دوري الأمم الأوروبية: إنجلترا وإيطاليا... مواجهة ثأرية ضد المتصدر

المباراة تقام في غياب الجماهير... و«الأسود الثلاثة» تبحث عن أول فوز أمام «المتفوق تاريخياً»

ماتيو بوليتانو (أ.ف.ب)  -  هاري كين
ماتيو بوليتانو (أ.ف.ب) - هاري كين
TT
20

دوري الأمم الأوروبية: إنجلترا وإيطاليا... مواجهة ثأرية ضد المتصدر

ماتيو بوليتانو (أ.ف.ب)  -  هاري كين
ماتيو بوليتانو (أ.ف.ب) - هاري كين

يسعى منتخب إنجلترا للثأر من نظيره الإيطالي الذي كان ألحق به خسارة مؤلمة في نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي، وذلك عندما يستقبله على ملعب «مولينو» اليوم (السبت)، ضمن منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة لمسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.
وتقام المباراة خلف أبواب موصدة أمام الجماهير بعد أعمال الشغب التي رافقت نهائي البطولة القارية على ملعب «ويمبلي» في لندن الصيف الماضي، وانتهى بفوز «الأتزوري» بسيناريو ركلات الترجيح على أصحاب الأرض 3 - 2 بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وتميل الكفة لصالح إيطاليا في 28 مباراة جمعتها مع انجلترا، حيث فازت في 12 مقابل 8 هزائم، والعدد ذاته من التعادلات.
كما تعود الخسارة الأخيرة لبطل العالم أربع مرات أمام «الأسود الثلاثة» منذ سقوطه 1 - 2 في ودية بسويسرا في أغسطس (آب) 2012. فيما حققت إيطاليا فوزها الأخير على منافستها في 90 دقيقة خلال مونديال البرازيل 2014 في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة بنتيجة 2 - 1.
ويخوض منتخب «الأسود الثلاثة» المواجهة المنتظرة، ليس فقط للثأر من منافس حطم أحلامه القارية، بل أيضاً من أجل تحقيق انتصاره الاوّل في النسخة الثالثة من دوري الأمم الأوروبية، بعدما استهل مسيرته بخسارة مدوية أمام المجر صفر - 1، قبل أن ينتزع تعادلاً قاتلاً بركلة جزاء من القائد هاري كين أمام ألمانيا 1 - 1، ليتذيل ترتيب مجموعته بنقطة يتيمة.
ورغم البداية المتواضعة، فإنّ المدرب غاريث ساوثغيت أثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، إذ منذ تسلمه المهام الفنية مع بطل العالم 1966، قاده إلى نصف نهائي كأس العالم في روسيا 2018، وإلى نهائي أمم أوروبا العام الماضي.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى درجة من الواقعية حول الانتكاسات من جراء خوض 4 مباريات في 11 يوماً، أوضح ساوثغيت أهمية التمسك بقناعاته، قائلاً: «أعرف ما أريده من هذه المباريات»، مضيفاً: «أنا أقبل أيضاً أنه مع إنجلترا سيتم الحكم عليك، وعليك الفوز في كل مباراة».
وسيعمد ساوثغيت بسبب كثافة المباريات إلى إدخال كثير من التغييرات أمام إيطاليا ومباراة العودة الثلاثاء ضد المجر، لذا قال: «لقد رأيتم في جميع أنحاء أوروبا: أدخلت فرنسا 10 تغييرات وإسبانيا ثمانية، والبرتغال سبعة».
وختم: «هي سلسلة فريدة من المباريات، حيث تفكر المنتخبات في رفاهية اللاعب إلى حد ما ونضارته، ولكنها أيضاً تستعد لكأس العالم لأنها تدرك جيداً ما هو مقبل، وما لم تحصل عليه في المباريات الودية قبل المسابقة».
وفي وقت تحوم فيه الشكوك حول إمكانية مشاركة كالفين فيليبس بعد أن أجبر على مغادرة ارضية الملعب في ميونيخ للإصابة، من المرجح أن يدفع ساوثغيت بلاعب مانشستر سيتي جاك غريليش أساسياً بعدما خاض أفضل 20 دقيقة بقميص بلاده أمام ألمانيا بعد دخوله من على مقاعد البدلاء.
كما سيمنح مهاجم روما الإيطالي تامي إبراهام فرصة في المقدمة لإراحة كين «الطامع» لتحطيم رقم الهداف التاريخي للمنتخب واين روني (53 هدفاً في 120 مباراة بين 2003 و2018) عقب تسجيله هدفه الـ50 أمام «المانشافت» في 71 مباراة دولية.
من ناحيتها، تأمل إيطاليا في أن تستعيد بريقها بعد تراجع مستواها عقب إحرازها اللقب القاري، ففشلت في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية توالياً وخسرت مباراة «الفيناليسيما» التي جمعتها أمام الأرجنتين بطلة كوبا أميركا صفر - 3.
غير أن «الأتزوري» ظهر بصورة مغايرة في دوري الأمم، إذ يتربع على صدارة «مجموعة الموت» برصيد 4 نقاط، إثر تعادله مع ألمانيا 1 - 1 وفوزه على المجر 2 - 1. وعمد روبرتو مانشيني إلى ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب، فاستبدل باللاعبين المخضرمين، آخرين شباناً، فلم يشارك في التشكيلة الأساسية المدافع ليوناردو بونوتشي (35 عاماً) والمهاجم أندريا بيلوتي (28) الخميس.
ويشكّل خط الهجوم معضلة للمدرب الإيطالي، فبعدما قرر عدم استدعاء تشيرو إيموبيلي (32 عاماً)، أفضل هداف للدوري الإيطالي أربع مرات، لم يتمكن الثلاثي بيلوتي وجانلوكا سكاماكا وجاكومو راسبادوري من زيارة الشباك في المباريات الثلاث السابقة.
وكان مانشيني قرر عدم استدعاء ماركو فيراتي وجورجينيو وإيمرسون بالمييري ولورنتسو إينسيني في وقت سابق من هذا الشهر للراحة.


