العراق يبدأ في تأسيس محطات الربط الكهربائي مع السعودية

الجزء الخليجي منها اكتمل بنسبة 88%

TT

العراق يبدأ في تأسيس محطات الربط الكهربائي مع السعودية

أعلن العراق، أمس (الأربعاء)، البدء في تأسيس محطات الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية وتحديد مسارات الخطوط الناقلة، وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية، اكتمال ما نسبته 88 في المائة من خطوط الربط مع دول الخليج. وتأتي مساعي العراق هذه في إطار جهود التغلب على معضلة النقص الحاد في تجهيز الطاقة الممتد لسنوات والذي يؤدي غالباً إلى زيادة معاناة السكان ويشل حركة البلاد التنموية والاقتصادية. وتأمل السلطات العراقية في التغلب على مشكلة الشح الكبير في تجهيز الطاقة خلال فصل الصيف شديد الحرارة، خاصة بعد تعمد إيران قطع إمدادات الغاز الذي تحتاج إليه عمليات التوليد في بعض المحطات الكهربائية بذريعة امتناع العراق عن سداد المبالغ المستحقة لطهران. علماً بأن العراق يهدر من الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط أضعاف ما يستورده من إيران.
وأعلنت وزارة الكهرباء، أول من أمس، تسديد مستحقات الغاز الإيراني عن العام 2020 خلال الأيام القليلة المقبلة، وأثنت على دور الحكومة والبرلمان الداعم لها في هذا الملف. وقال الناطق باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، أمس، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن «الوزارة تؤسس وتعمل على جاهزية المحطات لإنشاء الربط ما بين العراق والسعودية».
وأضاف، أنَّ «العراق وقّع على مذكرة تفاهم مع الجانب السعودي تتعلق بالربط الكهربائي، وهنالك اجتماعات دورية قطعت فيها الوزارة أشواطاً مهمة للمضي بالربط، حيث تمَّ تحديد المسارات التي سيكون من خلالها إنشاء الخطوط للربط بين البلدين، فضلاً عن تحديد المحطات المستقبلية لنقاط الربط».
وعن أهداف وغايات الربط الكهربائي مع الرياض ودولة خليجية أخرى، ذكر الناطق الإعلامي، أن «الغاية الأساسية هي الجاهزية وضمان استقرار الشبكة الكهربائية، وإدخال العراق بموجب مشاريع الربط إلى سوق الطاقة، سواء أكان عربياً أم خليجياً أم عالمياً، إضافة إلى جعل العراق بموجب مشاريع الربط عضواً مهماً بسوق الطاقة لتحقيق الاستقرار للشبكة، وأن يكون العراق كذلك، خلال المرحلة المقبلة حافظاً وممراً للطاقة».
ووافقت الرياض، أول من أمس، على مذكرة تفاهم مع العراق في مجال الربط الكهربائي. وجاء ذلك خلال جلسة لمجلس الوزراء السعودي عُقدت برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وذكرت الوكالة، أن «المجلس وافق على مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية العراق في مجال الربط الكهربائي».
وفي وقت سابق، حدد المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، نسب إنجاز الربط الكهربائي مع دول الخليج وتركيا، وأشار إلى اكتمال جاهزية مشاريع الطاقة الشمسية ضمن خطط الوزارة متوسطة المدى.
وكشف عن وجود «ربطين مختلفين، الأول مع تركيا وقد تم إنجازه فنياً بنسبة 100 في المائة واستحصلنا الموافقات الرسمية وبانتظار زيادة حاجة العراق إلى الطاقة في الصيف لتوريد 500 ميغاواط للمحافظات الشمالية». وأضاف، أن «الربط الخليجي اكتمل بنسبة 88 في المائة ونحتاج إلى البحث في سعر التعرفة للخط الذي يربط محطة الفاو بمحطة الزور في الكويت واجتماعاتنا دورية مع الجانب الخليجي».
وفيما يتعلق بمشاريع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وتدعيم المنظومة الوطنية، أشار المتحدث باسم الكهرباء إلى أن «الوزارة في طور إعداد وتنظيم عقود الشراء والربط والتنفيذ وبالتالي الموضوع بحاجة إلى مجموعة من الإجراءات البروتوكولية مع دوائر متعلقة بالنصب وإكمال المحطات وستكون جاهزة ضمن خطة الوزارة متوسطة المدى».
وتتحدث وزارة الكهرباء عن عمليات ربط مماثلة مع المملكة الأردنية الهاشمية على أمل تحقيق الاكتفاء الذاتي والانتهاء، وتتحدث وزارة النفط كذلك، عن استثمارات كبيرة في مجال الغاز بهدف الاستغناء عن شراء الغاز الإيراني الذي يكلف خزينة البلاد مليارات الدولارات سنوياً.
وتشير الأرقام الرسمية، إلى أن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003، أنفقت أكثر من 70 مليار دولار على قطاع وزارة الكهرباء دون أن تتمكن من التغلب على مشكلة الكهرباء، وما زالت معدلات إنتاجها لا تكفي لسد الحاجة المحلية المتزايدة، وقد تسبب ذلك في فصول الصيف الماضية إلى خروج الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في معظم محافظات وسط وجنوب البلاد.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

