أكد المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين أن المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم خلال زيارته إلى بيروت «قدموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها»، ورأى أن الردّ اللبناني الذي يحمله إلى تل أبيب لعرضه على الجانب الإسرائيلي «يدفع بالمفاوضات إلى الأمام»، مضيفاً: «سأتشارك هذه الأفكار مع إسرائيل، وما أن أحصل على ردّ واقتراح من الجانب الإسرائيلي، سأبلغه إلى الحكومة في لبنان».
وقال هوكشتاين، في مقابلة مع قناة «الحرة» الأميركية، في ختام زيارته إلى لبنان، إنه «جاء للاستماع للمسؤولين في الحكومة اللبنانية والإصغاء لوجهات نظرهم وتلقي أفكارهم حول المسارات المحتملة للدفع قدماً». وأعرب عن اعتقاده بأن ما سمعه أيضاً «كان فهماً واضحاً، مفاده أن الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان، وهو الهم الأساس للرؤساء والقادة الآخرين الذين التقيت بهم، هو إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، والتي ترتبط بشكل وثيق بملف النفط، وحل النزاع البحري يشكل خطوة أساسية وهامة من أجل إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وللانطلاق بمسار الانتعاش والنمو». وأضاف: «أعتقد أن ما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدماً، من غير أن تغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدم تنازلات والتفكير بشكل بناء». وعما إذا كان قد قدّم اقتراحات أو نقاطاً جديدة، نفى هوكشتاين ذلك، موضحاً أنه جاء إلى لبنان للاستماع إلى ردود الفعل حول الاقتراحات والنقاط التي أثارها من قبل. وقال: «إننا في مرحلة حساسة نحاول فيها أن نردم الهوة بين الجانبين كي نتمكن من التوصل إلى اتفاق بينهما».
ولدى سؤاله عما إذا ناقش لبنان معه الخط 29 الذي كان هناك إصرار لبناني عليه، اعتبر هوكشتاين أن «أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية؟ وهل أنا في أفضل موقع لي؟ هل أريد أن أكون أنا المحق؟ لأنه أحياناً عندما تكونين أنت المحقة، لا تستطيعين أن تثبتي ذلك».
وتابع: «ثمة طرفان هنا، وعلى الجانبين بدل التركيز على ما هو حق لي مقابل الطرف الآخر الذي يرى ما هو حق له، يجب أن يكون التفكير قائماً على الطاقة التي يفترض بذلها في التفكير، ما هي الأفكار الخلاقة التي يمكننا أن نتفق عليها. قد لا أحصل على كل ما أردته، لكنني حصلت على ما هو أكثر بكثير مما لدي الآن، وفي حالة لبنان، هو لا شيء».
وعن موقفه من الفكرة التي طرحها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، لناحية فرض مبدأ «كاريش مقابل قانا»، قال هوكشتاين: «أعتقد أن كثيرين كوّنوا أفكاراً حول ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات. أعتقد أن الحكومة اللبنانية قد قامت بخطوة قوية جداً إلى الأمام اليوم، عبر طرح مقاربة موحدة، والتفكير ملياً، لا أعتقد أن الأمر حكر على الشعارات، بل يقضي بالنظر إلى نوع التسوية التي يمكن التوصل إليها، ويوافق عليها الإسرائيليون من غير أن يشعروا أن في ذلك ما يتعارض مع مصالحهم، وذلك مع الحفاظ على أهم جزء من مصالح لبنان».
هوكشتاين: اللبنانيون قدّموا أفكاراً تشكل أساساً لتقدم المفاوضات
هوكشتاين: اللبنانيون قدّموا أفكاراً تشكل أساساً لتقدم المفاوضات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة