هل يمكن للمشروبات «الدايت» أن تصيبك بالسمنة أو السرطان؟

بعض العلماء أكدوا أن مواد تحلية صناعية قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة (أ.ف.ب)
بعض العلماء أكدوا أن مواد تحلية صناعية قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة (أ.ف.ب)
TT

هل يمكن للمشروبات «الدايت» أن تصيبك بالسمنة أو السرطان؟

بعض العلماء أكدوا أن مواد تحلية صناعية قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة (أ.ف.ب)
بعض العلماء أكدوا أن مواد تحلية صناعية قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة (أ.ف.ب)

حذر كثير من خبراء الصحة مراراً من خطورة استهلاك المشروبات «الدايت» التي تستخدم مواد تحلية صناعية بديلة للسكر مثل الأسبارتام، والأسيسولفام «ك»، والسكرالوز والسكرين، قائلين إن هذه المواد قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة، من بينها السمنة والسرطان.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن أخصائية التغذية العلاجية وإنقاص الوزن، سوزي هاو، قولها إن المحليات الصناعية تحفز هرمونات الجوع، ما يجعلنا نرغب في تناول مزيد من الطعام، وبالتالي تسهم في زيادة الوزن بشكل ملحوظ.
وخلال السنوات القليلة الماضية، توصلت مجموعة من الدراسات إلى استنتاجات مماثلة لما قالته هاو، حيث اقترح العلماء أن هذه المحليات، التي يعد مذاقها أكثر حلاوة من السكر العادي بنحو 200 مرة، تحفز براعم التذوق لدينا لتتوق إلى الأطعمة الحلوة والسكرية، وإلى تناول الطعام حتى عندما لا نشعر بالجوع.
ففي عام 2016، وجد العلماء الأستراليون أن الفئران التي تتغذى على نظام غذائي يحتوي على مواد التحلية الصناعية استهلكت كميات كبيرة من الطعام عندما سُمح لها بتناول الطعام بحرية أكثر من تلك التي لم تتبع هذا النظام.
وفي مارس (آذار) 2020، وجد مجموعة من العلماء التابعين لجامعة ييل أن تناول المشروبات التي تحتوي على مواد تحلية صناعية قد يزيد من كمية السكر التي يمتصها الجسم من الأطعمة التي نتناولها في الوقت نفسه.
وفي وقت سابق من هذا العام، وجدت دراسة فرنسية شملت أكثر من 100 ألف شخص أن أولئك الذين تناولوا كثيراً من المحليات منخفضة السعرات الحرارية، بما في ذلك تلك المضافة إلى الآيس كريم منخفض السعرات والحلويات الخالية من السكر، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة وأكثر عرضة للإصابة بالسرطانات ذات الصلة بزيادة الوزن، مثل سرطان الثدي وسرطان الكبد.
ودعا القلق من هذه المشكلات الصحية بعض العلماء البريطانيين إلى دعوة الحكومة لحظر الأسبارتام، الذي يعد أحد المحليات الصناعية الأكثر استخداماً.

ومن بين أولئك العلماء، الدكتور إريك ميلستون، أستاذ العلوم بجامعة ساسكس، الذي قال: «تشير البيانات الصحية الآن إلى أن الأطعمة التي تحتوي على مواد التحلية الصناعية، في أحسن الأحوال، لا تساعد في إنقاص الوزن، وفي أسوأ الأحوال، تؤدي إلى نتائج عكسية». وأضاف: «هناك أدلة قوية على أن المحليات تعمل منشطاً للشهية. لقد دققت في معظم الدراسات المتعلقة بهذه المحليات ولم أجد دراسة واحدة مطمئنة بشأن تأثيرات هذه المواد على الجسم».
ومع ذلك، فإن هيئة الخدمات الصحية البريطانية لا تدعم هذا الرأي.
وتقول الهيئة إن هناك «أدلة قليلة» تظهر أن المحليات تسبب زيادة الوزن على المدى الطويل.
ومنذ تبنيها على نطاق واسع من قبل صناعة المواد الغذائية في الستينات من القرن الماضي، فإن هذه المحليات، خصوصاً الأسبارتام الذي يتكون من الأحماض الأمينية المستخرجة من البيض والحليب، كانت محل جدل كبيراً.
وعند تناوله، يتم تكسير الأسبارتام وإطلاق مواد بما في ذلك الميثانول والفورمالديهايد، التي تعرف بأنها مواد مسرطنة.
ويقول الدكتور دوان ميلور، اختصاصي التغذية في جمعية الحمية البريطانية: «لكن هذا لا يعني أن الأسبارتام يسبب السرطان. فكمية الميثانول التي يتم إطلاقها عند تناول مشروب (دايت) تبلغ نحو من خمسة إلى عشرة في المائة من الكمية التي يتم إطلاقها بعد تناول تفاحة».

وأضاف ميلور: «يلجأ كثير من الناس إلى مشروبات (الدايت) والمنتجات منخفضة السعرات الحرارية لأنهم بحاجة إلى إنقاص الوزن بالفعل، ما يعني أنهم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان على أي حال بسبب أوزانهم، بغض النظر عن هذه المحليات. وهو الأمر الذي ربما لم يلتفت إليه كثير من الدراسات التي حذرت من استهلاك هذه المشروبات».
ومن جهته، قال كريس كورب، خبير التغذية في كينغز كوليدج لندن: «في سبعينات القرن الماضي، أظهرت الدراسات المعملية أن الفئران التي تغذت على الأسبارتام أصيبت بأورام - ولكن تبين لاحقاً أن هذه الحيوانات كانت تتغذى على ما يعادل 20 مشروب (دايت) يومياً».
وأضاف: «لن يستهلك أي شخص هذا المقدار على الإطلاق، ولم يتم العثور على تأثير مماثل على البشر على الإطلاق».
وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت منظمة الصحة العالمية أحد التقارير الأكثر حسماً حول التأثير الصحي للمحليات الصناعية حتى الآن.
وخلص التقرير، الذي فحص 283 دراسة دولية، إلى أن المحليات الصناعية قد تؤدي إلى «انخفاض طفيف» في دهون الجسم على المدى القصير، مع عدم وجود تأثير سلبي كبير على صحة القلب على المدى الطويل.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.