ماني: التوقيع لبايرن القرار المناسب في الوقت المناسب

المهاجم السنغالي يغادر ليفربول بعد 6 سنوات حافلة من أجل خوض تحدٍّ جديد

ماني يستعرض قميص البايرن بين رئيس النادي هربرت هاينر والرئيس التنفيذي أوليفر كان (رويترز)
ماني يستعرض قميص البايرن بين رئيس النادي هربرت هاينر والرئيس التنفيذي أوليفر كان (رويترز)
TT

ماني: التوقيع لبايرن القرار المناسب في الوقت المناسب

ماني يستعرض قميص البايرن بين رئيس النادي هربرت هاينر والرئيس التنفيذي أوليفر كان (رويترز)
ماني يستعرض قميص البايرن بين رئيس النادي هربرت هاينر والرئيس التنفيذي أوليفر كان (رويترز)

ترك المهاجم السنغالي ساديو ماني بصمة كبيرة داخل وخارج الملعب في 6 سنوات مع ليفربول الإنجليزي؛ لكنه اختار تحدياً جديداً بعمر الثلاثين، بانضمامه إلى العملاق الألماني بايرن ميونيخ.
وأتم بطل الدوري الألماني لكرة القدم إجراءات التعاقد مع ساديو ماني (أمس) بعقد يمتد 3 سنوات حتى يونيو (حزيران) 2025.
وذكرت تقارير أن بايرن الذي فاز بلقبه العاشر توالياً في «البوندسليغا» الموسم الماضي ليمدد رقمه القياسي، وافق على صفقة تبلغ قيمتها حوالي 40 مليون يورو (42.10 مليون دولار) بما في ذلك الإضافات للحصول على خدمات اللاعب البالغ عمره 30 عاماً، والذي كان يتبقى له عام في عقده مع ليفربول.
وقال هربرت هاينر، رئيس بايرن: «ساديو ماني نجم عالمي. يعرف تماماً قيمة وقدر بايرن وطبيعة المنافسة في الدوري الألماني».
وسيغادر ماني ملعب «أنفيلد» بعد خوض 269 مباراة، سجل خلالها 120 هدفاً في جميع المسابقات، وساعد ليفربول على التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019، والدوري الإنجليزي الممتاز بعد ذلك بموسم.

                                                ماني يستعرض بالكرة في ممر ملعب أليانز أرينا (رويترز)
وأصبح المهاجم السنغالي ثالث صفقة لبايرن قبل انطلاق الموسم الجديد، بعد وصول ثنائي أياكس أمستردام: ريان خرافنبرغ، ونصير مزراوي.
وقال ماني: «السعادة لا تسعني بالانضمام أخيراً إلى بايرن. إنه القرار المناسب في الوقت المناسب. أجريت محادثات كثيرة مع مسؤولي النادي، وشعرت منذ البداية برغبة هذا النادي الكبير في التعاقد معي، لذلك لم تساورني أي شكوك. إنه الوقت المناسب لخوض تحديات جديدة. أرغب في تحقيق إنجازات كبيرة مع هذا النادي؛ خصوصاً على الصعيد الدولي».
ورغم فوز بايرن بلقبه العاشر توالياً في الدوري الألماني، فإن أخفق في تخطي دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، كما فشل أيضاً في التقدم في المسابقة في نسخة 2021، بعد عام من الفوز باللقب، جعله يسعى لتدعيم صفوفه مبكراً لأجل لعب دور ريادي أوروبي الموسم المقبل.
ويرغب الدوري الألماني في استقطاب أسماء جديدة بارزة؛ خصوصاً بعد رحيل النرويجي إرلينغ هالاند نجم بروسيا دورتموند إلى مانشستر سيتي بطل إنجلترا، كما تحوم الشكوك حول مستقبل المهاجم البولندي البارز روبرت ليفاندوفسكي مع بايرن.
وكان ماني من أبرز لاعبي ليفربول الموسم الماضي؛ حيث سجل 23 هدفاً ليحقق فريق المدرب الألماني يورغن كلوب ثنائية الكأس المحلية، ونافس على لقب الدوري الممتاز حتى الرمق الأخير، قبل أن يحسمه مانشستر سيتي بفارق نقطة واحدة. وفاز ماني بستة ألقاب إجمالاً، منذ انتقاله من ساوثهامبتون إلى ليفربول في يونيو 2016، وشكل ثلاثياً هجومياً رهيباً مع المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو.

