والد شاب مغربي محكوم عليه بالإعدام في دونيتسك يروي قصة اعتقاله

أسرته تعيش على إيقاع القلق... وتأمل في تخفيف الحكم بعد الاستئناف

الشاب المغربي إبراهيم سعدون يقف إلى جانب بريطانيين في قفص الاتهام بدونيتسك، 8 يونيو (رويترز)
الشاب المغربي إبراهيم سعدون يقف إلى جانب بريطانيين في قفص الاتهام بدونيتسك، 8 يونيو (رويترز)
TT

والد شاب مغربي محكوم عليه بالإعدام في دونيتسك يروي قصة اعتقاله

الشاب المغربي إبراهيم سعدون يقف إلى جانب بريطانيين في قفص الاتهام بدونيتسك، 8 يونيو (رويترز)
الشاب المغربي إبراهيم سعدون يقف إلى جانب بريطانيين في قفص الاتهام بدونيتسك، 8 يونيو (رويترز)

تعيش أسرة الشاب المغربي إبراهيم سعدون، الذي حكمت عليه محكمة لدى السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك (شرق أوكرانيا) بالإعدام، حالة من القلق والترقب.
اكتشف الطاهر سعدون أن ابنه معتقل لدى القوات الموالية لروسيا عن طريق فيديو بثه صحافي روسي يعمل مع الجيش. روى إبراهيم (21 سنة) في الفيديو قصة اعتقاله، وقال إنه كان في ماريوبول مع كتيبة أوكرانية، فجرى حصار الكتيبة من طرف الجيش الروسي، لكنه ورفاقه نجحوا في الانسحاب، وتمكنوا من التوجه إلى محل تجاري. أخبروا سيدة تعمل في المحل بوضعهم، فنصحتهم بإلقاء السلاح والاستسلام، وهو ما وافقوا عليه، فتوجهوا معها نحو نقطة للجيش الروسي، وهناك جرى اعتقالهم، قبل أن يحالوا على المحاكمة.
نشأ إبراهيم، وهو من مواليد مدينة مكناس (150 كيلومتراً شمال الرباط)، ودرس في مدينة الدار البيضاء بحكم عمل والده الطاهر سعدون فيها. وقال والده لقناة «أواصر» التابعة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وهي مؤسسة رسمية تهتم بالجالية المغربية، إن ابنه أخبره بعد اندلاع الحرب أنه انتقل إلى بولندا، قبل أن يتبين أن ذلك غير صحيح، وأنه ظل في أوكرانيا ويعمل مع جيشها. وأضاف أنه قلق بخصوص ما فعل ابنه، مضيفاً: «لو علمت أنه سيلتحق بالجيش الأوكراني، لما سمحت له بالسفر». ومنذ صدور خبر اعتقال إبراهيم قبل أكثر من شهر وبث فيديوهاته على قنوات روسية، عزز والده الطاهر سعدون من نشاطه على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة منها «يوتيوب».
وذكر الأب أن ابنه يدرس بكلية الديناميك الهوائية وعلوم الفضاء التابع لمعهد كييف متعدد التخصصات التقنية، وهو حاصل على منحة، كما حصل على الجنسية الأوكرانية. وإبراهيم هو بكر أسرته ولديه شقيقتان تتابعان دراستهما في فنلندا. وقال والده إن إبراهيم نشأ في أسرة متوسطة الحال، وكان مولعاً بمجال الطيران، وخطط لمتابعة دراسته في روسيا، ولهذا تعلم اللغة الروسية في المغرب. إلا أنه وجد صعوبة في ولوج معهد في روسيا فاتجه إلى أوكرانيا، وهناك تعلم اللغة الأوكرانية.
يذكر أن والد إبراهيم عمل سابقاً بالشرطة القضائية التابعة للدرك الملكي المغربي بالدار البيضاء، وهو الآن يقدم برامج في مجال السلامة على الطريق وقوانين السير على طرقات المغرب، وباحث في شؤون المركبات والسلامة على الطريق. كما يعمل حالياً مديراً لشركة للنقل البحري الدولي. وكشف الطاهر سعدون أن إبراهيم يحب الحيوانات والطيور، وكان يربي بعضاً منها بينها كلب وعصفوران، كما وصفه بـ«المتسامح» وقال إنه لم يكن يغادر البيت كثيراً. وتأثر باكياً، فقال: «لدى ابني طائران في البيت يسلمان عليه»، قبل أن يوجه استعطافاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويقول الطاهر سعدون إن ابنه تعرض لغسل دماغ من طرف المخابرات الأوكرانية، وجرى استقطابه للعمل في الجيش الأوكراني. لكنه ينفي في الوقت نفسه أن يكون ابنه مرتزقاً، لأنه يحمل الجنسية الأوكرانية.
وتحدث الطاهر سعدون عن صفات ابنه، وقال إن شخصيته قوية، ومعنوياته عالية، وأنه «نابغة» يتقن خمس لغات، منها الروسية والإنجليزية، بيد أنه حذر الآباء الذين لهم أبناء طلبة في أوكرانيا أن يتحققوا من أنهم غادروا البلاد بالفعل.
وقال الطاهر في كلمة مصورة بثت في مواقع التواصل الاجتماعي قبل الحكم على ابنه، إنه جرى استغلال شاب «دخيل على الجيش الأوكراني» ومن جنسية أخرى، ونقله إلى نقطة المواجهة. وتأسف لوقوع ذلك متهماً الجيش الأوكراني بالزج بالطلبة المغاربة ليكونوا وقوداً للحرب. من جهتهم، يقول بعض أصدقائه المغاربة إن إبراهيم التحق بالجيش الأوكراني كجندي، وقد ظهر في صور نشرها في حسابه في «فيسبوك» وهو يرتدي لباساً عسكرياً إلى جانب وحدة من الجيش الأوكراني.
وأكد والده أنه تواصل مع الصليب الأحمر، والسفارة الروسية في المغرب بخصوص ابنه، فضلاً عن وزارة الخارجية المغربية. ولم تدل السلطات المغربية بأي موقف بهذا الشأن حتى وقت كتابة هذا التقرير. وتأمل عائلة إبراهيم في المغرب أن يتم تخفيف حكم الإعدام خلال مرحلة الاستئناف، وتراهن على تحركات المغرب وجمعيات المجتمع المدني المغربي وخصوصاً جمعية خريجي الجامعات السوفياتية.


