم من أن الدراسة أوصت بتعليم هؤلاء الأطفال بشكل منفرد في فصول دراسية خاصة، فإن هذه المسألة ليست بالأمر اليسير على الإطلاق، لا لقلة وجود الكوادر المدربة من المدرسين فحسب، ولكن أيضا لشيوع هذه المشكلات أكثر مما يعتقد الكثيرون. وعلى سبيل المثال، فإن 33 إلى 45 في المائة من الأطفال الذين يعانون من مرض نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD يعانون من مشكلات في القراءة، ونحو 11 في المائة منهم يعانون من مشكلات في الحساب.

مشكلات عضوية

صرح الدكتور بريان بتروروث رئيس فريق البحث، الباحث في معهد علم الأعصاب الإدراكي Institute of Cognitive Neuroscience بأنه أصبح من الواضح أن صعوبات التعلم قد تكون ناتجة من مشكلات عضوية في نمو الأعصاب حتى بالنسبة للأطفال الذين يتمتعون بذكاء عادي أو حتى فوق العادي. وقد قام الباحثون بتخليص النتائج التي توصلوا إليها عن أسباب صعوبات التعلم؛ سواء العصبية أو الجينية، على أمل إيجاد طرق أحسن لتعليم الطلاب بشكل فردي وتوفير الكوادر اللازمة للتعامل مع هؤلاء الطلاب على مستوى المدرسين والأطباء والاختصاصيين الاجتماعيين، وكيف أن الاختلافات في تكوين المخ النامي تؤثر في القدرة على التعلم، وهو الأمر الذي يجب أن يتم التعامل معه بعناية من قبل المسؤولين عن العملية التعليمية، وأن يتم التعامل مع الطالب المتأخر دراسيا عن أقرانه بشكل ملحوظ على نحو أدق، والتأكد من أن ذلك لا يحمل أسبابا عضوية. وتفتح هذه الدراسة المجال أمام محاولات كثيرة وطرق متقدمة تكنولوجيا للتعلم عن طريق الألعاب الإلكترونية أو غيرها.
وتفسر الدراسة لماذا يكون هناك بعض الأطفال الذين يتمتعون بالمعدل الطبيعي للذكاء ولا يستطيعون استيعاب حكاية معينة حين قراءتها، ولكنهم في المقابل يستطيعون فهمها وبسهولة حينما يتم قراءتها أو شرحها لهم، ومع ذلك يمكن أن يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بتلك القصة، وذلك لوجود مشكلة في ترجمة المعلومات الموجودة لدى الطفل والتعبير عنها بطريقة صحيحة. وبشكل عام، فإن تشخيص صعوبات التعلم أمر خلافي بين الخبراء، ويختلف من طبيب لآخر مع الوضع في الاعتبار الفروق الشخصية بين الأطفال، وكذلك منظومة التعليم.
وهناك بعض الدراسات التي تم إجراؤها على الأسباب العضوية التي يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التعلم، ومنها دراسة أميركية سابقة تم نشرها في مجلة طب الأطفال journal Pediatrics، تشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم يكونون عرضة أكثر من غيرهم، بمعدل يوازي أربعة أضعاف، لحدوث مشكلات إدراكية ومعرفية cognitive problems.

الأطفال وضغط الدم

وبالنسبة للأطفال في الفئة العمرية من عمر 10 أعوام وحتى سن الـ18 عاما، يمكن أن يمثل هذا الأمر مشكلة حقيقية، حيث هناك نحو 4 في المائة من الأطفال الآن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، خاصة أن هناك نسبة تقترب من 20 في المائة من الأطفال مرضى ارتفاع ضغط الدم يعانون أيضا من مرض (نقص الانتباه وفرط النشاط) وهو ما يمكن أن يسبب المزيد من صعوبات التعلم.
وعلى الرغم من أنه قد يكون من المبكر الآن الربط بين ارتفاع الضغط وصعوبات التعلم بشكل مؤكد، فإنه يجب الوضع في الاعتبار احتمالية تعرضهم لذلك، وبالتالي يتم عمل دراسة مسحية لكل طفل مصاب بارتفاع في ضغط الدم لقدراته الإدراكية. وفي السياق نفسه، أشارت دراسة أخرى نرويجية إلى أن صعوبات التعلم، خاصة في الحساب والكتابة، قد ترتبط بمشكلة طبية في العين أكثر منها مشكلة عصبية في المخ.

