أثارت تصريحات للبابا فرنسيس حول الحرب في أوكرانيا، موجة من التساؤلات والاستغراب في الأوساط الأوروبية؛ إذ قال فيها «ربما أن الحرب كانت نتيجة استفزاز، أو أنه لم تُبذل جهود لمنع وقوعها»، معتبراً أن العالم في حرب عالمية ثالثة، وأنه من السذاجة والخطأ الحديث عن تأييده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاءت هذه التصريحات للبابا الذي اعتاد أن يستخدم عبارات قاسية جداً غير مألوفة في القاموس السياسي للفاتيكان، في تعليقاته حول الحرب الدائرة في أوكرانيا، في محادثة أجراها منذ أيام مع عدد من مديري المجلات الثقافية الأوروبية التي تصدرها الحركة اليسوعية التي ينتمي إليها، ونشرتها صحيفة «لا ستامبا» التي تصدر في ميلانو. ونقلت الصحيفة عن البابا قوله «لا نرى المأساة التي وراء هذه الحرب. نرى تهافتاً على اختبار الأسلحة وبيعها، وهذا مؤسف جداً». وأشار إلى حديث أجراه قبل وقوع الحرب مع رئيس دولة لم يذكر هويّته، واكتفى بوصفه بأنه «رجل حكيم ومقلّ في الكلام»؛ حيث أعرب له عن قلقه من تحرّكات الحلف الأطلسي وتوسّعه في المنطقة المحاذية لروسيا. وعندما سأله فرنسيس عن سبب القلق، أجاب «إنهم ينبحون على أبواب روسيا، ولا يدركون أن الروس إمبرياليون، ولا يسمحون لأي قوة أجنبية بأن تقترب من أسوارهم. أعتقد أننا على أبواب حرب قادمة».
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد طلب من الحلف الأطلسي صرف النظر عن ضمّ أوكرانيا إلى عضويته، واتهم المنظمة العسكرية التي وصفها بأنها من أدوات السياسة الخارجية الأميركية، بافتعال الحرب وعدم الإصغاء إلى مطالب موسكو.
وبعد أن أشاد البابا فرنسيس ببسالة الشعب الأوكراني «الذي يدافع عن بقائه، ويحمل تاريخاً من النضال»، أدان «وحشيّة وقسوة القوات التي يستخدمها الروس الذين يفضّلون إرسال الشيشان والسوريين والمرتزقة».
وكان الفاتيكان قد أصدر، أمس، بياناً للبابا يؤكد فيه أن «اجتياح أوكرانيا يشكّل انتهاكاً لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وأن هذه الحرب تضاف إلى الحروب الإقليمية التي منذ سنوات تخلّف الموت والدمار؛ لكنها أكثر تعقيداً بسبب التدخل المباشر لقوة عظمى تسعى إلى فرض إرادتها على الشعوب الأخرى». وكشفت خارجية الفاتيكان، عن أن البابا فرنسيس ينوي الاجتماع ببطريرك الكنيسة الأرثوذكسية كيريل، وهو حليف لبوتين ويؤيد الحرب على أوكرانيا، خلال لقاء حواري بين الديانات يعقد قريباً في كازاخستان. ويأتي الكشف عن مضمون هذه المحادثة الخاصة للبابا، بينما يستعد الأوروبيون لتأكيد وحدة صفهم في مواجهة موسكو، عبر الزيارة التي قام بها أمس (الخميس) إلى كييف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، مع رئيس الوزراء الروماني نيكولاي تشيوكا؛ حيث من المنتظر أن يعلنوا عزم الاتحاد الأوروبي مواصلة دعمه لأوكرانيا وتزويدها بالأسلحة.
البابا فرنسيس للقاء البطريرك كيريل في كازاخستان
قال إن العالم يشهد حرباً عالمية ثالثة وأشاد ببسالة الشعب الأوكراني
البابا فرنسيس للقاء البطريرك كيريل في كازاخستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة