بنك إنجلترا مطالب بكبح الفائدة قبل الركود

الحكومة تتوقع ذروة قريبة للتضخم

تعتقد الحكومة البريطانية أن التضخم في طريقه لبلوغ الذروة في المدى القصير إلى المتوسط (رويترز)
تعتقد الحكومة البريطانية أن التضخم في طريقه لبلوغ الذروة في المدى القصير إلى المتوسط (رويترز)
TT

بنك إنجلترا مطالب بكبح الفائدة قبل الركود

تعتقد الحكومة البريطانية أن التضخم في طريقه لبلوغ الذروة في المدى القصير إلى المتوسط (رويترز)
تعتقد الحكومة البريطانية أن التضخم في طريقه لبلوغ الذروة في المدى القصير إلى المتوسط (رويترز)

قال الخبير الاقتصادي البريطاني البارز تيم كونغدون، إنه على بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) الاستعداد لإنهاء موجة زيادة أسعار الفائدة قبل دخول الاقتصاد مرحلة الركود أوائل العام المقبل.
وأشار كونغدون إلى انهيار وتيرة نمو إمدادات النقد في الاقتصاد البريطاني، وهو المقياسي الكمي الذي دفعه إلى التحذير في 2020 لأول مرة من موجة ارتفاعات أسعار قادمة، كسبب لدعوة مسؤولي السياسة النقدية في بريطانيا إلى أن يبتعدوا «قليلاً» عن مستوى الفائدة الرئيسية الحالي وهو 1 في المائة، وأن الركود الاقتصادي محتمل وضروري، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وأشارت «بلومبرغ» إلى أن كونغدون الذي عمل مستشاراً لسياسات الاقتصاد الكلي في حكومة رئيسة الوزراء المحافظة الأسبق مارغريت ثاتشر كان قد توقع بموجة ارتفاع في الأسعار في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بعد انحسار جائحة فيروس كورونا المستجد.
وانكمش الاقتصاد البريطاني خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي بوتيرة تعد الأكثر حدة منذ أكثر من عام، مما يشير إلى أن الاقتصاد سوف ينكمش خلال الربع الثاني. وذكر مكتب الإحصاء الوطني البريطاني يوم الاثنين أن إجمالي الناتج المحلي تراجع بنسبة 0.3 في المائة، مقارنة بشهر مارس (آذار) الماضي عندما تراجع بنسبة 0.1 في المائة.
ويرجع السبب الرئيسي لتراجع قطاع الخدمات تقلص قطاع العمل الاجتماعي والصحة بنسبة 5.6 في المائة، «حيث تراجعت بشدة اختبارات هيئة الخدمات الصحية الوطنية ونشاط التعقب» بعد إلغاء قيود مكافحة «كورونا».
وبالتزامن، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الثلاثاء إن التضخم في بريطانيا سيصل إلى الذروة في الأجل القصير إلى المتوسط، وإن الحكومة حريصة على عدم إطالة أمد المرحلة الحالية لتزايد الأسعار باتخاذ سياسات جديدة لموازنة زيادات معدلات الفائدة.
وأشار جونسون الأسبوع الماضي إلى أنه يريد أن يكون بمقدور المزيد من الناس الحصول على قروض عقارية لشراء مساكن، لكن بنك إنجلترا المركزي من المتوقع على نطاق واسع أن يرفع معدلات الفائدة يوم الخميس.
وقال المتحدث باسم جونسون عندما سئل عما إذا كان تزايد معدلات الفائدة قد يمكن موازنته بتحرك حكومي لإتاحة قروض عقارية إن «التوافق العام هو أن التضخم سيصل إلى الذروة في وقت ما في الأجل القصير إلى المتوسط. بالتأكيد الحكومة تسعى لضمان أن تكون الظروف مهيأة بما لا يجعلنا نفعل شيئاً يغير ذلك... ويبدو أن التوافق العريض هو أن بعض هذه التحديات ربما أنها ستكون فقط في الأجل القصير إلى المتوسط».
وتتزايد الضغوط على البريطانيين، إذ أظهرت بيانات رسمية أن القوة الشرائية للأسر في المملكة المتحدة شهدت أكبر تراجع لها خلال 21 عاماً، على الأقل، حيث التهم أسرع تضخم في البلاد منذ عقود الزيادات في الأجور.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، يوم الثلاثاء، أن متوسط الأجور المعدل على أساس الأسعار، باستثناء المكافآت، تراجع بنسبة 3.4 في المائة في أبريل (نيسان) على أساس سنوي، وهو أكبر انخفاض منذ بدء التسجيلات الحديثة في عام 2001.
وبلغ متوسط انخفاض الأجور على أساس سنوي خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية أبريل الماضي 2.2 في المائة، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2011. وارتفعت الأجور بنسبة 4.1 في المائة في أبريل، أي بنحو نصف معدل التضخم. وزادت الأجور، بما يشمل المكافآت، بوتيرة أسرع، ولكن المكافآت غير متساوية.
وتؤدي هذه الضغوط إلى زيادة الضغط على رئيس الوزراء بوريس جونسون، كما تضع تحدياً كبيراً أمام محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، حيث يحاول صناع السياسة النقدية كبح التضخم دون دفع الاقتصاد إلى حالة ركود.
وقال وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك: «لا تزال سوق العمل لدينا قوية، مع تراجع تسريح العمالة إلى أدنى مستوى على الإطلاق». وأضاف أن «مساعدة الناس على العمل هي أفضل طريقة لدعم الأسر على المدى الطويل، ونواصل مساعدة الناس للحصول على وظائف جديدة وأفضل».


مقالات ذات صلة

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد شخص يتسوق لشراء الطعام في أحد المتاجر الكبرى استعداداً لعيد الشكر في شيكاغو (رويترز)

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يرتفع مجدداً

تسارعت زيادات الأسعار للمستهلكين في الشهر الماضي، مما يشير إلى أن التراجع المستمر في التضخم على مدار العامين الماضيين قد بدأ يواجه تحديات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.