عودة لوكاكو إلى إنتر ميلان «مناسبة»... لكنها صعبة «واقعياً»

صفقة انتقاله لتشيلسي صنفت الأسوأ تحت قيادة أبراموفيتش

النجم البلجيكي (رقم 9 بقميص تشيلسي) سينجح مع إنتر ميلان لكن الأخير لا يملك المال الكافي (أ.ف.ب)
النجم البلجيكي (رقم 9 بقميص تشيلسي) سينجح مع إنتر ميلان لكن الأخير لا يملك المال الكافي (أ.ف.ب)
TT
20

عودة لوكاكو إلى إنتر ميلان «مناسبة»... لكنها صعبة «واقعياً»

النجم البلجيكي (رقم 9 بقميص تشيلسي) سينجح مع إنتر ميلان لكن الأخير لا يملك المال الكافي (أ.ف.ب)
النجم البلجيكي (رقم 9 بقميص تشيلسي) سينجح مع إنتر ميلان لكن الأخير لا يملك المال الكافي (أ.ف.ب)

هناك شيء واحد فقط يمكنه تحطيم آمال المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو في العودة إلى نادي إنتر ميلان هذا الصيف، وهو المال. فلو أخرجنا الأمور المالية من المعادلة فسيكون كل شيء واضحاً للغاية وسيسير على ما يرام، سيعود لوكاكو إلى الدوري الذي يناسب قدراته وإمكاناته، وسيتمكن إنتر ميلان من استعادة المهاجم الذي قاده للحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز في عام 2021، وسيتخلص تشيلسي من اللاعب الذي قضى معه 10 أشهر لم يحقق خلالها شيئاً، للدرجة التي جعلت البعض يصنفه كأسوأ صفقة يبرمها النادي تحت قيادة مالكه الروسي السابق رومان أبراموفيتش.
لقد كانت صفقة كارثية بكل المقاييس، حيث لم يستقر لوكاكو بشكل جيد منذ انتقاله إلى «ستامفورد بريدج» مقابل 97.5 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي، ومن المؤكد أن المدير الفني للبلوز، توماس توخيل، لن يقف في طريقه إذا تم الاتفاق على رحيله إلى إنتر ميلان. في الحقيقة، هناك قليل من الثقة بين لوكاكو وتوخيل، ولا توجد رغبة كبيرة من كل طرف من الطرفين في التغير والتكيف مع احتياجات ومتطلبات الطرف الآخر، ولا توجد مؤشرات قوية على أن الوضع سيتحسن خلال الفترة المقبلة. إنها ليست علاقة مثمرة، وفي هذه المرحلة من الواضح تماماً أن لوكاكو لا يناسب الطريقة التي يلعب بها تشيلسي تحت قيادة توخيل، ومن الواضح أيضاً أن اللاعب يضغط من أجل العودة إلى إنتر ميلان، وبالتالي فمن الصعب رؤية أن تشيلسي سيكسب شيئاً من التمسك باللاعب البلجيكي.
ومع ذلك، هناك عقبات يجب التغلب عليها إذا كان لوكاكو يريد حقاً التقدم للأمام. فلا يمكن أن يسمح تشيلسي، الذي استحوذ عليه تحالف بقيادة تود بوهلي وكليرليك كابيتال الأسبوع الماضي، برحيل اللاعب بسهولة، حيث يجب أن تكون الصفقة منطقية من الناحية المالية، كما أن لوكاكو، الذي طلب من محاميه التحدث إلى إنتر ميلان نيابة عنه، ليس لاعباً من السهل تسويقه في سوق انتقالات اللاعبين، نظراً لارتفاع سعره وطريقة لعبه.
وعلاوة على ذلك، لا يستطيع إنتر ميلان التعاقد مع لوكاكو من الناحية المالية، كما لا يستطيع دفع راتبه الأسبوعي البالغ 325 ألف جنيه إسترليني. لقد باعه النادي الإيطالي لأنه كان يعاني من مشاكل مالية كبيرة. والآن، هناك مقترحات بأن يتعاقد إنتر ميلان مع لوكاكو على سبيل الإعارة، على أن يدفع النادي الإيطالي جزءاً كبيراً من راتب اللاعب، لكن هناك شكوكاً حول ما إذا كان إنتر ميلان سيتمكن من تقديم عرض يناسب تشيلسي، أم لا.
في الواقع، هناك كثير من الجدل والقيل والقال في الوقت الحالي، ومن الواضح أن هذا الأمر سيستمر خلال الفترة المقبلة. وفي هذا الصدد، يتعين علينا أن نتذكر كيف أجبر لوكاكو مانشستر يونايتد على بيعه لإنتر ميلان قبل ثلاث سنوات، لكن تشيلسي بحاجة لحماية موقفه، كما أن الملاك الجدد سيكون أمامهم كثير من الملفات المهمة خلال الصيف الحالي، وعلى الرغم من أنهم سيدعمون توخيل، فإنه من غير المرجح أن يتصرفوا بالعجرفة نفسها التي كان عليها رومان أبراموفيتش.
قد يفكر تشيلسي في بيع بعض اللاعبين من أجل تعزيز ميزانيته، كما أن النادي بحاجة لإبرام كثير من الصفقات لتعزيز صفوفه، فمن المؤكد أن النادي بحاجة إلى التعاقد مع قلبي دفاع بعد رحيل كل من أنطونيو روديغر وأندرياس كريستنسن بشكل مجاني. ومن الممكن أيضاً أن يرحل سيزار أزبيليكويتا وماركوس ألونسو. وعلاوة على ذلك، فإن اثنين من أهم لاعبي خط الوسط في تشكيلة توخيل، وهما نغولو كونتي وجورجينيو، سوف تنتهي عقودهما العام المقبل. ولا تقتصر المشاكل الهجومية على لوكاكو وحده، حتى لو كان عدم رضاه يفوق الشكوك المحيطة بكل من كريستيان بوليسيتش وتيمو فيرنر وحكيم زياش.