غارة إسرائيلية تدمر مبنى يؤوي نازحين في قلب بيروت... وحزام ناري على الضاحية

TT

غارة إسرائيلية تدمر مبنى يؤوي نازحين في قلب بيروت... وحزام ناري على الضاحية

دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

رغم الحديث عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار، ما زال الجيش الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على مناطق عدة في لبنان خصوصاً في العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.

ومن دون إنذار مسبق، استهدف الطيران الإسرائيلي مبنى في منطقة النويري في محيط مجمع خاتم الأنبياء، في قلب العاصمة بيروت، متسبباً في انهياره بالكامل في غارة عنيفة.

وحسب المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام لبنانية فإن المبنى مؤلَّف من 4 طبقات، وكان يُستخدم مطبخاً لتجهيز الوجبات للنازحين، كما يضم كثيراً من النازحين.

حزام ناري على الضاحية

كذلك، استهدفت سلسلة غارات متزامنة ضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء، بشكل غير مسبوق، بعد وقت قصير من إنذارات وجَّهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء عشرين مبنى في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل «حزب الله» قرب العاصمة.

وتصاعدت سحب دخان وغبار ضخمة الواحدة تلو الأخرى من 5 مواقع على الأقل، إثر غارات تردد صداها في بيروت.

جاء التصعيد قُبيل اجتماع يعقده مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، لاتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في لبنان.

وشن الطيران الإسرائيلي غارات متزامنة وعنيفة، واستهدف برج البراجنة والرمل العالي - تحويطة الغدير، مشكِّلاً حزاماً نارياً لفَّ المنطقة.

بعد الظهر، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بإخلاء 20 مبنى في الحدث وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل أن يستهدفها.

كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قد وجه إنذارين عاجلين إلى جميع السكان الموجودين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديداً في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: برج البراجنة، وتحويطة الغدير. وقال: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله) حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب، من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر».

20 هدفاً... وفروع «القرض الحسن» قريباً

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه قصف 20 هدفاً في بيروت من بينها أهداف تابعة لـ«حزب الله» باستخدام ثماني طائرات، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»: «جيش الدفاع يهاجم أهدافاً إرهابية في بيروت من بينها أهداف لإدارة وتخزين أموال تابعة لـ(حزب الله)... خلال عملية سريعة استمرت 120 ثانية بثماني طائرات حربية».

وأضاف: «على المدى الزمني القريب سنهاجم فروعاً عديدة لجمعية القرض الحسن، حيث تحتوي هذه الفروع على أموال تمويل إيرانية وأخرى من مصادر الدخل لـ(حزب الله) التي تُستخدم في الواقع لإدارة وتخزين مصالح (حزب الله) الإرهابية».