فشل الجولة الثانية من مباحثات انضمام فنلندا والسويد إلى «الناتو»

TT

فشل الجولة الثانية من مباحثات انضمام فنلندا والسويد إلى «الناتو»

فشلت جولة جديدة من المباحثات أجريت بمقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن اعتراض تركيا على طلب السويد وفنلندا الانضمام إلى عضوية الحلف، بسبب تمسكها بتلبية مطالب معينة تتعلق بوقف دعم التنظيمات الإرهابية ورفع حظر صادرات السلاح الذي يفرضه عليها البلدان الأوروبيان ضمن دول غربية أخرى منذ عام 2019. وجددت تركيا، خلال المباحثات التي أجريت على مدى يومين في بروكسل، مطالبتها السويد وفنلندا باتخاذ خطوات ملموسة في مجال مكافحة الإرهاب. وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، الذي شارك ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال في المباحثات، أن مخاوف تركيا حيال انضمام البلدين لـ«الناتو»، لا تزال مستمرة، وأن قمة «الناتو» المرتقبة بمدريد في 29 و30 يونيو (حزيران) الحالي، لن تكون الأخيرة في هذا الصدد. وأضاف: «لقد عبرنا منذ البداية، وبشكل جلي، عن مخاوف تركيا وتطلعاتها المنتظرة من البلدين بخصوص مكافحة الإرهاب، وما زلنا نريد مزيداً من الخطوات الملموسة في هذا الشأن».
وتابع: «طلبنا إنهاء أنشطة كل التنظيمات الإرهابية المعادية لتركيا (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن، التي تنسب إليها السلطات التركية محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو/ تموز 2016) على أراضي هاتين الدولتين، وإنهاء وجودها تماماً». وذكر كالين أنهم نقلوا للجانب الآخر (السويد وفنلندا) تطلعات تركيا بخصوص حظر السلاح المفروض عليها، وضرورة رفعه.
وشارك في الاجتماع مدير السياسة الخارجية والأمنية بالمكتب الرئاسي الفنلندي، بيتري هاكاراينن، ومسؤول مجلس الشؤون الخارجية والسياسية في رئاسة الوزراء السويدية أوسكار ستينستروم. وكان اجتماع مماثل بين ممثلي الدول الثلاث عقد بأنقرة في 24 مايو (أيار) الماضي، لكنه انفض دون التوصل إلى إقناع أنقرة بسحب اعتراضها.
وقال كالين، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: «نقلنا رسالتنا بعبارات واضحة جداً، ومفادها أن العملية لن تمضي قدماً ما لم تتم معالجة مخاوف تركيا الأمنية ومسألة حظر صادرات السلاح من خلال خطوات ملموسة وضمن جدول زمني معين».
وفرضت السويد وفنلندا حظراً على صادرات السلاح لتركيا بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية التي نفذتها في شمال شرقي سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الرئيسي، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وفي 18 مايو الماضي، تقدمت السويد وفنلندا بطلب رسمي للانضمام إلى «الناتو»، بدافع مخاوف من الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إلا أن تركيا أعلنت رفضها انضمامها إلى الحلف، بسبب «دعمهما تنظيمات إرهابية» وفرضها حظر سلاح عليها. وتتعين الموافقة على طلبي الانضمام إلى الحلف بإجماع الأعضاء.
وسبق أن أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو» مرهونة بمدى مراعاة البلدين لمخاوف أنقرة الأمنية، وتقديم ضمانات مكتوبة في هذا الصدد، ورفع حظر السلاح الذي تفرضانه على بلاده.
بدوره، قال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، إنه لا يعتقد أن بلاده ستنضم إلى «الناتو» قبل سبتمبر (أيلول) المقبل. ولفت نينيستو، في مقابلة تلفزيونية أمس (الثلاثاء)، إلى أن تركيا لم تتراجع عن مطالبها الخاصة بالمخاوف الأمنية، مستدركاً: «ورغم ذلك، هناك تقدم في المباحثات، والمفاوضات مستمرة». وأضاف: «لا أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع تركيا في قمة (الناتو) المزمع عقدها في إسبانيا أواخر الشهر الحالي، ولا أعتقد أننا سننضم إلى (الناتو) قبل سبتمبر».
بدورها، وصفت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، المباحثات التي عقدت بين بلادها وتركيا في بروكسل، بأنها «بناءة»، وأن الأهم هو أن المحادثات ستستمر. وقال الأمين العام لـ«الناتو»، في بيان أول من أمس، إن «انضمام فنلندا والسويد إلى (الناتو) من شأنه أن يجعل الحلف أقوى والمنطقة الأوروبية الأطلسية أكثر أماناً... لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة بشأن الإرهاب نحتاج إلى معالجتها. لذلك سنواصل محادثاتنا حول طلب انضمام البلدين للحلف، وأتطلع إلى إيجاد حل في أقرب وقت ممكن».


مقالات ذات صلة

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن الدول واستقرارها». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

سجّل الإنفاق العسكري في أوروبا عام 2022 ارتفاعاً بوتيرة سريعة غير مسبوقة، حيث وصل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى مستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب الباردة، وفق ما أفاد باحثون في مجال الأمن العالمي. وأوردت دراسة لـ«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» أن ارتفاع الإنفاق الأوروبي على الجيوش ساهم بتسجيل الإنفاق العسكري العالمي رقماً قياسياً للمرة الثامنة توالياً حيث بلغ 2.24 تريليون دولار، أو 2.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعززت أوروبا انفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13 في المائة أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في عام طغى عليه الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه الزيادة هي الأكبر م

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
TT

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اليوم (السبت) بعد أن جلب نظام ضغط منخفض رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة، مما أثار تحذيرات من حدوث فيضانات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت شركة الكهرباء «أوسجريد» على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إن الكهرباء انقطعت عن نحو 28 ألف شخص في سيدني، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أستراليا، كما انقطعت الكهرباء عن 15 ألف شخص في مدينة نيوكاسل القريبة ومنطقة هانتر.

وكشف جهاز خدمات الطوارئ بالولاية على موقعه الإلكتروني أنه تلقى ألفين و825 اتصالاً طلباً للمساعدة منذ أمس (الجمعة)، معظمها يتعلق بأشجار متساقطة وممتلكات تضررت بسبب الرياح.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن تحذيرات من الفيضانات والرياح المدمرة والأمطار الغزيرة صدرت في العديد من أجزاء الولاية، مضيفة أن من المحتمل أن تهب رياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة فوق المناطق الجبلية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن تسببت العواصف في الأسبوع الماضي في سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء وتركت 200 ألف شخص من دون كهرباء في نيو ساوث ويلز.