                                                            ماني كان ركيزة من ركائز ليفربول خلال 6 سنوات (رويترز)
وكال كلوب المديح لماني الشهر الماضي؛ حيث إنه كان أول صفقة كبيرة يبرمها المدرب الألماني فور توليه المسؤولية، ووصف اللاعب السنغالي بأنه «نجم من طراز عالمي رفيع»؛ لكن اللاعب الباحث عن تحديات جديدة رفض تجديد عقده مع ليفربول.
ويتردد أن ماني كان يشعر بالغبن؛ لأن ليفربول لم يحسن راتبه؛ حيث كان يتقاضى 100 ألف إسترليني أسبوعياً، بينما وجد زملاء له جدداً يتحصلون على ضعف راتبه. لكن النجم السنغالي لم يتطرق للحديث عن المال عند مغادرته الفريق؛ لكن إصراره على الرحيل وعدم الدخول في مفاوضات لتجديد عقده الذي كان يستمر لموسم آخر، يثبت أنه لم يكن سعيداً بمعاملة الإدارة له.
وأثار خبر تركه ليفربول ردود فعل حزينة لجماهير الفريق الإنجليزي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وصفه البعض بأنه «أسطورة» في النادي. لكن بعمر الثلاثين، وبعد أن أهدى بلاده أول لقب قاري في تاريخها، ثم بطاقة التأهل إلى مونديال قطر، شعر ماني، العاشق للطبخ وأكل السمك والموسيقى، أن رحلته بالقرب من نهر ميرسي وصلت إلى نهايتها. وبدلاً من الانتظار سنة والرحيل حراً، ورغم الاستعدادات لكأس العالم المقررة بعد 5 أشهر، منح ماني نفسه تحدياً جديداً لإرضاء الطفل في داخله الذي حلم «بالفوز بجميع الألقاب».
وكان ماني الذي وصل إلى ميونيخ الثلاثاء لإجراء الفحص الطبي، قد شوهد وهو يرتدي قميص بايرن عندما غادر المركز الطبي، حتى قبل إتمام التعاقد، والتقط الصور مع بعض المشجعين، مؤكداً أن البايرن هو النادي الذي يستطيع من خلاله تحقيق حلمه. وقال ماني: «التحديات جزء من حياتي. عندما أبلغني وكيل أعمالي باهتمام بايرن للمرة الأولى، شعرت بحماس كبير. لم أفكر مرتين في الأمر. بالنسبة لي هو النادي المناسب في الوقت المناسب. إنه أحد أكبر الأندية في العالم، وينافس دائماً على جميع الألقاب. رأيت نفسي في خطة بايرن أكثر من أي نادٍ آخر».
وقد يكون ماني الذي يمكن أن يلعب كرأس حربة أو كجناح، بديلاً للمهاجم البولندي الفتاك ليفاندوفسكي الذي كرّر مراراً رغبته في الرحيل عن بايرن، وارتبط اسمه بانتقال محتمل إلى برشلونة الإسباني.
وكان أوليفر كان الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ، قد أكد أن ليفاندوفسكي (33 عاماً) سيستمر مع الفريق حتى نهاية عقده؛ لكنه ربما يعيد التفكير في الأمر الآن، إذا تلقى النادي عرضاً مناسباً.
كذلك يشكل ضم ماني خطوة ناجحة لمدير الكرة حسن صالح حميديتش، وأوليفر كان الذي يتولى منصبه منذ عام واحد. وقال هاينر: «هو أمر رائع أن ينجح مجلس الإدارة بقيادة أوليفر كان وحميديتش في التعاقد مع لاعب مثل ساديو ماني، وضمه إلى بايرن».
من جهته، قال حميديتش: «نحن فخورون بضمه إلى بايرن ميونيخ. ماني إضافة مثالية للفريق الذي يتطلع إلى التتويج بمزيد من الألقاب في ألمانيا وأوروبا». وأضاف: «الجميع يعرفون قدراته الفنية الهائلة، وكذلك عقليته المذهلة. سيسهم بدور كبير، ويساعد في قيادة فريقنا الذي يتمتع بهيكل رائع. حقيقة أنه انضم إلى البايرن تظهر الأهداف الكبيرة لنا وللاعب. ماني يتناسب بشكل مثالي مع كرة القدم التي يقدمها البايرن تحت قيادة المدير الفني جوليان ناغلسمان».
بالنسبة لماني، وهو ابن إمام قريته بامبالي، بالقرب من نهر كازامانس والحدود مع غينيا بيساو، كان اللعب في الدوري الإنجليزي وخصوصاً لفريق ليفربول تتويجاً لمسار طويل وأحياناً مؤلم، لبلوغ أعلى مستويات كرة القدم.
وبسرعة أصبحت اللعبة أكثر من شغف: طموح وهروب من مصير مرسوم سلفاً. وشرح المهاجم الذي كان يمارس كرة القدم في طفولته بواسطة بعض أنواع الفاكهة ذات الشكل الدائري لعدم وجود كرة فعلية، في فيلم وثائقي لقناة «راكوتن» باسم «ساديو ماني... صُنع في السنغال»: «في القرية يجب أن تكون مزارعاً، لا مهنة أخرى. كان حلم طفولتي أن أدخل التاريخ وأحرز كل الألقاب».
اللاعب الذي خسر والده بعمر صغير، رصده نادي متز الفرنسي من خلال نادٍ شريك في داكار؛ حيث سافر بعيداً 400 كيلومتر عن مسقط رأسه، لينضم إلى القارة العجوز في عز موسم الشتاء عام 2011، ليصبح لاعباً محترفاً بعمر التاسعة عشرة. ومن هنا كانت بداية الرحلة ليحرق المسافات ببراعة، منضماً إلى ريد بول سالزبورغ النمساوي عام 2014 بأكثر من 4 ملايين يورو، ومنه إلى ساوثهامبتون الإنجليزي عام 2014، ليبدأ رحلة تألق جديدة في «البريميرليغ». وأصبح ماني عنوان ثاني أكبر صفقة في تاريخ ليفربول، بانتقاله مقابل 37 مليون جنيه إسترليني (43 مليون يورو)، في موسمه الأول الذي شهد تسجيله لأسرع ثلاثية «هاتريك» في تاريخ «البريميرليغ» (دقيقتان و56 ثانية). وبعد سنة من قدوم البرازيلي روبرتو فيرمينو، وقبل سنة من وصول المصري محمد صلاح، دخل ماني في نواة التشكيلة التي أعادت ليفربول إلى قمة الكرة الأوروبية، مع التتويج بدوري الأبطال عام 2019، ثم الدوري الإنجليزي عام 2020 لأول مرة بعد صيام ليفربول مدة 3 عقود.
والآن انتهت رحلة من حياة ماني في إنجلترا وسيبدأ أخرى في ألمانيا؛ حيث ينتظر أن ينخرط في التدريبات الإعدادية للموسم الجديد في أوائل الشهر المقبل؛ حيث سيخوض الفريق أول مباراة رسمية له في 30 يوليو (تموز)، بمواجهة لايبزيغ (بطل الكأس) في مباراة كأس السوبر الألمانية. وبعدها بأسبوع واحد، يستهل بايرن ميونيخ مشوار الدفاع عن لقب الدوري الألماني بلقاء آينتراخت فرانكفورت، بطل الدوري الأوروبي.