مقالات ذات صلة

كأس إنجلترا: كريستال بالاس إلى النهائي الثالث في تاريخه

رياضة عالمية صنع سار الهدف الأول لإيزي قبل أن يسجل الهدفين الثاني والثالث (رويترز)

كأس إنجلترا: كريستال بالاس إلى النهائي الثالث في تاريخه

قاد المهاجم الدولي السنغالي إسماعيلا سار فريقه كريستال بالاس إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية يحتفل عبد الملك الجابر رفقة زملائه خلال المباراة (زيلنتشار)

السعودي الجابر يقود زيلنتشار البوسني لفوز حاسم في سباق التأهل الأوروبي

قاد النجم السعودي عبد الملك الجابر فريقه البوسني زيلنتشار لتحقيق فوز حاسم في الدوري البوسني أمام المتصدر فريق بوراك بنتيجة 2-1

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة عالمية من المباراة التي جمعت تشيلسي وليغيا وارسو (أ.ف.ب)

تشيلسي إلى نصف نهائي المؤتمر الأوروبي رغم الخسارة أمام وارسو

بلغ تشيلسي الإنجليزي الدور قبل النهائي من بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، وذلك رغم خسارته أمام ضيفه ليغيا وارسو البولندي 2/1 في إياب دور الثمانية الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لا يزال بايرن قادراً على إنجاح موسمه من خلال الفوز بلقبي الدوري الألماني وكأس العالم للأندية (إ.ب.أ)

بعد الخروج الأوروبي... بايرن يركز على الـ«بوندسليغا» وكأس العالم للأندية

انتهى حلم بايرن ميونيخ في لعب نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعبه بعد خروجه من دور الثمانية، أمس الأربعاء، لكنه لا يزال قادراً على إنجاح موسمه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ألكسندر ستراوس (رويترز)

بايرن يعلن رحيل مدرب فريق السيدات نهاية الموسم

أعلن نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، رحيل ألكسندر ستراوس، المدير الفني لفريق السيدات، بنهاية الموسم، بعد أن قاد الفريق لثلاثة أعوام.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
TT
20

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)

تنافس أكثر من 20 روبوتاً في أول نصف ماراثون بشري في العالم في الصين اليوم (السبت)، ورغم تفوقها التكنولوجي المذهل، فإنها لم تتفوق على البشر في المسافة الطويلة.

وشارك أكثر من 12 ألف شخص في السباق الذي يمتد إلى 21 كيلومتراً. وفصلت حواجز مسار عدْو الروبوتات عن منافسيها من البشر.

وبعد انطلاقها من حديقة ريفية، اضطرت الروبوتات المشاركة إلى التغلب على منحدرات طفيفة، وحلبة متعرجة بطول 21 كيلومتراً (13 ميلاً) قبل أن تصل إلى خط النهاية، وفقاً لصحيفة «بكين ديلي» الحكومية.

