بكين تتعهد «القتال حتى النهاية» لمنع استقلال تايوان

أول لقاء بين وزيري الدفاع الأسترالي والصيني منذ 3 سنوات

جانب من لقاء الوفدين الأسترالي والصيني في سنغافورة أمس (أ.ف.ب)
جانب من لقاء الوفدين الأسترالي والصيني في سنغافورة أمس (أ.ف.ب)
TT

بكين تتعهد «القتال حتى النهاية» لمنع استقلال تايوان

جانب من لقاء الوفدين الأسترالي والصيني في سنغافورة أمس (أ.ف.ب)
جانب من لقاء الوفدين الأسترالي والصيني في سنغافورة أمس (أ.ف.ب)

شهدت «الحرب الكلامية» بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً، أمس (الأحد)، على خلفية مصير تايوان.
وأعلن وزير الدفاع الصيني وي فنغي، أمس (الأحد)، أن بلاده «ستقاتل حتى النهاية» لمنع تايوان من إعلان استقلالها. جاء هذا الإعلان عقب تصريحات لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي أدان السبت النشاط العسكري الصيني «الاستفزازي والمزعزع للاستقرار» قرب تايوان.
وأدت عمليات التوغل غير المسبوقة لطائرات حربية صينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان إلى زيادة التوتر في الأشهر الأخيرة. وقال وزير الدفاع وي فنغي، في قمة «حوار شانغري - لا» الأمنية في سنغافورة: «سنقاتل بأي ثمن وسنقاتل حتى النهاية. هذا هو الخيار الوحيد للصين»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن «الذين يسعون إلى استقلال تايوان في محاولة لتقسيم الصين لن يحققوا بالتأكيد أهدافهم». وتابع وزير الدفاع الصيني: «لا ينبغي لأحد أن يقلل من تصميم القوات المسلحة الصينية وقدرتها على حماية وحدة أراضيها».
وحضّ وي واشنطن على «الكف عن تشويه سمعة الصين واحتوائها (...) والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين والتوقف عن الإضرار بمصالحها». لكنه اعتمد نبرة أكثر تصالحية في بعض القضايا، داعياً إلى علاقة «مستقرة» بين الصين والولايات المتحدة، معتبراً أنها «حيوية للسلام العالمي».
وفي خطاب أمام قمة «حوار شانغري - لا» الأمنية في سنغافورة، انتقد أوستن «الإكراه» الصيني «المتزايد» لتايوان. وقال أوستن أمام المنتدى الذي حضره وزراء دفاع من آسيا والعالم: «شهدنا ازدياداً مطرداً في الأنشطة العسكرية الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار قرب تايوان... يشمل ذلك تحليق طائرات (عسكرية صينية) بأعداد قياسية قرب تايوان في الأشهر الأخيرة، وبوتيرة يومية تقريباً». لكنّه شدّد على أهمية إبقاء «قنوات الاتصال كافة مفتوحة مع قادة الدفاع الصينيين»، لتجنّب أي خطوات غير محسوبة.
وأجرى الوزيران أول لقاء بينهما على هامش قمة سنغافورة الجمعة، واندلع سجال بينهما حول تايوان. وتعتبر الصين هذه الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، إحدى مقاطعاتها التاريخية، وتتوعد بضمّها بالقوة إذا لزم الأمر. وحذّر وي خلال اجتماعه بأوستن الجمعة على هامش القمة الأمنية من أنه «إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان عن الصين، فلن يتردد الجيش الصيني بكل تأكيد في بدء حرب، مهما كلف الأمر»، بحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية. وتعهد الوزير الصيني خلال الاجتماع بأن «تُحطّم» بكين أي محاولة لاستقلال تايوان.
من جهته، قال أوستن إن على بكين «الكف» عن أي نشاط مزعزع للاستقرار في هذه المنطقة، بحسب البنتاغون.
أما الخارجية التايوانية، فعبّرت عن رفضها «التأكيدات السخيفة» لبكين. وبدا الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة لليابان الشهر الماضي كأنه يتخلى عن السياسة الأميركية المتبعة منذ عقود، عندما قال في ردّ على سؤال إن واشنطن ستدافع عن تايوان عسكرياً إذا تعرّضت لهجوم صيني. لكن البيت الأبيض شدّد مذاك على أن سياسته القائمة على «الغموض الاستراتيجي» لم تتغير.
ورأى محللون أن مجرد عقد لقاء بين وزيري الدفاع يحمل بارقة أمل، وإن كان ضئيلاً. وقال إيان تشونغ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية والمشارك في المنتدى، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أننا في هذه المرحلة لن نشهد اختراقات. ربما سيؤدي ذلك إلى شيء ما في المستقبل».
وهذا الخلاف هو الأخير فقط بين واشنطن وبكين، إذ يعدّ بحر الصين الجنوبي نقطة ساخنة أخرى في المنطقة. وتطالب بكين بالسيطرة الكاملة على البحر الغني بالموارد، في خلاف مع كل من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام، علماً بأنه يعدّ ممراً لتجارة بحرية بقيمة تريليونات الدولارات سنوياً.
من جهته، التقى وزيرا الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز ونظيره الصيني أمس للمرة الأولى منذ 3 سنوات في «خطوة أولى مهمة»، حسب الوزير الأسترالي، بعد فترة طويلة من التوتر. واستغرقت المحادثات بين وزيري الدفاع أكثر من ساعة، قال الوزير الأسترالي على إثرها، إنها «كانت فرصة لإجراء محادثات صريحة وشاملة جداً، تناولت عدداً من القضايا التي تهم أستراليا».
وأضاف مارلز، الذي يشغل منصب نائب رئيس وزراء أستراليا كذلك: «من المهم في هذا الوقت وجود خطوط حوار مفتوحة». وتابع أن «العلاقات بين أستراليا والصين معقّدة. وبسبب هذا التعقيد تحديداً، من المهم حقاً أن ننخرط في حوار في هذا الوقت».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، اليوم (الأربعاء)، إن فرص تطورها خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلة تبلغ 55 في المائة. ويكون لظاهرة «النينا عادة تأثير تبريد على المناخ العالمي».

و«النينا»، وتعني بالإسبانية «الفتاة»، هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات. وهي عكس ظاهرة «النينو» التي تعني «الصبي» بالإسبانية، حيث ترتفع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير.

وهذا يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في كثير من أجزاء العالم. وترفع ظاهرة «النينو» متوسط درجة الحرارة العالمية، في حين أن ظاهرة «النينا» تفعل العكس تماماً.

كانت ظاهرة «النينو» لا تزال قابلة للرصد في بداية هذا العام، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقول إن الظروف المحايدة تسود منذ شهر مايو (أيار) تقريباً، ولا يزال هذا الحال مستمراً. ومن المؤكد بالفعل أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة «النينا» لم تتطور بعد بسبب الرياح الغربية القوية غير المعتادة التي تهب بين شهري سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني).