علامات مجوهرات بارزة تغازل الأجيال الجديدة بالحقائب

خبراء وصفوا هذا التوجه بأنه «محاولة للتكيف»

حقيبة من علامة «بولغاري» (إنستغرام)
حقيبة من علامة «بولغاري» (إنستغرام)
TT

علامات مجوهرات بارزة تغازل الأجيال الجديدة بالحقائب

حقيبة من علامة «بولغاري» (إنستغرام)
حقيبة من علامة «بولغاري» (إنستغرام)

«إذا كان لا يمكنك شراء الماس، فيمكنك شراء حقيبة من (كارتييه) و(بولغري)»، يبدو أن هذا سيكون لسان حال الكثير من المغرمين باقتناء منتجات العلامات الفاخرة، لا سيما بعد إعلان شركتي «كارتييه» و«بولغاري»، المعروفتين بأنهما من كبريات علامات المجوهرات في العالم، عزمهما الاستحواذ على حصة من سوق حقائب اليد من خلال تقديم حقائب مفعمة بفخامة المجوهرات، وذلك في مطلع يونيو (حزيران) الحالي.
وحسب ما قالته مارلين يوسون، المديرة الإبداعية للسلع الجلدية في «كارتييه»، لمجلة «فوغ بيزنيس»، في بداية يونيو الحالي، فإن العلامة بصدد تقديم حقائب جلدية بدقة وجودة ورقي تضاهي قطع المجوهرات، وأن حرفيي العلامة يعملون بخفة من أجل إثراء سوق الإكسسوارات بحقائب تمتزج مع تصاميم معدنية دقيقة التنفيذ، مشبهة المهمة بـ«ترصيع الألماس».
حقائب «كارتييه» مرتقب توفرها في الأسواق خلال سبتمبر (أيلول) المقبل، إذ كشفت العلامة عن تفاصيل محدودة بشأن التصميم، من بينها أن كل حقيبة ستتميز بقفل من النحاس المُغطى بالذهب والمستوحى من التصاميم الأيقونية للعلامة. من جانبها أعربت علامة «بولغاري» أنها ستتعمق أيضاً في حقائب اليد لجذب العملاء الشباب الجدد، وكشفت ميريا لوبيز مونتويا، مديرة «بولغاري» للسلع الجلدية، لمجلة «ومينز وير ديلي» في مارس (آذار) الماضي، عن عزم العلامة تعيين مدير إبداعي مخصص لحقائب اليد.
المؤشرات السابقة تثير كثيراً من التساؤلات، وتعكس تحولات قادمة في سوق الموضة والمجوهرات، وهو ما عده منسق الأزياء المصري سعيد رمزي، «نتيجة طبيعية»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «خلال العشر سنوات الماضية، شهدت سوق الحقائب انعطافاً بارزاً نحو الانتعاش، وباتت علامة الحقيبة شأناً يهتم به النساء وحتى الفتيات من جيل (z)، كذلك، كما عزز هذه الانتعاشة صرعة السجاد الأحمر، التي يتنافس عليها نجمات الفن بالظهور بعلامات الحقائب الراقية».
واعتبر رمزي هذا الحراك «انعكاساً لاهتمام متزايد بسوق الرفاهية»، لافتاً إلى أن «الحقيبة غدت وسيلة للتعبير عن المستوى الثقافي والفني ولا شك الاقتصادي، ومن هنا نافست سوق المجوهرات».
وأردف رمزي قائلاً: «اتجاه علامات راقية مثل (بولغاري) و(كارتييه) نحو إنتاج حقائب هو تعزيز لصناعتهما، لا سيما أنهما اعتمدا على التصاميم الأيقونية التي ميزت الدارين على مدار عشرات السنوات، مثل (رأس الكوبري) الذي ميز أعمال (بولغاري)، من هنا تحولت الحقيبة إلى قطعة تنافس المجوهرات، أو بالأحرى تقوم بدورها».
وصرح جان كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لشركة «بولغاري»، لمجلة «فوغ بيزنس» قائلاً: «تتيح لنا السلع الجلدية، جذب المزيد من عملاء الجيل Z». ويشير إلى أن «حوالي 75 في المائة من عملاء السلع الجلدية هم عملاء جدد ينتمون لهذا الجيل».
هذا ما يؤكد عليه رمزي: «تصاميم المجوهرات نفسها لكبريات العلامات الراقية شهدت اختلافاً خلال الأعوام القريبة الماضية، اتجهت العلامات نحو مزيد من العملية والبساطة، على حساب الفخامة التي باتت لا تعبر عن جيل (z) الذي يتمتع بقدرة شرائية مؤثرة في تحديد استراتيجيات السوق. شاهدنا علامات المجوهرات الراقية تتجه نحو تصاميم عصرية تناسب الإطلالات الصباحية والعمل حتى الصالات الرياضية، أعتقد أنه مرتكز آخر دفع نحو الاتجاه لإنتاج الحقائب».
بينما يرى خبراء أنها خطوة تثمن التكيف مع أذواق الجيل الصاعد، يثير البعض مخاوف تتعلق بهوية علامات راسخة كهذه، من جانبه يقول رمزي، «ننتظر من علامات المجوهرات ألا تتخلى عن هويتها، هذا لا يعني ألا تخطو نحو أسواق جديدة، بينما أتوقع أنها ستقدم مفهوماً جديداً للحقائب، تعتمد على مزج المعادن والجلود الفاخرة ما يثري السوق بمزيد من الترف والرفاهية، كذلك، هذه الخطوة من شأنها تشجيع علامات أخرى لتوسيع رقعة الاهتمامات والخروج من المفاهيم الضيقة الممثلة في الاقتصار على المجوهرات المترفة، لضرب أسواق جديدة وتحقيق مزيد من الانغماس في حياة المستهلك، ويتطارد هذا الاتجاه مع صعود جيل الألفية إلى واجهة سوق التسوق».
تعود أول تجربة لعلامة «كارتييه» في تقديم حقائب جلدية إلى عشرينات القرن الماضي عندما قدمت الشركة الحقائب المصنعة، حسب الطلب بشكل محدود للغاية، وقتذاك مزجت العلامة بين الجلود والأحجار الكريمة وأصداف السلاحف، وكان الإصدار بغية الترويج ليس أكثر، بينما الآن نحن أمام خطوط إنتاج ضخمة واختراق لعالم موضة الإكسسوارات. كذلك، «بولغاري» كانت لها تجارب سابقة محدودة أيضاً انطلقت في أربعينات القرن الماضي.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد قاتل ضد أوكرانيا

رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد قاتل ضد أوكرانيا

رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال مسؤول أميركي، اليوم (الأربعاء)، إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد متوسط ​​المدى القاتل ضد أوكرانيا مرة أخرى في «الأيام المقبلة».

ويرى مسؤولون أميركيون أن صاروخ أوريشنيك التجريبي هو محاولة للترهيب أكثر من كونه تغييراً لقواعد اللعبة في ساحة المعركة في أوكرانيا، وفق مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المعلومات الحساسة، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المسؤول إن روسيا لديها عدد قليل فقط من هذه الصواريخ، وإنها تحمل رأساً حربياً أصغر من الصواريخ الأخرى التي أطلقتها روسيا بانتظام على أوكرانيا.

أطلقت روسيا السلاح لأول مرة في هجوم صاروخي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) على مدينة دنيبرو الأوكرانية. وأظهر مقطع فيديو لكاميرا المراقبة للضربة كرات نارية ضخمة اخترقت الظلام وارتطمت بالأرض بسرعة كبيرة.

في غضون ساعات من الهجوم على المنشأة العسكرية، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوة نادرة بالتحدث على شاشة التلفزيون الوطني للتفاخر بالصاروخ الجديد الأسرع من الصوت. وحذّر الغرب من أن استخدامه التالي قد يكون ضد حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي الذين سمحوا لكييف باستخدام صواريخهم الأبعد مدى لضرب داخل روسيا.

أنظمة صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز «يارس» روسية تسير على طول الساحة الحمراء خلال عرض عسكري في موسكو 9 مايو 2021 (رويترز)

وجاء الهجوم حينها بعد يومين من توقيع بوتين على نسخة منقحة من العقيدة النووية الروسية التي خفضت عتبة استخدام الأسلحة النووية. وتسمح العقيدة برد نووي محتمل من قبل موسكو حتى على هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة مدعومة بقوة نووية.

وجاءت تلك الضربة أيضاً بعد وقت قصير من موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على تخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية الأبعد مدى لضرب عمق الأراضي الروسية.

وقال بوتين في ذلك الوقت: «نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا».

وقال البنتاغون إن صاروخ أوريشنيك هو نوع تجريبي من الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى، أو IRBM، يعتمد على صاروخ RS-26 Rubezh الباليستي العابر للقارات الروسي، أو ICBM. كان هجوم 21 نوفمبر هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذا السلاح في حرب.

ويمكن للصواريخ المتوسطة المدى أن تطير بين 500 إلى 5500 كيلومتر (310 إلى 3400 ميل). وتم حظر مثل هذه الأسلحة بموجب معاهدة من الحقبة السوفياتية تخلت عنها واشنطن وموسكو في عام 2019.

ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على بوتين للتحرك للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار مع أوكرانيا، واصفاً ذلك بأنه جزء من جهوده النشطة بصفته رئيساً منتخباً لإنهاء الحرب. كتب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع الماضي، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «يرغب زيلينسكي وأوكرانيا في إبرام صفقة ووقف الجنون».