شاركت فرق من عدة شركات وجامعات في السباق، الذي يُمثل عرضاً للتقدم الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الروبوتات، في محاولتها اللحاق بالولايات المتحدة، التي لا تزال تفخر بنماذج أكثر تطوراً، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتم السماح للمهندسين بإجراء تعديلات على أجهزة التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بهم على طول الطريق، مع تحديد محطات مساعدة خاصة للروبوتات. ولكن بدلاً من الماء والوجبات الخفيفة، كانت المحطات تقدم بطاريات، وأدوات فنية للروبوتات.

روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

ورغم منح الروبوت أقصى طاقة ممكنة، تأخر الروبوت «تيانغونغ ألترا» كثيراً عن أسرع رجل في السباق، الذي عبر الخط في ساعة واحدة و11 ثانية تقريباً. أول روبوت يعبر خط النهاية، تيانغونغ ألترا، من ابتكار مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية، أنهى السباق في ساعتين و40 دقيقة. وهذا يقل بنحو ساعتين عن الرقم القياسي العالمي البشري البالغ 56:42 دقيقة، والذي يحمله العداء الأوغندي جاكوب كيبليمو. أما الفائز بسباق الرجال اليوم (السبت)، فقد أنهى السباق في ساعة ودقيقتين.

وكان السباق بمثابة عرض فني، وقال رئيس الفريق الفائز إن روبوتهم -رغم تفوقه على البشر في هذا السباق تحديداً- كان نداً لنماذج مماثلة من الغرب، في وقتٍ يحتدم فيه السباق نحو إتقان تكنولوجيا الروبوتات البشرية.

المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)
المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)

وكانت الروبوتات، بأشكالها وأحجامها المتنوعة، تجوب منطقة ييتشوانغ جنوب شرقي بكين، موطن العديد من شركات التكنولوجيا في العاصمة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، انتشرت مقاطع فيديو لروبوتات صينية بشرية وهي تؤدي حركات ركوب الدراجات، والركلات الدائرية، والقفزات الجانبية على الإنترنت.

روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

في وثيقة سياسية لعام 2023، حددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية صناعة الروبوتات البشرية باعتبار أنها «حدود جديدة في المنافسة التكنولوجية»، وحددت هدفاً بحلول عام 2025 للإنتاج الضخم، وسلاسل التوريد الآمنة للمكونات الأساسية.

وقال مهندسون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الهدف هو اختبار أداء الروبوتات، وما إذا كانت جديرة بالثقة. ويؤكدون أنّ الأولوية هي الوصول إلى خط النهاية، لا الفوز بالسباق. ورأى كوي وينهاو، وهو مهندس يبلغ 28 عاماً في شركة «نوتيكس روبوتيكس» الصينية، أن «سباق نصف الماراثون يشكل دفعاً هائلاً لقطاع الروبوتات بأكمله». وأضاف: «بصراحة، لا يملك القطاع سوى فرص قليلة لتشغيل آلاته بهذه الطريقة، بكامل طاقتها، على هذه المسافة، ولوقت طويل. إنه اختبار صعب للبطاريات، والمحركات، والهيكل، وحتى الخوارزميات». وأوضح أن روبوتاً تابعاً للشركة كان يتدرب يومياً على مسافة تعادل نصف ماراثون، بسرعة تزيد على 8 كيلومترات في الساعة.

منافسة مع الولايات المتحدة

وشدّد مهندس شاب آخر هو كونغ ييتشانغ (25 عاماً) من شركة «درويد آب»، على أن سباق نصف الماراثون هذا يساعد في «إرساء الأسس» لحضور هذه الروبوتات بشكل أكبر في حياة البشر. وشرح أنّ «الفكرة الكامنة وراء هذا السباق هي أنّ الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها الاندماج بشكل فعلي في المجتمع البشري، والبدء بأداء مهام يقوم بها بشر». وتسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى أن تصبح الأولى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تخوض معها راهناً حرباً تجارية. أصبحت الشركات الصينية، وتحديداً الخاصة منها، أكثر نجاحاً في استخدام التقنيات الجديدة.

في يناير (كانون الثاني)، أثارت شركة «ديب سيك» الناشئة اهتماماً إعلامياً واسعاً في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأميركيين، مثل «تشات جي بي تي».