احتجاجات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم ومقتل متظاهر

«الغذاء العالمي» يحذر من مجاعة تهدد ثلث سكان السودان

متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)
متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)
TT

احتجاجات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم ومقتل متظاهر

متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)
متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)

أكدت مصادر حقوقية سودانية، أمس (الخميس)، مقتل أحد المتظاهرين في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم خلال احتجاجات جديدة للمطالبة بالحكم المدني ومحاكمة الذين تسببوا في مقتل محتجين.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان، إن القتيل لقي مصرعه إثر إصابته بطلق ناري متناثر في الصدر والبطن «يرجّح أنه طلق سلاح خرطوش» أطلقته قوات الأمن في مدينة أم درمان أثناء تصديها لتصعيد المواكب السلمية، أمس.
وأشارت اللجنة إلى أن المواكب السلمية التي انطلقت في مدن العاصمة السودانية المثلثة «بحري، أم درمان والخرطوم» تعرضت لعنف مفرط من قبل أجهزة الأمن التي تسيطر عليها السلطة القائمة من أركان الجيش. وأوضحت اللجنة أن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع بذلك إلى 102 منذ بدء المظاهرات التي تخرج بانتظام منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول).
وأمس، خرج مئات المحتجين في وسط الخرطوم وفي حي بري شرق العاصمة وفي مدينة أم درمان غرب النيل إضافة إلى مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة.
واقترب مئات المتظاهرين من محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، على الرغم من الاستعدادات الأمنية العالية والانتشار الأمني الكبير للقوات النظامية من الفصائل المختلفة التي طوقت المداخل والشوارع الرئيسية المؤدية إلى قلب الخرطوم.
وكانت لجان المقاومة «تنظيمات شعبية» دعت إلى مظاهرة مليونية في كل أنحاء البلاد، تطالب الجيش بالعودة إلى الثكنات وتسليم السلطة لحكومة مدنية.
في الوقت نفسه، حذر برنامج الغذاء العالمي من مجاعة حادة تضرب السودان، يعاني منها نحو 15 مليون (ثلث السكان).
وعزا المدير القطري للبرنامج، إيدي رو، هشاشة الأوضاع إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والنزاعات المجتمعية، وإلى الصدمات المناخية؛ حيث توقع أن تدفع هذه الأسباب إلى مواجهة الملايين الجوع والفقر.
ووفقاً للتقييم الذي أجراه البرنامج، فإنه من المرجح أن تستمر حالة الأمن الغذائي المقلقة، وبحلول العام المقبل، قد ينزلق ما يصل إلى 40 في المائة من السكان، إلى انعدام الأمن الغذائي، الذي سبق أن حذرت منه تقارير المنظمات الدولية.
وذكر «رو» أن مستويات التمويل لا تتوافق مع الاحتياجات الإنسانية، وتستدعي التحرك لتجنب زيادة مستويات الجوع وإنقاذ أرواح أولئك المتضررين بالفعل.
ومن جانبه، قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان، بابا غانا أحمدو، إذا لم يتلق دعماً قوياً للموسم الزراعي الحالي، فإن عدد الأشخاص غير الآمنين غذائياً قد يرتفع بشكل كبير إلى مستويات غير مسبوقة، ويؤدي في النهاية إلى مزيد من الصراع والنزوح.
وأشار إلى أن الصراع في أوكرانيا أدى إلى تفاقم الوضع حيث ارتفعت أسعار الغذاء والوقود في السودان، الذي يعتمد على واردات الغذاء؛ حيث يأتي نحو نصف واردات القمح في البلاد من منطقة البحر الأسود.
ودعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لمواجهة الارتفاع الحاد في انعدام الأمن الغذائي، لأجل إنقاذ الأرواح ومنع أزمة جوع تلوح في الأفق في السودان.
وأظهر التقرير الشامل للأمن الغذائي هشاشة الأوضاع وانعدام الأمن الغذائي في جميع ولايات السودان، البالغ عددها 18 ولاية، وقد ازداد سوءاً في 16 ولاية من الولايات. ويقع أكثر 10 محليات تضرراً في إقليم دارفور.
وكشف تقييم سابق لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، صدر في مارس (آذار) الماضي، أن قلة المحاصيل في أجزاء كثيرة من السودان أثرت سلباً على توفر الغذاء وفرص كسب العيش. وبناءً على ذلك، يؤكد التقييم الشامل للأمن الغذائي الصادر حديثاً سوء حالة الأمن الغذائي في السودان.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.