لم يسبق لأي مدرب في تاريخ بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً أن يصل إلى النهائي مرتين متتاليتين سوى سعد الشهري، المدرب السعودي الذي دخل تاريخ البطولة القارية من الباب الكبير، بعد قيادته المنتخب السعودي الأولمبي للتأهل إلى نهائي كأس آسيا المقامة حالياً في أوزبكستان للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخ الأخضر، بعد الفوز على منتخب أستراليا في نصف النهائي بنتيجة هدفين دون مقابل.
وأعاد الشهري البريق المفقود إلى المدربين السعوديين بعد نتائجه المميزة مع المنتخب الأولمبي في آخر بطولتين من كأس آسيا، حيث تأهل الفريق إلى المباراة النهائية للبطولة الحالية بعد تسجيله 11 هدفاً في 5 مباريات دون استقباله أي هدف في المقابل، بالإضافة إلى مشواره الجيد في البطولة الماضية خلال عام 2020، التي وصل فيها إلى النهائي، قبل الخسارة في لقاء الحسم أمام كوريا الجنوبية بهدف.
وبدأت مسيرة الشهري التدريبية مبكراً خلال عام 2008، بعد اختياره ليكون مدرباً لمنتخب تعليم المنطقة الشرقية، لينجح سريعاً في مهمته ويخطف انتباه الجميع بما لديه من موهبة وقدرة على العمل مع الفئات السنية، لذلك كانت هذه المحطة بمثابة نقطة انطلاق للمدرب الشهري مع أكثر من فريق فيما بعد.
وكانت البداية الحقيقية مع توليه تدريب فريق الناشئين في نادي القادسية، الذي كان يشارك حينها في دوري المناطق، ليحقق نتائج مميزة ويصعد إلى الدوري الممتاز الأول للناشئين تحت قيادته خلال الفترة من 2009 وحتى 2011، وبعدها حصل على فرصة تدريب فريق الشباب في نادي القادسية أيضاً، ليقوده إلى إنجاز لا يُنسى بتحقيق بطولة الدوري السعودي الممتاز للشباب خلال موسم 2011 - 2012، بعد حصوله على 54 نقطة في صدارة الترتيب، متفوقاً على فرق عريقة مثل الاتحاد والأهلي والهلال.
وبعد قيادته فريق القادسية لتحقيق الدوري الممتاز للشباب، عمل سعد الشهري مساعداً لمدرب المنتخب السعودي للشباب، وبالفعل وافق وعمل مع المنتخب لفترة قصيرة خلال عام 2012 قبل عودته من جديد لقيادة فريق القادسية حتى عام 2013، ومنه إلى تدريب فريق شباب نادي النصر خلال الفترة من 2013 وحتى 2015.
وواصل الشهري نتائجه المميزة مع فئات الشباب، ليقود فريق النصر إلى تحقيق لقب الدوري الممتاز للشباب موسم 2014 - 2015، بحصول الفريق على 49 نقطة في المركز الأول متفوقاً على جميع منافسيه مثل الهلال والرائد والاتحاد والأهلي في تلك الفترة. وكان نجاحه مع فريق النصر للشباب هو السبب في انتقاله لتدريب المنتخب السعودي تحت 20 عاماً.
وقاد سعد الشهري منتخب السعودية تحت 20 عاماً في كأس العالم للشباب عام 2017، ليحقق نتائج جيدة بعد الفوز على الإكوادور بنتيجة 2 - 1، والتعادل ضد أميركا بهدف لكل فريق، مع الخسارة أمام السنغال بنتيجة 0 - 2، حيث صعد إلى منافسات دور الـ16 من المونديال العالمي قبل الخروج بالخسارة أمام أوروغواي بصعوبة بنتيجة هدف نظيف.
وتحول المدرب الوطني بعد ذلك لتدريب فريق النهضة خلال عام 2017 لكنه لم يستمر طويلاً، لينتقل بعدها سريعاً لقيادة فريق الاتفاق خلال موسم 2017 – 2018. وأدار الشهري 16 مباراة للفريق الأول بنادي الاتفاق، نجح خلالها في تحقيق 8 انتصارات مع 4 تعادلات و4 هزائم، مسجلاً 30 هدفاً مقابل استقبال شباك فريقه 25 خلال الفترة نفسها، ليتم اختياره بعدها لقيادة المنتخب السعودي الأولمبي تحت 23 عاماً منذ عام 2018 وحتى الآن.
وقاد الشهري المنتخب الأولمبي للتأهل إلى نهائيات أولمبياد طوكيو 2020، بعد وصوله إلى نهائي كأس آسيا تحت 23 عاماً بتجاوزه عقبة تايلاند في ربع النهائي بنتيجة هدف، ثم التفوق على أوزبكستان بهدف أيضاً في نصف النهائي، قبل الخسارة أمام كوريا في النهائي، ليتأهل إلى أولمبياد طوكيو ويشارك في 3 مباريات خسرها جميعاً في مرحلة المجموعات أمام ساحل العاج بنتيجة 1 - 2، ثم ألمانيا بنتيجة 2 - 3، وأخيراً ضد البرازيل بنتيجة 1 - 3.
ولم يتأثر الأخضر الأولمبي تحت قيادة سعد الشهري، ليعود أكثر قوة في منافسات كأس آسيا تحت 23 عاماً خلال عام 2022، ويفوز على طاجيكستان بخماسية، وعلى الإمارات بهدفين، مع تعادله أمام اليابان دون أهداف، ليصعد أول مجموعته إلى الأدوار الإقصائية، ويتجاوز فيتنام أولاً بثنائية ثم يتفوق على أستراليا بالنتيجة نفسها، ليصل إلى النهائي الكبير أمام المستضيف أوزبكستان، في لقاء يأمل من خلاله المدرب الوطني سعد الشهري في كتابة بصمة جديدة مع بلاده بالحصول على الذهب هذه المرة.
سعد الشهري... يعيد الوهج للمدربين السعوديين بأرقامه «الآسيوية»
أول مدرب يقود منتخب بلاده لنهائيين قاريين متتاليين
سعد الشهري... يعيد الوهج للمدربين السعوديين بأرقامه «الآسيوية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة