مسؤول فلسطيني: بلير كان منحازًا لإسرائيل و«لسنا آسفين على رحيله»

ممثلو الرباعية الدولية يبحثون في ترشيح شخصيات لخلافته بعد استقالته

مسؤول فلسطيني: بلير كان منحازًا  لإسرائيل و«لسنا آسفين على رحيله»
TT

مسؤول فلسطيني: بلير كان منحازًا لإسرائيل و«لسنا آسفين على رحيله»

مسؤول فلسطيني: بلير كان منحازًا  لإسرائيل و«لسنا آسفين على رحيله»

أكد مسؤولون في الأمم المتحدة، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قدم فيها استقالته من منصبه كممثل خاص للجنة الرباعية، وهو المنصب الذي تولاه منذ العام 2007.
وأوضح المسؤولون، أن اللجنة الرباعية في بروكسل، ستتولى الإعلان عن استقالة بلير رسميا، لتدخل حيز التنفيذ في مطلع يونيو (حزيران) المقبل، بعد «استيفاء بلير لالتزاماته المعلقة» خلال الأسبوع الحالي. وتحفظ ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على تأكيد خبر الاستقالة، مشيرا إلى أن الأمين العام بان كي مون، لم يتسلم بعد خطاب الاستقالة رسميا حتى ظهر أمس.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن ممثلي اللجنة الرباعية يعقدون اجتماعا في بروكسل لمناقشة تداعيات استقالة بلير والشخصيات المرشحة لتحل مكانه. وقالت المصادر إن بلير سيواصل جهوده في العمل بشكل شخصي لتعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط، رغم استقالته.
وبعد ما يقرب من ثماني سنوات من عمله مبعوثا للجنة الرباعية، تأتي استقالة توني بلير في وقت تواجه فيه عملية المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تراجعا كبيرا، مع تضاؤل الآمال في إمكانية تطبيق حل الدولتين. وتتزايد الشكوك حول التزام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بحل الدولتين، إذ تواصل حكومته توسيع المستوطنات وتخطط لمشاريع استيطانية جديدة وخصوصا في القدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيون بها عاصمة لدولتهم.
وكان بلير قد تولى المنصب بعد وقت قصير من مغادرته لمنصبه كرئيس للحكومة البريطانية، وكانت مهامه تشمل المساعدة في تطوير الاقتصاد الفلسطيني، وتحسين الحكم في المؤسسات الفلسطينية، والإعداد لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل كجزء من اتفاق سلام. وبدأ مهام منصبه مند عام 2007 بآمال كبيرة في إمكانية تحقيق تغييرات جذرية في السعي لتعزيز السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال مسؤول فلسطيني تعقيبا على استقالة بلير، إن رحيل مبعوث الرباعية الدولية، توني بلير، في حال دخل حيز التنفيذ، سيكون دليلا على فشله وفشل الرباعية الأميركية في تحقيق سلام في المنطقة، أو حتى دعم هذا السلام.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.