أزمة الغذاء تخيّم على لقاء رؤساء الغرف الخليجية بمسقط

ودعوة لإبرام اتفاقية تجارة حرة مع الهند

نايف الحجرف أمين مجلس التعاون الخليجي لدى لقائه برؤساء اتحاد الغرف في مسقط (العمانية)
نايف الحجرف أمين مجلس التعاون الخليجي لدى لقائه برؤساء اتحاد الغرف في مسقط (العمانية)
TT
20

أزمة الغذاء تخيّم على لقاء رؤساء الغرف الخليجية بمسقط

نايف الحجرف أمين مجلس التعاون الخليجي لدى لقائه برؤساء اتحاد الغرف في مسقط (العمانية)
نايف الحجرف أمين مجلس التعاون الخليجي لدى لقائه برؤساء اتحاد الغرف في مسقط (العمانية)

دعا عدد من أعضاء الغرف الخليجية مساء أمس الأربعاء، إلى العمل للحدّ من تأثيرات الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط، وارتفاع اسعار الغذاء، مؤكدين ضرورة إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين دول المجلس والهند، خصوصاً في ظل الأزمة الغذائية الحالية التي يشهدها العالم.
جاء ذلك خلال لقاء رؤساء الغرف الخليجية في العاصمة العمانية بالأمين العام لمجلس التعاون الدكتور نايف الحجرف على هامش الاجتماع الـ58 لمجلس اتحاد غُرف الخليج الذي تستضيفه مسقط.
وتناول اللقاء إصدار دليل موحد لاستثمار المواطنين الخليجيين في دول المجلس يتضمن شروطا وإجراءات خاصة لعملية الاستيراد والتصدير بين دول المجلس، بالإضافة إلى دور القطاع الخاص الخليجي في البحث عن موارد بديلة للمنتجات الأساسية (القمح – الزيوت) في ظل الأزمة الغذائية المتوقعة نتيجة الصراع العسكري الروسي – الأوكراني.
ونوه عدد من المتحدثين إلى أهمية النظر إلى التأثيرات الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط وانعكاس الصراعات الدولية على النشاط الاقتصادي والتجاري وخاصة في دول المجلس وضرورة اتخاذ سياسات اقتصادية متناسقة بين دول المجلس لمواجهتها.
وبحث الحجرف موضوع الاستثمار وإجراءات الاستيراد والتصدير بين دول المجلس وتعزيز الأمن الغذائي، كما تناول الاجتماع البحث في ضرورة إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين دول المجلس والهند خاصة في ظل الأزمة الغذائية الحالية التي يشهدها العالم.
ودعا أعضاء الغرف الخليجيين إلى اتخاذ سياسات اقتصادية متناسقة لمواجهة الأزمة الغذائية، في حين أكدت الأمانة العامة لاتحاد الغرف الخليجية على أهمية توجيه الدعم لتشجيع القطاع الخاص الخليجي على زيادة الاستثمار في الزراعة والصناعات الغذائية.
وأكد الحجرف أن قادة مجلس التعاون يؤكدون «على أهمية دور القطاع الحاص الخليجي في تحقيق الرؤي الوطنية لدول الخليج وتعزيز ودعم العمل الخليجي المشترك وبخاصة في مساره الاقتصادي».

وقال عجلان بن عبد العزيز العجلان، رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي - رئيس اتحاد الغرف السعودية - إن اللقاء بالأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاء لمناقشة تفعيل وتطوير التكامل الاقتصادي الخليجي، مضيفًا أن آفاق التعاون والتكامل في دول الخليج بين القطاعين العام والخاص واعدة، وإن اقتصادات دول المجلس أصبحت من أكبر الاقتصادات في العالم.

وبيّن أن المجتمعين يركزون على العديد من الموضوعات، منها ما يشهده العالم من نقص في إمدادات الغذاء والتكامل في صناعة الغذاء، وفتح الأسواق وإيجاد سوق موحدة للمنتجات الخليجية، إضافة إلى قرارات جديدة لدعم التكامل الاقتصادي.

من جانبه، أوضح سعادة المهندس رضا بن جمعة آل صالح رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن اللقاء جاء لبحث سبل تفعيل دور القطاع الخاص في مسيرة العمل الاقتصادي الخليجي ووضع الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه القطاع الخاص في دول المجلس.

من جانب آخر، بحث مجلس إدارة اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع الدورة الـ58 بمسقط أمس عددًا من الموضوعات، من بينها الأمن الغذائي وتفعيل القرارات الداعمة للقطاع الخاص بدول المجلس.

وترأس الاجتماع عجلان العجلان رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، ورئيس اتحاد الغرف السعودية الذي أوضح في كلمة له أن دول المجلس - بما تمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي وكونها المصدر العالمي الرئيسي للنفط - تمتلك جميع الإمكانيات لإيجاد كيان اقتصادي قوي قادر على حماية مصالحه وصيانتها.

من جانبه، أوضح المهندس رضا بن جمعة آل صالح رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن الاجتماع جاء لمناقشة العديد من الموضوعات المتعلقة بتعزيز الأمن الغذائي إضافة إلى تحديات الاستيراد والتصدير بين دول الخليج.


مقالات ذات صلة

اتحاد الغرف الخليجية يطلق مبادرة لتعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص

الاقتصاد أعلام دول مجلس التعاون الخليجي (رويترز)

اتحاد الغرف الخليجية يطلق مبادرة لتعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص

أطلق اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة «تواصل» التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، والإسهام في التعريف بالفرص الاستثمارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج جانب من اجتماع وزراء خارجية دول الخليج الـ163 في مكة المكرمة (مجلس التعاون)

«الوزاري الخليجي» يؤكد دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه

أكد الاجتماع الوزاري الخليجي دعم مجلس التعاون لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة بوصفه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

سعيد الأبيض (مكة المكرمة)
الخليج جاسم البديوي متحدثاً خلال الاجتماعات الوزارية في مكة المكرمة الخميس (مجلس التعاون)

دعم خليجي لمخرجات «قمة فلسطين» في القاهرة

أكَّد مجلس التعاون الخليجي دعم مخرجات «قمة فلسطين» العربية غير العادية في مصر، التي اعتمدت خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة.

سعيد الأبيض (مكة المكرمة)
الخليج قررت «اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية» سحب وفقد الجنسية الكويتية بخصوص 464 حالة لأسباب يتعلق معظمها بالغش والتزوير

فقدُ وسحب الجنسية الكويتية من 464 حالة بسبب «التزوير»

قررت السلطات الكويتية، الخميس، سحب وفقد الجنسية الكويتية بخصوص 464 حالة؛ لأسباب يتعلق معظمها بالغش والتزوير.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد مبنى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الموقع الإلكتروني)

«الإسكوا»: 5 % مساهمة الدول العربية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي

نما الاقتصاد في المنطقة العربية بمقدار 16.5 في المائة بين عامي 2017 و2021، ليشكل نحو 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الدولار يتراجع لأدنى مستوياته في 4 أشهر مع تصاعد مخاوف الحرب التجارية

رُزم من الدولارات بمحل صرافة في سيوداد خواريز- المكسيك (رويترز)
رُزم من الدولارات بمحل صرافة في سيوداد خواريز- المكسيك (رويترز)
TT
20

الدولار يتراجع لأدنى مستوياته في 4 أشهر مع تصاعد مخاوف الحرب التجارية

رُزم من الدولارات بمحل صرافة في سيوداد خواريز- المكسيك (رويترز)
رُزم من الدولارات بمحل صرافة في سيوداد خواريز- المكسيك (رويترز)

انخفض الدولار يوم الاثنين، متداولاً بالقرب من أدنى مستوياته في 4 أشهر مقابل العملات الرئيسية؛ حيث دفعت المخاوف المتزايدة بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، مثل الين الياباني والفرنك السويسري.

وتفاقمت حالة القلق في الأسواق بسبب التوترات التجارية؛ إذ فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعريفات جمركية على كبار الشركاء التجاريين، قبل أن يؤجل بعضها لمدة شهر، وسط تصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي. وأدى ذلك إلى تراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي الذي كان في السابق يتفوق على نظرائه.

وفي أسواق العقود الآجلة للعملات، خفَّض المستثمرون صافي المراكز الطويلة بالدولار إلى 15.3 مليار دولار، بعد أن كانت قد بلغت ذروتها عند 35.2 مليار دولار في يناير (كانون الثاني)، وهو أعلى مستوى في 9 سنوات، وفق «رويترز».

ومع ازدياد المخاوف، لجأ المستثمرون إلى الين الياباني والفرنك السويسري، ما دفع العملتين إلى أعلى مستوياتهما منذ عدة أشهر. وارتفع الين بنسبة 0.25 في المائة يوم الاثنين إلى 147.68 ين للدولار، مقترباً من أعلى مستوى له في 5 أشهر عند 146.94، والذي لامسه يوم الجمعة. كما سجل الفرنك السويسري أعلى مستوى له في 3 أشهر عند 0.87665 للدولار.

أما اليورو، فقد استقر عند 1.0842 دولار، بعد أن حقق الأسبوع الماضي أفضل أداء أسبوعي له منذ عام 2009، مدعوماً بالإصلاحات المالية الجوهرية في ألمانيا. في غضون ذلك، ظل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، عند 103.83، قريباً من أدنى مستوى له في 4 أشهر، والذي سجله الأسبوع الماضي.

وسجل الدولار تراجعاً بأكثر من 3 في المائة الأسبوع الماضي مقابل منافسيه الرئيسيين، في أسوأ أداء أسبوعي له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وذلك وسط تصاعد المخاوف بشأن التعريفات الجمركية وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد.

تصريحات ترمب وتأثيرها على الأسواق

زاد من قلق المستثمرين تصريح ترمب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» يوم الأحد؛ حيث رفض التنبؤ بما إذا كانت الولايات المتحدة ستواجه ركوداً، في ظل قلق الأسواق بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين.

وأدت تصريحاته إلى انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأميركية، بينما تراجعت عائدات سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس، خلال ساعات التداول الآسيوية، مما زاد من الضغط على الدولار.

وقالت بارشا سايمبي، الخبيرة الاستراتيجية في أسعار الصرف والعملات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى «بي إن بي باريبا» في سنغافورة: «إذا كان ترمب يسعى إلى خفض قيمة الدولار وتقليل العوائد، فإن ذلك يعزز الاعتقاد بأن العملة الأميركية قد تواجه صعوبة في تحقيق مكاسب قوية».

وأضافت: «مستثمرو العملات الأجنبية يتبنون نهجاً حذراً على نطاق واسع».

بيانات سوق العمل الأميركية

كان المستثمرون أيضاً يستوعبون بيانات سوق العمل الصادرة يوم الجمعة، والتي أظهرت أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة انتعش في فبراير (شباط)؛ لكنه كشف عن بوادر ضعف في سوق العمل التي كانت حتى الآن مرنة رغم التقلبات الاقتصادية.

وأعلن مكتب إحصاءات العمل أن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 151 ألف وظيفة الشهر الماضي، مقارنة بـ125 ألف وظيفة في يناير، بعد تعديل البيانات بالخفض. وكانت التوقعات تشير إلى ارتفاع قدره 160 ألف وظيفة.

وقال خبراء استراتيجيون في «سيتي غروب»، إن هذه البيانات قد تجعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي أكثر ارتياحاً للإبقاء على سياسته النقدية دون تغيير في اجتماعه هذا الشهر. إلا أن بعض تفاصيل تقرير الوظائف، مثل ارتفاع معدل البطالة وتراجع نسبة المشاركة في القوى العاملة، تشير إلى احتمال ازدياد ضعف سوق العمل خلال الربيع المقبل.

وأضافوا في مذكرة بحثية: «من المرجح أن يؤدي تباطؤ إنفاق المستهلكين إلى جانب فقدان الوظائف الحكومية وانخفاض أسعار الأسهم، إلى دفع (الاحتياطي الفيدرالي) لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في مايو (أيار)».

وأظهرت بيانات بورصة لندن أن المتعاملين يراهنون على تخفيضات قدرها 75 نقطة أساس من قبل «الفيدرالي الأميركي» هذا العام، مع ترجيح خفض أسعار الفائدة بالكامل في يونيو (حزيران).

تحركات العملات الأخرى والعملات المشفرة

في الأسواق الأخرى، لامس الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له في 4 أشهر عند 1.2946 دولار قبل أن يتراجع إلى 1.2911 دولار في التعاملات الآسيوية. وارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.14 في المائة إلى 0.6315 دولار، بينما بلغ الدولار النيوزيلندي 0.5718 دولار.

أما في سوق العملات المشفرة، فقد هبطت «البتكوين» إلى ما دون 80 ألف دولار خلال ساعات التداول الآسيوية، قبل أن تعود للارتفاع قليلاً؛ حيث تم تداولها عند 82297.82 دولار في آخر سعر مسجل.

على صعيد آخر، تراجع اليوان الصيني يوم الاثنين بعد أن كشفت بيانات صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع عن انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في فبراير، بأسرع وتيرة له منذ 13 شهراً، مما زاد من المخاوف بشأن ضعف الطلب في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

وتداول اليوان في الأسواق المحلية عند 7.2563 للدولار، بانخفاض نسبته 0.2 في المائة، بينما تراجع اليوان الخارجي بنسبة 0.24 في المائة.