تحذيرات للخزانة الأميركية من آثار العقوبات ضد روسيا

تحث الحكومة الأميركية الشركات على شراء ونقل المزيد من السماد الروسي (رويترز)
تحث الحكومة الأميركية الشركات على شراء ونقل المزيد من السماد الروسي (رويترز)
TT
20

تحذيرات للخزانة الأميركية من آثار العقوبات ضد روسيا

تحث الحكومة الأميركية الشركات على شراء ونقل المزيد من السماد الروسي (رويترز)
تحث الحكومة الأميركية الشركات على شراء ونقل المزيد من السماد الروسي (رويترز)

حذَّرت شركة «باسيفيك إنفستمنت مانجمنت» (بيمكو) الخزانة الأميركية من التداعيات على المستثمرين، جراء العقوبات الصارمة ضد روسيا، والتي من شأنها أن تدفع موسكو إلى التخلف عن السداد.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مصادر مطلعة، أن مسؤولين تنفيذيين في الشركة العملاقة في تجارة السندات، أطلعوا وزارة الخزانة الأميركية على الخسائر التي سوف تواجهها صناديق التقاعد الأميركية، حال اضطر مديرو الصناديق إلى شطب مستحقاتها لدى روسيا.
وأثار المسؤولون التنفيذيون أيضاً نقطة أخرى، وهي أن التخلف عن السداد من جانب روسيا سوف يسمح للرئيس فلاديمير بوتين بالاحتفاظ باحتياطي العملات الأجنبية التي كان من الممكن دفعها للدائنين، ما يوفر له مزيداً من الأموال لجهود الحرب، وفقاً للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، نظراً لسرية الأمر.
وتحتفظ «بيمكو» بما يعادل 1.8 مليار دولار من السندات السيادية الروسية. وقال متحدث باسم «بيمكو» التي تتخذ من نيوبورت بيتش بولاية كاليفورنيا مقراً لها، في بيان، إن الشركة -انطلاقاً من واجبها الائتماني تجاه عملائها- قد تواصلت مع وزارة الخزانة الأميركية للتعبير عن بعض النتائج الرئيسية، لتعثر روسيا عن السداد.
ومن جهة أخرى، تحث الحكومة الأميركية بهدوء الآن الشركات الزراعية وشركات الشحن على شراء ونقل المزيد من السماد الروسي؛ حيث أدت المخاوف من العقوبات إلى انخفاض حاد في الإمدادات، مما أشعل أسعار الغذاء العالمية، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، نقلاً عن مصادر مطلعة على هذا الأمر.
وأوضحت «بلومبرغ» أن هذا الجهد يأتي في إطار مفاوضات معقدة وصعبة تجري الآن بمشاركة الأمم المتحدة لتعزيز شحنات الأسمدة والحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من روسيا وأوكرانيا، والتي اكتنفها الاضطراب بسبب قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو جارته الجنوبية.
يُذكر أن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين اتهموا الكرملين باستخدام الغذاء كسلاح عن طريق منع أوكرانيا من التصدير؛ لكن روسيا تنفي ذلك حتى مع مهاجمتها للمواني الرئيسية، ملقية باللوم في اضطراب الشحنات على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بسبب الغزو.
وذكرت «بلومبرغ» نقلاً عن المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن واشنطن أرسلت ممثلاً إلى المحادثات بقيادة الأمم المتحدة في موسكو، في وقت سابق من الشهر الحالي، بشأن قضايا الإمداد. وعدم كفاية شحنات الأسمدة هذا العام قد يؤثر أيضاً على محاصيل العام القادم. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعقيب.
وطالب الكرملين الولايات المتحدة بتوفير ضمانات للشركات التي تتولى شراء وشحن الأسمدة والحبوب، بأنها غير خاضعة للعقوبات، على اعتبار أن هذا هو شرطه لعدم عرقلة شحنات المنتجات الزراعية الأوكرانية الآن.


مقالات ذات صلة

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

الاقتصاد ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية المخطط لها.

الاقتصاد ترمب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في البيت الأبيض 7 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ترمب يتوقع مونديال 2026 «أكثر إثارة»

عدَّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن التوترات التجارية مع الجارتين المكسيك وكندا ستعزز استضافة كأس العالم 2026 في كرة القدم، في حين أعلن من البيت الأبيض إنشاء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متسوقون في لوس أنجليس بكاليفورنيا يبحثون عن الأخشاب وسط تصاعد التوتر التجاري بعد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من احتمال فرض تعريفات جمركية على الأخشاب الكندية المورِّد الأكبر للولايات المتحدة (إ.ب.أ)

أبعاد رسوم ترمب الاقتصادية... ما بين حماية الصناعة المحلية وأداة ضغط للتوازن التجاري

أحدثت الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نقاشاً واسعاً حول جدواها الاقتصادية، وتأثيرها في الأسواق المحلية والدولية.

مساعد الزياني (دبي)
خاص الرئيس دونالد ترمب يستمع إلى إيلون ماسك وهو يتحدث في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)

خاص هل يكون انحدار «تسلا» مدفوعاً بانحيازات إيلون ماسك السياسية؟

كان لتحالف إيلون ماسك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وانغماسه عميقاً في السياسات الداخلية والخارجية، نتائج قد تكون مقلقة اقتصادياً بالنسبة للشركة ولماسك.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد سكوت بيسنت يتحدث في فعالية نادي الاقتصاد في نيويورك 6 مارس 2025 (رويترز)

وزير الخزانة الأميركي: الاقتصاد قد يواجه فترة صعبة بسبب تراجع الإنفاق الحكومي

أقرّ وزير الخزانة سكوت بيسنت، يوم الجمعة، بوجود بعض علامات الضعف في الاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يشهد الاقتصاد فترة من التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».