مقالات ذات صلة

 أوكرانيا تحقق في معلومات عن إعدام الجيش الروسي ستة من جنودها  

أوروبا جنود روس يتفقدون مركبات عسكرية أوكرانية تم الاستيلاء عليها أثناء القتال في أوكرانيا (ا.ب)

 أوكرانيا تحقق في معلومات عن إعدام الجيش الروسي ستة من جنودها  

أعلنت كييف أنّها تتحقّق من صحة أنباء عن إعدام القوات الروسية ستة من جنودها بعد أسرهم في شرق أوكرانيا، الجبهة التي حقّق فيها الجيش الروسي مزيداً من التقدم.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس تلقي كلمة في تجمع انتخابي بميشيغان الأحد الماضي (أ.ف.ب)

في حال فوزها... من سيكون في إدارة هاريس؟

بدخول رئيس جديد إلى المكتب البيضاوي، يدخل معه فريق متكامل لإسناده في مواجهة تحديات على المستويات الداخلية والدولية. فمن سيكون في إدارة هاريس حال فوزها؟

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ينتقد وقوف الحلفاء متفرجين على وجود قوات كورية شمالية (رويترز)

زيلينسكي: 11 ألف جندي كوري شمالي نُشروا في منطقة كورسك الروسية

قال الرئيس الأوكراني الاثنين إن 11 ألف جندي من كوريا الشمالية وصلوا إلى منطقة كورسك الحدودية الروسية وقدّر البنتاغون إرسال بيونغ يانغ ألفي جندي إضافي إلى كورسك.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتفقد عسكريين أوكرانيين في منطقة كييف الكبرى (د.ب.أ)

وزيرة خارجية ألمانيا في كييف مجدداً لطمأنة الأوكرانيين

زارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، كييف، الاثنين، لطمأنة الأوكرانيين الذين يواجهون صعوبات على الجبهة والمستائين من الدعم الغربي الخجول.

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو)
أوروبا القوات الروسية تسيطر على قرية فيشنيف بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا (رويترز)

تقدم روسي بمنطقة دونيتسك... وأوكرانيا تُقرّ بوقوع قتال

قال الجيش الروسي، الأحد، إن قواته سيطرت على قرية فيشنيف بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، وإنها تواصل تقدّمها صوب المركز اللوجيستي في بوكروفسك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بلينكن: كوريا الشمالية تنشر 8 آلاف جندي «جاهز للقتال» في كورسك الروسية

TT

بلينكن: كوريا الشمالية تنشر 8 آلاف جندي «جاهز للقتال» في كورسك الروسية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ونظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول خلال مؤتمر صحافي مشترك بواشنطن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ونظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول خلال مؤتمر صحافي مشترك بواشنطن (رويترز)

أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، بأن ما يصل إلى ثمانية آلاف جندي كوري شمالي وصلوا إلى منطقة كورسك الروسية الحدودية، وباتوا جاهزين للمشاركة في القتال ضد القوات الأوكرانية، في الأيام المقبلة.

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه من أصل عشرة آلاف جندي كوري شمالي تعتقد الولايات المتحدة أنهم دخلوا إلى روسيا، هناك ثمانية آلاف «تم نشرهم في منطقة كورسك» المحاذية لأوكرانيا.

وأورد بلينكن، في مؤتمر صحافي أعقب محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إن هؤلاء الجنود لم يشاركوا بعد في القتال ضد قوات أوكرانية «لكننا نتوقع أن يحدث ذلك في الأيام المقبلة».

ولفت إلى أن روسيا تدرّب هذه القوات على «سلاح المدفعية والمسيرات والعمليات البرية الأساسية بما في ذلك تمشيط الخنادق، ما يشير إلى أنها تعتزم استخدام هذه القوات في عمليات على الخطوط الأمامية»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ووجّه بلينكن تحذيراً جاء فيه «إذا شاركت هذه القوات في عمليات قتالية أو دعم قتالي ضد أوكرانيا فستصبح أهدافاً عسكرية مشروعة».

وقبلها، قال روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن، التابع للمنظمة الدولية، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تلقّت معلومات تشير إلى وجود ثمانية آلاف جندي من كوريا الشمالية «حالياً» في منطقة كورسك الروسية.

وأضاف وود: «لديّ سؤال وجيه جداً لزميلي الروسي: هل لا تزال روسيا تصر على عدم وجود قوات من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) في روسيا؟».

ولم يردَّ ممثل روسيا لدى مجلس الأمن، المكون من 15 عضواً، على السؤال.