رصد المشكلة

وعلى ذلك، هناك كثير من العوامل التي يجب أن تلفت نظر الآباء إلى أن طفلهم قد يعاني من صعوبات في التعلم حتى قبل دخوله المدرسة، مثل تأخر الكلام أو مشكلات في النطق أو الصعوبة في تعلم كلمات جديدة أو إيجاد الكلمة المناسبة، ومواجهة صعوبة في تعلم القراءة، وكذلك مواجهة صعوبة في معرفة أيام الأسبوع أو تعلم الألف باء أو الأرقام أو تحديد ألوان الأشياء أو شكل الحروف، وكذلك قلة التركيز أو عدم الامتثال لتعليمات معينة، ووجود صعوبة واضحة في الإمساك بالقلم أو أقلام التلوين. وأيضا عدم التمكن من القيام بمهام صغيرة، مثل ربط أو فك الأزرار أو فتح وغلق «السوستة» في الملابس أو ربط الحذاء وغيرها. وبطبيعة الحال، فإن معظم الأطفال يمكن أن يتعرضوا لواحد من هذه الأعراض، ولكن لفترة بسيطة، وذلك بشكل طبيعي. أما في حالة وجود عدة أعراض لفترات طويلة من الوقت فيجب أن تلفت نظر الآباء.
والمعروف أن صعوبات التعلم إذا تم اكتشافها مبكرا يمكن أن يتم علاجها. وتبعا لإحصائيات المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة الأميركية national institutes of health فإن هناك ما يقرب من 67 في المائة من الأطفال الذين كانوا عرضة للتعرض لخطر عدم التمكن من القراءة، تم علاجهم بنجاح، وحققوا معدلات طبيعية في القراءة، مثل أقرانهم، حين تم تشخيص الحالة مبكرا، وتم التعامل معها، ويجب على الآباء حينما يلفت نظرهم بعض العلامات أن طفلهم يعاني من صعوبات في التعلم، يجب عرضه على طبيب نفسي مختص لتشخيص الحالة وتقييمها بشكل طبي، وكذلك يجب أن يحيطوا الطفل بالرعاية والحنان وتشجيعه في الجوانب الإيجابية في شخصيته، وكلك الأشياء التي يجيدها، مهما كانت تبدو صغيرة حتى يتمكن من اجتياز صعوبات التعلم.
* اختصاصي طب الأطف



رئيس وزراء باكستان: السلام مع «طالبان» في أفغانستان يعتمد على معالجة المخاوف الأمنية لإسلام آباد

وصل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لحضور جلسة عامة للمنتدى الدولي المخصص للسنة الدولية للسلام والثقة واليوم الدولي للحياد والذكرى الثلاثين لحياد تركمانستان بمركز المؤتمرات في عشق آباد بتركمانستان يوم 12 ديسمبر 2025 (رويترز)
وصل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لحضور جلسة عامة للمنتدى الدولي المخصص للسنة الدولية للسلام والثقة واليوم الدولي للحياد والذكرى الثلاثين لحياد تركمانستان بمركز المؤتمرات في عشق آباد بتركمانستان يوم 12 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

رئيس وزراء باكستان: السلام مع «طالبان» في أفغانستان يعتمد على معالجة المخاوف الأمنية لإسلام آباد

وصل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لحضور جلسة عامة للمنتدى الدولي المخصص للسنة الدولية للسلام والثقة واليوم الدولي للحياد والذكرى الثلاثين لحياد تركمانستان بمركز المؤتمرات في عشق آباد بتركمانستان يوم 12 ديسمبر 2025 (رويترز)
وصل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لحضور جلسة عامة للمنتدى الدولي المخصص للسنة الدولية للسلام والثقة واليوم الدولي للحياد والذكرى الثلاثين لحياد تركمانستان بمركز المؤتمرات في عشق آباد بتركمانستان يوم 12 ديسمبر 2025 (رويترز)

أبلغ رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن السلام الدائم مع «طالبان» في أفغانستان مرهون بمعالجة المخاوف الأمنية لإسلام آباد بشكل كامل.

وعُقد الاجتماع بين الجانبين الجمعة على هامش قمة «السلام والثقة» الدولية في مدينة عشق آباد، عاصمة تركمانستان، طبقاً لما ذكره مكتب رئيس وزراء باكستان، حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء السبت.

وأشاد شريف بتركيا لدورها البنّاء في تسهيل الحوار بين باكستان و«طالبان»، مؤكداً أهمية الوساطة الإقليمية في الصراعات المستمرة. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، اتفقت باكستان و«طالبان» على وقف لإطلاق النار

بشكل مؤقت، بعد نحو أسبوع من الاشتباكات، بوساطة قطر وتركيا. واستمرت المحادثات في الدوحة وإسطنبول، لكن انتهت بعد ثلاث جولات من دون التوصل إلى اتفاق نهائي.


