محتجون في جنوب العراق يطالبون بـ«فرص العمل»

جانب من احتجاجات البصرة (أ.ب)
جانب من احتجاجات البصرة (أ.ب)
TT

محتجون في جنوب العراق يطالبون بـ«فرص العمل»

جانب من احتجاجات البصرة (أ.ب)
جانب من احتجاجات البصرة (أ.ب)

أثار إقرار قانون الأمن الغذائي في البرلمان العراقي الأسبوع الماضي استياء وغضب أعداد كبيرة من العاطلين وخريجي الجامعات والمعاهد في جنوب العراق، نظراً إلى عدم استجابته لمطالب عدد كبير منهم بالحصول على فرص عمل ووظائف في القطاع العام. وعبر العاطلون عن غضبهم من خلال قيامهم بالتظاهرات والاعتصامات وقطع الطرق وإغلاق أبواب بعض الدوائر الحكومية. وتركزت المظاهرات في محافظة البصرة، الغنية بالنفط ومحافظة ذي قار المجاورة لها.
كما قام خريجو كلية العلوم بالتظاهر أمام مبنى شركة نفط البصرة وقاموا بإغلاق بابها الرئيسي احتجاجاً على عدم توظيفهم رغم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي يقومون بها منذ سنوات. وطبقاً لأنباء واردة من البصرة، فإن أعداداً أخرى من المتظاهرين قاموا بقطع الطرق المؤدية إلى حقل «مجنون» النفطي وحقل الرميلة الشمالية وغرب القرنة وبعض الطرقة المؤدية إلى ميناء أم قصر.
وتكررت المشاهد الاحتجاجية في الناصرية، مركز محافظة ذي قار الجنوبية، ومعظمها تركز على المطالبة بالتوظيف أو استبدال نظام العمل بأجور يومية إلى نظام العقود. وعمد خريجو المعاهد والجامعات إلى قطع جسري الزيتون والنصر في مدينة الناصرية بالإطارات المحترقة احتجاجاً على عدم توفير فرص عمل لهم. وقام العشرات من موظفي العقود في بلدية الناصرية بنصب خيام اعتصام أمام مبنى البلدية للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم ضمن قانون الأمن الغذائي الذي صوت عليه البرلمان مؤخراً، ملوحين باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم.
وتظاهر العشرات أمام مبنى استثمار الناصرية مطالبين باستقالة مدير الاستثمار لإخفاقه في إنشاء وطرح مشاريع استثمارية توفر فرص عمل للعاطلين. وفي محاولة على ما يبدو لامتصاص غضب بعض الفئات المحتجة، أعلن محافظ ذي قار محمد الغزي، أمس الأحد، الحصول على موافقة رئاسة الوزراء على شمول العاملين وفق نظام العقود 315 في المحافظة ولكافة الوزارات، بتوزيع قطع الأراضي.
وتخشى السلطات الاتحادية والمحلية في محافظات الوسط والجنوب من انطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات على غرار ما حدث في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، بالنظر لتدهور الخدمات وتزايد معدلات البطالة بين صفوف الشباب. وتعد قضية ارتفاع معدلات البطالة في العراق، خصوصاً في محافظات الجنوب، من بين أكبر التحديات التي تواجهها الحكومات المحلية والاتحادية منذ سنوات، من دون أن تتمكن من حلها أو التغلب عليها. وتتفاقم المشكلة كل عام مع دخول الآلاف من خريجي المعاهد والجامعات سنوياً إلى سوق العمل. وكانت أرقام وزارة التخطيط قد أوضحت في العام الماضي أن نسبة البطالة قاربت 14 في المائة في عموم البلاد.
من جانبه، قال عضو لجنة النفط والغاز البرلمانية، عمار العميري، أمس إن «تثبيت أصحاب العقود أو المطالبين بفرص وظيفية وفق قانون الدعم الطارئ، يعد مخالفة صريحة للقانون». وأضاف العميري في تصريحات صحافية أن «البرلمان ليست لديه خصومة مع المتظاهرين، إلا أن الانسداد السياسي عطل تنفيذ مطالبهم، خصوصاً أن البرلمان لا يستطيع أن يشرع قانون الموازنة لهذا العام من دون تشكيل حكومة وفق السياق الدستوري». وتابع: «قانون الأمن الغذائي جاء كمنقذ للبلد لأن احتياطات البلد الغذائية بدأت بالنفاد».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حميّة الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر
TT

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حميّة الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان القيادي الكبير في «حزب الله» طلال حميّة.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.

وقال البرنامج إن حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.

مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن طلال حيدر الملقب بـ«الشبح»

وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.

أبو جعفر «الشبح»

يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.

ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.

خليفة بدر الدين

وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.

وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.

بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».