«اليرقان» يغزو شمال لبنان

174 إصابة ولا لقاحات

صورة نشرتها وكالة الأنباء المركزية قبل أشهر لمريضة باليرقان من بلدة في شمال لبنان
صورة نشرتها وكالة الأنباء المركزية قبل أشهر لمريضة باليرقان من بلدة في شمال لبنان
TT
20

«اليرقان» يغزو شمال لبنان

صورة نشرتها وكالة الأنباء المركزية قبل أشهر لمريضة باليرقان من بلدة في شمال لبنان
صورة نشرتها وكالة الأنباء المركزية قبل أشهر لمريضة باليرقان من بلدة في شمال لبنان

تصاعدت التحذيرات من انتشار وبائي جديد في لبنان، إثر تسجيل السلطات 174 إصابة بمرض «التهاب الكبد الفيروسي - أ» المعروف بـ«اليرقان»، وسط تحقيقات تجريها وزارة الصحة لمعرفة أسباب انتشار المرض.
وظهرت الإصابات بداية في طرابلس في شمال لبنان، حسب ما أفادت وسائل إعلام لبنانية، وقالت، إن الأسباب عائدة إلى تلوث في مياه الشفة، وهو ما لم يُحسم بعد.
وأعلنت وزارة الصحة أمس، أن العدد الفعلي لهذه الإصابات المسجلة منذ بدء انتشار الالتهاب حتى اليوم يبلغ مائة وأربعاً وسبعين حالة. وذكرت الوزارة، أنها «واكبت هذا الموضوع منذ ظهوره وأعلنت عن ذلك بشفافية مطلقة»، مشيرة إلى أنها «لا تزال تأخذ العينات وتجري التحقيقات اللازمة لتبيان سبب انتشار الالتهاب الذي لم يحسم بشكل نهائي بعد». ولفتت إلى أنها ستصدر نشرة يومية عن موضوع اليرقان، كما هو حاصل بالنسبة إلى وباء كورونا؛ و«ذلك للإفادة بالمعطيات والأرقام الحقيقية للحالات الموجودة».
وحذر نقيب الأطباء يوسف بخاش من سرعة انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي الألفي Hepatite A، قائلاً إنه «مرض شديد العدوى يؤدي في حالات استثنائية إلى قصور في عمل الكبد». وعزا أسباب انتشاره بهذه السرعة إلى «نقص المياه الصالحة للشرب وسوء الصرف الصحي والنظافة العامة»، مضيفاً أن «فترة حضانته تمتد من 15 إلى 50 يوماً».
وأثنى بخاش على «عمل وزارة الصحة وتعاونها مع الجهات المختصة والتحري عن سبب التلوث والكشف عن أن شبكة المياه لا تلوث فيها بحسب التحاليل»، متوقفاً عند «سرعة انتشار الإصابات، حيث وصل إلى 118 حالة خلال أقل من أسبوع».
ونصح نقيب الأطباء، بـ«ضرورة الوقاية والنظافة الشخصية في المنزل من ناحية غسل اليدين جيداً بعد استخدام المرحاض، وقبل تحضير الطعام أو تناوله، واستخدام المياه الموثوقة للشرب ولنظافة الخضراوات والفاكهة». وطالب «بالعمل على توفير اللقاح المضاد ومن ثم إجراء حملة تلقيح استباقية للوقاية من المرض للمجتمعات المعرضة على أن تبدأ بكبار السن ومن يعاني من مشاكل صحية وأمراض مزمنة». وأكد، أن «الكشف المبكر للمرض هو من الأولويات على اعتبار أنه يؤدي إلى عزل المصابين وحصر تفشي العدوى والقضاء على الوباء».
إلى ذلك، أشار «نقيب الصيادلة جو سلّوم إلى أن اللقاحات المدعومة مفقودة؛ لذلك يجب إعلان حالة طوارئ صحية، ليس فقط في طرابلس إنما في كل لبنان لعدم تفشي الوباء».


مقالات ذات صلة

صحتك الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أفادت الدراسات بأن الكركمين يؤثر على معدل حيوية الخلايا وتنظيم دورة الخلية للخلايا الدهنية (موقع ايفري دا هيلث)

الكركمين... فاعلية مذهلة لعلاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية

يُظهر الكركمين فعالية واعدة في علاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية التنكسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بطانة الرحم المهاجرة حالة صحية شائعة ومؤلمة (رويترز)

«بطانة الرحم المهاجرة» تزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة

أظهرت دراسة جديدة أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من أمراض المناعة الذاتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية قد تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان (رويترز)

ممارسة مرضى السرطان للرياضة تقلل الآثار الجانبية للعلاج

يمكن للتمارين الرياضية أن تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مصر: ارتياح عقب حكم بالسجن المؤبد لـ«ثمانيني» أُدين بـ«هتك عرض» طفل

دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

مصر: ارتياح عقب حكم بالسجن المؤبد لـ«ثمانيني» أُدين بـ«هتك عرض» طفل

دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

سادت حالة ارتياح في أوساط الرأي العام بمصر، الأربعاء، عقب الحكم بالسجن المؤبد (25 عاماً) على مسن «ثمانيني»، أُدين بـ«هتك عرض طفل بالقوة»، وهو حكم عدّه مراقبون «فريداً»، إذ صدر من أول جلسة لنظر القضية.

وتعود وقائع القضية، حسب التحقيقات التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، إلى يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، حين اتهم والد طفل (6 سنوات)، المشرف المالي بمدرسة «الكرمة» للغات في دمنهور بمحافظة البحيرة (78 عاماً)، بهتك عرض نجله أكثر من مرة، داخل المدرسة.

وتصدرت قضية الطفل الرأي العام على مدار الأيام الماضية، وسط حالة تعاطف كبير مع الطفل وعائلته، في حين تحوّلت أجواء التضامن إلى احتفاء بالحكم الذي صدر بسرعة غير متوقعة.

ومنذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء، احتشد المئات في محيط محكمة جنايات دمنهور، قبل بدء الجلسة لدعم أسرة الضحية، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما حضر الطفل مرتدياً قناع «سبايدر مان».

وتصدر وسم «#حكم_المؤبد» الترند في مصر بمجرد صدور الحكم، حيث عبّر خلاله البعض عن احتفائهم بالقضاء المصري الذي أنصف الطفل بسرعة، رغم محاولات الضغط على أهله، في حين تساءل آخرون عن مصير أطراف أخرى «متهمة» في القضية، في مقدمتهم مديرة المدرسة وإحدى العاملات، قيل إنهما «تسترتا» على المجرم.

وقال محامي الضحية عصام مهنا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأطراف الأخرى لم تكن ضمن المتهمين المحالين جنائياً للمحكمة، ومن ثم فالجزاء الذي ينتظرهم – حال ثبت تورطهم - إداري أو تأديبي»، مشيراً إلى أن «الأسرة لم توجه الاتهام خلال التحقيقات بشكل مباشر سوى للمشرف المالي و(العاملة) التي كانت تصطحبه إليه، لكن النيابة لم تُحل سوى الأول للمحكمة».

وكانت وزارة التربية والتعليم قد قالت، في بيان الاثنين، إن «مديرية التربية والتعليم بمحافظة البحيرة ستتخذ مع الممثل القانوني والجهة المالكة للمدرسة جميع الإجراءات القانونية فور صدور حكم نهائي في القضية».

وأرجع مهنا سرعة صدور الحكم من أول جلسة لكون «أوراق القضية مستوفاة أمام القاضي»، مشيراً إلى أنه «اعتمد على تقرير الطب الشرعي الذي أثبت حدوث اعتداء على الطفل، بالإضافة إلى شاهدة إثبات وهي (ندا الغزالي) ولية أمر في المدرسة».

وعبرت الشاهدة ندا الغزالي، وهي أيضاً صديقة أسرة الضحية، عن سعادتها الشديدة بالحكم خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» عقب صدوره، وقالت إنه بمثابة «انتصار للطفل وأسرته».

ووصف رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال في نقابة المحامين الدكتور أحمد مصيلحي، صدور الحكم من أول جلسة بالفريد والمهم في ظل اهتمام الرأي العام، وقال لـ«الشرق الأوسط»، بشأن الخطوات المقبلة في القضية: «سيطعن محامي المُدان على الحكم الصادر ضده، ومن ثم سيعاد النظر في القضية من جديد أمام محكمة الاستئناف في دمنهور، التي ستعيد التحقيق ودراسة القضية وكل الاحتمالات واردة».

ولا يبدي محامي الضحية عصام مهنا أي قلق من الاستئناف، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن تؤيد محكمة الاستئناف نفس الحكم، وتقرير الطب الشرعي يتحدث عن إمكانية حدوث انتهاك أكثر من مرة».

وكان تقرير الطب الشرعي قد أفاد بأن توقيع الكشف الطبي على الطفل أثبت إمكانية حدوث اعتداء جنسي على الطفل مرة أو أكثر من مرة، لكنه أشار إلى أنه «لا يعد وحده دليلاً جازماً على وقوع الجريمة».