«هنّ» يصور الأنوثة بمنحوتات ولوحات مصورة

تشارك فيه 44 امرأة من أصل 62 فناناً تشكيلياً

من فيلم «فيليب عرقتنجي»  (الشرق الأوسط)
من فيلم «فيليب عرقتنجي» (الشرق الأوسط)
TT

«هنّ» يصور الأنوثة بمنحوتات ولوحات مصورة

من فيلم «فيليب عرقتنجي»  (الشرق الأوسط)
من فيلم «فيليب عرقتنجي» (الشرق الأوسط)

منذ أن اتخذت كل من آيا أبو هواش ورنين الحمصي قرارهما بتنظيم معرض «هن» الخاص بالمرأة، رغبتا في أن يأخذ حيزاً من الوقت بحيث يستمر لثلاثة أشهر متتالية. فهما المسؤولتان عن تنسيقه واختيار الفنانين فيه الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاماً.
موضوع المرأة والأنوثة تتطرق إليهما معظم القطع الفنية المشاركة والمعروضة في مجمع «أ.ب.ث» في فردان. عدد المشاركين الذي يصل إلى نحو 62 فناناً تشكيلياً كان يلزمه نحو ثلاثة أشهر كي يستطيع أكبر عدد ممكن من الزوار من مشاهدة أعمالهم.
تكمن أهمية معرض «هنّ» بمحتواه الفني المرتكز على قصص عاشتها النساء المشاركات، وترجمنها على طريقتهن بالريشة أو بالحجر والصور الفوتوغرافية وحتى بفيديوهات مصورة. فهذه المشهديات المأخوذة من الواقع ومن موضوعات مختلفة كالحجر الصحي ووضع المرأة الاقتصادي والأمومة والحب والثورة وغيرها تحاكي الأنثى مباشرة. وتأتي هذه المساحة الفنية كوسيلة تعبير عن هواجس ومشكلات ولحظات جميلة تواجهها المرأة عامة. أما دخول الرجل على الخط فهو يأتي من باب دعمه للمرأة وإبراز تأثيرها عليه منذ الطفولة.
تشارك في المعرض سارة أبو مراد وفلافيا قدسي وسيرين غندور وريمي عقل وفاطمة مرتضى ودزوفيك أرنيليان وإيما فرن كيرتيس ومانويلا غيراغوسيان وغيرهن. وفي المقابل يتضمن أعمالاً فنية لفنانين رجال كالمخرج فيليب عرقتنجي من خلال فيلم مصور قصير، وسيمون مهنا ومنصور الهبر وريان عيد وكميل حوا وغيرهم. هؤلاء يعرضون رسومات ولوحات زيتية وأخرى مصنوعة بتقنية الـ«ميكسد ميديا» وفنون أخرى.

أيا ورنين منسقتا المعرض (الشرق الأوسط)

وتقول رنين إحدى منسقات معرض «هن» والمشاركة فيه من خلال لوحات فنية، إن المعرض يركز على طريقة وتقنية كل فنان يشارك فيه. وإن مضمون هذه الأعمال الفنية محوره الأنوثة، ويشارك في ترجمتها فنياً مواهب ناشئة وأخرى محترفة.
أما آيا شريكتها في المعرض فترى أن الذي حمسها للقيام بهذه الخطوة مع رنين فهي فكرة تخصيص المرأة بمساحة فنية تروي فيها قصصها مع الحياة. وتتابع: «كان تحدياً لنا، سيما وأننا لم نكن نمتلك الوقت الكافي لتحضيره. كما رغبنا في أن نرفع الصوت كي يصل إلى بلاد الانتشار فلا ينحصر فقط بلبنان. فهو واحة فنية مفتوحة على الجميع، حتى أن برنامج المعرض استوحيناه من أعمال الفنانين المشاركين.
تتنقل في المعرض في مجمع «أ.ب. ث». لتكتشف أعمالا ًزيتية وأخرى من «ميكسد ميديا» وصوراً فوتوغرافية ولوحات زيتية، تلفتك غرابة بعضها وارتباط أخرى بالأرض والقرية، فيما تلون هذه الساحة الفنية منحوتات تذكرنا بالمرأة البرونزية القوية وصاحبة القرار القوي. وتقول رلى أزرق التي تقدم المرأة في هذا الإطار: «كان من المهم أن نظهر قوة المرأة ورباطة جأشها وهي تواجه مراحل من الماضي القريب الذي شهدنا فيه الكثير من الويلات والمشكلات». وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «انطلق هذا المعرض في اليوم العالمي للمرأة ليس من باب الصدفة بل للتذكير بمهماتها وكشريكة أساسية في مجتمعنا العربي. وفي إحدى منحوتاتي البرونزية صورتها تجلس على الكرة الأرضية حاملة السلام لأنها تنشده في أعماقها».
ومن الرجال المشاركين في المعرض كميل حوا الذي صمم أيضاً شعار معرض «هنّ». ويوضح أسباب مشاركته لـ«الشرق الأوسط»: «كنت صاحب فكرة إطلاق اسم هنّ على المعرض، كما أني معروف بدعمي للمرأة ومساندتها في مواقف عدة. وفي هذا المعرض نقلت أفكاري حول هذا الموضوع كي تلمسها الناس عن قرب. وبالنسبة لرسم النساء، عندي تجارب كثيرة في هذا الموضوع، إن في معارض سابقة أو في كتب ألفتها حولها».
من ناحيتها، تنقل منار علي حسن تجارب نساء مع المرض وهي إحداهن، ضمن صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود. أما فلافيا قدسي فتعود بنا إلى فترة الحجر الصحي كما تصور المرأة في لوحة زيتية عملاقة على طريقة «موناليزا» لليوناردو دافنشي ولكن مزينة بكمامة وقفازات.

معرض «هنّ» يعكس حكايات نساء فنانات ضمن قطع فنية (الشرق الأوسط)

توضح سارة أبو مراد التي تقدم لوحات تطبعها الطفولة والألوان الزاهية المتداخلة أن «هن» هو مساحة مفتوحة للنساء والقصص التي يرويها عنهن، مشوقة تحمل مشاعر وتفاصيل كثيرة».
وتشرح آيا عن لوحاتها المشاركة في المعرض والمستوحاة من لحظات تاريخ لبنان الحديث. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «هي صور علقت في ذهني أثناء الثورة بينها (كريم ولينا بعيون مريم) و(باولوز غان) تترجم واقعاً عشناه أيام الثورة». وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ما حاولت ترجمته في أعمالي هو هذا الدور الذي أدته المرأة في مواقف مختلفة رغم ضغوطات كثيرة كانت تحيط بها».
ومن فالوغا البلدة اللبنانية المشهورة بطبيعتها الخلابة تطالعنا إيما فرن كيرتس بأعمال استوحتها من مسقط رأس زوجها فالوغا التي تستقر فيها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «رغبت في توليد اتصال مباشر بين المشاهد ولوحاتي، أغنيتها بالطبيعة التي هي أنثى أيضاً. هي زيتيات تتألف من عدة طبقات أدمجها مع الألوان والشخصيات التي أختارها، وأتوجها بالهدوء الذي يسود طبيعة فالوغا، قرية زوجي».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».