مقالات ذات صلة

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

الرياضة رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

أبدى أليكساندر ويرل، رئيس نادي شتوتغارت، تفهمه لعدم رضا الجماهير عن خطط رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، لبيع أجزاء من أسهمها للمستثمرين. وقال رئيس شتوتغارت في تصريحات لصحيفة «فيلت»، اليوم الأربعاء: «إنهم يخشون أن تذهب الأموال للاعبين ووكلائهم، يجب العلم بأن ذلك لن يحدث في تلك الحالة». وتنص اللوائح على عدم إمكانية امتلاك أي مستثمر لأكثر من 50 في المائة من الأسهم، باستثناء باير ليفركوزن، وفولفسبورغ المدعوم من شركة فولكسفاجن، وتوجد طريقة للتحايل على تلك القاعدة، وهي الاستثمار في القسمين (الدوري الممتاز والدرجة الثانية). وكان يتعين على الأطراف المهتمة تقديم عروضها بحلول 24 أبريل (نيسان) الماضي ل

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

أعلن مكتب المدّعي العام الفيدرالي الألماني، اليوم (الجمعة)، أن سورياً (26 عاماً) يشتبه في أنه نفَّذ هجومين بسكين في دويسبورغ أسفر أحدهما عن مقتل شخص، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وذكرت النيابة العامة الفيدرالية في كارلسروه، المكلفة بأكثر القضايا تعقيداً في ألمانيا منها «الإرهابية»، أنها ستتولى التحقيق الذي يستهدف السوري الذي اعتُقل نهاية الأسبوع الماضي. ولم يحدد المحققون أي دافع واضح للقضيتين اللتين تعودان إلى أكثر من 10 أيام. وقالت متحدثة باسم النيابة الفيدرالية لصحيفة «دير شبيغل»، إن العناصر التي جُمعت حتى الآن، وخصوصاً نتائج مداهمة منزل المشتبه به، كشفت عن «مؤشرات إلى وجود دافع متطرف ور

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفياً، اليوم (الخميس)، من وزيرة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية أنالينا بيربوك. وبحث الجانبان خلال الاتصال، التطورات المتسارعة للأحداث في جمهورية السودان، وأوضاع العالقين الأجانب هناك، حيث أكدا على أهمية وقف التصعيد العسكري، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة للراغبين في مغادرة الأراضي السودانية. وناقش الجانبان القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تعزيز جهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

ألقت السلطات الألمانية ليلة أمس (السبت)، القبض على شخص مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي، في صالة للياقة البدنية بمدينة دويسبورغ غرب البلاد. وصرح الادعاء العام الألماني في رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية، بأن هذا الشخص سوري الجنسية ويبلغ من العمر 26 عاماً. وأدى الهجوم الذي قالت السلطات إنه نُفذ بـ«سلاح طعن أو قطع» إلى إصابة 4 أشخاص بجروح خطيرة.


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».