لوكاكو... لم يقدم شيئاً يستحق مع تشيلسي

إنه وقت حرج للغاية بالنسبة لتوخيل. يسعى تشيلسي جاهداً للتعاقد مع مدافع إشبيلية جول كوندي، لكن خط الهجوم أيضاً يحتاج إلى إعادة نظر، بعدما افتقد للفاعلية الهجومية بشكل كبير تحت قيادة توخيل، الذي يريد أن يتعاقد الفريق مع مهاجمين جدد. وتشير تقارير إلى اهتمام تشيلسي بالتعاقد مع روبرت ليفاندوفسكي وكريستوفر نكونكو ورحيم ستيرلينغ، فضلاً عن لاعب برشلونة عثمان ديمبيلي المتاح في سوق الانتقالات مجاناً بعد انتهاء عقده مع برشلونة.
ومع ذلك، سيكون من الصعب على تشيلسي التصرف إذا بقى لوكاكو في صفوف الفريق، وهو الأمر الذي لن يكون مفيداً لأحد. وقدم لوكاكو، الذي كان من المفترض أن يحول تشيلسي إلى منافس قوي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، أداء مخيباً للآمال بشكل كبير، على الرغم من أنه أنهى الموسم الماضي كأفضل هدافي الفريق برصيد 15 هدفاً في جميع المسابقات. لقد بدا في كثير من الأحيان كأنه غير قادر على حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق، وكانت تحركاته متوقعة لمدافعي الفرق المنافسة، ولم يتمكن من الربط والتعاون من زملائه في الفريق بالشكل المطلوب، ولم يكن يضغط على المنافسين كما ينبغي، وبالتالي لم يتمكن من الاستحواذ على حب وإعجاب الجماهير، بل ووصل الأمر إلى درجة أن بعض هذه الجماهير قد أطلقت صيحات الاستهجان ضد اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً عندما تم استبداله في المباراة التي خسرها تشيلسي أمام آرسنال في أبريل (نيسان) الماضي.
وعلاوة على ذلك، لم تتعافَ سمعة المهاجم البلجيكي أبداً منذ تلك المقابلة الشائنة التي أجراها مع شبكة «سكاي إيطاليا» الشتاء الماضي. لقد ارتكب خطأ فادحاً عندما أدلى بتلك التصريحات. كان لوكاكو قد بدأ فترته الثانية مع تشيلسي بشكل مشجع، حيث سجل أربعة أهداف في أول أربع مباريات، وبالتالي لم يفهم أحد الأسباب التي دفعت اللاعب للإدلاء بهذه التصريحات الغريبة التي انتقد فيها الخطة التكتيكية التي يعتمد عليها توخيل، وتحدث خلالها عن رغبته في العودة إلى إنتر ميلان. وكانت لديه فرصة للعودة إلى مستواه مرة أخرى بعد التعافي من الإصابة في الكاحل والتعافي من فيروس كورونا، لكنه لم يتمكن من ذلك، ومن المؤكد أن هذه المقابلة الصحافية المثيرة للجدل قد أثرت عليه كثيراً.
لقد كان توخيل غاضباً للغاية ونفد صبره عندما لمس لوكاكو الكرة سبع مرات فقط خلال المباراة التي فاز فيها تشيلسي على كريستال بالاس في فبراير (شباط) الماضي. في الحقيقة، يكون تشيلسي أكثر مرونة ويلعب بشكل أفضل عندما يعتمد على كاي هافرتز في الخط الأمامي، بدلاً من لوكاكو الذي يبدو معزولاً وغريباً عن باقي اللاعبين. لقد شارك لوكاكو في التشكيلة الأساسية لتشيلسي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد ليفربول، قبل أن يحذره وينتقده توخيل على الملأ بسبب عدم تحركه بفاعلية ونشاط. لكن يجب إلقاء اللوم أيضاً على تشيلسي الذي يجب أن يسأل نفسه لماذا دفع كل هذه الأموال للتعاقد مع لاعب أظهر خلال الفترة التي قضاها مع مانشستر يونايتد أنه من الصعب أن يتألق مع نادٍ ينافس على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
- لقد تجاهل تشيلسي كل إشارات التحذير
يرى البعض أن مستوى لوكاكو قد تطور بشكل ملحوظ مع إنتر ميلان، في حين يرى آخرون أن اللاعب ظهر بهذا المستوى لأنه كان يلعب في دوري أضعف من الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد وجد لوكاكو أن كرة القدم الإنجليزية أكثر صعوبة وشراسة، ولا يبدو مهتماً بمعرفة ما إذا كان قضاء فترة الاستعداد للموسم الجديد مع توخيل سيحسن علاقتهما أم لا. من الواضح أن قلبه معلق بإنتر ميلان، لكن السؤال الآن هو: كيف يعود اللاعب إلى النادي الذي يحبه ويناسبه من حيث طريقة اللعب؟ من المؤكد أن الأموال هي التي سيكون لها الكلمة الأخيرة!


مقالات ذات صلة

كلاوديو إيشيفيري... نجم ينتظره التوهج مع مانشستر سيتي

رياضة عالمية كان إيشيفيري أفضل موهبة في بطولة أميركا الجنوبية للشباب تحت 20 عاماً في فنزويلا (أ.ف.ب)

كلاوديو إيشيفيري... نجم ينتظره التوهج مع مانشستر سيتي

ينضم إيشيفيري إلى قائمة رائعة من اللاعبين الأرجنتينيين الذين تألقوا في إنجلترا مثل خافيير ماسكيرانو وهيرنان كريسبو

رياضة عالمية تسديدة كالوم هودسون أودوي في طريقها لمعانقة شباك مانشستر سيتي (رويترز)

ليفربول يعزز صدارته للدوري الإنجليزي... ومانشستر سيتي يسقط في نوتنغهام

تحضر صلاح ورفاقه بأفضل طريقة لاستحقاقهم أمام سان جيرمان ثم ضد نيوكاسل الأحد المقبل في نهائي كأس الرابطة.

رياضة عالمية مقاعد البدلاء أصبحت المكان الأساسي لسون وليس المستطيل الأخضر (رويترز)

ما سبب تراجع مستوى سون هيونغ مين... وهل سيستمر مع توتنهام؟

فقد سون مكانه في التشكيلة الأساسية لتوتنهام لأول مرة في مسيرته الكروية بعدما كان لا يمكن المساس به

رياضة عالمية ماتيتا لحظة تعرضه للإصابة (رويترز)

مدرب كريستال بالاس «متفائل» بعودة ماتيتا قريباً بعد الإصابة

أبدى أوليفير غلاسنر، المدير الفني لفريق كريستال بالاس، تفاؤله بشأن تعافي المهاجم الفرنسي جان فيليب ماتيتا من إصابة خطيرة في الأذن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ليفربول المنتشي بالفوز على سان جيرمان في دوري الأبطال يأمل في التقدم خطوة أخرى نحو التتويج باللقب المحلي (أ.ب)

نزهة لليفربول أمام ساوثهامبتون... وصدام بين يونايتد وآرسنال

يطمح آرسنال المنتشي بانتصاره الكاسح في دوري أبطال أوروبا، إلى البناء عليه أمام مانشستر يونايتد، المتعثر هذا الموسم


دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT
20

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.