شركة عقارية كبرى في الصين مهددة بخطر التخلف عن سداد الديون

عقارات وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
عقارات وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

شركة عقارية كبرى في الصين مهددة بخطر التخلف عن سداد الديون

عقارات وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
عقارات وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

أظهر إفصاح لهيئة مالية، أن شركة «فانكي» العقارية الصينية فشلت في الحصول على موافقة حاملي السندات لتمديد موعد السداد لدفعة مستحقة الاثنين لمدة عام واحد، مما يزيد من خطر التخلف عن السداد، ويجدد المخاوف بشأن قطاع العقارات الذي يعاني من أزمة في الصين.

وتُجدّد الانتكاسة التي لحقت بشركة «فانكي» المدعومة من الدولة، وهي واحدة من أبرز شركات التطوير العقاري في الصين، ولديها مشاريع في مدن كبرى، المخاوف بشأن قطاع العقارات، حيث تخلّف بعض من أبرز شركات التطوير العقاري في البلاد عن سداد الديون في السنوات القليلة الماضية.

وذكر الإفصاح الذي أرسل إلى الرابطة الوطنية للمستثمرين المؤسسيين في السوق المالية أن الرفض، الذي جاء بعد تصويت استمر لثلاثة أيام وانتهى في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة، يمهل الشركة خمسة أيام عمل لدفع ملياري يوان (280 مليون دولار) لحملة السندات في داخل البلاد.

وقال ياو يو مؤسس شركة «ريتينغ دوج» للأبحاث في مجال الائتمان إن «فانكي» قد تقترح مد تلك الفترة إلى 30 يوم عمل، وأضاف: «إذا وافق حاملو السندات، فسيمنح ذلك الشركة وقتاً أكثر للتواصل مع المستثمرين، والتوصل إلى توافق».

وشركة «تشاينا إيفرغراند» العملاقة السابقة كانت من بين الشركات الأكثر تضرراً من أزمة قطاع العقارات في الصين التي بدأت في 2021، إذ أمرت محكمة في هونغ كونغ بتصفيتها وتم شطبها من البورصة هذا العام، بعد أن أدت قواعد تنظيمية أكثر صرامة إلى أزمة سيولة.

ومنذ ذلك الحين، تضرر القطاع، الذي شكّل في وقت من الأوقات ربع الناتج المحلي الإجمالي للصين، بسبب تباطؤ الطلب؛ إذ تضررت معنويات مشتري المنازل بسبب تعثر شركات التطوير العقاري، مما أثر سلباً على نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.


الشرطة الأميركية توقف شخصاً للتحقيق في إطلاق النار بجامعة براون

الشرطة الأميركية في موقع إطلاق النار بجامعة براون (أ.ب)
الشرطة الأميركية في موقع إطلاق النار بجامعة براون (أ.ب)
TT

الشرطة الأميركية توقف شخصاً للتحقيق في إطلاق النار بجامعة براون

الشرطة الأميركية في موقع إطلاق النار بجامعة براون (أ.ب)
الشرطة الأميركية في موقع إطلاق النار بجامعة براون (أ.ب)

أوقفت الشرطة الأميركية شخصاً، الأحد، في إطار التحقيق بحادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون بمدينة بروفيدنس، على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حسبما أفاد رئيس بلدية المدينة.

وقال رئيس البلدية بريت سمايلي خلال مؤتمر صحافي: «نرفع فوراً إجراءات الإغلاق التي فُرضت في جامعة براون». ولكن الشرطة أكدت أنها لا تزال في الموقع و«تعتبره مسرح جريمة»، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وكان إطلاق نار وقع، السبت، في حرم جامعة براون، إحدى أعرق الجامعات في الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 9، جميعهم من الطلاب، وفق السلطات المحلية.

وجرى نشر أكثر من 400 من قوات إنفاذ القانون منذ أمس، بينما كانت السلطات تبحث عن المشتبه به في إطلاق النار.

وأعلن الرئيس دونالد ترمب أنه أُبلغ بالحادث، قائلاً: «يا له من أمر مروع»، مضيفاً: «كل ما باستطاعتنا فعله الآن هو الصلاة من أجل الضحايا».

ويُعدُّ إطلاق النار هذا الأحدث في سلسلة طويلة من الهجمات على المدارس والجامعات في الولايات المتحدة، التي تواجه فيها محاولات تقييد اقتناء الأسلحة النارية عوائق سياسية.