الرئيس الإسرائيلي يعبر عن استعداده للتفاوض مع حماس

تقارير عن توجه لمحادثات مباشرة بين الطرفين للمرة الأولى

الرئيس الإسرائيلي يعبر عن استعداده للتفاوض مع حماس
TT

الرئيس الإسرائيلي يعبر عن استعداده للتفاوض مع حماس

الرئيس الإسرائيلي يعبر عن استعداده للتفاوض مع حماس

أعلن الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، بشكل مفاجئ، الاستعداد لفتح حوار مع حركة حماس، إذا لم يكن الحديث معها حول وجود إسرائيل أو عدم وجودها. وقال خلال جولة له على مواقع عسكرية على الحدود الشمالية: «في الحقيقة لا يهمني مع من أتحدث. المهم بالنسبة لي ماذا أقول، ليس لدي مانع من إدارة مفاوضات مع أي شخص مستعد أن يفاوضني. السؤال على ماذا ستكون المفاوضات. هل ستدار المفاوضات معي على حقي في الوجود. حينها من المفهوم أنني لن أفاوضه على ذلك».
وكان رفلين قد تطرق إلى إطلاق الصواريخ أول من أمس من غزة والرد الإسرائيلي عليها، فقال: «نحن سنواصل الرد فورا وبقوة على أي محاولة لخرق الهدوء في جنوب البلاد. مهم أن نذكّر أنه طالما كانت حماس تسيطر على غزة، فإنّ مواطنيها سيعانون من تأثير خرق الهدوء». وأضاف رفلين، أن «إعادة إعمار غزة يصب في مصلحتنا، وجيد أن تكون هناك مبادرة يمكننا مرافقتها للوصول إلى حل لمشكلة مواطني غزة. هذه المبادرة يجب أن تكون دولية ومن خلال الفهم بأنّ إعمار غزة يفرض وقف كل العداء لإسرائيل (...) الشرط الوحيد الذي لا هوادة فيه، هو أن لا تشكل غزة جبهة لضرب إسرائيل في كل لحظة ممكنة».
وجاءت تصريحات رفلين هذه في وقت كشف فيه النقاب عن أن إسرائيل وحماس أدارتا محادثات مباشرة، لأول مرة، لإنهاء الاشتباك الحاصل ليل الثلاثاء الأربعاء. وحسب مصادر عسكرية في تل أبيب، فإن هذه المحادثات لم تتم هذه المرة بواسطة مصري أو سويسري أو قطري، وليس بواسطة مبعوث الأمم المتحدة، ولا بواسطة مندوبي السلطة الفلسطينية كما جرت العادة، بل جرت وجها لوجه بين قادة عسكريين من إسرائيل وممثلين عن حكومة حماس. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن هذا اللقاء جرى في السابق على نطاق أصغر. ولكن هذه المرة بدأ تغيير ملموس في الموقف. وأضافت: «بشكل رسمي نشر أن إسرائيل وحماس تبادلتا رسائل التطمين. يمكن الافتراض بأن هذا الطرف الفلسطيني جاء من غزة، تماما كما يمكن لنا الافتراض بأن وزير الأمن يعلون لم يدقق الفحص في ملابس هذا الطرف جيدا كي يتأكد من أنه لا يخفي هناك بطاقة عضوية في حماس».
وأضافت الصحيفة: «في السابق، أيضا، جرت محادثات مباشرة بين حماس والجيش الإسرائيلي، حول أحداث تكتيكية وقعت قرب السياج، لكن الأمر يختلف جوهريا هذه المرة. حماس تبث منذ نصف سنة، رغبة حقيقية في الحوار المباشر مع إسرائيل في موضوع التهدئة طويلة المدى. وإسرائيل السياسية ليست مستعدة لحوار علني مع حماس حول اتفاق طويل المدى، لكن إسرائيل الأمنية والعسكرية – خاصة منسق نشاطات الحكومة في المناطق، والقائد العام للجيش – ترى الميزة الكامنة في ذلك، ويجب القول في صالح وزير الأمن بأنه لا يمنع ذلك. وفي الجانبين بدأوا بقطف ثمار هذا الحوار الخفي، لمامًا}.
وقالت مصادر إسرائيلية أخرى، إن حماس، ومنذ وقع إطلاق النار آخر مرة، بذلت كل جهد كي تشاهد إسرائيل بعينيها كيف تعالج الحدث، وتم البحث عن مطلقي الصاروخ علانية وجرى اعتقالهم وسط ضجة كبيرة. فالعدو الأساسي لحماس في قطاع غزة، هو التنظيمات السلفية المتطرفة التي تبذل جهدا لإثارة الحرب مع إسرائيل، وتقوم حماس باعتقال رجالها ومنع نشاطها. الجهاد الإسلامي يشكل معارضة لحماس، ولكنه يتقبل سيادتها على الأقل. الصراع بين التنظيمين يتمحور حول لفت انتباه إيران، لكنه يبدو أنه تم حسم هذا الخلاف، أيضا. يمكن الافتراض بأن الإيرانيين أوقفوا قبل شهرين تحويل الأموال إلى الذراع العسكرية لحماس، ردا على تصريحات قادتها في مسألة اجتياح اليمن. وهكذا تخسر حماس عشرات ملايين الدولارات التي كانت تصلها من طهران، منذ عملية الجرف الصامد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.